كيف أخفى مودي عن قادة العشرين قتل واضطهاد المسلمين في الهند؟
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا للكاتبة الهندية رنا أيوب، تحدثت فيه عن سياسات رئيس الوزراء ناريندرا مودي المعادية للمسلمين.
وقالت أيوب إن مودي (الهندوسي المتطرف) يخفي عن قادة قمة العشرين الحاضرين في الهند اليوم، قتل واضطهاد المسلمين على مدار سنوات، إضافة إلى شيطنتهم في الإعلام الرسمي.
وتاليا الترجمة الكاملة للمقال:
على مدار الأشهر القليلة الماضية، امتلأت اللوحات الإعلانية في مختلف أنحاء الهند، وخاصة في العاصمة نيودلهي، بصور رئيس الوزراء ناريندرا مودي؛ حيث ترحب اللافتات بالمندوبين الدوليين إلى قمة مجموعة العشرين مع عبارة “أم الديمقراطية تستضيف مجموعة العشرين”، وعشية القمة، التي تبدأ اليوم السبت، كتب رئيس الوزراء مقالاً يشير فيه إلى تنوع الديمقراطية الهندية، جاء فيه: “بالنسبة للهند، فإن رئاسة مجموعة العشرين ليست مجرد مسعى دبلوماسي رفيع المستوى، وباعتبار الهند أمّا للديمقراطية، ونموذجا للتنوع، فقد فتحنا أبواب هذه التجربة أمام العالم”.
وخلال العام الماضي، أشاد مودي عبر زيارته الرسمية للولايات المتحدة والتي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة ورحلاته الدولية التي كثر الحديث عنها، بما في ذلك اجتماعات مجموعة السبع، بفضائل الديمقراطية، والأمة العلمانية والشاملة، وعظم من قدر المهاتما غاندي في كل فرصة متاحة، لكن هذا التعظيم هو في الواقع واجهة شيطانية، واجهة للحقيقة القبيحة التي تعيشها الهند في الوقت الحاضر من تعرض الأقليات لهجمات لا هوادة فيها.
اسمحوا لي أن أخبركم ببعض ما حدث في الهند هذا العام وحده، ففي 31 تموز/يوليو الماضي، أطلق الشرطي في شرطة السكك الحديدية، تشيتان كومار سينغ، النار على متن قطار مسافات طويلة، مما أدى في البداية إلى مقتل الضابط الأعلى منه رتبة، ثم شرع في قتل ثلاثة ركاب مسلمين، وبعدما أطلق النار عليهم، وقف بجانب جثة تنزف بغزارة مستحضرًا مودي وحليفه القومي الهندوسي، يوغي أديتياناث، في صراخ قال خلاله: “إذا كنت تريد العيش والتصويت في هندوستان [الهند]، فأنا أقول لك، إما مودي أو يوغي، فقط هذان الشخصان”.
قد يبدو الأمر وكأنه انحراف عن الطبيعة بالنسبة لأولئك الذين ليسوا على دراية بالواقع اليومي في الهند، ولكن بالنسبة للكثيرين، فهو مجرد تعبير مروع عن واقع جديد في بلد أصبحت كراهية المسلمين فيه هي الطريق السهل للفوز بالانتخابات، واكتساب الشعبية والقبول في مجتمع يعاني من العيش في حالة الضحية المتخيلة.
كانت فورة إطلاق النار التي أصيب بها سينغ، تنفيسا عن غضبه ضد المسلمين على خلفية مسيرات الكراهية التي نظمتها المنظمات اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء البلاد؛ حيث انطلق العنان لرعبه في غضون أيام من قيام رئيس وزراء ولاية آسام الشمالية الشرقية، هيمانتا بيسوا سارما، بإلقاء اللوم على بائعي الخضار المسلمين في التضخم الحادث في الولاية.
وخلال الأسبوع الأول من شهر آب/أغسطس الماضي، وعلى الجانب الآخر من الاستعدادات لمجموعة العشرين، اندلعت أعمال شغب طائفية في منطقة على بعد ساعة من دلهي، حيث قام حشد من الهندوس بإحراق مسجد، وبينما كان المندوبون الأجانب من جميع أنحاء العالم يسافرون إلى الهند للقاء نظرائهم في الفترة التي سبقت قمة مجموعة العشرين، أصدرت المنظمات القومية الهندوسية اليمينية المتطرفة دعوات لمقاطعة اجتماعية واقتصادية للمسلمين في جورجاون، المدينة التابعة لدلهي.
وعندما لا يتم إعدام المسلمين بتهمة تهريب الأبقار أو أكل لحومها، يُتهم المسلمون بشن حرب ضد نظرائهم الهندوس من خلال مؤامرة خيالية تسمى “جهاد الحب“؛ حيث يُتهم الرجال بإغواء النساء الهندوسيات بالزواج ثم التخلي عنهن.
