شهادات مؤثرة من زلزال المغرب.. عائلات فقدت أبنائها وسط لحظات الرعب
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
ناموا آمنين مطمئنين، لا يعكر صفوهم شيء، ولا يقطع هدوء نومهم سوى ضجيج الهزات الأرضية المتتالية، التي وقعت في حوالي الحادية عشرة من مساء أمس الجمعة، ليهرول الجميع هرباً إلى الشوارع، ظناً منهم أنها آمنة وبمنأى عن الزلزال المدمر، الذي ضرب المملكة المغربية، باتوا ليلتهم ما بين صراخ الأمهات ومحاولة الآباء إنقاذ أسرهم، على وقع زلزال هو الأعنف منذ 60 عاماً، أسفر عن أكثر من 1000 قتيل، ومئات المصابين.
لم ينجُ صغير ولا كبير من زلزال المغرب المدمر، الذي أوقع عشرات الضحايا، بينهم أسرة «مؤيد الصحراوي»، من منطقة «أداسيل»، بإقليم «شيشاوة»، في مراكش، حيث خلد الرجل السبعيني إلى النوم ليستيقظ على زلزال شديد يهز أرجاء منزله، وعلى الفور أسرع محاولاً إنقاذ أسرته، لكنه لم يستطع الخروج بهم جميعاً.
وقال لـ«الوطن»: «كنت نائماً وفجأة لقيت الدار بتتهز جامد والحيطان بتتهد علينا، حاولت أنقذ زوجتي وأبنائي وأحفادي، لكنني لم أستطع إنقاذهم جميعاً، خرجت حاملاً حفيدتي بين ذراعي، وزوجتي بين الآخر، وهرول ولدي وابنه وزوجته إلى الشارع، لكننا لم نستطع إنقاذ ابني الآخر، الذي يقطن في الطابق الأعلى».
صراخ وعويل، كان المشهد الأبرز في الليلة الصعبة التي قضاها سكان مدينة مراكش، مفترشين الشوارع والطرقات البعيدة عن المباني، خوفاً من سقوطها عليهم كما حدث بمنازلهم، وفق «الصحراوي»، لكنه قضى ليلته بحثاً عن ابنه الذي لا زال مفقوداً بين حطام وركام منزله المتهدم.
وقال: «داري تهدمت وأنقذت أسرتي إلا ابني عبدالرحمن، بت ليلتي أبحث عنه مع فرق الإنقاذ، التي وصلت بعد الزلزال، وبعد هروب الناس إلى الشوارع والطرقات البعيدة، وجدت مأوى لأسرتي بأحد الطرق، وعدت للبحث عن ابني، الذي لا زال مفقوداً، لا أعرف له طريقاً، ولا أعرف إذا كان حياً أو ميتاً».
عشرات الضحايا تحت حطام المنازل المهدمةركام يغطي أزفة شوارع ومنازل مراكش، وبخاصة منطقة «أداسيل»، التي يعيش فيها «الصحراوي» مع أسرته، فالحي الذي كان هادئا قبل ساعات، يتسابق الجميع لخدمة بعضهم البعض، أصبح عبارة عن حطام منازل متهدمة، تحوي أسفلها ضحايا لم يتم انتشالهم بعد، لكن وقع الصدمة لم يؤثر على الرجل السبعيني الذي لا زال يبحث عن ابنه وسط ركام منزله.
وتابع في هذا الصدد: «الموضوع كان أكثر من انفجار قنبلة، شعرنا بلحظات خوف ممزوجة برائحة الموت، لازلت أبحث عن ابني في كل الطرقات وأسفل ركام منزلنا الذي تهدم، وزوجتي فاقدة الوعي تنتابها نوبات من الهلع، ولا صوت يعلو فوق صراخها».
«حفيظة»: فقدت زوجي في لحظة ولم أجد له أثراًلم تكن أسرة «الصحراوي» وحدها هي التي فقدت أفراد من أسرتها، بل باتت «حفيظة الغبار»، البالغة من العمر 63 عاماً، ليلتها بين دموع لم تنقطع وصراخ ودعوات تعانق السماء، بعدما فقدت زوجها في حي الملاح بمراكش، لاتزال تبحث عنه تارة، وتعود للاطمئنان على ابنتيها تارة أخرى.
وقالت: «ما بعرف إيه اللي حصل، فجأة وأنا وزوجي وبناتي قاعدين، بدأت أجزاء من دارنا تقع علينا، وسمعنا صرخات الناس فحسينا بالخطر الكبير، هربنا مسرعين إلى تحت السرير ومنه إلى الشارع، لكننا أثناء جرينا، فقدت زوجي، ولا أعرف عنه شيئا».
أكثر من 30 عاماً عاشتها «حفيظة» مع زوجها وابن عمها «دراج الغبار»، لم يعكر صفو حياتهما سوى تلك اللحظات المرعبة التي عاشتها السيدة المكلومة، فالثنائي تعاهدا على أن يسيرا الطريق معاً لنهايته، إلا أن زلزال المغرب المدمر، يبدو أن له رأي آخر، فرق الزوجين اللذين كان جيرانهما يتناقلان قصة حبهما.
وتابعت بقولها: «رفيق حياتي وزوجي وابن عمي لا أعرف عنه شيئاً، كنا متشابكين الإيدي إلا أنني فجأة فقدته ولا أعرف له طريقاً، لا أعرف إذا كان حياً أم في تعداد المفقودين، أبحث عنه في المستشفيات والطرقات، بناتي لا يمتنعن عن الصراخ والدموع، كل آمالنا العثور على رفيق دربي وأبو ولادي».
«شيرين أحضي»، البالغة من العمر 45 عاماً، لم تستوعب حتى الآن ما حل ببلدها الذي كان آمنا قبل ساعات، فالسيدة التي تقطن في إقليم «شيشاوة»، لا زالت تحمل أطفالها بين ذراعيها، تتنقل بهم من طريق لآخر، باحثة عن شقيقها الذي كان في زيارة لها، لكن القدر أراد أن يضل طريقه بدلاً من العودة لأسرته.
وقالت: «كنا قاعدين وكنت لسة بودع أخوي الحسين، بعد زيارته لي، وفجأة كل شيء من حولنا يهتز بشدة، وصرخات النساء كانت مدوية، فخرجت وأطفالي الثلاثة إلى الأسفل، وحاول شقيقي اللحاق بنا، لكننا ضللنا الطريق وفقدنا بعضنا، لا أعرف أين هو حتى الآن، الصدمة والرعب في كل مكان، لا أعرف إذا كنا راح نلتقي مرة أخرى أم لا، أتمنى أن تنتهي كل هذه المآسي وأن نجتمع مرة أخرى».
وفقًا للمعهد الوطني للجيوفيزياء، تم تسجيل زلزال المغرب بقوة 7 درجات على مقياس ريختر في إقليم الحوز وسط البلاد، وأسفر زلزال المغرب فى مقتل 1037 شخصاً، وإصابة 1204 جرحى، بينهما 721 فى حالة خطرة، وتواصل فرق الإنقاذ جهود البحث عن مئات المفقودين، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: زلزال المغرب المغرب مراكش الزلازل زلزال المغرب لا أعرف
إقرأ أيضاً:
عمرو مصطفي ينعى محمد رحيم:«فقدت صديق ومنافس كان جزء كبير من رحلتي»
حرص الملحن عمرو مصطفي على نعى الملحن الراحل محمد رحيم بكلمات مؤثرة، بعد وفاته خلال الساعات الماضية بعد تعرضه لسكتة قلبية حادة.
وعلق عمرو مصطفي عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك: «فاكرين أيام الجامعة، كنت طالب في كلية الحقوق جامعة القاهرة، وعمري ما تخيلت إن الموهبة اللي عندي ممكن تاخدني في طريق مختلف تمامًا».
عمرو مصطفى ومحمد رحيمواضاف عمرو مصطفى: «في يوم من الأيام، سمعت عن شركة وقدمت فيها موهبتي لأول مرة، وهناك اتعرفت على شخص موهوب اسمه محمد رحيم».
واستكمال: «في البداية، ما قبلوناش، بس فضلنا نحلم ونجتهد.. بعد فترة، كل واحد فينا شق طريقه، وبدأت تظهر المنافسة الشريفة بينا. محمد بدأ بأغنية مع مطرب كان معروف الوقت ده، وأنا تبعته بسنة بأغنية مع نفس المطرب».
وتابع عمرو مصطفى: «الجميل في الموضوع إن المنافسة كانت بتخلينا نطلع أفضل ما عندنا، وكنا دايمًا بنحترم بعض. وفي يوم، لما التقينا في باريس، ضحكنا على الذكريات، واتفقنا إن صداقتنا أهم من أي منافسة».
عمرو مصطفى: الذكريات والموسيقى اللي عملناها مع بعض هتفضل موجودة للأبدواختتم عمرو مصطفي: «لكن النهاردة، فقدت صديق ومنافس كان جزء كبير من رحلتي، محمد رحيم مش بس كان موهبة عظيمة، لكنه كان أخ وصديق حقيقي، يمكن المنافسة خلصت، لكن الذكريات والموسيقى اللي عملناها مع بعض هتفضل موجودة للأبد» .
وكانت زوجته أنوسة كوتة قد أعلنت في وقت سابق عن موعد الجنازة عبر حسابها على فيسبوك، مشيرة إلى أنه سيتم تشييع الجثمان بعد صلاة العصر.
لكن في مفاجأة غير متوقعة، قامت أنوسة بحذف المنشور الذي كانت قد نشرته وأعلنت فيه تفاصيل الجنازة، كما نفت من خلاله وجود أي شبهة جنائية حول وفاة زوجها، هذا التأجيل المفاجئ أثار تساؤلات عدة حول الأسباب التي دفعت العائلة لاتخاذ هذا القرار.
تزامن ذلك مع إعلان الجهات الرسمية عن نتائج التحقيقات الأولية التي أجرتها بشأن وفاة الملحن محمد رحيم. حيث أكدت تلك الجهات أن وفاة رحيم كانت طبيعية، وتم التوصل إلى هذه النتيجة بعد إجراء الفحوصات اللازمة.
وكشفت التحقيقات التي أشرف عليها مفتش الصحة أن الإصابات التي ظهرت على جسد الراحل، خاصة على الفم واليد والساق، كانت سطحية وغير مؤثرة، كما أنها لا تدل على وجود أي شبهة جنائية. وأوضح المفتش أن هذه الإصابات قد تكون نتيجة للحالة الطبيعية للوفاة، وليست ناتجة عن تعرضه لأي نوع من الاعتداء.
كما أشار فحص الجثمان إلى أن الشفتين كانت سليمة تماماً، مما ينفي وجود أي علامات قد تشير إلى اختناق أو تعرض الراحل لأي نوع من العنف أو التسمم. وبهذا الفحص، تم استبعاد فرضية الاعتداء الجسدي أو أي تدخل خارجي قد يكون سبباً في وفاته. كانت هذه النتائج محورية، حيث ساهمت في توضيح حقيقة وفاته بشكل دقيق وواضح.
في نفس السياق، تم مراجعة كاميرات المراقبة التي كانت موجودة في محيط المكان الذي وُجد فيه الراحل، والتي أظهرت عدم وجود أي تحركات مشبوهة أو دخول أشخاص غير مألوفين إلى المنزل. هذه المراجعة أكدت من جديد أن الوفاة حدثت في ظروف طبيعية، ولم يلاحظ أي شيء يثير الريبة في مجريات الأحداث قبل وفاته.
وأوضحت التحقيقات أن الانتفاخات والإصابات الظاهرية التي كانت موجودة على جسد الراحل كانت نتيجة للحالة الطبيعية التي تحدث بعد الوفاة، ولا تشير بأي حال من الأحوال إلى وجود شبهة جنائية أو أي تدخل غير طبيعي في وفاته. وتأكدت الجهات المعنية أن هذه الإصابات لا تحمل أي دلالات على تعرضه للعنف أو أي شكل من أشكال الاعتداء، ما ساعد في توضيح الملابسات المتعلقة بالوفاة.
في خطوة تالية، أصدرت النيابة العامة قراراً بالسماح بدفن جثمان الملحن محمد رحيم بعد التأكد من عدم وجود شبهة جنائية وراء وفاته. كما تم حفظ القضية مؤقتاً، مع الاحتفاظ بحق النيابة في فتحها في حال ظهور أي أدلة جديدة قد توضح تفاصيل إضافية عن الوفاة. هذا القرار جاء بعد استيفاء جميع الإجراءات القانونية والفنية اللازمة، وبعد الاطمئنان إلى أن الوفاة كانت طبيعية.
وفي الوقت نفسه، تابع محبو محمد رحيم وزملاؤه من الفنانين هذه الأحداث عن كثب، حيث عبروا عن حزنهم الشديد لوفاة أحد أبرز الملحنين في الساحة الفنية المصرية. رحيل محمد رحيم شكل صدمة كبيرة في الوسط الفني، إذ كان له دور بارز في إثراء العديد من الأعمال الفنية التي لاقت شهرة واسعة. وبالرغم من الحزن العميق الذي عاشه الجميع بسبب فراقه، إلا أن الجميع متفق على أنه كان من أبرز الأسماء التي ساهمت في تطوير الأغنية المصرية.
بينما يتم دفن جثمانه وتكريمه، يظل اسم محمد رحيم خالداً في ذاكرة الفن المصري، وسيتذكره الجميع دائماً بفضل موهبته وإسهاماته في عالم الموسيقى.
مي سليم تهاجم ياسمين عز.. «تصريحات مثيرة وتبادل كلمات قاسية»| ما الحكاية؟