الذكاء الاصطناعي يثبت فعالية في كشف السرطان
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
تمكن أخصائي أشعة بدعم من الذكاء الاصطناعي من كشف حالات من سرطان الثدي في فحص التصوير الشعاعي أكثر من اثنين من أخصائيي الأشعة الذين يعملون معا، ما سيبسط إجراءات الكشف المبكر لهذا النوع من السرطان.
جاء ذلك في ورقة بحثية من معهد "كارولينسكا" في السويد نشرت في مجلة The Lancet Digital Health.
يقول الباحثون إن الذكاء الاصطناعي جاهز الآن ليتم إدخاله في فحص سرطان الثدي.
على مدى أكثر من 30 عاما، كان فحص التصوير الشعاعي للثدي مفتاحا مهما في تقليل معدلات وفيات سرطان الثدي. مع ذلك، تشمل التحديات نقص أخصائيي الأشعة وعدم اكتشاف جميع أنواع السرطان عن طريق هذا الفحص. وأظهرت العديد من الدراسات، بأثر رجعي، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في معالجة هذه المشكلات.
تقول الكاتبة الأولى للدراسة كارين ديمبرور، الباحثة المنتسبة في قسم علم الأورام وعلم الأمراض في معهد كارولينسكا "ينظر الذكاء الاصطناعي والبشر إلى الصور بشكل مختلف قليلا، مما يخلق تآزرا يحسّن فرصنا في اكتشاف السرطان".
تقليديا، يقرأ اثنان من أخصائيي الأشعة كل اختبار. في هذه الدراسة، تم تقييم الفحوص من قبل اثنين من أطباء الأشعة ومن قبل الذكاء الاصطناعي من أجل تحديد النساء اللواتي سيتم استدعاؤهن لمزيد من الفحوص. بناء على تشخيص النساء بسرطان الثدي في النهاية، يمكن للباحثين تحديد مدى دقة مقارنة مجموعات مختلفة من الذكاء الاصطناعي وأخصائيي الأشعة بالنهج التقليدي لأخصائي الأشعة.
تقول الدكتور ديمبرور "من خلال هذه الدراسة، أردنا فحص مدى أداء اثنين من أخصائيي الأشعة مقارنة بأخصائي أشعة واحد مدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي وحده".
أجريت الدراسة في مستشفى "كابيو سانت جي أمران" في العاصمة السويدية ستوكهولم بين أبريل 2021 ويونيو 2022. فُحص أكثر من 55500 امرأة تتراوح أعمارهن بين 40 و74 عاما.
اكتشف النهج التقليدي باستخدام اثنين من أطباء الأشعة 250 سرطانا. وجد الباحثون أن إضافة الذكاء الاصطناعي إلى اثنين من أخصائيي الأشعة أدت إلى اكتشاف معظم حالات السرطان (269). اكتشف أحد أخصائيي الأشعة بمؤازرة الذكاء الاصطناعي 261 في نفس المجموعة. بينما اكتشف الذكاء الاصطناعي وحده 246، وهو ما لم يكن إحصائيا أقل مما اكتشفه اثنان من أخصائيي الأشعة.
يقول الباحث الرئيسي في الدراسة فريدريك ستراند، أخصائي الأشعة والمُحاضر في قسم علم الأورام وعلم الأمراض بمعهد كارولينسكا "بالمقارنة مع المعيار الحالي لأخصائيي الأشعة، أدى التقييم، الذي أجراه أخصائي أشعة واحد مدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى زيادة بنسبة أربعة بالمائة في اكتشاف سرطان الثدي وخفض وقت قراءة صورة أخصائيي الأشعة إلى النصف".
ووجد الباحثون أيضا أنه بالمقارنة مع اثنين من أخصائيي الأشعة، أدى اختصاصي أشعة واحد يدعمه الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي بمفرده وحدهما، على التوالي، إلى انخفاض بنسبة 6٪ و55٪ في الإيجابيات الخاطئة، وهو ما يعني معدل استدعاء النساء الأصحاء، وهو خطأ إجرائي يسبب معاناة وتكلفة غير ضرورية.
يضيف الدكتور ستراند "من الواضح لنا أنه بالنسبة لفحص التصوير الشعاعي للثدي، فإن أحد أخصائيي الأشعة المدعوم بالذكاء الاصطناعي هو بديل أفضل عن اثنين من أخصائيي الأشعة بدون الذكاء الاصطناعي. على عكس دراسة سابقة من جامعة لوند (السويدية)، تم التحقق من صحة هذا التحسن إحصائيا في الدراسة الحالية. حتى لو تولى الذكاء الاصطناعي الكثير من الفحص الأولي، هناك حاجة إلى أخصائي أشعة لإصدار الحكم قبل استدعاء أي مريض لمزيد من التحقيق. وإذا لزم الأمر، لأخذ خزعات من مناطق الثدي المشبوهة".
