عربي21:
2024-12-27@21:13:59 GMT

إنتفاضة السويداء والثورة السورية المغدورة

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

تتواصل التحرّكات الشعبية ضد النظام الأسدي في السويداء جنوب سوريا منذ ثلاثة أسابيع، وتُعيد مشهديّتها إلى الأذهان جوانب من مشهدية الثورة السورية في العامين 2011 و2012، ولَو أن الفوارق كبيرة بين الحقبتين، داخل البلاد وخارجها.
ورغم أنها ليست المرة الأولى التي ينتفض فيها جبل العرب، بعد مظاهرات أهله الواسعة في بدايات الثورة، وبعد «حركة رجال الكرامة» بقيادة الشيخ الشهيد وحيد البلعوس رفضاً للتجنيد الإجباري وإرسال أبناء المنطقة لقتال مواطنيهم في مناطق أخرى في العامين 2014 و2015، إلا أن ما يجري اليوم بعد كلّ الأهوال التي شهدتها سوريا وتحويل عدد من مدنها وقراها إلى حطام، استثنائيّ الأهمية ويؤكّد تجذّر كراهية النظام الأسدي وسعة الرفض الشعبي له ولداعميه في المنطقة المذكورة وفي سواها.


ولعلّه من المفيد التوقّف عند بعض خصائص الحدث الدائر ودلالاته، بمعزل عمّا يمكن قوله لاحقاً عن نتائجه ومآلاته وتداعياته المحتملة.
فاللافت بدايةً في انتفاضة السويداء والبلدات المحيطة بها هو عمر كثرة من المشاركين فيها، ممّن تكوّن وعيهم السياسي خلال السنوات العشر الأخيرة، فشبّوا وتسيّسوا على وقع القصف والتهجير وأخبار الحصار والتعذيب والاحتلالات، ولم يُثنِهم الأمر عن اعتبار التحرّر من الجور والفساد والقتل قضيّتهم الأولى. وهذا يعني أنهم يستكملون ما بدأه قبلهم جيلان ممّن نشطوا في الحقل العام رغم مشقّاته. وليس رفعهم صوَر شهداء ومفقودين وأخوة وأقارب وأصحاب تشرّدوا وهاجروا إلا دلالة على العروة الوثقى التي تربطهم اليوم بقضايا من سبقهم.
اللافت كذلك، أن الحضور النسائي بارز، وبأدوار قيادية للتحرّكات، بمبادرات فردية أو منظّمة، وبشعارات جذرية تربط الكرامة الإنسانية بالحرّية، والعدالة بسقوط النظام ومحاكمة رئيسه. وهذا في ذاته إن تواصل، يوفّر للانتفاضة عمقاً اجتماعياً ويُغني معاني الحرّية المنشودة ومضامينها لتكون سياسية وثقافية في الوقت عينه.
وتُضاف إلى الخاصيّتين المذكورتين مسألتان سياسيتان بارزتان. الأولى، إصرار المتظاهرين والمتظاهرات من اليوم الأوّل على رفض أي فصل للشأن المعيشي الذي بدأت التحرّكات نتيجة تدهوره المتزايد عن الشأن السياسي، بما يمنع حصر الأمور بالمعطيات الاقتصادية. فالمسؤول عن التدهور الحاد في أحوال الناس بحسب شعاراتهم المرفوعة هو النظام. وهذا مهمّ لتجريده وأدواته من روايات تختصر الغضب بتردّي الظروف الحياتية نتيجة العقوبات ومنع إعادة الإعمار وغير ذلك من المقولات الساقطة.
المسألة الثانية هي وصل المحلّي بالوطني، بما يُنسّب التحرّكات إلى إطار أوسع وأرحب من خصوصية أكثرية المشاركين المناطقية أو المذهبية، ويعيد الاعتبار لدينامية سياسية معطّلة منذ تصعيد النظام لحربه الشاملة على المجتمع: الدينامية القائمة في الشارع حيث الحيز العام والتواصل وتخطّي الحواجز وبناء التجارب المواطنية.
تهاوي التطبيع ومنطقه
وما قد لا يقل أهمية عمّا ذُكر، إن استمرت الانتفاضة وتوسّعت، هو تجريدها النظام الأسدي من بعض مفاعيل التطبيع العربي معه التي عدّت مشروطيّة وقفه تهريب الكبتاغون وسماحه بعودة فئات من اللاجئين (الذين هجّرهم) في دول الجوار، كافية لتبرير تعويمه ووعده بالمساعدات والاستثمارات ودعوة الغربيين إلى التعامل معه، على اعتبار أن المناطق التي يسيطر عليها (بفضل الاحتلالين الروسي والإيراني) مستقرة ومعقود له فيها الولاء. فإذا بالمظاهرات والشعارات تظهر تهافت الاعتبار المذكور، بعد أن أظهرت سلوكيّات النظام نفسه تهافت الرهانات على استجابته للمشروطية العربية.
