????لماذا لم يشترِ حميدتي الحرس الرئاسي.؟
لأنهم كانوا ..”رمزاً للتُّرابِ السَّمح ..رمزاً للإباءِ الصَّخر رمزًا للزَّمانِ الشَّمس رمزاً تزدهي فيه أمانينا”
1
لو أن حميدتي استطاع أن يشتري الحرس الرئاسي لكنا اليوم في دولة دقلوستان ننعم فيها بالدقلوقراطية الأصلية التي رأينا تطبيقاتها العملية في شوارع الخرطوم ، اشترى حميدتي كل ماهو معروض للبيع من عقارات ومزارع ومصانع وبنوك في العاصمة، اشترى أحزاباً عريقة وعويشاً من الأحزاب ورؤساء أحزاب وشخصيات ليست لها أدنى أهمية ودفع بمئات الملايين لشراء منظمات مجتمع مدني، الناشطين وبعض لجان المقاومة وبعض كبار المناضلين العاطلين المعروضين دوماً في سوق نخاسة السياسة.

أضف إلى ذلك عطاياه المتدفقة على المجتمع الأهلي.
2
اشترى حميدتي ضباطاً عظاماً مثل عثمان عمليات و صلاح حمدان . هل تعرفون كيف استشهد اللواء ياسر فضل مولى، قائد الفرقة 16 مغدوراً في نيالا.؟
اشترى حميدتي فيما قادة أفارقة ومسئولين بالمنظمات الأفريقية، اشترى ذمم مرتزقة فاغنر ومرتزقة النيجر وتشاد ومالي، اشترى كل شيء بالمال الفاسد الذي اغتنى به من ثروات السودانيين (ماضارب فيهو حجر دغش). اشترى ذلك وأكثر ، فلماذا لم يشترِ ذمم أبطال وشهداء القصر الرئاسي.؟.
3
طاف هذا السؤال بذهني وأنا أرى الحرس الرئاسي في دول أفريقيا قد حسم أمر السلطة والانقلاب عليها دون حاجة إلى إراقة دماء ولا دمار ولا حروب. في النيجر مثلاً استطاع قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تيشابي، الإطاحة بالرئيس محمد بازوم بسهولة، إذ دخل عليه حرسه الشخصي وأخطروه أنه لم يعد رئيساً.!!
في الغابون كرر الجنرال بريس أوليغي أنغيما رئيس الحرس الرئاسي ذات الفيلم، إذ استلم الرئيس عمر بانغو من سريره وهو خارج عن وعيه، إذ أسكرته السلطة هو وأسرته أكثر من خمسين عاماً.
4
هذه التحركات للاستيلاء على السلطة من الحرس الرئاسي في غرب أفريقيا بهذه السهولة دفعتني للتفكير في الأسباب التي منعت حميدتي من شراء الحرس الرئاسي في السودان، إذ لو فعل لما احتاج لإراقة كل هذه الدماء، وهدر مليارات الدولارات ومئات الآلاف من الأنفس، لو اشترى حميدتي الحرس كان يمكن أن يأتوه بالرئيس البرهان مكبلاً إلى منزله بالباب العديل ولم يكونوا بحاجة لبوكلن.!! .
لو انه اشترى الحرس الرئاسى لتكمن من اعتقال الرئيس وكل قيادات الجيش الموجودين وقتها في البدروم، فيتمكن وقتها طه عثمان من إذاعة بيان قحت المنتظر، معلناً الحكومة الجديدة وخاصة إنه كان يتجول باكراً في شارع النيل وعلى مقربة من القصر الذي وصله حميدتي فجراً في انتظار اللحظة التاريخية، ولكن إن الله لا يهدي كيد الخائنين.!!.
5
