بوابة الوفد:
2024-10-01@23:11:31 GMT

تعرف على الحكمة من خلق سيدنا أدم عليه السلام

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

إنّ من صفات الله -تعالى- وأسمائه الحُسنى الحكيم، فلا يمكن أن يأمر أمراً أو أن يخلُق خلقاً إلّا لحِكمةٍ بالغةٍ يريدها، قال الله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ*فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)، فالله -تعالى- خلق الخلْق لحِكمةٍ وغايةٍ ساميةٍ وأمرٍ عظيم، فالمؤمن يعلم أنّ ربّه ما خلقه عبثاً ولهواً وإن نفى ذلك الكافر وأنكر، قال الله تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

 

 و قال الدكتور على جمعة إنّ في تكريم الله -تعالى- للإنسان عن دونه من المخلوقات بسجود الملائكة أوّلاً وبخلق العقل والإرادة ثانياً، حيث بيّن الله الحكمة والغاية الرفيعة في كتابه الكريم فقال: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).

 

وإنّ من أعظم الأوامر توحيد الله -تعالى- وعِبادته كما أمر، ومعرفة أسمائه وصفاته والانقياد لها، فإذا أيقن الإنسان ذلك نجا وفاز برضوان الله -تعالى- وحُسن العاقبة، وإذا كفر وجحد وابتعد عن حُكم الله وأمره فقد خاب وخسر يوم يلقاه، وإنّ من الابتلاء والامتحان أيضاً استخلاف الإنسان في الأرض، إذْ جعل الله -تعالى- الإنسان خليفته في الأرض يُصلح فيها ويبذل جهده لذلك، ويزيل أسباب الفساد وأصحابه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، قال الرّسول صلى الله عليه وسلّم: (ألا كُلّكُم راعٍ، وكلّكُم مسؤولٌ عن رعيّتهِ، فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ، وهو مسؤولٌ عن رعيّتهِ، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتهِ، وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلِها وولدهِ، وهيَ مسؤولَةٌ عنهُم، والعبدُ راعٍ على مالِ سيّدِهِ، وهو مسؤولٌ عنهُ، ألا فكلُّكُم راعٍ، وكلكُم مسؤولٌ عن رعيتهِ).

 

 فأكّد رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- أنّ كلّ إنسان مهما كبُر مقامه أو صغُر فإنّه في مقام مسؤوليّة يُسأل عن أدائها أمام الله تعالى، حيث إنّ ذلك من قبيل استخلافه في الأرض وأداء أماناتها وأداء ما عليه من واجبات.
 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

أيُ العلماءِ نتبع؟

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

يمتلكون الحكمة والدراية والقيادة الرشيدة للأمة، ويخرجون النَّاس من الفتن والجهل والضلال إلى نور العلم والفهم والهداية، قادرون على تخفيف هموم أمتهم وآلامها، عندما يلجأ إليهم الناس- من بعد الله تعالى- لتفريج كرباتهم وهمومهم وحل قضاياهم، عرفوا بنشر السعادة في الحياة الاجتماعية والأسرية بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، يربون أفراد المجتمع على الخير ويسعون لإصلاحهم بالمعروف، أولئك هم العلماء الربانيون الذين نود التطرق إليهم في مقالنا لهذا الأسبوع.

إنَّ المتأمل في أحوال التأريخ الإسلامي بكل أبعاده ومختلف زواياه، يرى بوضوح تام، الكثير من المشاكل العالقة والصعبة والمستعصية التي مرَّت على الأمتين العربية والإسلامية، والتي لم يفقه إيجاد الحلول  سوى العلماء الربانيين الأعلام، وذلك لغزارة علمهم وعمق فهمهم لمقاصد الشريعة الإسلامية السمحة واحتياجات المجتمع وتحدياته، واحترامهم الكبير لواقع الحياة الاجتماعية للناس بمختلف طوائفهم وألوانهم، فهم من يجب أن تكون لهم الكلمة الفصل في الكثير من القضايا الملحة التي يحتاج إليها الناس، وذلك لتتمكن الأمة بأسرها أن تسير بخطى ثابتة نحو الأمن والأمان والاستقرار الذي تنشده لتحقيق التنمية والتقدم المنشود اجتماعيا ودينيا.

اليوم وللأسف كثرت المناقشات حول تدهور وانحطاط الأمة بسبب كثرة المؤامرات التي تحاك لها من أعدائها وشانئيها الذين يواصلون الليل بالنهار لإسقاطها وإسقاط رموزها. ومن هنا، لا يُمكن إيجاد الحلول لتلك الأزمات التي مرت وتمر بأمتنا العربية والإسلامية إلا من خلال طرق الباب الواسع الذي يحتاج إليه الجميع وهو الباب العلمائي العظيم الذي به يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض، والذي به سوف تتمكن أمتنا المرحومة من الانتصار المرتقب على أعدائها وتحفظ بذلك أمجادها وتاريخها وإنجازاتها كما كانت بل وأفضل مما كانت عليه.

وفي زماننا هذا أصبح من الضروري التمييز بين العلماء الربانيين الذين يمثلون القدوة الصالحة التي تعتمد عليها الأمة بأسرها في حل قضاياها العالقة ومواجهة التحديات والمخاطر الفكرية، وبين علماء الغفلة الذين تستغلهم بعض السلطات الحاكمة والذين يتم إغراؤهم بالمال والجاه لتضليل أبناء الأمة ويَوظفون لتخدير الأمة وجعل أفرادها وجماهيرها  يسيرون عكس الاتجاه المطلوب لهم، فأمتنا ليست بحاجة إلى علماء السلطة والضلال، وهنا علينا أن نسأل أنفسنا أي العلماء نتبع؟ وبأيهم نقتدي ونسير ونحن في زمن اختلط فيه الحق بالباطل؟

الجواب على ذلك هو الآتي: في وقتنا الحاضر بل وفي كل عصر يجب على الأمة  أن تتبع العلماء الربانيين الأخيار، والذين هم ورثة الأنبياء كما في بعض المأثور، الذين يتميزون ويتصفون بالعلم والمعرفة والعمل الصالح والإخلاص لله تعالى، والدفاع عن المقدسات، وقول كلمة الحق، والتمسك بتقوى الله تعالى والورع والابتعاد عن المحرمات ومواطن الشبهات والشهوات، سواءً كان ذلك عن طريق المال أو الجنس أو السلطة، وزهدهم في ذلك، لأنهم أهل التواضع بالرغم من كثرة علمهم الواسع والوفير، يدعون إلى الله تعالى بالعلم والموعظة الحسنة كما هو الأمر الإلهي: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل: 125)، أما من هم بالضد من ذلك فهم ليسوا علماء حتى ولو لبسوا ثوب العلم والعلماء وتظاهروا بحب العبادة والطاعة لله تعالى.

واليوم ونحن في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة وإشغالها بالعديد من الصراعات والحروب، لا سيما في غزة وفلسطين ولبنان والعراق واليمن، فقد أصبحت الحاجة ماسة إلى وحدة علماء الأمة الإسلامية أكثر مما كانوا عليه، والاقتداء بهم، فإنَّ قوة الإسلام لا تكمن إلا في وحدة كلمة علمائه واتفاقهم على كلمة سواء، فإذا اتفق العلماء توحد المجتمع وإذا تفرق العلماء تفرقت الأمة، وعليه يتعين على علماء الأمة أن يبرزوا وحدتهم الإسلامية الحقيقية بأبهى صورها والابتعاد عن التعصب والطائفية المقيتة التي ينبغي نبذها من كل فئات الأمة والاعتصام الجاد والصادق بحبل الله تعالى كما أمر جلَّ وعلا: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (آل عمران: 103).

أخيرًا.. كما يتعين على علماء الأمة التوافق وتوحيد الصف، لا بُد أيضًا من التصدي لكل من يسعى لإضعاف الأمة  من خلال إضعاف علمائها، لا سيما بعض الآلات الإعلامية التي لا تعرف معنى النزاهة والتي توصل ليلها بنهارها للإساءة إلى علماء الأمة الربانيين بهدف إسكاتهم عن قول كلمة الحق، فهناك اليوم حروب شرسة تسعى جاهدة إلى الحط من جهود العلماء ومن قدرهم ومكانتهم ومنزلتهم الاجتماعية بين الناس، لذا يجب على الأمة ومن فيها من المخلصين الأوفياء لرسالة ربهم مقاومتهم بالعلم وقوة الدليل، وإيقافهم عند حدودهم، والسماح للعلماء الربانيين بالوصول لصلاح مجتمعاتهم بتطبيق تعاليم الدين وأداء واجبهم الشرعي تجاه المجتمع الإنساني، وذلك من خلال إيصال الأطروحة السماوية والتعليمية الإلهية إلى الناس كافة، كما أراد الله تعالى لا كما يريد المغرضون والمنافقون والكارهون لدين الله تعالى وأحكامه.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في باكستاني لتهريبه الهيروين إلى المملكة
  • نظام غذائي مفيد للقلب لا يتحدث عنه أحد تقريبا.. تعرف عليه
  • أيُ العلماءِ نتبع؟
  • مَن هو أول نبي روَّض الخيل وركبها؟.. وصفه الله تعالى بـ«الحليم»
  • أدلة تفضيل سيدنا محمد على الأنبياء من القرآن الكريم
  • الحكمة منى عطا الله تعلن اعتزالها رسميا بسبب ظلم لجنة الحكام
  • تنفيذ حكم القتل تعزيزًا في باكستاني هرب الهيروين إلى المملكة
  • بطريرك القدس اللاتين يشارك في الجمعية العامة لمؤتمر الأساقفة الألمان بفولدا
  • كيف رفع الله ذكر سيدنا محمد في العالمين؟
  • تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الأحد 29-9-2024 في محافظة البحيرة