مفتي الجمهورية : يجب فهم واستيعاب مستحدثات العصر لتجديد الخطاب الديني .. ووسائل التواصل متاحة حال حققت المقاصد الشرعية
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
مفتي الجمهورية في مؤتمر الوسائل العصرية للخطاب الديني: وسائل التواصل تطوَّرت وتعددت على مدار التاريخ لتعزيز التفاهم والحوارتجديد الخطاب الديني لابد أن يتم بفهم واستيعاب مستجدات العصر ووسائلهيمكن استخدام وسائل التواصل الحديثة استخدامًا رشيدًا يحقق مقاصد شرعيةالشريعة ضبطت لنا أطر التعامل مع المستجدات التي تدخل في ذلك النطاق
قال الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إننا إذا نظرنا نظرة عامة إلى تاريخ البشرية لرأينا كيف تعددت وتنوعت وتطورت وسائل التواصل التي تهدف إلى تعزيز التفاهم والحوار المشترك بين أبناء الإنسانية كلها، وظلت الوسائل التقليدية البوابة الوحيدة لتواصل أبناء الجنس البشري على المستوى الفكري والثقافي، بل وفي كل أشكال التبادل الحضاري المادية والمعنوية، إلى أن تطورت هذه الوسائل والتقنيات تطورًا مذهلًا، وسوف تظل مسيرة الإبداع والتطوير تواصل تقدمها؛ لأن الله تعالى جبل الإنسان على التطوير والإبداع.
وأضاف : لا شك أن هذا التطور والتأثير قد طال المجتمعات الإسلامية على المستوى الاجتماعي والسلوكي والفكري، وغيَّر أنماط الخطاب والتواصل، بما في ذلك أنماط الخطاب الديني؛ لأنه جزء من الخطاب المجتمعي بشكل عام.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في فعاليات المؤتمر العام الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي تعقده وزارة الأوقاف برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة".
وأكد المفتي في كلمته أن المؤسسات المعنية بتجديد الخطاب الديني بجميع مجالاته وحقول العمل فيه على المستوى العلمي والدعوي والإفتائي لا بد أن تسارع إلى فهم واستيعاب مستجدات العصر، ووسائله التي تهدف إلى سرعة التواصل وتبادل المعلومات، وإلا صار الخطاب الديني محصورًا في واقع قد تجاوزه الزمن منذ عقود.
وتابع: "إننا منذ ظهور تلك التطورات المتلاحقة في أدوات ووسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني نعيش حالة من القلق والاختلاف حول طبيعتها وإشكالياتها وما يمكن أن تنتجه من تأثيرات إيجابية أو سلبية، ما بين رافض ومتخوف من كل أشكال التطور التي ينتجها العقل البشري، أو مؤيد لكل أنماط ذلك التطور حتى وإن تجاوزت الخصوصيات الثقافية والمجتمعية وأثرت على مجال السلوك والأخلاق تأثيرًا سلبيًّا".
وأوضح أننا لا بدَّ أن نفرق بين الاستعمال السيئ الذي يؤثر سلبًا على السلوك البشري، وبين الاستعمال الرشيد الذي يسهم في بناء وعي فكري صحيح وسلوك إنساني رشيد، فوسائل التواصل والفضاء الإلكتروني مهما تطورت لا تعدو من حيث ماهيتها أن تكون طريقة من طرق التفاهم وتبادل المعلومات، يمكن استخدامها استخدامًا رشيدًا في تحقيق أهداف ومقاصد شرعية معتبرة كالدعوة إلى الله على هدًى وبصيرة، ونشر الأفكار التي تعزز الأمن والسلام في المجتمع، وتحصين العقول من الأفكار المنحرفة بكل أشكالها ومظاهرها.
وأكد مفتي الجمهورية أن ديننا الحنيف يدعونا إلى العمل من أجل مشاركة المجتمع الإنساني بكل أدواته ووسائله المشروعة، ويضبط لنا أطر التعامل مع المستجدات التي تدخل في ذلك النطاق، عملًا بالقاعدة الشرعية المعتبرة أن الوسائل تأخذ حكم مقاصدها، إذا لم تكن الوسيلة ممنوعة لذاتها.
