كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط":   هل يحضر الموفد الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان الاثنين إلى بيروت مدعوماً بغطاء سياسي من اللجنة الخماسية التي تعطي الأولوية لانتخاب الرئيس، بخلاف المبادرة الفرنسية التي كانت تقوم على مبدأ المقايضة بين انتخاب رئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، في مقابل تكليف السفير السابق نواف سلام تشكيل الحكومة العتيدة، مع أن للأخير وجهة نظر لا تقوم على المقايضة وينطلق فيها من رؤيته لوقف الانهيار في لبنان؟   ويبدو أن لودريان لن يحضر هذه المرة، كما تقول مصادر سياسية لـ"الشرق الأوسط"، لتعويم المبادرة الفرنسية في محاولة لتسويقها في ضوء ردود الفعل عليها من زاوية رفضها من قبل المعارضة وكتل نيابية ونواب، بذريعة أن باريس تسعى لفرض رئيس على اللبنانيين، وهذا ما حاول أن يتخطاه في لقاءاته السابقة بقوله إن مجرد وجوده هنا ما هو إلا إشارة لحث النواب على انتخاب الرئيس باعتبار أن القرار يبقى أولاً وأخيراً بيد البرلمان.

لذلك، فإنّ السباق الرئاسي محصورٌ حتى الساعة بين مرشح محور الممانعة النائب السابق فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور المدعوم من قوى المعارضة و"اللقاء الديمقراطي" و"التيار الوطني الحر" الذي كان أكد تقاطعه مع المعارضة على ترشيحه، إضافة إلى عدد من النواب التغييريين والمستقلين.   ورغم أن المنافسة بين فرنجية وأزعور ستحضر بامتياز على طاولة اللقاءات الثنائية التي يعقدها لودريان، فإن قوى المعارضة بالتفاهم مع "اللقاء الديمقراطي" لم تقفل الأبواب أمام التوافق على رئيس من خارج الاصطفافات السياسية ولا يشكل هذا تحدياً لأي فريق، بخلاف الثنائي الشيعي الذي لا يزال يتمسك بترشيح فرنجية، وهذا ما يصر عليه "حزب الله" الذي يتزعّم الحملة السياسية دعماً لحليفه.   لكن حصر المنافسة بين فرنجية وأزعور لا يعني بالمطلق، كما تقول المصادر، أن السباق إلى رئاسة الجمهورية سيقتصر عليهما، طالما أن لودريان سيوسع هذه المرة مروحة لقاءاته الثنائية، وأدرج اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون في عداد المشمولين بلقاءات من خارج البرلمان لكونه يحظى بتقدير دولي وإقليمي يتناغم مع التقدير المحلي لدوره على رأس المؤسسة العسكرية التي هي بمثابة صمام الأمان لمنع انحلال الدولة وحماية السلم الأهلي والحفاظ على الاستقرار بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى، مع أنه لم يترشح ويبقى همه الأساسي في توفير الاحتياجات الضرورية في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها أسوة بالسواد الأعظم من اللبنانيين.   ويبقى السؤال: هل عودة لودريان ستكون حاسمة هذه المرة؟ خصوصا أن مصادر دبلوماسية غربية تتعاطى مع رسالته إلى النواب كأنها لم تكن، وتدعو إلى إنقاذ الاستحقاق الرئاسي بدءاً بتحييده عن تعدد الحوارات، وتأمل في أن تتلازم مع إنضاج الظروف الخارجية المؤدية إلى انتخاب الرئيس، رغم أنها توقفت ملياً أمام الموقف الذي أعلنه الرئيس السابق لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في أثناء استقباله البطريرك الماروني بشارة الراعي في دارته في المختارة، الذي يعكس فيه مخاوفه من استمرار الشغور الرئاسي إلى أمد مديد، ما يعني أنها تجاريه في مخاوفه محملة "الناخبين الكبار" مسؤولية عدم التدخل كما يجب لوقف تعطيل انتخاب الرئيس.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتخاب الرئیس

إقرأ أيضاً:

فورة قلق على صحة بايدن والبيت الأبيض يحاول احتواء الوضع المتأزم

بدأت شخصيات بارزة من معسكر الديمقراطيين، الثلاثاء، طرح تساؤلات علنية حول الحالة الصحية للرئيس جو بايدن، في حين سعى البيت الأبيض لاحتواء الوضع المتأزم.

وكتب البرلماني الديمقراطي لويد دوغيت في بيان لوسائل الإعلام الأمريكية: "آمل أن يتّخذ القرار الصعب والمؤلم بالانسحاب. أدعوه بكل احترام للقيام بذلك".

وأضاف: "يجب ألا يسلمنا إلى ترامب عام 2024".

واعتبرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي، الثلاثاء، أنه من "المشروع" التساؤل حول الحالة الصحية للرئيس بايدن بعد المناظرة.


وقالت بيلوسي التي لا تزال تحظى بنفوذ واسع داخل حزبها، على قناة "MSNBC": "اعتقد أنه من المشروع أن نتساءل ما إذا كان هذا فصلا فقط أو أنها حالة دائمة".

وكانت بالطبع تشير إلى المناظرة الكارثية التي خاضها جو بايدن في مواجهة منافسه الجمهوري دونالد ترامب.

"مجرد إرهاق"
وعزا بايدن، الثلاثاء، سبب سوء أدائه في المناظرة التي جرت الخميس بينه وبين منافسه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترامب إلى الإرهاق الناجم عن سفراته الدولية الأخيرة، مشدّداً أنّ "هذا ليس عذراً، بل تفسير".

وقال بايدن خلال اجتماع مع متبرّعين ديمقراطيين قرب واشنطن إنّه "لم يكن أمراً ذكياً جداً أن أكون قد سافرتُ حول العالم مرّات عدّة... قبل وقت قصير من المناظرة"، مضيفاً "لم أستمع لموظفيّ... وبعدها كدت أغفو على المسرح".

هاريس فخورة
أكّدت نائبة بايدن كامالا هاريس، الثلاثاء، أنّها "فخورة" بترشّحها على قائمة الرئيس جو بايدن لمنصب "نائبة الرئيس".

وتعليقاً على الأصوات التي ارتفعت تطالب بايدن (81 عاماً) بالانسحاب من السباق الرئاسي وبأن تحلّ محلّه هاريس (59 عاماً)، قالت نائبة الرئيس لشبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية: "أنا فخورة بترشحي لمنصب نائبة جو بايدن"، مشدّدة أنّ "جو بايدن هو مرشّحنا. لقد هزمنا ترامب مرّة وسنهزمه مرة أخرى".

"النهوض مجددا"
وردّاً على هذه التعليقات، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إنّ بايدن "يعرف كيف ينهض مجددا"، مستبعدة خضوع سيّد البيت الأبيض الذي خلص تقرير طبيبه في شباط/ فبراير إلى تمتعه بالأهلية لممارسة الحكم، لأي اختبار معرفي.

وشدّدت المتحدثة خلال مؤتمر صحفي على أن الإدارة الأمريكية لا تخفي أي معلومات في ما يتّصل بالحال الصحية لبايدن.

في الأثناء، أعلنت محطة "ايه بي سي نيوز"، الثلاثاء، أنّ بايدن سيطلّ، الجمعة، في أول مقابلة له منذ مناظرته مع ترامب في محاولة لإسكات هذه الأصوات.

وأعلن البيت الأبيض أيضاً عن مؤتمر صحفي سيعقده بايدن في الأسبوع المقبل خلال قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، وعن حوارات مع مسؤولين ديمقراطيين من الصف الأول وحكام ولايات وبرلمانيين.

وشدّدت جان-بيار على أنّ بايدن مرّ بـ"أمسية سيئة" مساء الخميس، وأشارت مجددا إلى أنه كان يعاني من نزلة برد، لافتة إلى أنها لم تشهد سابقا نوبات جمود مماثلة للرئيس.

لكنّ ديمقراطيين كثراً باتوا لا يصدقون ذلك.