ويتابع ستراند "تظهر دراستنا أن الذكاء الاصطناعي جاهز للتشغيل، الخاضع للرقابة، في فحص التصوير الشعاعي للثدي. على المدى الطويل، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تولي غالبية تقييمات فحص التصوير الشعاعي للثدي" ما سيفتح المجال لكشف مبكر عن الإصابة بالسرطان. أخبار ذات صلة تجربة جديدة تفتح آفاقا في علاج السرطان «هونيوان ايد» الصيني يتحدى «تشات جي بي تي» المصدر: الاتحاد - أبوظبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي السرطان الذکاء الاصطناعی سرطان الثدی
إقرأ أيضاً:
"كونغرس الإعلام" يستعرض دور الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بالصحافة
تناولت جلسة نقاشية بعنوان "ما الذي يؤرقك ليلًا؟" ضمن فعاليات اليوم الأول من الكونغرس العالمي للإعلام 2024 القضايا الأساسية التي تحرك عالم وسائل الإعلام اليوم بدءًا من التحديات التي تواجهها الصحافة ومصداقية وسائل الإعلام والتحول الرقمي، وصولًا إلى تحديات الأمن العالمي والقيادة الحضرية والمعضلات الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وأدار الجلسة محمد العتيبة، رئيس التحرير السابق لصحيفة "ذا ناشيونال" بمشاركة مينا العريبي، رئيس تحرير صحيفة ذا ناشيونال وألكسندرو جيبوي، الأمين العام للاتحاد الأوروبي لوكالات الأنباء ولودوفيك بليشر، المدير التنفيذي، آيدياشن. واستكشفت الجلسة النقاشية أهم القضايا التي تواجه قطاع الإعلام ومنها تراجع ثقة الجمهور، وتحديات الصحافة، ودور الذكاء الاصطناعي، والعلاقة دائمة التطور بين الإعلام التقليدي والمنصات الرقمية وتناول النقاش تحوّلات المشهد الإعلامي، حيث قدّم المتحدثون رؤاهم حول التحديات والفرص التي يولدها ذلك التحول.انفصال متنام وأبرز ألكسندرو غيبوي الانفصال المتنامي بين الجمهور والإعلام التقليدي، المدفوع بتراجع الثقة وانخفاض مستويات الإلمام بالإعلام.
وأشار إلى الصعوبات التي تواجه قطاعاً عريضاً من الجمهور في تحديد المصادر الموثوقة، ما يساهم في التأثير المتصاعد لمنصات مثل تيك توك في تشكيل الأحداث الكبرى، ومنها الانتخابات.
ودعا غيبوي المؤسسات الإعلامية إلى الابتكار للتفاعل مع الجمهور الأصغر سناً وتحسين الفهم العام للأخبار، مشيراً لدور أدوات الذكاء الاصطناعي، بما يضم الملخصات الآلية والصوت المولّد بالذكاء الاصطناعي كأمثلة على تكيف وكالات الأنباء مع التغيير.
وناقش لودوفيك بليشر ظاهرة تجنب الأخبار، حيث يتجنب 40% من الجمهور الأخبار بسبب سلبيتها، وانتشار نقص الثقة في الصحافة، لافتاً إلى أن تقصي الحقائق وحده لم يؤدِ إلى إعادة بناء ثقة الجمهور، داعياً للمزيد من الشفافية والتعاطف لإعادة بناء العلاقة مع الجمهور.
وأيد بليشر استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة تدعم وتعزز الصحافة دون استبدال المساهمة البشرية، والقى الضوء على التحديات التي تواجه غرف الأخبار الصغيرة في تبني التكنولوجيا الجديدة. تقنيات التزييف وركزت مينا العريبي على بروز تقنيات التزييف العميق، التي تصاعدت بنسبة 900% في عام واحد وغالباً ما تُستخدم في نشر المعلومات المضللة.
وأعربت عن قلقها إزاء ارتفاع تكلفة التكنولوجيا المتقدمة، مما يحد من قدرة وسائل الإعلام الصغيرة على المنافسة وتقديم محتوى عالي الجودة، مشددة على ضرورة الشفافية وسلامة الصحفيين ووضوح القوانين لإعادة بناء الثقة مع إبراز أهمية التفريق بين الصحافة الموثوقة والمحتوى الترفيهي.
واختتم النقاش بتدارس الحلول المحتملة والطريق نحو المستقبل، وأجمع المتحدثون على ضرورة التعاون بين المؤسسات الإعلامية ومطوري التكنولوجيا والهيئات القانونية لإعادة بناء ثقة الجمهور.