تغيير عاداتنا الاستهلاكية.. إجراءات حكومية ضرورية لضمان استخدام مستدام ومتوازن للموارد
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
أصبح استهلاك الموارد المستدام أمرا حتميا، فالبشرية تعتمد على الموارد الطبيعية من أجل البقاء، بما في ذلك الغذاء والماء والطاقة والمعادن، ومع ذلك، فإن استهلاكنا الحالي للموارد غير مستدام، وهو ما يؤدي إلى استنفاد الموارد وتغير المناخ.
ولضمان استخدام مستدام ومتوازن للموارد العالمية، هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات في جميع أنحاء العالم.
تحسين كفاءة استخدام الموارد: من خلال تطوير تقنيات جديدة وتحسين العمليات الصناعية، يمكن استخدام تقنيات كفاءة الطاقة في المنازل والمصانع لتقليل الطلب على الكهرباء والغاز.
تقليل الهدر: من خلال تغيير عاداتنا الاستهلاكية وإدارة النفايات بشكل أفضل، على سبيل المثال، يمكننا الحد من شراء المنتجات التي لا نحتاجها، وإعادة تدوير النفايات وإعادة استخدامها.
تطوير موارد بديلة: من خلال البحث والتطوير في مصادر الطاقة المتجددة والمواد القابلة للتحلل الحيوي.
حماية الموارد الطبيعية: من خلال وضع قوانين وأنظمة لحماية البيئة، كما يمكن وضع قيود على إزالة الغابات وصيد الأسماك.
تتطلب هذه الإجراءات التعاون بين الحكومات والشركات والأفراد، من خلال العمل معاً، يمكننا حماية الموارد الطبيعية لضمان مستقبل مستدام للجميع.
كما لابد من الاستثمار في البحث والتطوير في تقنيات جديدة لتوفير الطاقة والمياه، ووضع معايير بيئية للمنتجات والخدمات التي تشجع على كفاءة استخدام الموارد، وتشجيع الناس على شراء المنتجات ذات العمر الطويل، وإنشاء برامج إعادة التدوير وإعادة الاستخدام، والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
لابد من وضع قوانين لحماية الغابات والمياه، ووضع قيود على صيد الأسماك، لحماية الموارد الطبيعية
ويعتبر ضمان استخدام مستدام ومتوازن للموارد العالمية مهمة صعبة لكنها ضرورية، من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة، يمكننا حماية الموارد الطبيعية لضمان مستقبل مستدام للجميع.
قال الدكتور حسين أباظة، المستشار الدولي في التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر ورئيس برنامج الأمم المتحدة للاقتصاد والتجارة الدولية سابقا إن العالم أيقن الآن أن الأنماط التنموية السائدة لا تعتمد على التنمية المستدامة، ولن نلتفت إلى استغلال الموارد بدون بعد اجتماعي إضافة إلى أن الأنماط التنموية الحالية لا تنظر إلى الأضرار السلبية للموار، مشيرا إلى أن جميع الموارد الطبيعية لها عمر وتنفد. وتستهلك.
لا يمكن استمرار التدخل البشري الجائر على الموارد العامة
وتابع أباظة في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن التنمية المستدامة مع ارتفاع معدلات النمو والمعيشة والزيادة السكانية كل هذة العوامل تزيد من الاستهلاك فلا نستطيع الاستمرار في التدخل البشري الجائر على الموارد العامة مثل المياه والغذاء والغابات والأراضي، وبالتالي يحدث خلل في النظم البيئية، وذلك وضح مؤخرا من التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وزيادة الحرائق خاصة في كندا.
وأوضح المستشار الدولي في التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر أنه على المستوى الدولي أصبحت الدول لا تتحمل الزيادة السكانية والتضخم فتواجه أوروبا مشاكل اقتصادية، وليست مصر فقط التي تعاني من التضخم.
وتابع أن الغذاء والمياه والطاقة تسبب مشاكل ضخمة ويجب أن يكون المجتمع الدولي متكاتف لحل أزمة الديون وأزمة زيادة معدلات التضخم والتعامل أيضا مع التغيرات المناخية والنظر إلى الدول النامية فهي أكثر دول العالم تأثرًا بالتغيرات المناخية، وأن هناك تكلفة ناجمة عن هذه الأضرار والخسائر الناتجة ومناقشة التمويل من خلال صندوق الأضرار المناخي، مؤكدًا مشروعية مطالبة الدول النامية للدول الصناعية بالوفاء بهذه الالتزامات.
وأشار الدكتور حسين أباظة إلى أن الحكومات تضع تصورات معينة لحل أزمة ثقافة الاستهلاك المفرط والعمل علي خفض أنماط الاستهلاك والترشيد وخلق حزم تحفيزية لتطبيق التنمية المستدامة مع نشر الوعي لوقف إهدار الطاقة مثل ترشيد استخدام المياه والطاقة على مستوى المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص والعام، واجتماعيا مثل ارتفاع تكاليف الزواج وفرط الاستهلاك بجانب ارتفاع الأسعار.
طرق عدة لنشر الوعيأما عن طرق نشر الوعي، قال الدكتور حسين أباظة إن لها عدة طرق أولها التعليم وتوجيه الأفراد من خلال الإعلام والإعلانات للاستخدام الأمثل في كل شيء مثل الري بالتنقط بدلا من الري بالرش واستخدام الأجهزة الموفرة للطاقة في المنازل والهيئات الحكومية وتطبيق تشريعات من قبل الحكومة للطاقة المستدامة وتعميم استخدام الحكومة للطاقة المتجددة في الهيئات الحكومية مثل الإنارة بالطاقة الشمسية وأيضا استخدام الصنابير الموفرة للمياه وتحويل المدارس والمستشفيات والجامعات والهيئات الحكومية للطاقة المتجددة وأيضا تدوير المتبقيات من المكاتب وتدوير المخلفات وتشجيع استيراد السيارات التي تعمل بالكهرباء وتوفير حوافز للاستخدام من خلال خفض الجمارك لدعمها من خلال القروض الميسرة وأيضا تشجيع استخدام الألواح الشمسية والسخانات الشمسية في البيوت لتوفير تكلفة الكهرباء والمياه وحل أزمة الطاقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مستدام الموارد الطبيعية الغذاء الماء الطاقة اجراءات التنمیة المستدامة الموارد الطبیعیة من خلال
إقرأ أيضاً:
مدير مكتبة الإسكندرية: الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا بل ضرورة استراتيجية
قال الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن الذكاء الاصطناعي، بفضل قدراته غير المسبوقة واستخدام وسائل التكنولوجيا المتسارعة الوتيرة، أصبح من المحركات الرئيسية للابتكار والتحول في مختلف القطاعات. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يسهم بشكل فعال في معالجة العديد من التحديات التي تواجه عالمنا اليوم من خلال التحليل الفوري للبيانات الضخمة والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية وتقديم حلول مبتكرة.
جاء ذلك في ندوة "تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة: رؤى وتصورات مستقبلية" التي نظمها قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء ومركز تريندز للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات العربية المتحدة، بمقر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبحضور الدكتورة رانيا المشاط؛ وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ الدكتور أسامة الجوهري؛ مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار؛ والدكتور محمد عبدالله العلي؛ الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ والدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، والسفيرة مريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية مصر العربية.
وأضاف الدكتور أحمد زايد أن تحقيق التنمية المستدامة وأهدافها السبعة عشرة هدفًا عالميًا وضرورة ملحة لضمان جودة حياة أفضل للأجيال القادمة. وأكد أن مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية تتطلب رؤية شاملة وجهودًا منسقة تستند إلى قيم الابتكار والمسؤولية والتضامن. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يعتبر حليفًا استراتيجيًا في إيجاد حلول مبتكرة لتحسين كفاءة الموارد وتعزيز الزراعة المستدامة وزيادة إنتاجية المحصول وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة.
وأوضح زايد أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في تحسين التشخيص الطبي المبكر للأمراض، وتحسين أنظمة الرعاية الصحية مثل حملات التطعيم والمبادرات الصحية العديدة، بما يساهم في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة وهو الصحة الجيدة والرفاه. كما تسهم هذه التقنيات في تعزيز التعليم من خلال ابتكار ممارسات جديدة في التدريس والتعلم، وتقييم أداء الطلاب وتحديد المجالات التي تتطلب التحسين، وهو ما يتماشى مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن مكتبة الإسكندرية، منذ افتتاحها في عام 2002، حرصت على أن تكون منصة رقمية تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية، بما في ذلك سرعة الإنترنت وإتاحة أجزاء من جميع الكتب الموجودة بالمكتبة عبر منصة دار الرقمية واستخدام الكمبيوتر شديد السرعة Super computer.
وأضاف أن المكتبة قامت بتحويل متحف الآثار إلى متحف افتراضي يمكن زيارته عن بعد مصحوبًا بعرض للبيانات الأثرية والتاريخية. كما نظمت المكتبة العديد من المؤتمرات في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز ريادة الأعمال في المجالات الخضراء وإطلاق ونجاح الشركات الناشئة، وتصميم المدن المستدامة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل لطلاب الجامعة لتوعية الطلاب بسوق العمل الجديد وما تم استبداله من وظائف تقليدية بفضل التقدم السريع للذكاء الاصطناعي.
وأكد زايد أن الذكاء الاصطناعي يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والأخلاقيات، مشيرًا إلى ضرورة وضع إطار أخلاقي وقانوني يحفظ حقوق الأفراد ويحميهم من التمييز والانحرافات.
كما حذر من التأثير السلبي لاستخدام الذكاء الاصطناعي على البيئة بسبب زيادة استخدام الطاقة وزيادة انبعاثات الكربون المصاحبة للتوسع في استخدام هذه التكنولوجيا.
وأوضح الدكتور زايد أن استثمارنا في الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا بل ضرورة استراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ودعا إلى تضافر الجهود لبناء عالم أكثر ازدهارًا وإنصافًا للأجيال الحالية والمستقبلية مع المحافظة على الهوية العربية، وأكد على أهمية تبادل الخبرات وقصص النجاح واستعراض الأفكار المبدعة لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة.
وأشار إلى أهمية تنظيم العلاقات الاجتماعية بين الناس والأنظمة الذكية، وتوجيه الذكاء الاصطناعي نحو نتائج مفيدة مع تقليل مخاطره، مشددًا على ضرورة توعية الشباب بالتركيز على الإطار الأخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي واحترام خصوصية الإنسان والتأكد من عدم استخدام البيانات الشخصية في أي من المواقع الأخرى.
واختتم الدكتور زايد كلمته مؤكدًا على ضرورة اتباع نهج استباقي لتوجيه الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق التنمية المستدامة مع الحفاظ على الهوية والتقاليد العربية، مؤكداً على أهمية التعاون والعمل المشترك لرسم خارطة طريق تسهم في تحقيق هذا الهدف.