تعرف على معجزة سيدنا هود عليه السلام
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
أرسل الله -سبحانه- الأنبياء والرسل، وأيّدهم بالمعجزات التي تدلّ على صدق نبوّتهم، وقد دعا هود -عليه السلام- قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام، إلا أنّهم أبوا وعاندوا الحقّ، ولم يرد دليل شرعي يُبيّن أنّ لهود -عليه السلام- معجزة، وقد أعطاه الله من الآيات كما أعطى الأنبياء لكن لم تشتهر معجزته ولم تُذكر، قال الله -تعالى- على لسان قوم هود: (قالوا يا هودُ ما جِئتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحنُ بِتارِكي آلِهَتِنا عَن قَولِكَ وَما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنينَ)، قال المفسّرون: أي ما جئتنا بمعجزة وبرهان لنعبد إلهك ونترك عبادة الأصنام، وقالوا لم تُعيَّن المعجزة
وقال بعض المفسّرين إنّ دعوة هود لقومه وثباته أمامهم وحيداً وعدم خوفه منهم معجزة، وقيل: إنّ أخلاق هود -عليه السلام- كانت المعجزة، وذُكِر أنّ هود -عليه السلام- كان يغيّر اتّجاه الريح من مكانٍ لآخر، وكان يحوّل الصوف بيده إلى الحرير.
كما قيل: كان إهلاك قوم هود معجزة من معجزات سيّنا هود، حيث دعا عليهم فأهلكهم الله،إلا أنّ عديد من المفسّرين قالوا إنّ العذاب ليس حجة إعجازية، والأصل أنّه لم تُذكر معجزة نبيّ الله هود في القرآن، وتجدر الإشارة إلى أنّ قول قوم هود "ما جئتنا ببيّنة" يعني إنكارهم للبينة لا أنه لم يأتِ بها حقًا.
قوم هود هم قبيلة عاد، وهي قبيلة عربية كانت تسكن جنوب جزيرة العرب في الأحقاف التي تقع الآن بين عُمان وحضرموت، وقد أنعم الله عليهم بالكثير من النعم، وأغناهم، ورزقهم من الطيبات، فأنشأوا حضارة عريقة مزدهرة، وأسّسوا الينابيع والأنهار والبساتين، وربّوا الدوابّ والمواشي، قال الله -تعالى- عنهم: (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ* وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).
وقال: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)، فقد كانوا يبنون المصانع الضخمة، وقد تميّزوا عن غيرهم بحضارتهم المعمارية، وكان يُضرب بهم المثل في ذلك.
وقد أهلكهم الله -تعالى- بعد أن أفسدوا في الأرض، وبعد أن دعاهم هود -عليه السلام- فما كان منهم إلا العناد والاستكبار، فلقوا سوء العاقبة والمصير، فقد حلّت عليهم الريح العاتية القوية ودمّرتهم، ثم رأى من بقي منهم سحابة عظيمة في السماء، فركضوا إليها يستظلّون بها، إلا أنّها كانت عذاباً ونقمة عليهم أيضاً.
بعث الله نبيّه هود إلى قوم عاد ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، ولم يرد في الأدلة من القرآن والسنّة ذكر معجزته ولم تشتهر، إلا أنّ بعض المفسّرين قالوا إنّ دعوته لقومه كانت معجزة، وقيل أخلاقه، وقيل إهلاك قومه، وكان أول نبيّ بُعث من نسل العرب، وكان قومه أشدّاء رزقهم الله الكثير من النعم، وأسّسوا حضارة عريقة، لكنّهم أفسدوا في الأرض ولم يؤمنوا بالله، فكان مصيرهم الهلاك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: علیه السلام إلا أن
إقرأ أيضاً:
رمضان عبدالمعز: سيدنا النبي صلى في سيناء ركعتين
أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن رحلة الإسراء والمعراج التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل كانت مليئة بالدروس والعبر القيمة.
وخلال حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون" الذي يُبث على قناة "dmc" اليوم الاثنين، أشار الشيخ إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم، أثناء رحلته من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، مر بعدة محطات، ومن أبرزها الوادي المقدس في سيناء، حيث صلى النبي ركعتين.
رئيس الجالية المصرية في روسيا: سيناء للمصريين ولن نقبل بتهجير الفلسطينيين أيمن محسب: "إذا أرادوا أن يمسوا سيناء عليهم أن يجهزوا أكفان لـ 106 ملايين مصري"وأوضح الشيخ أن هذا الوادي المقدس هو المكان الذي ذُكر في القرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام: "إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى".
واعتبر أن هذه المحطة تُعدّ من أهم المحطات في رحلة الإسراء والمعراج، حيث تعكس عمق العلاقة الروحية بين الأنبياء والأماكن المقدسة.
وأشار إلى أن الوادي المقدس في سيناء ليس مجرد موقع جغرافي، بل هو رمز لثبات الأنبياء على الحق، وكيف تفاعل النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا المكان الروحي، مما يعزز أهمية الصلاة في الأماكن المقدسة التي تلهم الروح وتقرب العبد من ربه.
كما نوه إلى أن لمعجزة الإسراء والمعراج دروسًا وعبرًا مهمة يمكن أن نتعلم منها في حياتنا، مشيرًا إلى أن أهم درس هو الصبر والتمسك بالحق في مواجهة تحديات الحياة. وقال: "إذا أخطأ أحد في حقك، فلا تتعجل في الرد، بل اصبر لله وتوكل عليه، فربك سيكفيك شره، وهو الذي سيجعل من اعتدى عليك يعتذر أمام الناس." واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ما ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله بها عزًا”.
كما أوضح أن الدرس الأهم هو حب المساجد، مشيرًا إلى أن المسجد الأقصى له مكانة خاصة في قلوب المسلمين، حيث قال: “المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وأحد المسجدين اللذين وُضِعا على الأرض بعد المسجد الحرام، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'من لقيتم من المؤمنين في المسجد الأقصى، فصلوا فيه، وإن لم تستطيعوا، أرسلوا بزيت يسرج في قناديله”.
وأضاف: “يجب أن نعلم أن الرحلة التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى مرت بمراحل عدة، منها المكان الذي صلى فيه في الوادي المقدس، وهو وادي طوى في سيناء، حيث قال الله لموسى: 'إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى”.
وتابع: “حتى في رحلته إلى الأقصى، مر النبي صلى الله عليه وسلم بمكانين هامين، أحدهما بيت لحم، مكان ولادة المسيح عليه السلام، ثم ربط البراق في المسجد الأقصى، وذكر أن النبي شعر برائحة طيبة، فسأل عن مصدرها، ليخبره جبريل عليه السلام بأنها رائحة ماشطة ابنة فرعون، التي ثبتت على الحق رغم المحن”.