بوابة الوفد:
2025-04-09@08:18:58 GMT

تعرف على الحكمة من خلق سيدنا أدم عليه السلام

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

إنّ من صفات الله -تعالى- وأسمائه الحُسنى الحكيم، فلا يمكن أن يأمر أمراً أو أن يخلُق خلقاً إلّا لحِكمةٍ بالغةٍ يريدها، قال الله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ*فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)، فالله -تعالى- خلق الخلْق لحِكمةٍ وغايةٍ ساميةٍ وأمرٍ عظيم، فالمؤمن يعلم أنّ ربّه ما خلقه عبثاً ولهواً وإن نفى ذلك الكافر وأنكر، قال الله تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

 

 و قال الدكتور على جمعة إنّ في تكريم الله -تعالى- للإنسان عن دونه من المخلوقات بسجود الملائكة أوّلاً وبخلق العقل والإرادة ثانياً، حيث بيّن الله الحكمة والغاية الرفيعة في كتابه الكريم فقال: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).

 

وإنّ من أعظم الأوامر توحيد الله -تعالى- وعِبادته كما أمر، ومعرفة أسمائه وصفاته والانقياد لها، فإذا أيقن الإنسان ذلك نجا وفاز برضوان الله -تعالى- وحُسن العاقبة، وإذا كفر وجحد وابتعد عن حُكم الله وأمره فقد خاب وخسر يوم يلقاه، وإنّ من الابتلاء والامتحان أيضاً استخلاف الإنسان في الأرض، إذْ جعل الله -تعالى- الإنسان خليفته في الأرض يُصلح فيها ويبذل جهده لذلك، ويزيل أسباب الفساد وأصحابه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، قال الرّسول صلى الله عليه وسلّم: (ألا كُلّكُم راعٍ، وكلّكُم مسؤولٌ عن رعيّتهِ، فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ، وهو مسؤولٌ عن رعيّتهِ، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتهِ، وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلِها وولدهِ، وهيَ مسؤولَةٌ عنهُم، والعبدُ راعٍ على مالِ سيّدِهِ، وهو مسؤولٌ عنهُ، ألا فكلُّكُم راعٍ، وكلكُم مسؤولٌ عن رعيتهِ).

 

 فأكّد رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- أنّ كلّ إنسان مهما كبُر مقامه أو صغُر فإنّه في مقام مسؤوليّة يُسأل عن أدائها أمام الله تعالى، حيث إنّ ذلك من قبيل استخلافه في الأرض وأداء أماناتها وأداء ما عليه من واجبات.
 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

مفاهيم إسلامية: الصراط المستقيم

#مفاهيم_إسلامية: #الصراط_المستقيم
د. #هاشم_غرايبه


لعل أهم مبتغى للمؤمن هو أن يهديه الله لاتباع الصراط المستقيم، لذلك كان الدعاء الوحيد الذي يدعو الله به في كل صلاة يصليها لله، بل في كل ركعة، بل لا تقبل الصلاة أصلا بدونه.
لذا من المهم معرفة ما هو هذا الصراط، والذي باتّباعه يتحقق التقوى – عنوان الصلاح والاستقامة.
بسب الاستغراق في الشكليات التي اعتبرها البعض عنوانا للتدين، والانشغال بالمظاهر الطقوسية عن جوهر الدين ومراداته، فأغلب الناس يعتقدون أنه يتحقق بأداء العبادات، وآخرون يتصورون أنه ذلك الجسر الدقيق كحد السيف الذي يعبره الناس يوم القيامة كالذين يسيرون على الحبل، من ينجح بعبوره يذهب الى الجنة، ومن يسقط يهوي في جهنم.
ولن تجد إلا قليلين يفهمونه حقا، ويعلمون كيفية اتباعه كما أراده الله تعالى، فأين نجد تبيان ذلك في كتاب الله؟.
لقد بينه الله تعالى في سورة الأنعام، والتي حددت عشرة وصايا من اتبعها جميعا فقد حقق شروط التقوى: “قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” [151-152].
وبما أن الخط المستقيم هو أقصر الخطوط الواصلة بين نقطتين وأقومها، ويتمثل بالخط بين العبد وربه، وهو واحد لا يتعدد مهما بلغ عدد العباد الذين سيسلكونه، لذلك فهو الصراط المستقيم المعني في قوله تعالى “اهدنا الصراط المستقيم”، وهو قطعا ذاته الذي هدى اليه المؤمنين بالرسالات السابقة، لكنه استثنى ما جرى فيها من انحراف عنه من قبل فئتتين هما المغضوب عليهم الذين عصوه فغضب عليهم، والأخرى الضالين الذي أشركوا بالله عندما جعلوا له ولدا فحبط إيمانهم.
لأجل ذلك نبه عباده المؤمنين بأن لا يأخذوا الصراط عن هؤلاء بل يستقوه من القرآن الذي لا يناله التحريف، لذلك بينه بكل وضوح في الآيتين السابقتين، وللتأكيد على أن هذا هو الصراط المستقيم لا غير، أتبعهما بقوله تعالى في الآية 153: “وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
هكذا أصبحت معالم هذا الصراط واضحة لا لبس فيها، وهي وصايا الله لعباده المؤمنين، وتتلخص بما يلي:
1 – توحيد الله وعدم الشرك به: “أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا”.
2 – بر الواللدين والإحسان بهما: “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.
3 – عدم اللجوء الى الاجهاض تهربا من مسؤولية الأبوة والأمومة: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ”.
4 – تجنب كل ما يؤدي بالمرء الى ممارسة الفاحشة الظاهرة وهي الزنا، أي قطع الطريق لحصولها مثل اختلاء فردين من الجنسين بلا مبرر من عمل ، أو الالتقاء او التراسل غير المنضبط، أو مشاهدة المناظر الإباحية المثيرة للغريزة ..الخ.
كما تشمل تجنب كل الطرق والوسائل المؤدية الى تفتح الباب لإتيان الفواحش المبطنة مثل شهادة الزور، وقذف أعراض الناس، والسرقة واختلاس المال العام ..الخ.
5 – عدم اللجوء الى القتل، مهما كان المبرر، فلا مبرر للقتل إلآ القصاص: وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ”.
6 – صيانة حقوق اليتيم، وعدم الاقتراب من ماله إلا بقصد إنمائه، ودفعه إليه عندما يبلغ سن الرشد: “وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ”.
7 – إيفاء الكيل والميزان في التعاملات التجارية وعدم ابخاس الحقوق: “وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ “.
8 – عدم تكليف الناس فوق طاقتهم: “لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا”.
9 – الصدق في القول والعدل في الحكم: “وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا”.
10 – وآخرها الإيفاء بعهد الله حينما أخذ على ذرية آدم إقرارا بالربوبية له: “وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا”.
هذا هو صراط الله المستقيم.

مقالات مشابهة

  • الإمارات صوت الحكمة دعماً للشعب السوداني
  • مسؤول أممي: وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل يحتاج لمسار سياسي
  • تعرف على أفضل الأدعية عند زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم
  • عن السلام مع لبنان.. هذا ما أعلنه مسؤول إسرائيليّ
  • الرئيس السيسي يصدر قرارًا جمهوريًا جديدًا.. تعرف عليه
  • مفاهيم إسلامية: الصراط المستقيم
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة الجوف
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في أردني لتهريبه مواد مخدرة إلى المملكة
  • سنن الأذان الخمسة والدعاء المستجاب قبل الإقامة.. تعرف عليه
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام