الأميرة رشا يسري تكتب: وثائق «أجرانات» تكشف تفاصيل خداع أشرف مروان لقادة إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
فى كل عام ومع اقتراب ذكرى حرب أكتوبر، لم يجد قادة إسرائيل ما يقدمونه من تبريرات لشعبهم عن الهزيمة الكبرى سوى أن يشغلوه بقضايا جانبية، تبعدهم تماماً عن الأسئلة الأصيلة:
كيف عجز جيشهم عن صدّ هجوم الجيش المصرى بأسلحته القديمة والمحدودة مقارنة بترسانة الأسلحة الضخمة والحديثة التى يملكها جيشهم وحصل عليها بكميات مفتوحة ولا محدودة من الولايات المتحدة الأمريكية؟!
استدرج رئيس الموساد لمقابلته في «لندن» ليمنعه من حضور اجتماع قادة إسرائيل قبل الحرب بساعاتكيف استطاعت مصر تنفيذ خطة الخداع الاستراتيجى التى أهانت فيها جهازهم - الموساد - والذى لطالما تباهتْ قياداته بقدراته الخارقة حتى إنهم ورغم علمهم فى تل أبيب بموعد الحرب قبل اندلاعها بساعات عجزوا عن التصديق؟
كيف نجحت المخابرات المصرية فى خداعهم إلى هذا الحد؟! كيف ابتلعوا عشرات الطعوم، كيف سقطوا بهدوء فى كل هذه الأفخاخ؟
كيف هزمتهم مصر بالمياه، وبالطائرات القديمة، وبالأسلحة القديمة؟! كيف أنهت أسطورة «الجيش الذى لا يقهر» فى 6 ساعات؟
جولدا مائير في شهادتها عن أشرف مروان: أعترف بالخطأ الذي اقترفته فيما يخص هذا «المصدر» وتعرضنا للتضليل في أحداث كثيرة لهذه الأسبابإلى ذلك.
كيف استطاع الجيش المصرى ترتيب كل تلك الخداعات، ورصّها رصاً هكذا واحدة تلو الأخرى فى طابور طويل بهذه الطريقة من الإتقان؟
إن المجتمع الإسرائيلى بالطبع ليس كالمجتمع المصرى المرتبط تاريخياً بالأرض والطين، شعب إسرائيل جاء إلى أرض فلسطين من مكونات ثقافية واجتماعية مختلفة، ولهذا فإن ارتباطه بالبقاء مرهون بالثقة فى قدرات قادته العسكريين على حمايته وأمنه، خبراء علم الاجتماع فى إسرائيل يعلمون جيداً تأثير المعنويات الشعبية المرتبكة على استمرار بقاء الشعب هناك.
قادة إسرائيل وخبراؤها يعلمون جيداً كيف يمكن للحالة النفسية للإسرائيليين إذا ما أصابها قلق أو توتر أو ارتباك أن تساهم فى هجرات سريعة وكبيرة خارج البلاد، إلى مستوى يمكن أن يهدد مشروعهم الكبير فيما يسمونه «أرض الميعاد».
إن إسرائيل قامت على الدعاية الصهيونية والتى كانت هى الدافع الأكبر فى بقائها واستمرار وجودها.. وبالتالى فهى تؤمن جيداً بالأثر السيئ الذى يمكن أن تسببه المعنويات الشعبية المرتبكة على استقرارها. فعندما يشعر مواطنوها بانعدام الثقة فى قادتهم، فإن ذلك يمكن أن يؤدى إلى اضطرابات مجتمعية وسلوكيات نفسية بين الجماهير تؤثر سلباً على إيمانهم بإسرائيل وبقائهم فيها.
فى إسرائيل.. يعلم القادة العسكريون جيداً أن المعنويات الشعبية المرتبكة يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية للأفراد، يمكن أن تزيد من حالات الاكتئاب والقلق على مستقبلهم، وأن هذا الشعور الشعبى السيئ يمكن أن يقلل من طموح الجيل الجديد ورغبته فى البقاء داخل دولة الكيان.
