لقاءات موسعة عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على هامش مشاركته في قمة العشرين المنعقدة في العاصمة الهندية نيودلهي، والتي تأتي تأكيدًا لدور مصر المحوري في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، حيث وأعرب "السيسي" عن ترحيب مصر بالانضمام المستحق للاتحاد الأفريقي.

 

مصر في قمة العشرين

وضمن مشاركته في قمة العشرين التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعديد من القادة والزعماء المشاركين في قمة مجموعة العشرين، حيث عقد مباحثات مع فوميو كيشيدا رئيس الوزراء الياباني، وسيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، وعثمان غزالي رئيس جمهورية جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وتيدروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والسيدة أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية، ولي كيانج رئيس الوزراء الصيني، ولولا دا سيلفا رئيس جمهورية البرازيل.

كما توجه الرئيس السيسي بالتهنئة للهند على الهبوط الناجح على القمر، وبعث بالعديد من الرسائل خلال مشاركته في القمة من أبرزها: 

‎-  تحقيق أهدافنا المشتركة، وسط تحديات غير مسبوقة تواجهنا اليوم، يتطلب منظورًا شاملًا، لصياغة ترتيبات مستقبلية.

- يبرز دور مجموعة العشرين، لاسيما على صعيد معالجة اختلالات الهيكل المالي العالمي، وتطوير مؤسسات التمويل الدولية، مع وضع حلول مستدامة للمشاكل الهيكلية التي تواجهها الدول النامية.

- وضعنا، بالتشاور مع أشقائنا الأفارقة، أهدافًا محددةً لدعم دولنا، تركز على دفع التكامل الاقتصادي القاري، وتسريع تنفيذ أجندة التنمية الأفريقية، وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية.

- نجحنا في إعادة التوازن للأجندة الدولية للمناخ، لاسيما عبر إدراج فكرة "الانتقال العادل" للاقتصاد الأخضر، والدعوة لإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار المناخية.

‎ - لاحتواء أزمة الطاقة، أعلنت مصر على هامش مؤتمر شرم الشيخ عن تدشين منتدى دولي لتمويل مشروعات الهيدروجين الأخضر باعتباره وقود المستقبل، بالإضافة إلى ما نتخذه من خطوات، لتصبح مصر مركزًا إقليميًا لتجارة الطاقة، من خلال استضافتنا لمقر منتدى غاز شرق المتوسط، الذي يسهم في تعزيز استقرار سوق الطاقة.

‎- في إطار مواجهة أزمة الغذاء، أعلنت مصر مؤخرًا، عن استعدادها لاستضافة مركز عالمي لتخزين وتداول الحبوب، بالتعاون مع شركاء التنمية، في إطار التكامل مع الجهود المشتركة للتصدي لهذا التحدي، ودعمًا لمنظومة العمل الدولي متعدد الأطراف.

كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، وذلك على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين بالهند.

وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد تأكيد قوة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتي المتوسط، وحرص كل طرف على تعزيز هذه العلاقات وأطر التعاون على مختلف الأصعدة، كما تم الإعراب عن الارتياح إزاء مجمل التطورات التي يشهدها التعاون المؤسسي المشترك، سياسيًا واقتصاديًا وتنمويًا، لاسيما في إطار وثيقة الأولويات الخاصة بالشراكة المصرية الأوروبية للسنوات القادمة حتى عام 2027، مع تأكيد الحرص على أهمية استمرار التنسيق المشترك وتعزيز الحوار المتبادل في هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما في ضوء المصالح والتحديات المشتركة.

كما تطرق اللقاء إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا الإقليمية الهامة في المحافل الدولية؛ خاصةً مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها السياسية والاقتصادية على مستوى العالم، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في أفريقيا، حيث ثمن رئيس المجلس الأوروبي جهود مصر  في العمل على تسوية الأزمات القائمة بالمنطقة، واستضافتها لأعداد كبيرة من اللاجئين، وكذا دورها المحوري في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.

كما التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع السيدة أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وذلك على هامش انعقاد انعقاد قمة مجموعة العشرين بالهند.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الجانبين أعربا عن التقدير المتبادل لتميز العلاقات المصرية الأوروبية، مع تأكيد الاهتمام بتطويرها وتعميق الشراكة الاستراتيجية التقليدية بين مصر والاتحاد الأوروبي، أخذًا في الاعتبار تشارك الجانبين في الجوار الإقليمي المتوسطي، وما كان لتلك الوضعية الجغرافية تاريخيًا من تأثير مهم في مد جسور التواصل الحضاري والثقافي والتجاري والسياسي بين مصر والقارة الأوروبية.

وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول متابعة تطورات مختلف أوجه العلاقات بين الجانبين، حيث أعرب الرئيس عن التطلع لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي استنادًا إلى مبادئ الاستفادة المتبادلة والمصلحة المشتركة، وذلك كركيزة للتكامل والاستقرار الإقليمي، وباعتباره شريكًا مهمًا في عملية التحديث التي تشهدها مختلف القطاعات التنموية في مصر، بما في ذلك مشروعات البنية التحتية الكبرى، ومشروعات الطاقة، والتحول الأخضر. في حين أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أهمية وثيقة "أولويات المشاركة المصرية الأوروبية حتى عام 2027" كإطار حيوي لمزيد من تعميق الشراكة المصرية الأوروبية خلال السنوات القادمة في كافة المجالات

كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بنيودلهي، فى القمة الأفريقية الأوروبية المصغرة، التي عقدت على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين، وجمعت قادة وممثلي دول ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وهولندا وفرنسا، وجنوب أفريقيا ونيجيريا، وجزر القمر باعتبارها دولة رئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي ومؤسستي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن القمة شهدت مناقشة مستجدات عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، خاصةً عضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين، حيث تم الترحيب بهذه الخطوة، وأكد الرئيس أنها تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لإتاحة الفرصة لوضع أولويات القارة على الأجندة الدولية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن القمة شهدت كذلك تباحثًا معمقًا بشأن الأوضاع الدولية الراهنة وانعكاساتها السلبية على قضية الأمن الغذائي، حيث أشار الرئيس إلى أن احتواء تحديات أزمة الغذاء المتنامية بشكل خاص في القارة الأفريقية، يستدعي وضع رؤية مشتركة لتعزيز حوكمة منظومة الأمن الغذائي العالمي، تتأسس على محورية النظام متعدد الأطراف، واتساق جهود مؤسسات التمويل الدولية والأطراف الفاعلة في الاستجابة السريعة والفعالة لمعطيات الأزمة، بما يشمل جذورها وأبعادها المتعددة، مؤكدًا أن أحد أهم أولويات الرئاسة المصرية للنيباد هي تفعيل البرنامج الأفريقي الشامل للتنمية الزراعية بما يدعم الأمن الغذائي في أفريقيا، وذلك في ضوء الحاجة الملحة لدعم قطاع الزراعة والتنمية الريفية من أجل تحقيق الأمن الغذائي لشعوب القارة.

وقد توافق الزعماء الأفارقة والأوروبيون خلال القمة المصغرة على أهمية استمرار التنسيق والعمل على تحقيق الاستفادة المثلى من الشراكة بين الجانبين، بما يعزز من تبادل المصالح والمكاسب المشتركة.

 

خبراء: مجموعة العشرين تعد أكبر تجمع اقتصادي وسياسي عالمي

وفي هذا الشأن، قال الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إن مجموعة العشرين تعد أكبر تجمع اقتصادي وسياسي عالمي، وهدفها وضع السياسيات الاقتصادية والعامة التي تهم العالم.

وأضاف في تصريحات تليفزيونية، السبت، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي تناولت العديد من النقاط الهامة، منها إعداد مصر لتكون مركزا تجاريا لتخزين الحبوب، كما أن الرئيس تحدث عن الوقود الأخضر وعمل شراكة مع دول العالم المختلفة.

وتابع: "حجم التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة العشرين يتجاوز أكثر من 88 مليار دولار، ولا توجد مقارنة بين مجموعة بريكس ومجموعة العشرين"، موضحًا أن مجموعة بريكس عبارة عن تكتل اقتصادي وهدفها التخلص من هيمنة الدولار في التبادل التجاري، كما أن الهيدروجين هو مستقبل الطاقة في العالم خلال العقود المقبلة.

وأكمل: "مصر تستطيع تأمين احتياجات الدول الأوروبية من الغاز الطبيعي، وستستغل علاقتها مع دول مجموعة العشرين بفتح آفاق استثمارية جديدة".

من جهته، قال الخبير الاقتصادي، محمد أنيس، إن قمة مجموعة العشرين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، تعتبر أرض المعارك بين المجموعات الدولية ومنها المجموعة الدولية مع أمريكا، وروسيا والصين وباقي الدول.

وأضاف «أنيس»، في تصريحات تليفزيونية، أمس السبت، أن مجموعة العشرين تعتبر أرضًا للتوافق أيضًا بين تلك الدول وصراعاتها مع بعضها البعض؛ لأنها تجتمع بالقمة وتناقشها وتحاول الوصول إلى حلول، مشيرًا إلى أن هناك مجموعة من القضايا الاقتصادية الدولية ستتم مناقشتها، وأبرزها قضية التغير المناخي وكيفية مواجهته، والتنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق أهداف الأمم المتحدة.

