فى كل عام ومع اقتراب ذكرى حرب أكتوبر، لم يجد قادة إسرائيل ما يقدمونه من تبريرات لشعبهم عن الهزيمة الكبرى سوى أن يشغلوه بقضايا جانبية، تبعدهم تماماً عن الأسئلة الأصيلة:

كيف عجز جيشهم عن صدّ هجوم الجيش المصرى بأسلحته القديمة والمحدودة مقارنة بترسانة الأسلحة الضخمة والحديثة التى يملكها جيشهم وحصل عليها بكميات مفتوحة ولا محدودة من الولايات المتحدة الأمريكية؟!

استدرج رئيس الموساد لمقابلته في «لندن» ليمنعه من حضور اجتماع قادة إسرائيل قبل الحرب بساعات

كيف استطاعت مصر تنفيذ خطة الخداع الاستراتيجى التى أهانت فيها جهازهم - الموساد - والذى لطالما تباهتْ قياداته بقدراته الخارقة حتى إنهم ورغم علمهم فى تل أبيب بموعد الحرب قبل اندلاعها بساعات عجزوا عن التصديق؟

كيف نجحت المخابرات المصرية فى خداعهم إلى هذا الحد؟! كيف ابتلعوا عشرات الطعوم، كيف سقطوا بهدوء فى كل هذه الأفخاخ؟

كيف هزمتهم مصر بالمياه، وبالطائرات القديمة، وبالأسلحة القديمة؟! كيف أنهت أسطورة «الجيش الذى لا يقهر» فى 6 ساعات؟

جولدا مائير في شهادتها عن أشرف مروان: أعترف بالخطأ الذي اقترفته فيما يخص هذا «المصدر» وتعرضنا للتضليل في أحداث كثيرة لهذه الأسباب

إلى ذلك.

. وبعد مضيّ 50 عاماً على اندلاع تلك الحرب المصيرية التى غيّرت وجه العالم وقتها، وهددت فى لحظة فارقة وجود إسرائيل، لا تزال الأسئلة حائرة عند بنى إسرائيل ولا يزالون يبحثون لها عن إجابات هناك!.. حتى إن المسئولين فى «تل أبيب» اجتمعوا فى مكتب رئيسة الوزراء جولدا مائير قبل 18 ساعة من بدء القتال، وناقشوا مسألة إجلاء العائلات السوفيتية من مصر وسوريا، ورغم وصول معلومات عن تدريب مشترك بين الجيشين المصرى والسورى، كان لديهم إجماع بأن الحرب لن تندلع!

 بعد 50 عاما من الحرب قادة «تل أبيب» يتلهفون لسماع المروية المصرية.. وشهادة جولدا مائير تؤكد عبقرية العميل المصري

كيف استطاع الجيش المصرى ترتيب كل تلك الخداعات، ورصّها رصاً هكذا واحدة تلو الأخرى فى طابور طويل بهذه الطريقة من الإتقان؟

إن المجتمع الإسرائيلى بالطبع ليس كالمجتمع المصرى المرتبط تاريخياً بالأرض والطين، شعب إسرائيل جاء إلى أرض فلسطين من مكونات ثقافية واجتماعية مختلفة، ولهذا فإن ارتباطه بالبقاء مرهون بالثقة فى قدرات قادته العسكريين على حمايته وأمنه، خبراء علم الاجتماع فى إسرائيل يعلمون جيداً تأثير المعنويات الشعبية المرتبكة على استمرار بقاء الشعب هناك.

قادة إسرائيل وخبراؤها يعلمون جيداً كيف يمكن للحالة النفسية للإسرائيليين إذا ما أصابها قلق أو توتر أو ارتباك أن تساهم فى هجرات سريعة وكبيرة خارج البلاد، إلى مستوى يمكن أن يهدد مشروعهم الكبير فيما يسمونه «أرض الميعاد».

إن إسرائيل قامت على الدعاية الصهيونية والتى كانت هى الدافع الأكبر فى بقائها واستمرار وجودها.. وبالتالى فهى تؤمن جيداً بالأثر السيئ الذى يمكن أن تسببه المعنويات الشعبية المرتبكة على استقرارها. فعندما يشعر مواطنوها بانعدام الثقة فى قادتهم، فإن ذلك يمكن أن يؤدى إلى اضطرابات مجتمعية وسلوكيات نفسية بين الجماهير تؤثر سلباً على إيمانهم بإسرائيل وبقائهم فيها.

فى إسرائيل.. يعلم القادة العسكريون جيداً أن المعنويات الشعبية المرتبكة يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية للأفراد، يمكن أن تزيد من حالات الاكتئاب والقلق على مستقبلهم، وأن هذا الشعور الشعبى السيئ يمكن أن يقلل من طموح الجيل الجديد ورغبته فى البقاء داخل دولة الكيان.

باختصار، تُعدّ المعنويات الشعبية المرتبكة عاملاً مهماً يجب مراعاته عند التفكير فى استقرار إسرائيل. لذلك ومع اقتراب ذكرى حرب أكتوبر فإن آلة الدعاية الصهيونية تتفنن فى إبعاد الذهن الجمعى داخل إسرائيل عن مجرّد التفكير فى الطريقة التى هزمتهم فيها مصر بتلك السهولة رغم تواضع إمكاناتها العسكرية آنذاك.

لماذا ترفض إسرائيل الاعتراف بخداع «مروان» لرئيس الموساد عندما أجبره على مغادرة إسرائيل في توقيت حساس؟!

لذلك.. وقبيل ذكرى أكتوبر من كل عام، يتفنن القادة الإسرائيليون فى الطريقة التى يمكن من خلالها شغل المجتمع الإسرائيلى عن جوهر المعركة بين مصر وإسرائيل، بقصص جانبية من عينة: هل كان أشرف مروان عميلاً إسرائيلياً؟ أم عميلاً مزدوجاً؟ فينصرف العقل الجمعى فى إسرائيل عن التفكير فى الهزيمة وعن البراعة التى ظهر بها القادة العسكريون فى مصر، بل وفى غرفة اجتماع المسئولين الإسرائيليين قبيل ساعات من اندلاع الحرب، إلى الحد الذى أجبر فيه القادة العسكريون فى مصر تسيبى زامير رئيس الموساد آنذاك على مغادرة إسرائيل فى هذا التوقيت الحساس، فلم يحضر اجتماع جولدا مائير مع وزير الدفاع موشيه ديان ورجال الصف الأول فى الجيش لدراسة الموقف الخطير الذى تمر به بلادهم فى تلك الساعات الحساسة من عمر دولتهم.

لا يجب أبداً أن يفكّر الشعب الإسرائيلى فى الطريقة التى أجبر فيها العسكريون فى مصر رئيس جهاز استخباراتهم شخصياً على السفر إلى لندن للقاء عميلهم المفترض أشرف مروان هناك، وفى هذا التوقيت فائق الحساسية.. إنها قصّة تُروَى من قبلهم، لكن مصر هى التى تحدد موعد إعلان الرواية الأصلية، أبداً لن تجبر إسرائيل الراوى المصرى على إعلان أصل الحكاية، مهما تفننت فى إثارة الشكوك.

لقد بلغت احترافية المصريين فى خطة الخداع الاستراتيجى حداً أنه ورغم تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان خلال اجتماعه وقادة جيش إسرائيل مع رئيسة الوزراء جولدا مائير، أن الصور الجوية التى أوضحت لهم مستوى الاستعدادات الكبيرة فى القوات المصرية، خاصة سلاح المدفعية، لم تستطع دفع الحكومة الإسرائيلية إلى الوصول لنتيجة نهائية بشأن النوايا الحقيقية للجيش المصرى.

الإسرائيليون يعلمون جيداً أنهم سقطوا أفراداً وجماعات فى عدّة شراك نصبها لهم القادة العسكريون فى مصر، ومنها ذلك الفخ الذى نصبه لهم الرئيس السادات بنفسه ونفذّه أشرف مروان بشخصه، عندما أصرّ الأخير على لقاء رئيس جهاز الموساد شخصياً فى لندن، لإبلاغه بأمرٍ مهم، كان يمكن إبلاغه بأشكال كثيرة ومتعددة، لكن إصرار أشرف مروان على الالتقاء برئيس الموساد شخصياً فى لندن، يعنى أنّ القادة العسكريين فى مصر قد أمعنوا فى تشتيتهم وهم يبعدون رئيس جهاز الموساد شخصياً عن إسرائيل فى هذا التوقيت الحساس والخطير وقبيل ساعات معدودة من إطلاق النار.