باختصار، تُعدّ المعنويات الشعبية المرتبكة عاملاً مهماً يجب مراعاته عند التفكير فى استقرار إسرائيل. لذلك ومع اقتراب ذكرى حرب أكتوبر فإن آلة الدعاية الصهيونية تتفنن فى إبعاد الذهن الجمعى داخل إسرائيل عن مجرّد التفكير فى الطريقة التى هزمتهم فيها مصر بتلك السهولة رغم تواضع إمكاناتها العسكرية آنذاك.
لماذا ترفض إسرائيل الاعتراف بخداع «مروان» لرئيس الموساد عندما أجبره على مغادرة إسرائيل في توقيت حساس؟!لذلك.. وقبيل ذكرى أكتوبر من كل عام، يتفنن القادة الإسرائيليون فى الطريقة التى يمكن من خلالها شغل المجتمع الإسرائيلى عن جوهر المعركة بين مصر وإسرائيل، بقصص جانبية من عينة: هل كان أشرف مروان عميلاً إسرائيلياً؟ أم عميلاً مزدوجاً؟ فينصرف العقل الجمعى فى إسرائيل عن التفكير فى الهزيمة وعن البراعة التى ظهر بها القادة العسكريون فى مصر، بل وفى غرفة اجتماع المسئولين الإسرائيليين قبيل ساعات من اندلاع الحرب، إلى الحد الذى أجبر فيه القادة العسكريون فى مصر تسيبى زامير رئيس الموساد آنذاك على مغادرة إسرائيل فى هذا التوقيت الحساس، فلم يحضر اجتماع جولدا مائير مع وزير الدفاع موشيه ديان ورجال الصف الأول فى الجيش لدراسة الموقف الخطير الذى تمر به بلادهم فى تلك الساعات الحساسة من عمر دولتهم.
لا يجب أبداً أن يفكّر الشعب الإسرائيلى فى الطريقة التى أجبر فيها العسكريون فى مصر رئيس جهاز استخباراتهم شخصياً على السفر إلى لندن للقاء عميلهم المفترض أشرف مروان هناك، وفى هذا التوقيت فائق الحساسية.. إنها قصّة تُروَى من قبلهم، لكن مصر هى التى تحدد موعد إعلان الرواية الأصلية، أبداً لن تجبر إسرائيل الراوى المصرى على إعلان أصل الحكاية، مهما تفننت فى إثارة الشكوك.
لقد بلغت احترافية المصريين فى خطة الخداع الاستراتيجى حداً أنه ورغم تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان خلال اجتماعه وقادة جيش إسرائيل مع رئيسة الوزراء جولدا مائير، أن الصور الجوية التى أوضحت لهم مستوى الاستعدادات الكبيرة فى القوات المصرية، خاصة سلاح المدفعية، لم تستطع دفع الحكومة الإسرائيلية إلى الوصول لنتيجة نهائية بشأن النوايا الحقيقية للجيش المصرى.
الإسرائيليون يعلمون جيداً أنهم سقطوا أفراداً وجماعات فى عدّة شراك نصبها لهم القادة العسكريون فى مصر، ومنها ذلك الفخ الذى نصبه لهم الرئيس السادات بنفسه ونفذّه أشرف مروان بشخصه، عندما أصرّ الأخير على لقاء رئيس جهاز الموساد شخصياً فى لندن، لإبلاغه بأمرٍ مهم، كان يمكن إبلاغه بأشكال كثيرة ومتعددة، لكن إصرار أشرف مروان على الالتقاء برئيس الموساد شخصياً فى لندن، يعنى أنّ القادة العسكريين فى مصر قد أمعنوا فى تشتيتهم وهم يبعدون رئيس جهاز الموساد شخصياً عن إسرائيل فى هذا التوقيت الحساس والخطير وقبيل ساعات معدودة من إطلاق النار.
كم طُعمٍ ابتلعه الإسرائيليون؟ وكم فخٍ سقطوا فيه؟ وكم حيلة انطلتْ عليهم؟ إنها معركة أبدع فيها المصريون أيّما إبداع، يشهد لهم بذلك خبراء الاستراتيجيات العسكرية فى مختلف دول العالم، لقد أبدعوا فى الخداع مثلما أبدعوا فى القتال.. حتى إنهم ورغم مرور 50 عاماً على ذلك الحدث، لم يراوح الإبهار المصرى عقول الخبراء العسكريين وأساتذة الاستراتيجيات فى العالم، لذلك لا يمكن لآلة الدعاية الإسرائيلية أن تترك العقل الجمعى لشعبها فريسة للتفكير فى المستوى الذى أبدع فيه المصريون قبل 50 عاماً.. وما يمكن أن يصلوا إليه بعد سنوات طويلة من هذا التاريخ البعيد.. مجرّد التفكير. والتفكير فقط يمكن أن يهدد استقرار إسرائيل.
لقد بلغ المصريون مستوى من البراعة فى خداع قادة إسرائيل حتى إنهم بعد ساعات قليلة من اجتماعهم الأول لدراسة المعلومات المتواترة عن نية مصر وسوريا إعلان الحرب عليهم - بحسب الوثائق الإسرائيلية - عقدوا اجتماعاً آخر بعده بقليل فى مكتب رئيسة الوزراء جولدا مائير، فقدم لها إيلى زعيرا رئيس أركان الجيش الإسرائيلى وجهة نظر مفادها أن الاستعدادات المصرية والسورية على الجبهة إنما هى مجرد تدريبات.
تُصرّ إسرائيل على تكرار حكاية «الملاك» قبل ذكرى حرب أكتوبرأيضاً فإن جانباً مهماً يغفله البعض ويختص بالأسماء الكودية الكثيرة التى أفصح عنها الإعلام الإسرائيلى وتم ربما إلصاقها بأشرف مروان، هذه الأكواد حملت 5 أسماء هى «الملاك» و«المصدر» و«بابل» و«الصهر» و«حتوئيل»، وهى على هذا النحو تثير الكثير من الشكوك حول ما يعلن عن أشرف مروان؛ إذ إن هذه الأكواد بطبيعتها أو معناها إنّما تختص ربّما بعملاء آخرين، فالاسم الكودى «بابل» على سبيل المثال لا يوجد ما يربط بينه وبين عميل مصرى مفترض، فالأوقع أن يكون ذلك الكود - بابل - لعميل عراقى مثلاً، وكذلك كود «الملاك».
وهنا فإنه ربما من المناسب فى حالة أشرف مروان أن يكون كود «الصهر» هو الذى يخصّه وفقط، بحكم مصاهرته للرئيس جمال عبدالناصر، وفى كل الحالات فإن ما يصلنا من إسرائيل ليس بالدقّة التى يحاول البعض ترويجها فى إعلامنا العربى، الموالى منه والمعارض عن أشرف مروان.
وجدير بالذكر فإن التحقيقات التى نُسبت لجولدا مائير فى لجنة «أجرانات» والتى تطرقت فيها لأشرف مروان استخدمت اسم «المصدر».
من جهة أخرى.. فإن تلك الوثائق التى أشرنا إليها أعلاه بأنها تأتى فى الغالب لإلهاء الشعب الإسرائيلى عن التفكير فى جوهر النتائج الأساسية لحرب أكتوبر، قدّ شكك فى مصداقيتها قبلنا قادة إسرائيليون كبار، والقصة هنا ترتبط بضابط كبير فى الجيش الإسرائيلى يدعى يوسى لونجتسكى، عمل بدرجة عميد فى حرب أكتوبر، عندما انتفض يرد على إيلى زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات العامة فى الجيش الإسرائيلى فى فيديو لندوة من ندوات مؤتمر داخلى فى معهد دراسات الأمن القومى فى تل أبيب، شهدت سجالاً بين الاثنين «زعيرا» و«لونجتسكى».