"مروعة"
وقال عضو مجلس النواب مايك كويغلي وهو ديمقراطي، الثلاثاء، لشبكة "سي أن أن": "علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا بشأن أنها لم تكن مجرد ليلة مروعة".

وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة "سي أن أن"، الثلاثاء، أن 75 بالمئة من الناخبين الذين استطلعت آراؤهم يعتبرون أن الحزب سيحظى بفرص أفضل في تشرين الثاني/ نوفمبر مع مرشح آخر غير بايدن ما عزز قلق الديمقراطيين بشكل إضافي.

ونال ترامب 49 بالمئة من نوايا التصويت على المستوى الوطني مقابل 43 بالمئة لمنافسه، وهو فارق لم يتغير مقارنة مع آخر استطلاع مماثل أجري في نيسان/ أبريل.

وستكون نائبة الرئيس كامالا هاريس في موقع أفضل حيث نالت 45 بالمئة مقابل 47 بالمئة للرئيس الجمهوري السابق، مع هامش الخطأ في الإحصاءات.

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، أنّ مقربين من الرئيس لاحظوا فترات جمود "أكثر تواترا" و"أكثر وضوحا" في الأشهر الأخيرة، بالتناوب مع لحظات من اليقظة الذهنية التامّة، على سبيل المثال في مواجهة الأزمات الدولية.

وقالت جان-بيار، الثلاثاء، إن طرح تساؤلات بشأن مدى حدة الحضور الذهني للرئيس الأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة والذي تراجعت طلاقته ولياقته "أمر مشروع".

لكن المتحدثة أكدت أن الإدارة الأمريكية لا تخفي أيّ معلومات في ما يتّصل بالحال الصحية لبايدن.

وكان البيت الأبيض حتى الأمس القريب يميل إلى التقليل من شأن تساؤلات تطرح حول تداعيات تقدّم الرئيس بالسن.

ومرّت أشهر عدة على توقف الرئيس الأمريكي الذي تعثر وسقط علنا عدة مرات، عن استخدام الممر الكبير لطائرته، مفضلا درجاً أقصر وأكثر ثباتاً.


ومنذ بضعة أسابيع، أحاط نفسه أيضا بمستشارين للانتقال من البيت الأبيض إلى مروحيته المجهزة في الحديقة ما يجنّبه لقطات الكاميرا الطويلة لمشيته المتصلبة جدا.

والرئيس الذي كان عرضة على الدوام لزلات لم يعقد مؤتمرا صحفيا منذ كانون الثاني/ يناير 2022 كما أنّه قلّل من أحاديثه مع الصحفيين.

ويمضي الديمقراطي كل عطلات نهاية الأسبوع في أحد منازله في ولاية ديلاوير بدون برنامج رسمي.

حين زار بايدن فرنسا في الآونة الأخيرة في مناسبة الاحتفالات بذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي عام 1944، توجه مباشرة من المطار إلى الفندق الذي نزل فيه حيث مكث في الداخل ليوم كامل بدون أي ظهور علني.

مقالات مشابهة

  • خلف للنواب: لنحضر الى المجلس ولا نخرج منه الا بإعلان اسم الرئيس العتيد
  • فورة قلق على صحة بايدن والبيت الأبيض يحاول احتواء الوضع المتأزم
  • لماذا يحاول الرئيس بوتين التدخل في الانتخابات البريطانية؟
  • وزير الزراعة يعلن رحيله.. ماذا قال في رسالته للرئيس السيسي والعاملين؟
  • هل ينسحب بايدن من السباق الرئاسي بعد مناظرته مع ترامب؟
  • هل ينسحب بايدن من السباق الرئاسي؟ صحيفة تركية تتساءل
  • عائلة بايدن تطالبه بمواصلة السباق الرئاسي بعد مناظرة ترامب
  • وسط تصاعد الدعوات لانسحابه.. عائلة بايدن تحثه على البقاء في السباق الرئاسي
  • حملة بايدن: نرفض الدعوات المطالبة بتنحيه عن السباق الرئاسي
  • الخوراسقف فرنجية ترأس قداس عيد الرسل في كنيسة مار جرجس اهدن