اتصالات نيابية مع «طيران الخليج» للتفاوض وحلحلة ملف المسرّحين

كشف النائب جلال كاظم المحفوظ عن قيامه باتصالات مع شركة طيران الخليج، وأن ثمّة وعود تلقّاها بالعمل من أجل إتاحة مزيد من الوقت للتفاوض وحلحلة موضوع تسريح الموظفين, وذكر أنّ ذلك يأتي ضمن جملة تحركات يقوم بها بمعية عدد من النواب، أبرزهم خالد بوعنق وزينب عبدالأمير وإيمان شويطر، وأن تلك التحركات تمّ إطلاع رئيس المجلس أحمد المسلم عليها، إذ من المزمع عقد اجتماع هذا الأسبوع بحضور الرئيس ودعوة الشركة والمفصولين لحضوره.

جاء ذلك في تصريح لـ«الأيام» على هامش لقاء عقده عدد من النواب مع عدد من مفصولي شركة طيران الخليج في مكتبه بمنطقة بني جمرة، إذ استعرض المفصولون معاناتهم النفسية والمعيشية في ضوء عملية التسريح التي تفاجأوا بها دون مقدمات. وقال كاظم لـ«الأيام» إن عدد المسرّحين البحرينيين بلغ 17 مسرحًا، وإن التحركات النيابية أخذت على عاتقها متابعة هذا الموضوع بجميع السبل الودية والأدوات الدستورية والقانونية، وأن الهدف النهائي لهذه التحركات هو معالجة الأمر وضمان عودة المسرحين لوظائفهم، والوصول إلى الحلول المنشودة المرضية للطرفين, وخلال اللقاء، طالب المفصولون بإرجاعهم إلى العمل، إذ يرغبون في مواصلة خدمة الشركة وأنه لا يوجد أي مبررات لتسريحهم.
كما سرد المفصولون الآثار النفسية والمعيشية التي ألمّت بهم جراء الفصل التعسفي من قبل الشركة دون منحهم مجالاً حتى لتوديع زملائهم او لملمة مقتنياتهم، بل واجبارهم على تسليم بطاقة العمل ومرافقتهم من قبل رجال أمن الى خارج الشركة، ما اصابهم بنوع من المهانة والإحراج الشديد نتيجة لتلك المعاملة الغريبة وغير اللائقة، موضحين عدم مراعاة الشركة لسنوات عملهم التي تمتد لدى البعض الى 41 عاما، سنوات خدمة بجد واجتهاد واخلاص في العمل. وتساءل المفصولون عن اسباب الفصل الى جانب كل تلك الاجراءات، وان كان هدف الشركة استقطاب كفاءات جديدة فإنهم يمتلكون من الخبرة والكفاءة المشهود لها، فمنهم من حملة الماجستير بتخصصات من داخل وخارج مملكة البحرين، وان كان الهدف تقليل المصروفات والنفقات او تقليص الوظائف فلماذا الشركة تعلن بشكل دائم وجود شواغر وظيفية لديها بالشركة عبر قنواتها المختلفة؟! وفق ما قالوا. وعبر المفصولون عن بالغ أسفهم في أن يتم الاستغناء عنهم بعد هذه المدة الطويلة من الخدمة والتفاني بهذه الطريقة المهينة، و أن الضرر لا يمس مسيرتهم المهنية فقط بل، انه يمتد بالأذى لعوائلهم التي فقدت مصدر دخلها، ناهيكم عن الالتزامات المعيشية والقروض التي باتت تثقل كواهلهم وغيرها من الامور الاخرى. من جانبه، قال النائب جلال المحفوظ خلال اللقاء إن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها الشركة بالاستغناء عن عمالة وطنية، وإن هذا النهج لا يعبّر عن رؤى حكيمة في إدارة الشركة. واعتبر أن التبرير الذي ورد على لسان الشركة بشأن توجهات إعادة الهيكلة لا يمكن القبول به، فلا يمكن التضحية بالبحريني دائمًا تحت هذه الذرائع الواهية، فهناك الكثير من الوسائل والخيارات أمام الشركة لإعادة الهيكلة مع الإبقاء على الكفاءات الوطنية. ودعا المحفوظ الناقلة الوطنية الى مراجعة سياساتها المالية وأوجه مصروفات الشركة، مضيفا ان الشركة ملزمة بتقليل نفقات الرعاية لفعاليات لا تضيف عوائد للشركة، مطالبا اياها بتحصيل الاموال المستحقة على الجهات الداخلية والخارجية بدلا من النظر للإضرار بالمواطن البحريني كأقصر الحلول وأيسرها. من جانبه، قال النائب خالد بوعنق إن النواب الأربعة «لن يدّخروا جهدًا في تسخير كافة السبل لمساعدة المسرّحين والعمل على اعادتهم الى اعمالهم بصورة ترضي الجميع، داعيا اياهم لحضور اجتماع مع رئيس مجلس النواب خلال هذا الاسبوع بمجلس النواب؛ لإطلاعه على حيثيات هذه القضية». بينما دعت النائب زينب عبدالامير الشركة إلى ضرورة العدول عن قرارها بتسريح البحرينيين، وألّا تفرط في الثروة البشرية الوطنية. واعتبرت أن الناقلة الوطنية تخالف رؤية 2030 الرؤية الطموحة وبرنامج عمل الحكومة الذي جعل توظيف البحريني الخيار الاول الى جانب تحليقها عكس التيار المامول منها. بينما علقت النائب ايمان شويطر على ضرورة أن يحظى المفصولون على دعم النقابات والاتحادات العمالية، ولا بد ان تتعرض الشركة للمساءلة والمحاسبة، ولا يجوز أن يتم الفصل هكذا بحجة المضي في برامج إعادة الهيكلة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية