انفجر الوضع في مخيم عين الحلوة على نحو واسع ليل أمس، مخلفا انعكاسات كارثية على المخيّم كما على مدينة صيدا وجوارها.

ولم تنجح كلّ الاتّصالات والاجتماعات التي سُجّلت طوال يوم السبت على أكثر من جبهة، في وقف إطلاق النار ، حيث استمرّت الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ما ادّى إلى سقوط عدد من القتلى وجرح العشرات، من داخل المخيّم وخارجه.



وكتبت" الشرق الاوسط": حالت التناقضات السياسية والتعقيدات الميدانية دون تثبيت حاسم لاتفاق وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا بجنوب لبنان، حيث تجددت الاشتباكات المتقطعة في ظل تقاسم لمناطق نفوذ ميدانية، ومحاولة الفصائل الإسلامية الاستفادة من غياب قرار سياسي لدى «فتح» بالحسم، حسبما قال مصدر فلسطيني بارز في المخيم لـ«الشرق الأوسط».
ولم يصمد اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه فصائل منظمة التحرير الفلسطيني من جهة، والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، بدفع سياسي لبناني وفلسطيني ورعاية الجيش حيث استضاف مدير المخابرات في الجنوب العميد سهيل حرب اجتماعاً حضره أمين سر «فتح» فتحي أبو العردات وممثّل حركة «حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي.
وتبدو مناطق السيطرة المقسمة والتعقيدات الميدانية والسياسية، «صورة عن التجاذبات السياسية في الداخل الفلسطيني وفي المنطقة»، حسبما تقول مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط»، في حين تقول مصادر فلسطينية إن «خطوطاً حمراء كثيرة وُضعت بوجه (فتح) ومنعتها من الحسم منذ الجولة الماضية»، شارحة لـ«الشرق الأوسط» أن الحسم «يحتاج إلى قرار سياسي، وهو غير متوفر حتى الآن، مما جعل المخيم يرقد على نار تغطيها الرماد، تشتعل كل فترة». وقالت المصادر الفلسطينية إن الإسلاميين في المخيم «يستفيدون من حالة اللاحسم لتحسين مكاسبهم وفرض مناطق نفوذ، كما يستفيدون منها لعدم تسليم المتهمين باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني أبو أشرف العرموشي ومرافقيه في الشهر الماضي». وقالت إن قاتلي العرموشي، كما قاتلي القيادي الإسلامي عبد فرهود «معروفون بالاسم، ومع ذلك لم يتم تنفيذ الاتفاقات بتسليمهم للسلطات اللبنانية».  

وأجرى نجيب ميقاتي اتصالا بالرّئيس الفلسطيني محمود عباس مشدّداً "على أولوية وقف الأعمال العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة".
وقال رئيس الحكومة: "إنّ ما يحصل لا يخدم على الإطلاق القضية الفلسطينية ويشكل إساءة بالغة إلى الدولة اللبنانية بشكل عام وخاصّة إلى مدينة صيدا التي تحتضن الأخوة الفلسطينيين، والمطلوب في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وأنظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها".
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، أنه أصدر تعليمات مشددة بضرورة تحقيق تهدئة كاملة وشاملة في مخيم عين الحلوة.
وأكد عباس، في بيان عقب تلقيه اتصالاً هاتفياً من الرئيس ميقاتي، لبحث الأحداث الجارية بمخيم عين الحلوة، «ضرورة التزام الأطراف كافة بتحقيق التهدئة».
وبحسب البيان، شدد عباس على حرصه على «تحقيق هذه التهدئة، وأن تتم معالجة الأمور وفق القانون اللبناني، وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية».  

كما أصدرت قيادة الجيش بياناً أفادت فيه "أنّها تعمل على اتخاذ التدابير المناسبة والقيام بالاتصالات اللازمة لوقف هذه الاشتباكات التي تُعرّض حياة المواطنين الأبرياء للخطر، وتدعو جميع الأطراف المعنيّين في المخيم إلى وقف إطلاق النار حفاظًا على مصلحة أبنائهم وقضيتهم، وصوناً لأرواح السكّان في المناطق المجاورة".
وفي هذا السياق طلب رئيس الحكومة من وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي إزالة خيم النازحين الفلسطينيين من مخيم عين الحلوة من أمام الملعب البلدي في صيدا، على أن يستمر تنسيق الجهود مع الأونروا لإيواء النازحين من مناطق الاشتباكات في المخيم في المدارس والمراكز الآمنة.
ووفق المعلومات فان القرار جاء بعد مخاوف من خلفيّات توطينيّة لإقامة هذه الخيم. وبدأت تتصاعد أصوات محذّرة من هذا الاتجاه.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی مخیم عین الحلوة وقف إطلاق النار فی المخیم