وتابع الخبير الاقتصادي، أن القمة تهدف للمساعدة الدول النامية في النهوض بنفسها للحاق بالدول التي حققت إنجازات اقتصادية، وأيضًا بعض القضايا الاقتصادية التي ستتم مناقشتها هي الضرائب على الشراكات الدولية أهمها الشركات التكنولوجية، لأن معظمها تكون أمريكية وتدفع ضرائب بسيطة، ولكن نشاطها التجاري في العالم كله ولا تدفع ضرائب لتلك الدول التي بها نشاطها رغم أنها تروج للمنتجات بها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قمة العشرين السيسي قمة مجموعة العشرين مصر الطاقة الغاز الطبيعي استثمار الرئیس عبد الفتاح السیسی قمة مجموعة العشرین المصریة الأوروبیة الاتحاد الأوروبی المتحدث الرسمی فی قمة العشرین الأمن الغذائی على هامش بین مصر

إقرأ أيضاً:

عرقاب يتباحث سبل التعاون والإستثمار الطاقوي مع سلوفينيا

إستقبل وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، اليوم السبت وفدا برلمانيا من جمهورية سلوفينيا. بقيادة رئيسة الجمعية الوطنية لجمهورية سلوفينيا، أورشكا كلاكوشار زوبانشيش. والتي تقوم بزيارة رسمية الى الجزائر.

واستعرض الطرفان، خلال اللقاء، علاقات التعاون والشراكة بين البلدين الموصوفة بالممتازة في مجال الطاقة والمناجم وآفاق تعزيزها. كما ثمن وزير الطاقة ورئيسة المجلس الوطني السلوفيني، الحركية التي يشهدها التعاون بين شركات القطاع. على غرار العلاقات بين “سوناطراك” والشركة السلوفينية “جيوبلين” في مجال تسويق الغاز الطبيعي. وخاصة بعد الإمضاء على إتفاقية شهر ماي المنصرم في إطار عقد لشراء وبيع الغاز الطبيعي يربط بين الشركتين.

كما نوه الطرفان بفرص وإمكانيات التعاون والإستثمار والشراكة بين مؤسسات البلدين في قطاع الطاقة. ولاسيما في مجال المحروقات وتعزيز العلاقات التجارية في مجال الغاز الطبيعي.

وناقش الطرفان أوجه التعاون الأخرى، المرتبطة بتبادل الخبرات والإستثمار والشراكة في قطاع المناجم. وتمس مجال البحث الجيولوجي والاستكشاف واستغلال وتحويل الموارد المعدنية بالجزائر. خاصة بعد صدور قانون الإستثمار الجديد في الجزائر والذي يتضمن العديد من التسهيلات والتحفيزات للمتعاملين الأجانب.

كما أشار الطرفان الى مجالات أخرى للتعاون وسيما تطوير الطاقات الجديدة والمتجددة على غرار الهيدروجين الأخضر. ومشروع الممر الجنوبي لنقل الهيدروجين “SoutH2 Corridor”. بالإضافة كذلك إلى مجالات تحلية مياه البحر وتطوير الشبكات الكهربائية الذكية والتعاون في مجال تطوير التطبيقات النووية في مجال الصحة.

من جهتها أعربت زوبانشيش عن إرتياحها الكبير لجودة العلاقات التاريخية المتميزة القائمة بين البلدين وكذا بين شركات البلدين. وأكدت مجددا إلتزام الجانب السلوفيني بتعزيز علاقات التعاون الثنائية والارتقاء بها لتمس العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك على غرار قطاع الطاقة والمناجم.

مقالات مشابهة

  • «المؤتمر» يشيد بتوجيهات الرئيس السيسي بإرسال مساعدات إلى لبنان: دور مصر ريادي
  • عرقاب يتباحث سبل التعاون والإستثمار الطاقوي مع سلوفينيا
  • انقل ملكية عداد الغاز الطبيعي المنزلي باسمك «أونلاين».. إليك الخطوات
  • عاجل | كامل الوزير: تحويل مصر إلي مركز صناعي إقليمي وفقا لأحدث المعايير البيئية والمستدامة
  • هدى عبد الناصر: هناك قواسم مشتركة بين الرئيس السيسي وعبد الناصر
  • بمشاركة اليمن .. اجتماع إقليمي لتعزيز خدمات القبالة في شرق المتوسط
  • وزير الخارجية يطالب الدول الأوروبية بدعم مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية
  • وزير البترول: مجموعة البريكس تلعب دوراً حاسماً في صياغة مستقبل الطاقة العالمي
  • بريطانيا تفرض عقوبات جديدة على الغاز الطبيعي المسال الروسي
  • وزير الكهرباء: نعمل على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وتنمية الطاقة المستدامة