عميد إسرائيلي شارك فى حرب أكتوبر يشكك في الروايات العبرية عن العميل المصري ويتهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بتضليل «تل أبيب»فى هذه الندوة - والفيديو موجود لدى كاتبة هذه السطور - عرض إيلى زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية وثيقة تحذيرية أرسلت إلى يوسى لونجتسكى وآخرين، لحظتها انتفض «لونجتسكى» وقال: «هذا كذب لم يصلنى شىء، أريد أن أرى تلك الوثيقة التى تحمل اسمى!! إيلى ما أنت تقوم به هو تضليل»، هذا الفيديو كاشف بجلاء عن حالة الفوضى التى تعترى ما توصف بوثائق الحرب من وجهة النظر الإسرائيلية، إنهم بذاتهم يتشككون فى صدق وثائقهم، فما بال آخرين؟!
ومن الأهمية بمكان أن «لجنة أجرانات» وهى اللجنة التى شكلتها إسرائيل للتحقيق فى أسباب القصور الإسرائيلى الذى حدث خلال المعركة، قد أصدرت قراراً وقتها بعزل رئيس الأركان الإسرائيلى، ومنعه من مزاولة أى مهام أخرى رئيسية فى الدولة، وقد أثبتت تقصير المخابرات العسكرية ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلى لعدم توقعهم أو إعطائهم رأياً واضحاً يجزم بأن هناك حرباً قادمة من مصر وسوريا ضد إسرائيل.
إلى ذلك أيضاً فإنه منذ 10 أعوام تحديداً.. عندما «أفرجت إسرائيل عن وثائق جديدة بمناسبة مرور 40 عاماً على حرب أكتوبر» وهى وثائق خاصة أيضاً بلجنة التحقيق، تحديداً الوثيقة التى تعرض شهادة لجولدا مائير تطرّقت فيها لـ«المصدر» (الاسم الكودى المفترض والمنسوب إلى أشرف مروان بحسب الإعلام الإسرائيلى).
قالت فيها جولدا مائير بالنصّ: «أنا أريد أن أقول كلمة، أعترف بالخطأ الذى اقترفته فيما يخص هذا «المصدر». على مدار كل الأعوام لم أقُل ولا مرّة واحدة لرئيس الموساد: هل أنت تأمن له؟ هل أنت متأكد؟ أأنت تصدّقه؟ وبكونى لست مختصّة كنت طوال الوقت أعتقد ربما كان تضليلاً فى كثير من الأحداث».
إنّ المتأمل بدقّة والدارس للحالة الإسرائيلية فيما يختص بوثائق الحرب التى أعلنتها وتعلنها حكومة تل أبيب من حين لآخر، سيشهد بوضوح، ذلك التشكك الكبير من جانب القادة الإسرائيليين وعدم ثقتهم فى أشرف مروان، لكنّه كان من البراعة بمكان؛ أن قلّبهم بين الشك واليقين.. لسنوات، كانوا جميعاً على هذه الحال، بين الشك واليقين، وعلى الرأس منهم فى ذلك رئيسة الحكومة نفسها جولدا مائير، التى أعلنت ذلك بوضوح فى واحدة من تلك الوثائق التى سبق الإشارة إليها أعلاه، الأمر الذى يشير إلى أن لديهم رغبة عنيفة فى الابتعاد بكل ما لديهم من قوة فى الحديث عن إخفاقاتهم عن الحرب والمعارك العسكرية وإنما الاكتفاء بالحديث كل عام عن أشرف مروان والتضليل والتراشق بين كل من «إيلى زعيرا» رئيس شعبة الاستخبارات العامة فى الجيش الإسرائيلى «أمان» وبين «تسيبى زامير» رئيس الموساد الإسرائيلى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر إسرائيل الموساد أشرف مروان الجیش الإسرائیلى عن أشرف مروان رئیس الموساد قادة إسرائیل جولدا مائیر حرب أکتوبر رئیس جهاز فى الجیش یمکن أن تل أبیب حتى إن ة التى
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: فضيحة تسريبات مكتب نتنياهو تكشف دوره بتعطيل صفقة الأسرى
قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أشرف بدر، إن فضيحة تسريب وتزييف وثائق سرية من ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعكس صراعا بين المؤسسة العسكرية والمستوى السياسي.