كم طُعمٍ ابتلعه الإسرائيليون؟ وكم فخٍ سقطوا فيه؟ وكم حيلة انطلتْ عليهم؟ إنها معركة أبدع فيها المصريون أيّما إبداع، يشهد لهم بذلك خبراء الاستراتيجيات العسكرية فى مختلف دول العالم، لقد أبدعوا فى الخداع مثلما أبدعوا فى القتال.. حتى إنهم ورغم مرور 50 عاماً على ذلك الحدث، لم يراوح الإبهار المصرى عقول الخبراء العسكريين وأساتذة الاستراتيجيات فى العالم، لذلك لا يمكن لآلة الدعاية الإسرائيلية أن تترك العقل الجمعى لشعبها فريسة للتفكير فى المستوى الذى أبدع فيه المصريون قبل 50 عاماً.. وما يمكن أن يصلوا إليه بعد سنوات طويلة من هذا التاريخ البعيد.. مجرّد التفكير. والتفكير فقط يمكن أن يهدد استقرار إسرائيل.

لقد بلغ المصريون مستوى من البراعة فى خداع قادة إسرائيل حتى إنهم بعد ساعات قليلة من اجتماعهم الأول لدراسة المعلومات المتواترة عن نية مصر وسوريا إعلان الحرب عليهم - بحسب الوثائق الإسرائيلية - عقدوا اجتماعاً آخر بعده بقليل فى مكتب رئيسة الوزراء جولدا مائير، فقدم لها إيلى زعيرا رئيس أركان الجيش الإسرائيلى وجهة نظر مفادها أن الاستعدادات المصرية والسورية على الجبهة إنما هى مجرد تدريبات.

 تُصرّ إسرائيل على تكرار حكاية «الملاك» قبل ذكرى حرب أكتوبر

أيضاً فإن جانباً مهماً يغفله البعض ويختص بالأسماء الكودية الكثيرة التى أفصح عنها الإعلام الإسرائيلى وتم ربما إلصاقها بأشرف مروان، هذه الأكواد حملت 5 أسماء هى «الملاك» و«المصدر» و«بابل» و«الصهر» و«حتوئيل»، وهى على هذا النحو تثير الكثير من الشكوك حول ما يعلن عن أشرف مروان؛ إذ إن هذه الأكواد بطبيعتها أو معناها إنّما تختص ربّما بعملاء آخرين، فالاسم الكودى «بابل» على سبيل المثال لا يوجد ما يربط بينه وبين عميل مصرى مفترض، فالأوقع أن يكون ذلك الكود - بابل - لعميل عراقى مثلاً، وكذلك كود «الملاك».

وهنا فإنه ربما من المناسب فى حالة أشرف مروان أن يكون كود «الصهر» هو الذى يخصّه وفقط، بحكم مصاهرته للرئيس جمال عبدالناصر، وفى كل الحالات فإن ما يصلنا من إسرائيل ليس بالدقّة التى يحاول البعض ترويجها فى إعلامنا العربى، الموالى منه والمعارض عن أشرف مروان.

وجدير بالذكر فإن التحقيقات التى نُسبت لجولدا مائير فى لجنة «أجرانات» والتى تطرقت فيها لأشرف مروان استخدمت اسم «المصدر».

من جهة أخرى.. فإن تلك الوثائق التى أشرنا إليها أعلاه بأنها تأتى فى الغالب لإلهاء الشعب الإسرائيلى عن التفكير فى جوهر النتائج الأساسية لحرب أكتوبر، قدّ شكك فى مصداقيتها قبلنا قادة إسرائيليون كبار، والقصة هنا ترتبط بضابط كبير فى الجيش الإسرائيلى يدعى يوسى لونجتسكى، عمل بدرجة عميد فى حرب أكتوبر، عندما انتفض يرد على إيلى زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات العامة فى الجيش الإسرائيلى فى فيديو لندوة من ندوات مؤتمر داخلى فى معهد دراسات الأمن القومى فى تل أبيب، شهدت سجالاً بين الاثنين «زعيرا» و«لونجتسكى».

