فرنسا وألمانيا.. الخلافات تتراكم ووزيرة تشبهها بشجار زوجين مسنَّين
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
ظهرت الخلافات بين فرنسا وألمانيا على نطاق واسع الآونة الأخيرة، من ملف الطاقة إلى المالية مرورا بالدفاع، مما يهدد بحدوث شقاق في أوروبا -وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية- في وقت تتراكم فيه التحديات على الساحة الدولية.
وفضلا عن التباعد بين المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أصبحت الملفات الرئيسية "ساحات مواجهة أيديولوجية" بين البلدين، حسبما يرى الأمين العام للجنة دراسات العلاقات الفرنسية الألمانية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إريك أندريه مارتان.
في برلين، تؤكد الأوساط الدبلوماسية أنه رغم الاختلاف في وجهات النظر، فإن الدولتين تتفقان دائما على الأمور الأساسية، باعتبار أن التقدم في أوروبا مستحيل في غياب "المحرك" الفرنسي الألماني.
وتشدد باريس أيضا على الرغبة المشتركة في التغلب على الصعوبات، إذ تشير وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا ونظيرتها الألمانية أنالينا بيربوك إلى أنهما على اتصال دائم.
وقالت بيربوك -أمس الجمعة لصحيفة "ويست فرانس" الفرنسية- إنه "من المعروف أن ألمانيا وفرنسا أفضل صديقتين في العالم، لكننا نتشاجر أحيانا مثل زوجين مسنَّين"، متحدثة عن الإصلاح الصعب لسوق الكهرباء الأوروبية.
ووراء خلافاتهما أيضا معركة حول الطاقة النووية التي تعدّها فرنسا أولوية لإمدادات الكهرباء، في حين أغلقت ألمانيا محطتها النووية الأخيرة أبريل/نيسان الماضي.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك "لسنا متفقين على شيء".
وتوجد نبرة مماثلة في باريس، حيث تتحدث الأوساط الدبلوماسية عن "مناقشات صعبة" حول الطاقة وإصلاحات قواعد الميزانية وعن الرغبة في أن تكون برلين أكثر "تعاونا".
وبدأت الخلافات تصبح بنيوية، إذ "بدأنا نشهد تحولا في التصورات والتحليلات والأولويات على كل الصعد تقريبا"، حسب مدير المعهد الفرنسي الألماني -بمدينة لودفيغسبورغ الألمانية- فرانك باسنر.
ويغذي هذه التباينات في المواقف ركود الاقتصاد الألماني والشكوك الألمانية المتزايدة حول قدرة البلد على التعافي.
وعنونت أسبوعية "دير شبيغل" الألمانية مؤخرا "فرنسا هي نسخة أفضل من ألمانيا".
وقال باسنر "نعود إلى مواقف يفكر فيها كلٌ بنفسه أولا، وينسون أن الحلول لا يمكن أن تكون إلا على الصعيد الأوروبي".
غير أن أوروبا تواجه سلسلة من حالات الطوارئ، أبرزها ضمان أمنها منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا وتسريع تحولها البيئي وزيادة قدرتها التنافسية في مواجهة الصين والولايات المتحدة.
دبابات المستقبلولا يزال مشروع "دبابة المستقبل" الفرنسي الألماني، الذي يفترض أن يكتمل بين عامي 2035 و2040 ليحل مكان دبابات "لوكلير" الفرنسية ودبابات "ليوبارد 2" الألمانية، يكافح للاستمرار.
ورغم تأكيد وزيري الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس والفرنسي سيباستيان لوكورنو منتصف يوليو/تموز الماضي رغبتيهما في تقدم المشروع، ومع التوجه لبحث هذه المسألة في اجتماع بفرنسا يوم 22 سبتمبر/أيلول الجاري، فإن الصحافة الألمانية أشارت هذا الأسبوع إلى إنشاء اتحاد صناعي يمكنه أن ينافس مشروع "دبابة المستقبل".
وسيضم هذا الاتحاد شركات ألمانية وسويدية وإيطالية وإسبانية. ولن تشارك فرنسا إلا عبر شركة "نكستر" الفرنسية، وهي جزء من مجموعة "كيه إن دي إس" الفرنسية الألمانية.
ويرى إريك أندريه مارتان أن "العلاقات الفرنسية الألمانية تقف عند نقطة تحول"، متسائلا عن قدرة البلدين على الاستجابة للتحديات.
وقال "إنهما بلدان يملك كل منهما نماذج عمل ومصالح متباينة، يتواجهان ويشكلان قطبين متضادين على المستوى الأوروبي، مما يسهم في تفتيت أوروبا من خلال إيجاد أغلبيات ظرفية".
ولفت مارتان إلى ظهور مجموعتين من الدول، أولاهما مجموعة دول بنلوكس (بلجيكا، هولندا، لوكسمبورغ) "التي تشعر ببعض الأسف للتعثر الأوروبي"، والأخرى تضم دولا مثل بولندا التي ترى في ذلك "فرصة لدفع بيادقها من خلال القيام بنشاط دبلوماسي أقوى".
وبعد نحو عامين من وصول أولاف شولتز إلى المستشارية، لم ينسج بعد مع ماكرون علاقة شبيهة بالتي كانت تجمع الرؤساء الفرنسيين السابقين بالمستشارين الألمان السابقين.
وتأمل باريس أن يجتمع الزعيمان مجددا مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل في هامبورغ لتسوية خلافاتهما بطريقة "منفتحة" في جو "غير رسمي".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دعبس: زيارة الرئيس الفرنسي تعكس دور مصر الحيوي والهام بالإقليم
أعرب الدكتور نبيل دعبس ، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشيوخ، رئيس برلمانية مصر الحديثة بمجلس الشيوخ، عن ثقته في أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، ستواصل دورها الريادي والفعال في العمل علي امن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وانها تعمل بكل قوة علي إحلال السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية.
وأكد دعبس، في بيان له ، على دعم مصر الدائم للحقوق العادلة والشرعية للشعب الفلسطيني وعلي رأسها اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وفي الدفع نحو حلول سلمية تحفظ كرامة الإنسان العربي، وتضع حدًا لدوامة العنف والدمار وحرب الابادة الشاملة التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي للشعب الفلسطيني سواء بقطاع غزة أو بالضفة الغربية والعمل علي تهجير السكان الأصليين للأرض.
وقال دعبس ، إن زيارة رئيس فرنسا لمصر في هذا التوقيت الحساس يعكس دور مصر الحيوي والهام بالإقليم، ومعرفتها بالأخطار التي تواجه المنطقة من الإعتداءات الإسرائيلية ، خاصة وأن فرنسا علي علم تام بالمنطقة.
وأوضح أن فرنسا بوصفها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، تلعب دورًا محوريًا في صياغة السياسات الدولية، وأن دعمها للمبادرات المصرية، سواء في الملف الفلسطيني أو غيره من القضايا، يعكس توافقًا بين البلدين في الرؤى السياسية، مشددًا على أن التعاون المصري الفرنسي يمتد أيضًا إلى ملفات مهمة علي رأسها القضية الفلسطينية وغيرها من الملفات والقضايا المختلفة ومنها مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والتغيرات المناخية، والتنمية الاقتصادية.
ودعا دعبس المجتمع الدولي، إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والتحرك الفوري لحماية المدنيين، من أبناء الشعب الفلسطيني ووقف حرب الإبادة وحرق الاخضر واليابس بقطاع غزة و وقف نزيف الدم في غزة، مشددًا على أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الحقيقي في المنطقة.