وأضاف أن المؤسسة العسكرية كانت تسرب للإعلام عبر المقربين منها أن الحرب قد استنفدت أغراضها وأنه لا توجد حاجة أمنية للاحتفاظ بمحور فيلادلفيا، بينما كان نتنياهو يصر على رواية مغايرة مفادها أن السيطرة على المحور ضرورية لمنع هروب الشهيد يحيى السنوار والأسرى الإسرائيليين.
وأوضح بدر أن القضية تتضمن شقين رئيسيين: الأول يتعلق بتسريب معلومات أمنية مصنفة، حيث تم الكشف عن معلومة استخبارية متوسطة المستوى تتعلق بالسنوار، مما قد يضر بالمصدر الاستخباري.
أما الشق الثاني فيتعلق بالجانب السياسي المتمثل في استغلال نتنياهو لهذه المعلومات لتبرير موقفه المتشدد بشأن محور فيلادلفيا، مما أدى إلى تفجير المفاوضات عندما وصلت إلى نقطة حاسمة في مقترح الثاني من يوليو/تموز الماضي.
محاولة تنصّل
ولفت بدر إلى أن مكتب نتنياهو حاول التنصل من القضية في البداية ونكرانها 5 مرات، بالقول إنه لم يتم اعتقال أي من العاملين به، ولكن صور المعتقل الرئيسي برفقة نتنياهو في اجتماعات حكومية وزيارات لمواقع عسكرية حساسة كشفت زيف هذا الادعاء.
فيما أوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن بعض العاملين لصالح نتنياهو ليسوا بالضرورة موظفين رسميين في مكتبه، وأن المعتقل الرئيسي يعمل معه منذ سنة ونصف، وهو إيلي فردشتاين، المتحدث باسم مكتب نتنياهو، إلى جانب 3 أشخاص آخرين من عناصر المؤسسة الأمنية.
وأشار بدر إلى تصريحات زعيم المعارضة يائير لبيد وزعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس التي قالا فيها "إن القضية لا تقتصر على مجرد شبهة تسريب وثائق، بل تمتد إلى المتاجرة بأسرار الدولة لغايات سياسية".
تحقيق شامل
وأكدا أن "استخدام المعلومات الاستخبارية دون إذن يتطلب تحقيقا شاملا، معتبرين أن تحويل المعلومات الأمنية الحساسة إلى أداة للبقاء السياسي في السلطة لا يعد مجرد جريمة جنائية بل جريمة وطنية".
ونبه المحلل السياسي إلى أن القضية تتابع من قبل 3 أطراف رئيسية: المعارضة السياسية، وعائلات الأسرى، والمؤسسة العسكرية التي رفعت من خلال جهاز الشاباك طلبا للتحقيق في القضية.
موضحا أن الشاباك يتابع القضية منذ شهر يوليو/تموز، عندما نشرت صحيفتا "جويش كرونيكل" و"بيلد" التسريبات المشبوهة.
تجنيد وتزوير
وبحسب التحقيقات التي نشرتها القناة 12 الإسرائيلية، قام المتهمون بتسريب وثائق بشكل انتقائي حصل عليها جيش الاحتلال من غزة، مع تحريف محتواها من خلال الادعاء بأنها تعود للشهيد السنوار.
وتزامن نشر هذه التسريبات مع تصريحات نتنياهو التي تدعي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تريد صفقة تبادل وتسعى لتهريب الأسرى عبر محور فيلادلفيا.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلًا عن مسؤول أمني إسرائيلي، وجود مجموعة كاملة في مكتب نتنياهو تعمل في الخفاء وتقوم بتجنيد عملاء داخل الجيش وتزوير وثائق ونشر أخبار مضللة، بهدف إحباط صفقة التبادل كلما زادت الضغوط على نتنياهو من عائلات الأسرى لإبرامها.