إقرأ أيضاً:

الضفة الغربية.. ارتفاع عدد القتلى مع تجدد الاشتباكات في جنين

أصيب فجر اليوم الأربعاء، شاب فلسطيني بالرصاص الحي خلال اقتحام القوات الإسرائيلية قرية أبو شخيدم شمال غرب مدينة رام الله، بينما جددت القوات الإسرائيلية، اقتحامها مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، وتدمير للبنية التحتية والممتلكات، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة مع فلسطينيين.

وقتل 8 فلسطينيين، 6 في قباطية واثنان في بلدة طمون جنوبي طوباس (شمال)، في قصف وبرصاص الجيش الإسرائيلي.

وانتشرت قناصة القوات الإسرائيلية في مواقع عدة بالمدينة وفي محيط المخيم، وسط سماع أصوات اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين وانفجارات بين الحين والآخر، وشرعت جرافة إسرائيلية بعمليات تجريف لعدد من الشوارع، ضمن سياسة تدمير البنية التحتية.

وقالت مصادر محلية لوكالة “وفا” الفلسطينية، إن الجيش الإسرائيلي داهم عدة منازل في بيرزيت وكوبر وبرهام وأبو شخيدم شمال غرب رام الله، وبلدة سلواد شمال شرق رام الله.

هذا وتواصل القوات الإسرائيلية اقتحام مدينة جنين ومخيمها منذ ساعات فجر اليوم الأربعاء. وذكرت وكالة “وفا” أن الجرافات الإسرائيلية دمرت مدخل مخيم جنين المعروف بمنطقة الأقواس ومدخل دوار الحصان، فيما تواصل طائرات الاستطلاع التحليق بكثافة في سماء المدينة ومخيمها.

وأفاد شهود عين بأن عددا كبيرا من الآليات العسكرية اقتحم المدينة من حاجز دوتان العسكري، وانتشرت في أحياء المراح والشرقي والزهراء ومدخل جنين، وداهمت عددا من منازل المواطنين وفتشتها، فيما وصلت تعزيزات برفقة جرافة عسكرية من حاجز الجلمة إلى محيط مخيم جنين.

ووفقا للوكالة “فقد داهمت القوات الإسرائيلية منزل الشهيدة وفاء جرار وفجرت الباب الخارجي وحطمت محتويات المنزل، وأخضعت نجلها أمجد للتحقيق الميداني”.

كما نصب جيش الإسرائيلي قناصته فوق أسطح البنايات المطلة على مخيم جنين، بينما سمع دوي إطلاق نار بشكل متقطع في المخيم، إضافة إلى تمركز قوة عسكرية إسرائيلية في شارع الناصرة وسط اندلاع اشتباكات عنيفة.

وفي ذات السياق اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة برقين جنوب غرب جنين فجرا وداهمت منازل المواطنين وفتشتها.

آخر تحديث: 6 نوفمبر 2024 - 12:03

مقالات مشابهة

  • فوائد تناول البطاطا الحلوة لصحة الجسم والشعر
  • الرئيس الفلسطيني يبحث مع وزير الخارجية الفرنسي تواصل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة سيدة بشظايا قصف في مخيم طولكرم بالضفة الغربية
  • غنية بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم.. تعرف على طرق عمل البطاطا في المنزل
  • عباس: واثق من دعم ترامب لتطلعات الشعب الفلسطيني
  • خبير عسكري: استهداف مطار بن غوريون بداية لتجاوز الخطوط الحمراء
  • أبو مازن يهنئ ترامب ويؤكد التزام الشعب الفلسطيني بالسعي إلى الحرية
  • عباس يهنىء ترامب ويأمل أن يدعم “التطلعات المشروعة” للشعب الفلسطيني
  • الضفة الغربية.. ارتفاع عدد القتلى مع تجدد الاشتباكات في جنين
  • الاحتلال يدمر البنية التحتية بجنين مع استمرار الاشتباكات