 عميد إسرائيلي شارك فى حرب أكتوبر يشكك في الروايات العبرية عن العميل المصري ويتهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بتضليل «تل أبيب»

فى هذه الندوة - والفيديو موجود لدى كاتبة هذه السطور - عرض إيلى زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية وثيقة تحذيرية أرسلت إلى يوسى لونجتسكى وآخرين، لحظتها انتفض «لونجتسكى» وقال: «هذا كذب لم يصلنى شىء، أريد أن أرى تلك الوثيقة التى تحمل اسمى!! إيلى ما أنت تقوم به هو تضليل»، هذا الفيديو كاشف بجلاء عن حالة الفوضى التى تعترى ما توصف بوثائق الحرب من وجهة النظر الإسرائيلية، إنهم بذاتهم يتشككون فى صدق وثائقهم، فما بال آخرين؟!

ومن الأهمية بمكان أن «لجنة أجرانات» وهى اللجنة التى شكلتها إسرائيل للتحقيق فى أسباب القصور الإسرائيلى الذى حدث خلال المعركة، قد أصدرت قراراً وقتها بعزل رئيس الأركان الإسرائيلى، ومنعه من مزاولة أى مهام أخرى رئيسية فى الدولة، وقد أثبتت تقصير المخابرات العسكرية ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلى لعدم توقعهم أو إعطائهم رأياً واضحاً يجزم بأن هناك حرباً قادمة من مصر وسوريا ضد إسرائيل.

إلى ذلك أيضاً فإنه منذ 10 أعوام تحديداً.. عندما «أفرجت إسرائيل عن وثائق جديدة بمناسبة مرور 40 عاماً على حرب أكتوبر» وهى وثائق خاصة أيضاً بلجنة التحقيق، تحديداً الوثيقة التى تعرض شهادة لجولدا مائير تطرّقت فيها لـ«المصدر» (الاسم الكودى المفترض والمنسوب إلى أشرف مروان بحسب الإعلام الإسرائيلى).

قالت فيها جولدا مائير بالنصّ: «أنا أريد أن أقول كلمة، أعترف بالخطأ الذى اقترفته فيما يخص هذا «المصدر». على مدار كل الأعوام لم أقُل ولا مرّة واحدة لرئيس الموساد: هل أنت تأمن له؟ هل أنت متأكد؟ أأنت تصدّقه؟ وبكونى لست مختصّة كنت طوال الوقت أعتقد ربما كان تضليلاً فى كثير من الأحداث».

إنّ المتأمل بدقّة والدارس للحالة الإسرائيلية فيما يختص بوثائق الحرب التى أعلنتها وتعلنها حكومة تل أبيب من حين لآخر، سيشهد بوضوح، ذلك التشكك الكبير من جانب القادة الإسرائيليين وعدم ثقتهم فى أشرف مروان، لكنّه كان من البراعة بمكان؛ أن قلّبهم بين الشك واليقين.. لسنوات، كانوا جميعاً على هذه الحال، بين الشك واليقين، وعلى الرأس منهم فى ذلك رئيسة الحكومة نفسها جولدا مائير، التى أعلنت ذلك بوضوح فى واحدة من تلك الوثائق التى سبق الإشارة إليها أعلاه، الأمر الذى يشير إلى أن لديهم رغبة عنيفة فى الابتعاد بكل ما لديهم من قوة فى الحديث عن إخفاقاتهم عن الحرب والمعارك العسكرية وإنما الاكتفاء بالحديث كل عام عن أشرف مروان والتضليل والتراشق بين كل من «إيلى زعيرا» رئيس شعبة الاستخبارات العامة فى الجيش الإسرائيلى «أمان» وبين «تسيبى زامير» رئيس الموساد الإسرائيلى.

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر إسرائيل الموساد أشرف مروان الجیش الإسرائیلى عن أشرف مروان رئیس الموساد قادة إسرائیل جولدا مائیر حرب أکتوبر رئیس جهاز فى الجیش یمکن أن تل أبیب حتى إن ة التى

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكشف معلومات جديدة حول تفجير أجهزة البيجر بعناصر حزب الله

صورة تعبيرية (مواقع)

كشف عميلان سابقان في الموساد الإسرائيلي، في مقابلة حصرية مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس"، تفاصيل صادمة حول العملية الاستخباراتية المعقدة التي استهدفت حزب الله في سبتمبر الماضي. هذه العملية، التي شملت تفجير آلاف أجهزة البيجر المفخخة، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من عناصر الحزب، مما أحدث ضجة كبيرة في المنطقة.