وهذا يوصلنا إلى ما يمكن توقّعه في المقبل من الأيام والأسابيع.
الظاهر حتى الآن، أن أجهزة النظام تحاور بعض أعيان المنطقة ومشايخها، وتعد بفتح معابر مع الأردن وتأمين مساعدات لمحاصرة التحرّكات الشعبية، متجنّبة الاصطدام بها ومراهنةً على الوقت لترنّحها.
لكن ماذا إن فشل رهانها؟ وماذا إن تواصلت التظاهرات واتسّع نطاقها؟ هل يمكن توقّع القمع الدموي الذي عادة ما يلجأ إليه النظام؟
تصعب الإجابة عن السؤال اليوم لعدّة أسباب.
أوّلها أن النظام الذي اعتمد في العقد الماضي سياسات عنف تجاه المتظاهرين قائمة على منطلقات طائفية ومناطقية وطبقية، جنّب السويداء ومدناً مثل السلمية والقامشلي وعامودا، حيث كانت التجمّعات والمسيرات حاشدة، القتل العشوائي الذي كثّفه في المقابل في ضواحي المدن وفي المناطق الريفية والطرفية (حيث الديموغرافيا السنية الأشد فقراً). وكان قتله في المدن المعدّة معاقل «للأقليات» قتلاً انتقائياً يستهدف المنظّمين للتظاهرات وأنشطة الإغاثة والإعلام ومنسّقي شبكات التضامن، فيغتالهم أو يعدمهم تحت التعذيب، من دون تعميمٍ يطال محيطهم، بهدف ادّعاء حماية لهذا المحيط في مواجهة «أكثرية عنيفة تهدّد التنوّع والتعدّد الديني والثقافي»، على ما ردّدت دعايته. وهو نجح في تحييد هذه المدن لاحقاً عن المعارك وعن الحرب التي شنّها على أجزاء مختلفة من سوريا. لكنّه ملزم اليوم بردّ وبسياسة مماثلة لما اعتمده في الماضي أو مختلفة عنها، قد لا يملك في الحالين مقوّمات بلورتها.
وهذا يحيلنا إلى ثاني الأسباب، أي إلى كون الخيارات الاستراتيجية للتعامل مع «الأزمات» محصورة بشكل خاص في أوساط القيادات الروسية والإيرانية المتحكّمة بالسياسة والميدان في سوريا. فهي من يتّخذ القرارات وثمة ما يتسرّب عن تباينات أحياناً في أشكال مقارباتها الأمنية للتعاطي مع «التحدّيات». وهي من يُحاول أن يستثمر في كل تطوّر لتطويعه لصالح حضورها واحتلالها للمناطق المختلفة. وهذا يؤجّل أحياناً السير في خيارات محدّدة، أو يُفضي إلى تنافس بين النافذين على من تكون له اليد الطولى في بسط المزيد من النفوذ و«تذليل» المصاعب.
لهذين السببين ولغيرهما، قد يكون من المبكر توقّع أشكال تعامل النظام بإيعاز وتحريكٍ من راعيَيه مع التظاهرات، خاصة إن تواصلت.
الأهم ربما هو التذكير بأن التحدّي المطروح على المتظاهرين، قبل رد النظام المحتمل وبعده، يرتبط بمدى قدرتهم على توسيع المشاركة في التحرّكات وتحصينها وتنويع أشكالها. وهم في أي حال، ومهما كانت مآلات انتفاضتهم التي أعادت التذكير بأيام جمعة واكبها السوريون على مدى عامين بآمالاهم وصبرهم ودموعهم، يبدون كمن يستأنفون ثورة مغدورة، أو بالأحرى كمن يهدون تلك الثورة روحاً جديدة وحياة جديدة لبرهة قد لا تطول كثيراً، لكنها بلا شكّ ستتجّدد تكراراً وتباعاً.
وهذا في ذاته، هو على الأرجح أبلغُ ما فيها.
(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السويداء سوريا سوريا احتجاجات السويداء مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

نضال الكلمة السورية من قلب المعتقلات إلى فضاء الشهرة

كان السجن هو المعترك والبوتقة التي منها خرج العديد من الكتّاب والروائيين السوريين المعروفين على الساحة العربية الآن، وبعضهم حملتهم كتاباتهم عن المعتقلات على جناحي الشهرة إلى عوالم الأدب والقراء.