هناك أسباب تخيلتها قد تكون منعته، وليس لدي أي شك بأنه قد حاول شراء رجال بعض شباب الحرس الرئاسي ولكنه لم يفلح، فلماذا لم يفلح؟. تصوروا: خمسون شاباً في مقتبل العمر لا يملكون من الدنيا شيئاً غير إيمانهم بالله ووطنهم، يرفضون كل إغراء لخيانة قائدهم. وليس ذلك فحسب بل يقدمون أنفسهم فداءً له وللوطن.. خمسة وثلاثون شهيداً سقطوا فى لحظات التآمر الأولى ولم يغدروا أو يخونوا أو يبيعوا.
حدثني من أثق فيه، بأن أحد هؤلاء الشهداء الأماجد حين سأله مسئول رفيع في الأمن عن انتمائه قال بكل شجاعة نعم أنا إسلامي ولكني لن أخون الرئيس وأنا على بابه، وبالفعل كان هو أول الشهداء.
ما منع حميدتي من شراء شهداء الحرس الرئاسي.؟. إعلم يا هذا إن الذين يصطفيهم الله شهداء لا يبيعون أنفسهم لغير الله لأن الدنيا وزبدها لا تعني لهم شيئاً، فهم أصلاً غير قابلين للبيع، وهذا وحده أفشل مخطط وتآمر حميدتي ورهطه، فبالرغم من ملياراتهم لم يستقطبوا واحداً منهم… ولا واحد، يا للعظمة.
ثم إعلم أن هؤلاء الشهداء الأبطال لم يكونوا طلاب سلطة حتى يغدروا برئيسهم.. فلأجل ماذا الغدر والخيانة إذن.؟ وهو عندهم رئيس السودان ورمزه الذي تجب حمايته حتى آخر نفس، يدركون أنه في تلك اللحظات إن حمايته حماية للسودان من السقوط في براثن الجنجويد. كأنهم كانوا يعلمون أن هؤلاء الهمج إذا انتصروا عاثوا في البلاد فساداً من أقصاها إلى أقصاها. ولذا كانت رسالة قائد الحرس وهو يقبل على الموت في تلك الساعات (سدوا الفرقة..احموا الرئيس). لو كانوا مثل حرس انغيما أو تشابي لغدورا بالرئيس مع آخرين واستولوا على السلطة دون الحاجة لرشاوى آل دقلو المسمومة.
جاء استشهادهم فداءً للسودان، كانوا يدركون أن هناك أشياء لا تُباع ولا تُشترى، منها الرجولة والبطولة والفداء والوفاء…
“أترى حين أفقأ عينيك
:ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. :هل ترى؟
:هي أشياء لا تُشترى.
ما باعوا أنفسهم لغير الله وذهبوا إليه راضين مرضياَ عنهم بإذن الله، وبركاتهم ودمائهم التي عطرت ولا زالت تُعطر سماء وارض القيادة حيث قبورهم أمّنت سوداننا من غدر الجنجويد.. وسيذكر التاريخ أبطالاً لنا.. (ابطال الحرس وصحبهم) ولايزال رفاقهم في المدرعات وغيرها يفدون الوطن بارواحهم ولذا يستوجب الدعاء المتصل لهم، ورفع ذكرهم لكي تستديم فينا معاني البطولة والفداء. وكما قال شاعرنا الفحل خالد فتح الرحمن
(تذكَّرهم
تذكَّرهم ثلاثينا
تذكَّرهم ملايينا
تذكَّرهم
لكي يبقى على الأعتابِ
لَوْحُ شرافةٍ من نورِهِ ضَاءَت ليالينا
لكي تبقى حوارينا
لكي تبقى أغانينا
و كي تبقى احاجينا
تُناجينا).

عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحرس الرئاسی

إقرأ أيضاً:

إحباط محاولة انقلابية في أوكرانيا

أعلنت السلطات الأوكرانية عن إحباط مخطط لانقلاب مزعوم كان يستهدف الاستيلاء على السلطة في العاصمة كييف، وفق ما أفادت به مجلة "نيوزويك" الأميركية.

ووفقاً لمكتب المدعي العام الأوكراني، فقد احتُجزت مجموعة من الأشخاص بتهمة التخطيط لهذه المحاولة الانقلابية.

وأعلنت النيابة العامة في أوكرانيا، عبر صفحتها الرسمية على تطبيق "تلغرام"، يوم الاثنين، أن الشرطة كشفت عن مجموعة من الناشطين كانوا يجهزون لاستفزازات في كييف في 30 يونيو . وقد جرى توجيه اتهامات إلى 4 مواطنين بتوزيع منشورات تدعو إلى إطاحة الحكومة والنظام الدستوري بعنف، واحتجاز اثنين منهم.

ووفق التحقيقات، فإن المجموعة نشرت بين مايو ويونيو منشورات على شبكة الإنترنت تشوه سمعة القيادة الحالية لأوكرانيا وتدعو إلى السيطرة على السلطة.

 وأفاد المحققون بأن منظم الانقلاب، الذي يتزعم اتحاداً عاماً محلياً، وله سجل سابق بالمشاركة في استفزازات ضد الحكومة، استأجر قاعة في كييف تتسع لنحو ألفي شخص، وكان يحاول تجنيد جنود وميليشيات خاصة للمساعدة في تنفيذ خطته.

وتشير التحقيقات إلى أن المتواطئين مع المنظم كانوا من منطقتي دنيبروبتروفسك وكييف، في شرق وشمال البلاد على التوالي. كما أن رئيس منظمة غير حكومية من بريكارباثيا اقترب منه للانضمام إلى المجموعة، ولكنه رفض بسبب وضوح عدم قانونية المخطط.

ونقلت المجلة عن جهاز الأمن الأوكراني إن المجموعة معروفة بأعمالها المناهضة لأوكرانيا منذ عام 2015، وزُعم أنهم كانوا يأملون الاستيلاء على المبنى الذي ينعقد فيه البرلمان الأوكراني في وسط كييف. وتواصلت المجموعة عبر منصات مراسلة مختلفة وكانت تلتقي في مجموعات صغيرة من 3 أشخاص.

 ووفق المصدر، فقد أسفرت عمليات تفتيش منازل المشتبه فيهم عن العثور على أسلحة وذخيرة وهواتف جوالة ومعدات كومبيوتر تحتوي أدلة على أعمال إجرامية. وقبض على المعتقلين بموجب الفصول: الأول والثاني والثالث من المادة التاسعة من قانون العقوبات الأوكراني، التي تشمل الأعمال والدعوات إلى التغيير العنيف أو إطاحة النظام الدستوري أو السيطرة على السلطة.

وأكدت السلطات أن الأشخاص الذين شُجعوا على حضور الحدث من قبل المنظمين لم يكونوا على دراية كاملة بنياتهم الحقيقية. وصرح جهاز الأمن الأوكراني بأن المنظمين كانوا يأملون زعزعة الاستقرار الاجتماعي والسياسي داخل أوكرانيا؛ مما يصب في مصلحة الاتحاد الروسي.

وما زالت التحقيقات جارية، وفي حال ثبتت إدانة المتورطين، فقد يواجهون عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن، وفي المجلة الأميركية.

 

مقالات مشابهة

  • حازم عادل رئيسًا لتحرير برنامج «الحياة اليوم»
  • موعد صيام يوم عاشوراء 2024.. لماذا سمى بهذا الاسم؟
  • سعر الدولار أمام الجنيه المصري في بداية تعاملات اليوم الأربعاء 3-7-2024 بالبنوك
  • نداء إستغاثة!!
  • ???? حميدتي هل يصبح حفتر السوداني ؟!
  • خالد داوود: الإخوان كانوا يروجون لأنفسهم في الكونجرس كمتسامحين ويحترمون الآخر
  • حميدتي يجند كوادر من الجيش النظامي وقوات الأمن السودانية وكتائب الظل وقوات الدفاع الشعبي
  • إحباط محاولة انقلابية في أوكرانيا
  • لماذا يبتلينا الله؟.. إمام السيدة نفيسة يجيب
  • سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الاثنين 1 يوليو 2024 ببداية تعاملات البنوك