وفي وقت سابق من هذا العام؛ نُظمت العشرات من المسيرات في جميع أنحاء ولاية ماهاراشترا، حضرها قادة من حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي، للمطالبة بقوانين ضد الزواج بين الأديان، وبينما كنت أتجول في أنحاء المدينة لتغطية هذه المسيرات وتوثيقها، شهدت نفس العداء تجاه المسلمين الذي شهدتُه في ولاية جوجارات في عام 2002، عندما كان مودي رئيس وزراء الولاية وقُتل أكثر من 800 مسلم تحت مراقبته، وشاهدت في المسيرات أطفالًا صغارًا يرفعون لافتات تطالب بالقضاء على الخونة، وإلزام ”العبادلة” بمقامهم، ويطلبون من الشابات الحذر من الفخ الذي نصبه أصحاب اللحى والطواقي.
لا يتعرض المسلمون في الهند للإذلال في الشوارع فحسب، بل يتم شيطنتهم وتشويه سمعتهم على الشاشة الكبيرة أيضًا، وقد أشاد مودي ودافع في مؤتمراته الانتخابية عن فيلمين تم انتقادهما باعتبارهما معاديين بشدة للإسلام، وهما “ملفات كشمير” و”قصة كيرالا“، حتى أن بعض حكومات الولايات أعفت الأفلام من بعض الضرائب الترفيهية.
في ظل الثقافة المشبعة بالصور التي تصور المسلمين على أنهم خونة مناهضون للهند، ليس من المفاجئ أنه بعد يوم واحد من هبوط الهند على سطح القمر، وجدت البلاد نفسها تشاهد معلمة في ولاية أوتار براديش الشمالية تطلب من تلاميذها أن يتناوبوا على صفع طالب مسلم يبلغ من العمر سبع سنوات أمام الفصل، وفي الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، يقف الصبي هناك، يبكي، ينتظر يدًا تواسيه، منعزلًا في غرفة مليئة بالكراهية واللامبالاة.
وفي نهاية المطاف، قامت الشرطة باحتجاز المعلمة بتهمة “جرائم غير معترف بها“، والتي لا يمكن أن تؤدي إلى الاعتقال دون مزيد من الإجراءات القضائية، ومن المثير للجدل أن الشرطة المحلية اتهمت أيضًا الصحفي المسلم محمد الزبير بزعم الكشف عن هوية الطفل من خلال مشاركة الفيديو عبر الإنترنت.
ماذا عن المساءلة؟ خلال زيارة مودي للولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، شارك في أول مؤتمر صحفي مناسب له، وعندما سُئل عن سجل حقوق الإنسان في الهند، لجأ إلى استخدام كلمة “الديمقراطية” أكثر من اثنتي عشرة مرة في إجابته غير المقنعة، وبعد يوم واحد، تمت الإجابة على سؤاله للعالم؛ حيث تعرضت مراسلة صحيفة وول ستريت جورنال التي طرحت السؤال على رئيس الوزراء للهجوم الوحشي على الإنترنت من قبل اليمين الهندي وفضحها بسبب إسلامها، مما أجبر البيت الأبيض على إصدار بيان تضامن مع الصحفية.
يتحدث مودي لغتين: لغة التحدث ببلاغة وشمولية عن غاندي والديمقراطية تحت أنظار العالم؛ ولغة أخرى من الصمت بينما تنحدر بلاده إلى حكم الأغلبية الهندوسية القومية العنيفة، ولقد تابعتُ عن كثب مودي وأسلوبه السياسي على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، والسمة الأكثر لفتاً للانتباه هي ما يمكن أن نطلق عليه فن التغاضي، ولكن ماذا سيحدث الآن بعد أن يسعى مودي إلى جذب أنظار العالم لتهنئة إنجازات بلاده؟
من خلال استضافة الهند لمجموعة العشرين؛ يقدم رئيس الوزراء نفسه على أنه فيشواجورو (زعيم عالمي)، وتصوره القنوات الإخبارية الرئيسية الجبانة في الهند باعتباره الزعيم الوحيد الذي يملك الحل للأزمة الأوكرانية وغيرها من القضايا العالمية، دون التشكيك في عجزه عن إصلاح الاضطرابات المدنية في الهند، وفي أسبوع قمة مجموعة العشرين، وفي الوقت الذي تحتاج الهند فيه إلى إبراز نفسها كدولة ديمقراطية تعددية شاملة، تركز المناقشات الآن على إعادة تسميتها “بهارات”، للتحرر من القيود الاستعمارية، لا شك أن الدافع وراء هذه المناقشة هو رغبة اليمين السياسي في استعادة “المجد الهندوسي” للأمة.
إن الدول الأجنبية التي تؤيد حرب العلاقات العامة الخاطفة التي تصف الهند بأنها أكبر ديمقراطية في العالم بسبب المصالح التجارية والجيوستراتيجية، أو السذاجة الكسولة؛ متواطئة في التدهور المتسارع للقيم الديمقراطية في الهند، وفي الوقت الحالي، تعاني الدولة المضيفة لقمة مجموعة العشرين من واحدة من أكثر الفترات غير الديمقراطية في تاريخها.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الهندية مودي الهندوسي المسلمين الهند المسلمين الهندوس صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجموعة العشرین رئیس الوزراء فی الهند ا مودی
إقرأ أيضاً:
رئيس السلفادور وماكرون على رأسهم والسيسي من بينهم.. أبرز قادة العالم أوائل المهنئين ترامب لفوزه «التاريخي» برئاسة أمريكا
رئيس السلفادور أول المهنئين لترامب بفوزهالسيسي: نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليميزيلينسكي يشيد بنهج ترامب "السلام بالقوة"هنأ عدد كبير من قادة دول العالم، اليوم الأربعاء، دونالد ترامب لفوزه برئاسة الولايات المتحدة أمام المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، ليكون بذلك الرئيس الـ47.