ينطبق هذا على الروائي السوري مصطفى خليفة صاحب رواية "القوقعة" الذي اعتقل في المطار وهو عائد من باريس حيث كانت أمه وأبوه في استقباله، بعد أن درس الإخراج السينمائي في فرنسا، لكنه لم يرهما، وخرج من باب آخر على المعتقل وحكم عليه 13 عاما بسبب تقرير دسه عليه زميله عن نكتة قالها وهو في البعثة عن الرئيس حافظ الأسد، ولما أفرج عنه، ذهب إلى البيت ولم يجد أمه وأباه حيث ذهبا لعالم آخر.

وكما يقول الروائي مصطفى خليفة:

"تاريخ سوريا منذ عام 1970، هو تاريخ سجون ومعتقلات وإعدامات ومجازر، ونسبة قليلة من العائلات السورية هي التي لم تكتوِ بهذه النار بشكل أو بآخر".

وكثير من الكتّاب والأدباء السوريين تعرضوا للمطاردات والتهديدات المتكررة والاعتقالات والملاحقات الأمنية، ولم يستثنِ نظام الأسد أحدا ما بين اعتقالات وتعذيب وتصفيات جسدية داخل المعتقلات وخارجها، منذ حكم حافظ الأسد، إلا أن حجم الوحشية تضاعف بشدّة عقب اندلاع الاحتجاجات الأولى للثورة في 2011، ومن خلال مظاهرات الكتّاب تضامنا مع الشعب قُبض على الكثير منهم، وارتكبت بحق بعضهم جرائم قتل وتصفية جسدية، كان ضحيتها الكاتب أكرم رسلان تحت التعذيب في أقبية أمن النظام في سبتمبر/أيلول (2015) وكانت الوفاة بعد أشهر قليلة من اعتقاله في عام 2013.

دير الزور حكم الإعدام نفذ ميدانيا بالكاتب "إبراهيم خرّيط" وابنه سومر أمام عائلته وجيرانه بحي القصور في27 سبتمبر/أيلول 2012 (الجزيرة)

وفي قلب مدينة دير الزور، نفذ عناصر النظام إعداما ميدانيا بحق الكاتب والروائي "إبراهيم خرّيط"، عضو رابطة الكتاب السورية مع ولديه سومر وراني وابني أخته، حيث قامت قوات الأمن السورية بتنفيذ حكم الإعدام ميدانيا بالكاتب هو وابنه سومر أمام عائلته وجيرانه بحي القصور بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2012 عقابا للكاتب على نشاطه السلمي في الثورة السورية وبسبب استنكاره العلني للجرائم التي ترتكبها كتائب الموت الأسدية وشبيحته، وفي نفس الوقت قامت فرق الإعدام في دير الزور بتنفيذ أكثر من 150 عملية إعدام ميدانية، ثم عادت فرق الموت وطاردت الابن الثاني للكاتب راني الخريط وأعدمته هو الآخر ميدانيا أمام نساء الأسرة وجيرانها، وكان شقيقه سومر الخريط طالبا بجامعة الفرات قسم الأدب الإنكليزي، ومن مؤلفات الكاتب إبراهيم الخريط:

إعلان "القافلة والصحراء" قصص- 1989. "الحصار" قصص- 1994. "قصص ريفية"- 1994. "الاغتيال" اتحاد الكتاب العرب- 1997.

 

وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، عثر على جثة الكاتب والروائي "محمد رشيد الرويلي" الرئيس السابق لاتحاد الكتاب العرب متفسخة بعد شهرين من اختطافه من قبل مخابرات النظام بدير الزور، فضلا عن اعتقال كل من الفنان والمؤلف محمد أوسو أكثر من مرة بسبب مشاركاته في المظاهرات، وجلال الطويل الذي تعرض للضرب من قبل الشبيحة إثر مشاركته في مظاهرة في حي الميدان الدمشقي.

وكان الاعتداء على فنان الكاريكاتير السوري، علي فرزات، صباح 25 أغسطس/آب 2011، بمثابة منحى جديد في نهج النظام، وما نتج عنه من تكسير وتهشيم أصابع يديه كان مؤشرا خطيرا على ما قد يحدث للسوريين لاحقا.