 

اقرأ أيضاً تهديدات جديدة من نتنياهو للحوثيين.. سنقوم بهذا الأمر 22 ديسمبر، 2024 خبير عسكري يكشف عن الجهة الحقيقية التي أسقطت الطائرة الأمريكية إف18 22 ديسمبر، 2024

تخطيط ودراسة متأنية

كشفت تفاصيل العملية عن تخطيط دقيق وعمليات استخباراتية استمرت لعقد من الزمان. بدأت المرحلة الأولى من العملية قبل عشر سنوات، حيث قام الموساد بزرع متفجرات في أجهزة "ووكي توكي" واستهدف بها حزب الله. ومع ذلك، لم تنفجر هذه الأجهزة إلا في سبتمبر الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة البيجر.

في عام 2022، اكتشف الموساد أن حزب الله يشتري أجهزة بيجر من شركة تايوانية. استغل الموساد هذه الفرصة لتعديل هذه الأجهزة وزرع متفجرات فيها. وتم اختبار هذه الأجهزة مرارًا وتكرارًا على دمى لتحديد الكمية المثلى من المتفجرات التي تضمن أقصى قدر من الدمار.

 

خداع حزب الله وإتقان التفاصيل:

لخداع حزب الله، قام الموساد بنشر إعلانات مزيفة على يوتيوب للترويج لهذه الأجهزة على أنها مقاومة للغبار والماء. بالإضافة إلى ذلك، اختبر الموساد العديد من نغمات الرنين لتحديد النغمة الأكثر إلحاحًا التي من شأنها أن تدفع المستخدم إلى إخراج الجهاز من جيبه بسرعة.

 

تنفيذ العملية والنتائج المأساوية:

في سبتمبر 2023، كان لدى حزب الله مخزون كبير من أجهزة البيجر المفخخة. وعندما تم تفعيل هذه الأجهزة، انفجرت بشكل عنيف، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الحزب. والأكثر مأساوية هو أن بعض الانفجارات وقعت خلال جنازات، مما زاد من عدد الضحايا.

 

الأهداف الاستراتيجية للعملية:

وفقًا للعميلين السابقين، فإن الهدف الأساسي من هذه العملية لم يكن فقط قتل عناصر حزب الله، بل كان أيضًا إرسال رسالة قوية للحزب وإظهار ضعفاته. تعتبر هذه العملية واحدة من أضخم العمليات الاستخباراتية التي نفذها الموساد في السنوات الأخيرة، وتسلط الضوء على القدرات التقنية والاستخباراتية المتقدمة التي يمتلكها.

 

الآثار المترتبة على المنطقة:

لا شك أن هذه العملية ستترك آثارًا عميقة على المنطقة. فقد أدت إلى تصعيد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، ورفعت من مستوى الحذر الأمني في لبنان. كما أثارت تساؤلات حول مدى فعالية الإجراءات الأمنية التي يتخذها حزب الله لحماية عناصره.

 

خاتمة:

تكشف تفاصيل هذه العملية عن عالم من التجسس والتخريب، حيث يتم استخدام أحدث التقنيات لتنفيذ عمليات معقدة. وتؤكد أيضًا على الدور المحوري الذي تلعبه الاستخبارات في صياغة الأحداث في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تكشف عن خدعة تستخدمها روسيا لإخفاء هوية جنود كوريا الشمالية
  • رئيس نقل النواب: إنجازات الدولة في كافة المجالات لا يمكن إنكارها.. ويفتخر بها كل المصريين
  • أشرف العشري: إسرائيل تريد إطالة أمد المفاوضات وتعطيلها مع حماس
  • بسبب إسرائيل وعصابات محلية..الأمم المتحدة: ظروف المعيشة في غزة لا يمكن تحملها
  • إسرائيل تكشف معلومات جديدة حول تفجير أجهزة البيجر بعناصر حزب الله
  • معهد واشنطن: هذه مصالح إسرائيل في سوريا وهكذا يمكن أن تتحقق
  • هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع إسرائيل للوضع لسلب الأراضي السورية
  • أول حوار لمدعي عام «الجنائية الدولية» السابق: تعرضت للتهديدات وكنت على حق بمساءلة إسرائيل وفقا للقانون
  • الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. "أبو عطيوي": الاحتلال يسعى لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية
  • صنعاء تكشف تفاصيل إسقاط الطائرة الأمريكية F/A18 فوق البحر الأحمر(فيديو)