"جسر وممرات عبور خضراء" عابرة للقارات أعلن عنها السبت في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الهند، والتي ستضم مشاريع ربط آسيا بأوروبا مرورا بالسعودية.

الاتفاق المبدئي للمشروع الذي تم توقيعه السبت في نيودلهي يضم: الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقا لبيان نشره البيت الأبيض.

المشروع سيضم خطوطا للنقل السككي والنقل البحري تربط قارات أساسية بعضها ببعض، فيما وصفه الرئيس الأميركي، جو بايدن بـ"الاتفاق التاريخي"، وقالت عنه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين أن المشروع "أكبر بكثير من مجرد سكك حديد أو كابلات"، مشيرة إلى "جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات".

ومن شأن هذا المشروع أن يساعد في تعزيز التجارة وتوفير موارد الطاقة وتحسين الاتصال الرقمي.

"مشروع طموح وهام" المشروع سيضم خطوطا للنقل السككي والنقل البحري تربط قارات أساسية

نائب رئيس المجلس الأميركي للسياسة الخارجية الخبير في الأمن الإقليمي للشرق الأوسط وآسيا الوسطى وروسيا الاتحادية، إيلان بيرمان، وصف المشروع الجديد بـ"الطموح والهام".

وأكد في حديث لموقع "الحرة" أن "واشنطن لطالما تحدثت كثيرا عن الحاجة إلى منافسة طويلة المدى مع الصين، ولكن لم يكن هناك سوى القليل من المبادرات الملموسة في هذا الصدد".

ويرى أن التفاصيل التي كشف عنها "بعد طول انتظار لديها القدرة على التقريب بين الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا إذا ما تم تطويرها وتنفيذها على نحو لائق، بما يجعلها قادرة على توفير بديل للشركاء عن مبادرة الحزام والطريق الصينية".

وتقوم بكين من خلال "مبادرة الحزام والطريق" التي تأتي ضمن إطار برنامج "طرق الحرير الجديدة" باستثمارات ضخمة في عدد من الدول النامية لبناء البنية التحتية.

ويهدف هذا المشروع إلى تحسين العلاقات التجارية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا وحتى خارجها، من خلال بناء الموانئ وشبكات السكة الحديد والمطارات أو المجمّعات الصناعية، ممّا يسمح للعملاق الآسيوي بالوصول إلى المزيد من الأسواق وفتح منافذ جديدة أمام شركاته.

غير أن معارضيه يعتبرون أن بكين تهدف منه إلى تعزيز نفوذها السياسي، كما ينتقدون الديون الباهظة التي يرتبها على الدول الفقيرة.

"حقبة جديدة من التعاون الدولي"

الكاتب والمحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي يرى إن هذا المشروع يمثل "خطوة عالمية تعزز الوصول لحالة من النمو والاستقرار والتعاون الاقتصادي على الصعيد الإقليمي والعالمي، وبما سيجعل السعودية نقطة دعم لوجيستي هامة".

وأوضح في حديث لموقع "الحرة" أننا "أمام حقبة جديدة من التعاون الدولي، الذي لن يقتصر على النقل والدعم اللوجيستي لقارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وسيضم قطاعات الطاقة والاتصالات".

وأكد آل عاتي أن السعودية " حريصة كل الحرص على آلا يكون هذا المشروع بديلا لمبادرة الحزام والطريق الصينية، فهي تريد إقامة علاقات متوازنة بين الشرق والغرب، والرياض لديها علاقات قوية وتاريخية أكان مع الولايات المتحدة أو الصين".

وأضاف "أنه لا يوجد ما يمنع الرياض من أن تكون شريكة في كلا المشروعين الهامين، وبما يخدم مصالح الجميع".

وجاء في وثيقة نشرها البيت الأبيض بشأن إعلان "الممر" الكبير بين الهند وأوروبا، "نريد إطلاق حقبة جديدة متصلة عبر شبكة سكك حديد، وربط الموانئ في أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا".

والهدف هو إنشاء "عقد تجاري"، مع "تشجيع تطوير وتصدير الطاقة النظيفة"، وفق الوثيقة. وسيشمل المشروع أيضا مد كابلات بحرية.

بايدن يعلن عن "صفقة كبيرة".. خط شحن وسكك حديدية من الهند إلى الشرق الأوسط ثم أوروبا أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤه، السبت، عن خطط لبناء ممر للسكك الحديدية والشحن البحري يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، وهو مشروع طموح يهدف لتعزيز النمو الاقتصادي والتعاون السياسي.

وعلى الرغم من أن مسؤولي البيت الأبيض لم يحددوا جدولا زمنيا لاستكمال المشروع، إلا أن الممر سيوفر بديلا حقيقيا لمشروع الحزام والطريق الذي أعلنت عنه الصين في وقت سابق.

ولم يقدم البيت الأبيض أي تفاصيل عن تكلفة المشروع أو تمويله، على الرغم من أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ذكر مبلغ 20 مليار دولار خلال الإعلان. 

ولم يكن من الواضح ما إذا كان هذا المبلغ ينطبق فقط على الالتزام السعودي، وفقا لأسوشيتد برس.

السعودية وإسرائيل

من جانبه كشف مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان أن هذا المشروع سيشمل: الهند، والسعودية، والإمارات، والأردن، وإسرائيل والاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن البنية التحتية المحسنة ستعزز النمو الاقتصادي وتساعد على جمع دول الشرق الأوسط معا وترسيخ المنطقة كمركز للنشاط الاقتصادي بدلا من أن تكون "مصدرا للتحديات أو الصراع أو الأزمات".

وحول ما إذا كان هذا المشروع قد يؤسس لعلاقات بين السعودية وإسرائيل، قال آل عاتي "إن هذا المشروع يخدم كل دول وشعوب المنطقة من دون استثناء، ومسألة التقارب مع إسرائيل ليست هي الأمر المهم للسعودية، وإينما تتجه مصالحها ستتجه بوصلة الرياض".

ولفت إلى أن التعاون قائم في هذا المشروع "بغض النظر عن التباين السياسي مع أي دولة"، مشيرا إلى أن "التقارب السياسي مع إسرائيل لن يتم إلا من خلال تلبية المطالب السعودية في هذا الإطار".

وكان موقع "أكسيوس" الإخباري ذكر أن المشروع يهدف إلى ربط الدول العربية بشبكة للسكك الحديدة يمكن أن تمتد إلى إسرائيل في حال تطبيع العلاقات، ثم إلى أوروبا عبر الموانئ البحرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى روابط بحرية مع الهند.

وأفادت مصادر أوروبية، أن ذلك سيترافق مع إقامة منشآت للطاقة، خصوصا لإنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر، فضلا عن كابل بحري جديد لتعزيز الاتصالات ونقل البيانات.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الحزام والطریق البیت الأبیض الشرق الأوسط هذا المشروع

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يتحدث عن موعد عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة

تحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن موعد عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ صباح الأحد الماضي.

وقال جيش الاحتلال في بيان: "بناء على الاتفاق تبقى قواتنا منتشرة في مناطق محددة في قطاع غزة، لذلك يجب عدم الاقتراب إلى قوات الجيش في المنطقة حتى إشعار آخر، والاقتراب يعرضكم للخطر".

وتابع: "لا يزال التحرك من جنوب إلى شمال قطاع غزة أو نحو طريق نتساريم خطيرا في ضوء أنشطة الجيش في المنطقة، ونحذر السكان من مغبة الاقتراب إلى قوات الجيش وفي منطقة محور نتساريم على وجه الخصوص".

وذكر أنه "إذا التزمت حماس بكافة تفاصيل الاتفاق فابتداء من الأسبوع المقبل، سيتمكن سكان قطاع غزة من العودة إلى شمال القطاع، وسيتم إصدار توجيهات بهذا الشأن".

ولفت إلى أنه "في منطقة جنوب القطاع من الخطر الاقتراب إلى منطقة معبر رفح، ومنطقة محور فيلادلفيا وكافة مناطق تمركز القوات"، مضيفا أن "المنطقة البحرية على طول القطاع فيها خطر كبير، ويمنع ممارسة الصيد والسباحة والغوص، ونحذر من الدخول إلى البحر في الأيام المقبلة".



وفي وقت سابق، نشرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، توضيحا بشأن تفاصيل الجزء الثاني من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي دخل حيز التنفيذ أمس الأحد.

وقال مسؤول الإعلام في مكتب الشهداء والجرحى والأسرى بحركة حماس ناهد الفاخوري، إن "الجزء الثاني من المرحلة الأولى لصفقة طوفان الأحرار، حسب اتفاق فصائل المقاومة مع الاحتلال، سيبدأ تنفيذه السبت القادم الموافق 25 كانون الثاني/ يناير الجاري".

وذكر الفاخوري في بيان أورده مكتب إعلام الأسرى، أن المقاومة ستقدم السبت المقبل أسماء أسرى الاحتلال الذين سيتم الإفراج عنهم، وفي المقابل سيقدم الاحتلال قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم.

وبيّن أن "الاتفاق ينص على أن كل مجندة من جنود الاحتلال يقابلها 30 أسيرًا من ذوي المؤبدات و20 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية".

مقالات مشابهة

  • قرار مفاجئ.. هل يغير ترامب موازين القوى في أوروبا؟
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: جميع دول المنطقة ستلحق بركب التطبيع مع إسرائيل
  • توماس فريدمان لترامب: لديك فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
  • بوتين والسيسي يجريان مباحثات بشأن حرب غزة وأزمات الشرق الأوسط
  • خبير علاقات دولية: تصريحات ترامب تكشف تحولات في موقفه بشأن الشرق الأوسط
  • توقيع إعلان مشترك لتطوير مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي بين الجزائر وأوروبا
  • جيش الاحتلال يتحدث عن موعد عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة
  • الشرع: ترامب سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سنعمل على إنهاء الصراع في المنطقة
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سنسعى لتحقيق السلام وإنهاء الصراع في المنطقة