تفشى وباء الانتحار بين قدامى المحاربين فى الجيش الأمريكى
مؤسس معهد رود: الانتقال من الحياة العسكرية إلى الحياة المدنية يمكن أن يكون صعبًا للغاية

 

كشفت دراسة أمريكية جديدة عن أن معدلات الانتحار بين قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي ارتفعت بشكل كبير، وتظهر الدراسة أنّ الولايات قد تكون قللت من عدد وفيات المحاربين القدامى بمعدل خطأ يبلغ 25%، وتقدّر البيانات الرسمية انتحار 30 ألف شخص، من قدامى المحاربين في الفترة الممتدة بين 2001 حتى 2019.

وذكرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، في تقرير نشرته عن معدلات الانتحار بين قدامى المحاربين، أن "معدل الانتحار بين المحاربين القدامى في الولايات المتحدة الأمريكية، قد يكون أعلى بكثير مما تقدّره بيانات الولايات والبيانات الوطنية، وفقًا لدراسة تلقي ضوءًا جديدًا على ما اعتبره الخبراء أزمةً مُلحّة.

وتابعت «نيوزويك»: «وفقًا للبحث، في الولايات الـ 8 التي تم فحصها، بما في ذلك ألاباما وفلوريدا وماين وماساتشوستس وميشيغان ومينيسوتا ومونتانا وأوريغون، كان المعدل اليومي للانتحار، بين أعضاء الخدمة السابقين، أكبر بمقدار 1.37 مرة، عما ذكرته وزارة شئون المحاربين القدامى سابقًا».

وإذا كانت الولايات الثماني تمثّل مجتمعةً المعدل الوطني؛ فإن معدل انتحار المحاربين القدامى سيكون أكبر بمقدار 2.4 مرة، مما أبلغت عنه وزارة شئون المحاربين القدامى سابقًا، وفقًا للدراسة.

معدلات الانتحار

وهذا يعني أن متوسط عدد أفراد الخدمة السابقين الذين ماتوا يوميًا بسبب الانتحار، هو 44، في الفترة الممتدة بين عامي 2014 و2015.

ووفقًا للبيانات الرسمية، توفي أكثر من 30 ألف شخص من قدامى المحاربين، بسبب الانتحار بين سبتمبر 2001 و2019، أي أربعة أضعاف عدد الذين ماتوا في القتال في العراق وأفغانستان، وفقًا لتقرير إدارة شئون المحاربين القدامى، لعام 2022 حول معدل انتحار المحاربين القدامى في الولايات المتحدة.

وفي عام 2020، بلغ عدد حالات الانتحار 6146 حالة في صفوف المحاربين القدامى، وعلى الرغم من ضخامة هذا العدد، إلا أنه يعتبر أقل بـ 343 حالة، من العام السابق.

إحساس صعب

وقال رود، مؤسس معهد رود لمنع الانتحار العسكري المحاربين القدامى وأستاذ علم النفس بجامعة ممفيس، إنه على الرغم من أن الأسباب فريدة ومختلفة من شخص لآخر، فإن الانتقال من الحياة العسكرية إلى الحياة المدنية يمكن أن يكون صعبًا للغاية بالنسبة لبعض المحاربين القدامى.

وقال إنه تحول فريد من نوعه، يختلف عن أي نوع آخر من التحول في الحياة، وفي كثير من الأحيان عندما يترك الأفراد هذا النظام المنظم للغاية مع هدف ومهمة محددة بشكل واضح للغاية، فإنهم يفقدون هذا الإحساس بالهدف وهيكل الدعم هذا.

بدوره؛ صرّح جيم لورين، رئيس شراكة المحاربين الأمريكية، لمجلة «نيوزويك»، أن ارتفاع معدل الانتحار يرتبط باليأس، مُضيفًا: «نعتقد أن عدم الاستقرار المالي يساهم بشكل أساسي في اليأس بين المحاربين القدامى، وكذلك الشعب الأمريكي».

وتابع: «ما نراه هو أن الأمر لا يقتصر على انعدام الأمن الغذائي أو التشرّد فحسب، بل هو عدم الاستقرار المالي، وإذا فشل أحد المحاربين القدامى في دفع فاتورة بطاقة الائتمان، فإن أسعار الفائدة الخاصة به سترتفع إلى 25%، ومن ثم قد تكون فاتورته في الشهر التالي أعلى مما يمكنه تحمّله».

كل هذا يضاف إلى ما يواجهه المحاربون القدامى من اضطراب ما بعد الصدمة إلى الإصابة المستمرة، ولذلك يطالب المحاربون بتحسين نوعية حياتهم، للتقليل من احتمالية الانتحار.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإنتحار الجيش الأمريكي المحاربین القدامى

إقرأ أيضاً:

الانتحار يطارد نجوم كوريا الجنوبية.. لماذا يعاني المشاهير من الضغوط القاتلة؟

تتزايد الحوادث المأساوية التي تنتهي بوفاة العديد من المشاهير بسبب ضغوط الحياة العامة في كوريا الجنوبية، ويأتي في مقدمة تلك الحوادث الانتحار، خاصة بعد تخلص الممثلة الشابة كيم ساي روني من حياتها.