وأشار فضيلته في ختام كلمته إلى أن هذا هو ما يفتح باب التعامل مع كل التطورات التي تتعلق بالتقنيات الحديثة، وأساليب الاتصال الذكية، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من الوسائل، في إطار تيسير أمور الحياة، وتعزيز سُبل التواصل المشترك بين الناس أفرادًا ومجتمعات، وإيجاد وعي مجتمعي، خصوصًا فيما يتعلق بالجانب الديني الذي ينبغي أن تتنوع فيه طرق التواصل بما يضمن وصول الخطاب الديني والدعوي إلى جميع أبناء المجتمع، وذلك من أجل المحافظة على أحد أهم المقاصد الشرعية، وهو حفظ الدين، الذي لا يتم إلا بوصوله إلى الناس لا تشوبه شائبة ضلال أو انحراف، حتى لا يسبق إلى ذلك من يجعل من الفكر الديني خطرًا يداهم المجتمع ويساهم في تفكيكه، بدلًا من أن يكون رسالة رحمة وسلام وأمن للعالمين.
25d47aca-24b6-44c9-ae4f-908a25ce8447 5176dbb6-4207-4ecb-892d-eeae5887e2cc bc02a80f-4119-4339-9d49-b564ed26873e ef6a5062-09c4-4b8a-92ba-f517cb3d7532المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتى الجمهورية وسائل التواصل تجديد الخطاب الديني مفتی الجمهوریة الخطاب الدینی
إقرأ أيضاً:
"الثقافة والعلوم" تختم حملة "بناء الوعي الرقمي في عصر الجمهورية الجديدة"
أختتمت اليوم حملة "بناء الوعي الرقمي في عصر الجمهورية الجديدة" بمدينة الثقافة والعلوم بـ 6 أكتوبر، والتي استمرت على مدار شهرين، وهي الحملة التي أطلقها المركز الإعلامي بمدينة الثقافة والعلوم، والتى استهدفت رفع درجة الوعي لدى الشباب بالطرق الآمنة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لتحقيق الأمان الشخصي لمستخدمي تلك الوسائل، وذلك عبر سلسلة من الفيديوهات القصيرة التي تم تسجيلها مع المهندس محمد الحارثي، استشاري تكنولوجيا وأمن المعلومات - عضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة.
المهندس محمد الحارثي
وبحسب المركز الإعلامي بمدينة الثقافة والعلوم، فإن الحملة التي تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، تأتي تجاوبا مع معركة الوعي التي تخوضها الدولة المصرية بالتزامن مع ملحمة البناء التي تشهدها مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتفعيلا للدور المجتمعي للمؤسسات الأكاديمية.
الحملة التي تفاعل معها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، تطرقت إلى العديد من الموضوعات الشائكة التي تناولت المخاطر التي أفرزتها ثورة الاتصالات، ومنها الاحتيال الإلكتروني بأساليبة المتنوعة، مع تقديم خطوات عملية لتجنب الوقوع في هذا الفخ، بجانب تسليط الضوء على المكائد التي يدبرها البعض لممارسة الابتزاز الإلكتروني ضد الآخرين، والطرق القانونية للتصدي لتلك الممارسات.
كما تطرقت الحملة إلى قضية "إدمان السوشيال ميديا" وأعراضها المختلفة على الأشخاص، وكيفية التعافي منها، بجانب مشكلة اختراق الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي وآليات تحقيق الحماية.
ومن الموضوعات التي تناولتها الحملة أيضا العلاقة بين المستقبل الوظيفي للأشخاص والاستخدامات غير الرشيدة لوسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تسليط الضوء على طرق الاستفادة من المنصات التعليمية على شبكة الإنترنت في عصر الذكاء الاصطناعي مجانا.
الجدير بالذكر أن المركز الإعلامي بمدينة الثقافة والعلوم قد فاز هذا العام بجائزة أفضل مركز إعلامي على مستوى الجامعات المصرية، والمركز الثاني على مستوى الجامعات الإفريقية، وذلك خلال النسخة الرابعة من مسابقة الإبداع الإعلامي التي نظمتها مؤسسة الإعلام والتحول الرقمي، واستضافتها جامعة الأهرام الكندية، وشارك فيها 98 جامعة وكلية وكيانا تعليميا.
ومن من أبرز نقاط قوة التي أهلت المركز للفوز بالجائزتين، تفاعله إعلاميا مع المبادرات الرئاسية والوطنية مثل مبادرتي "مودة" و"حياة كريمة"، والتغطية الاحترافية لفعاليات "منتدى شباب الجمهورية الجديدة" الذي استضافته مدينة الثقافة والعلوم، وقيامه بدور حيوي في رفع درجة الوعي لدى الشباب.
بالإضافة إلى الحملة التي أطلقها المركز بأربع لغات، واستهدفت توعية الشباب بأهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٤، وتسليط الضوء على أهم إنجازات الجمهورية منذ ثورة الشعب في الثلاثين من يونيو حتى عام ٢٠٢٤، عبر توظيف أدوات الإعلام الرقمي الحديثة باحترافية عالية مع الإلتزام بأخلاقيات الممارسة الصحفية.