الفنان "علي فرزات" بعد الاعتداء عليه (الجزيرة) أدباء المنفى

أما عن حالات الاعتقال، فالقائمة تطول كثيرا، وتعود إلى فترات مبكرة من عمر الثورة، وقبلها كما جرى مع الشاعر والكاتب فرج بيرقدار في سبتمبر/أيلول 2012:

الشاعر والروائي فرج بيرقدار، صاحب كتاب "الخروج إلى النهار" والذي سرد تجربته في كتاب "خيانات اللغة والصمت: تغريبتي في سجون المخابرات السورية" ولد عام 1951 اعتقل للمرة الأولى عام 1978 بسبب مشاركته في إصدار مطبوعة أدبية في جامعة دمشق، ثم اعتقل عام 1987 لانتمائه لحزب العمل الشيوعي، وبعد 6 سنوات أحيل إلى محكمة أمن الدولة العليا الاستثنائية في دمشق التي قضت بسجنه 15 عاما مع الأشغال الشاقة والحرمان من الحقوق المدنية والسياسية، وبعد 14 عاما من الاعتقال نجحت حملة دولية في دفع السلطات السورية للإفراج عنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2000. الصحفي السوري فرج بيرقدار نجح في نقل تجربته التي عاشها في سجون المخابرات السورية برواية "خيانات اللغة والصمت" (الجزيرة) ياسين الحاج صالح هو كاتب وناقد وباحث ومترجم سوري معارض، وسجين سياسي سابق. ولد في مدينة الرقة عام 1961، واعتقل عام 1980 بتهمة الانتماء إلى تنظيم شيوعي ديمقراطي معارض، ويعيش الآن في إسطنبول. الأديب الشاب حامد عبود من مواليد عام 1987 في دير الزور والذي نشر مجموعته الشعرية الأولى "المطر من السحابة الأولى" عام 2012، كما نشر عام 2017 مجموعته "الموت يخبز كعكة الميلاد". والتي رشحت لجائزة "الأدب العالمي" الشهيرة، دار الثقافات العالمية في برلين. الشاعر والكاتب السوري عمر قدور، الذي ظهرت له مجموعتان شعريتان و4 روايات، وتم نقل مقتطفات من كتاباته إلى الألمانية، كما يكتب عمر قدور بانتظام في العديد من الصحف والمجلات العربية، وهو من مواليد عام 1966 في قرية "أناب" في حلب، غادر سورية بعد مطاردات عديدة له من قبل عساكر النظام الأسدي. ومن أهم الكاتبات التي نضجت تجربتهن الروائية من داخل المعتقلات هبة الدباغ بروايتها "خمس دقائق فحسب.. تسع سنوات في السجون السورية". ومبكرا في عهد حافظ الأسد كتبت الأديبة حسيبة عبد الرحمن أواخر التسعينيات روايتها "الشرنقة" عن تجربتها في سجن "دوما"، وحسيبة عبد الرحمن روائية وكاتب وسياسية، أمضت في سجون الحكومة السورية أكثر من 9 سنوات بشكل متقطع، وكتبت أيضا "سقط سهوا" و"تجليات الشيخ جدي"، ورفضت حسيبة عبد الرحمن أن تغادر سوريا بعد أن اشتد الحصار من حولها، كي لا يُقال إنّ أهل "كفرسوسة" طردوا الأقليات. "الشرنقة" رواية لليسارية حسيبة عبد الرحمن عن تجربتها في الاعتقال بسجن "دوما" (الجزيرة) وجاءت روزا ياسين الحسن لتسجل روايتها التوثيقية "نيغاتيف.. من ذاكرة المعتقلات السياسيات السوريات". والكاتبة الفلسطينية مي الحافظ كتبت "عينك على السفينة" عن تجربة شخصية في السجون السورية. إعلان

مقالات مشابهة

  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • نضال الكلمة السورية من قلب المعتقلات إلى فضاء الشهرة
  • السويداء السورية.. من التهميش والقمع إلى الحرية
  • غياب المجلس التشريعي نتج عنه هذه المتاهة التي نحن فيها !!..
  • أول اختبار للإدارة السورية.. السويداء ترشح امرأة لمنصب المحافظ
  • مصدر عراقي: المباحثات التي أجريت مع الإدارة السورية الجديدة أمنية
  • الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل عن الأهداف التي قصفها للحوثيين باليمن
  • عاجل | مصدر بالداخلية السورية للجزيرة: الجيش الإسرائيلي انسحب من البلدات التي دخلها في ريف درعا
  • شاهد بالفيديو.. الحسناء المصرية “خلود” تعود لإشعال مواقع التواصل السودانية بترديدها أغنية الفنانة ندى القلعة التي تمجد فيها ضباط الجيش (حبابو القالوا ليهو جنابو)
  • سوريا.. القوات الروسية تخلي قاعدة بعد 5 سنوات من التمركز فيها