وجاءت التهاني وسط الاهتمام العالمي بنتائج الانتخابات، التي لها آثار كبيرة على العلاقات الدولية، ما يسلط الضوء على التأثير العالمي المستمر للانتخابات الأمريكية مع رد فعل قادة العالم على التحول السياسي في واشنطن.
وكان رئيس السلفادور نجيب بوكيلة، على رأس قائمة المهنئين، حيث نشر صورة له مع دونالد ترامب وكتب على منصة “إكس”: "تهنئة للرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب بارك الله فيك ووفقك".
وأعقبه على الفور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث كتب على منصة "إكس": "تهانينا للرئيس دونالد ترامب"، مؤكدا استعداده للعمل مع "المرشح الأول للتصويت الأمريكي "باحترام وطموح" كما تمكنا من القيام بذلك لمدة أربع سنوات".
كما تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي بخالص التهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وكتب عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: "أتقدم بخالص التهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” Donald J. Trump وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في تحقيق مصالح الشعب الأمريكي، ونتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين".
وهنأ أيضا رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد ترامب على فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، قائلا: "أهنئ دونالد ترامب ونائبه جيمس ديفيد فانس بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، متمنياً لهما التوفيق في خدمة الشعب الأمريكي الصديق".
وتابع: "على مدى أكثر من 5 عقود، ترتبط دولة الإمارات والولايات المتحدة بعلاقات استراتيجية وثيقة وشراكة تنموية متطورة محورها اقتصاد المستقبل، ونتطلع إلى مواصلة تعزيز هذه الشراكة خلال الفترة المقبلة لمصلحة بلدينا وشعبينا".
بدوره، هنأ الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي ترامب، قائلا: "سنطبق معا منهج السلام بالقوة الذي يجعل السلام العادل قريبا في أوكرانيا".
وأضاف: "نحن مهتمون بتطوير التعاون السياسي والاقتصادي المتبادل المنفعة والذي سيعود بالنفع على بلدينا. إن أوكرانيا، باعتبارها واحدة من أقوى القوى العسكرية في أوروبا، ملتزمة بضمان السلام والأمن على المدى الطويل في أوروبا والمجتمع عبر الأطلسي بدعم من حلفائنا".
من جانبه، هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب على العودة "التاريخية" للبيت الأبيض.
وقال نتنياهو إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض "تقدم بداية جديدة لأمريكا وتمثل إعادة الالتزام القوي بالتحالف العظيم بين إسرائيل وأمريكا".
كما هنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، ترامب مؤكدا أنه سيبقي الحلف "قويا".
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر: "أتطلع للعمل مع ترامب وسوف تستمر العلاقة بين بلدينا في الازدهار".
فيما قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي: "نتطلع لتجديد تعاوننا وتعزيز العلاقات بين الهند والولايات المتحدة".
كما هنأ رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان ترامب بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قائلا: "إنه فوز كان العالم بأمسِّ الحاجة إليه".
وجاء في قائمة المهنئين أيضا:
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث بعثا رسالة تهنئة الي دونالد ترامب، بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهنأ أمير قطر ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
كما هنأ العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، ترامب وقال في منشور له على "إكس": "أحر التهاني للرئيس دونالد ترمب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية".
وأضاف: "أتطلع إلى العمل معك مرة أخرى لتعزيز الشراكة طويلة الأمد بين الأردن والولايات المتحدة، لتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي للجميع".
وفي تهنئته لترامب، قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إنه "يتطلع لمواصلة التعاون والشراكة القوية بين بلديهما لتعزيز السلام والأمن والرخاء المشترك".
وهنأ رئيس الوزراء الإسباني اليساري بيدرو سانشيز ترامب، وتعهد بالعمل على "تعزيز الشراكة عبر الأطلسي".
كما قال أردوغان: "أهنئ صديقي ترامب" بعد إعلان الجمهوري فوزه بالبيت الأبيض.
وهنأت رئيسة المفوضية الأوروبية، فون دير لايين، ترامب، وأكدت أهمية العلاقات الأوروبية الأمريكية.
وشددت حركة حماس بعد إعلان ترامب فوزه بالبيت الأبيض: على ضرورة "وقف الدعم الأعمى" لإسرائيل.
وهنأ رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ترامب بفوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية وقال إنه يتطلع إلى التعاون المشترك.
وهنأت رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجا ميلوني ترامب بعد فوزه، مضيفة أن ذلك من شأنه تعزيز العلاقات بين البلدين.
كما رحب وزيران ينتميان لليمين المتطرف في حكومة نتنياهو بفوز ترامب، وكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على موقع “إكس”: "نعم، حفظ الله ترامب"، وقال وزير المالية.