حادث انتحار روني أثار ضجة كبيرة، حيث أدى إلى تسليط الضوء على الضغوط الهائلة التي يواجهها المشاهير في كوريا، ويعتبر الانتحار أحد النتائج المأساوية التي ترافق ضغوط الشهرة.

وتم العثور على كيم ساي روني ميتة في منزلها في سيول الأحد، عن عمر يناهز 24 عامًا، بعد أن تعرضت لهجوم شرس من الصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي بسبب حادث تعرضت له عام 2022، عندما تم اتهامها بقيادة السيارة تحت تأثير الكحول، وقد تعرضت لانتقادات عنيفة عبر الإنترنت، مما ساهم في تدهور حالتها النفسية وأدى إلى قرارها النهائي بالانتحار.

ولم تكشف الشرطة عن المزيد من التفاصيل حول وفاتها، وأكد الخبراء أن الظروف المحيطة بحالة كيم ليست فريدة من نوعها في كوريا الجنوبية، فثقافة التنمر الإلكتروني والتوقعات المفرطة التي يفرضها الجمهور على المشاهير تمثل عامل ضغط ضخم، مما يجعل حياتهم أكثر تعقيدًا.


ومر العديد من المشاهير في كوريا الجنوبية بتجارب مشابهة، حيث تعرضوا لانتقادات قاسية من الجمهور بسبب أخطاء صغيرة، مما أدى إلى تدمير مسيرتهم المهنية وتهديد حياتهم الشخصية.

ومن بين المشاهير الذين تعرضوا لهذه الضغوطات، كانت المغنيتان سولي وغو هارا، اللتان انتحرتا في عام 2019 بعد تعرضهما لحملات تنمر مكثفة على الإنترنت، رغم أنهما لم تكونا قد ارتكبتا أي جرائم قانونية. وكان السبب الرئيسي وراء انتحارهما هو التنمر الإلكتروني الذي جعل حياتهما مليئة بالألم النفسي والعاطفي.

وأصبح التنمر الإلكتروني في كوريا الجنوبية صناعة بحد ذاته، حيث يحقق البعض أرباحًا ضخمة من خلال نشر مقاطع فيديو مثيرة للجدل على منصات مثل يوتيوب، بينما تستفيد المواقع الإخبارية من الترافيك الناتج عن نشر الفضائح. وتستمر وسائل الإعلام في استهداف الشخصيات العامة بأخبار مغلوطة أو مشوهة، مما يعزز العداء العام تجاههم.

وفي هذا السياق، أشار أستاذ الطب النفسي في جامعة ييل، نا جونغ هو،  إلى أن ما يحدث في كوريا الجنوبية يشبه تمامًا أحداث مسلسل "لعبة الحبار" الشهير، حيث يواجه الأشخاص ضغوطًا هائلة في سبيل البقاء على قيد الحياة، سواء في الألعاب أو في الواقع الاجتماعي. وأضاف أن المجتمع الكوري لا يمنح الأشخاص الذين يرتكبون أخطاء فرصة ثانية، مما يعكس حالة قمع للضحايا الذين يتعرضون لحملات التنمر.


واستخدام الانتحار كحل للألم النفسي ليس مسألة جديدة في كوريا الجنوبية، حيث تعد البلاد واحدة من أعلى معدلات الانتحار بين الدول المتقدمة، أما المشاهير، فيعيشون تحت ضغط أكبر بسبب متطلبات المجتمع المهووس بالكمال والتوقعات المستمرة منهم.

مقالات مشابهة

  • فشي وباء الكوليرا في منطقة النيل الأبيض في العام 2025م بسبب الحرب القائمة حتى الآن – أما آن الوقت لهذه الحرب اللعينة أن تضع أوزارها؟
  • الحوثيون يستهدفون طائرة إف-16 لأول مرة بصاروخ أرض-جو.. فكيف سيتحرك الجيش الأمريكي؟
  • لجنة تحقيق بحادثة وفاة السجين الحطام في مأرب تخلص إلى الانتحار
  • الجيش الأمريكي يعلن قتل قيادي بتنظيم «داعش» في سوريا
  • ترامب يطيح بعدد من قيادات الجيش الأمريكي أبرزهم رئيس الأركان
  • في إجراء غير مسبوق.. الإطاحة بعدد من قيادات الجيش الأمريكي أبرزهم رئيس الأركان
  • الانتحار يطارد نجوم كوريا الجنوبية.. لماذا يعاني المشاهير من الضغوط القاتلة؟
  • الموت بأرخص سعر.. لماذا تهدد "حبة الغلة" أرواح المصريين؟
  • ديالى تفعل خلية الأزمة لمواجهة وباء الحمى القلاعية
  • شاب تركي يحاول الانتحار داخل سيارة الشرطة