تسودُ حالياً أجواءٌ من الهدوء الحذر في مُخيم عين الحلوة وذلك بعد إشتباكاتٍ ضارية شهدها طيلة هذا النهار بين مقاتلي حركة "فتح" من جهة ومسلحي "جند الشام" و "الشباب المسلم" من جهة أخرى، وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة أكثر من 25 شخصاً. وحالياً، فإنَّ ما يشهده المخيم يقتصر على مناوشات تجري بين الحين والآخر على مختلف المحاور القتالية إما من خلال إطلاق رشقات نارية متقطعة أو قذائف صاروخية بين الحين والآخر.
وفعلياً، فإن الهدنة التي يشهدها المخيم الفلسطيني الآن جاءت عقب إعلان قرار وقف إطلاق النار خلال إجتماعٍ لهيئة العمل الفلسطيني المُشترك عقد داخل المخيم، اليوم السبت، وقد بدأت مفاعيل ذاك القرار ميدانياً إعتباراً من الساعة الـ7 مساءً. ووسط الخروقات القائمة، أفادت معلومات
"لبنان24" بأنَّ حركة "فتح" أبقت على إنتشار عناصرها في كافة المحاور الميدانيَّة، في حين سُجِّل أيضاً إستنفارٌ على صعيد مجموعتيْ "جند الشام" و "الشباب المسلم" داخل منطقتي الطوارئ، التعمير التحتاني. وفي تصريحٍ له عبر
"لبنان24"، أكّد قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في صيدا اللواء أبو إياد الشعلان لـ"لبنان24" أنَّ "حركة فتح مُلتزمة بوقف إطلاق النار الذي ثبّته إجتماع هيئة العمل الفلسطيني المُشترك اليوم"، مشيراً إلى أنَّ "الحركة تتصدّى لإعتداءات المجموعات المُسلّحة في أكثر من محور". ولفت الشعلان إلى أنَّ "ما تقومُ به الجماعات المُسلحة يهدف إلى السيطرة على المُخيم وتغيير واقع الحال فيه"، وأضاف: "رغم ذلك، سنستمرُّ بالمواجهة ولن نسمح لهم بالتمدّد والإعتداء على أهلنا وأمن المُخيم خطّ أحمر". وأوضح الشعلان أنّ المسلّحين التابعين لجند الشام والشباب المسلم فتحوا معركة جديدة في حي الرأس الأحمر، لكن ذلك لم يؤدّ إلى أي سيطرة ميدانية لهم"، وقال: "المسلحون الإرهابيون نفذوا أيضاً إعدامات بحقّ أحد المدنيين داخل منزله في منطقة الرأس
الأحمر وهذه الجريمة بشعة بكلِّ المقاييس".
"حماس": لا أجندات لنا في لبنان من ناحيته، أكدّ القيادي في حركة "حماس" جهاد طه لـ
"لبنان24" رفض قيادة الحركة تجدّد الإقتتال الذي شهده مُخيم عين الحلوة اليوم، مشدداً على ضرورة التمسُّك بقرار وقف إطلاق النار حماية لأمن المخيم وأهله. واعتبر طه أنَّ "الإشتباكات المتكررة تُشكل ضرباً للمساعي اللبنانية والفلسطينية لإنهاء حالة التوتر بالمخيم"، وقال: "مساعينا لم تتوقف مع مختلف الجهاد لضبط الأمن في عين الحلوة والتواصل مفتوحٌ مع الجميع ونحنُ مع وحدة الصف الفلسطيني". وتابع: "نحنُ لا ننكر وجود عناصر غير منضبطة تسعى لإرساء حالة التوتر في عين الحلوة ونؤكد أنّ الأجندات التي تهدف إلى توتير الأجواء لا تخدم سوى العدو الإسرائيليّ". ورأى طه أنّ "بيان قيادة الجيش اليوم كان صارماً لناحية الدعوة لوقف إطلاق النار في عين الحلوة"، متمنياً أن "تكون هذه الليلة هادئة وبعيدة عن التوتر"، وأردف: "نطالب بأن تكون هناك جديّة ونؤكد على أهمية رفع الغطاء عن كلّ من يساهم بالمساس بأمن المخيمات". وختم قائلاً: "حماس لا تنفذ أجندات في لبنان وعلاقتها مع الأطراف الفلسطينية كافة قائمة على الشراكة الوطنية وهي تتحمل مسؤوليتها بما يخدم قضية الشعب الفلسطيني".
خيٌم للنازحين في صيدا تثير الجدل ووسط الإشتباكات التي شهدها المخيم، انتشرت صورٌ عبر مواقع التواصل الإجتماعيّ تُظهر قيام الصليب الأحمر بوضع خيمٍ في مُحيط ملعب صيدا البلدي عند مدخل المدينة الشمالي، وقيلَ إنها مُخصصة لإستقبال النازحين من المُخيم. وإثر ذلك، انتشرت عبر تطبيق "واتساب" تسجيلات صوتية لبعض سكان المُخيم تفيدُ بأنَّ الصليب الأحمر منعَ النازحين من المكوث في الخيَم، طالباً منهم مُراجعة وكالة "الأونروا". مصادر في الصليب الأحمر قالت لـ
"لبنان24" إنَّ الخِيم التي تمَّ إستحداثها في صيدا تخضعُ لإشراف وسلطة البلدية، وأضافت: "الصليب الأحمر عملَ فقط على وضع الخيَم ميدانياً لكنه ليس المُشرف عليها، وأيّ أمرٍ يرتبطُ بالتجمُّع في محيط الملعب البلدي، يجب مراجعته مع البلدية فوراً". بدورها، قالت مصادر خاصة متابعة لـ
"لبنان24" إنَّ "آلية نقل النازحين إلى الخيم المُستحدثة في محيط الملعب البلدي لن تتمَّ بشكلٍ عشوائي"، وأضافت: "هناك بيانات وضعتها وكالة الأونروا تضمّ أسماء النازحين الذين حضروا إلى مسجد الموصللي، وداتا معلومات بأسماء الذين نزحوا إلى بلدية صيدا، والعمل جارٍ وفق تلك المعلومات بغية أن تكون الأمور مُنظّمة ومضبوطة". وتابعت المصادر: "النازحون الذين نزحوا إلى مسجد الموصللي بوشر بعملية نقلهم إلى مدرسة نابلس في صيدا، في حين أنَّ النازحين الذين حضروا إلى مبنى البلدية يوم أمس سيجري نقلهم إلى خيَم الملعب البلدي عند تجهيز المكان ليصبح صالحاً لإستقبال النازحين وإيوائهم". مع ذلك، فقد أظهر الكشف الميداني أنَّ "العمل جارٍ ومستمر لتهيئة الخيم في هذه الأثناء باعتبار أنّ المكانَ ليس مُجهزاً بعد بشكلٍ كامل، والأشغال ضمنه قائمة لناحية توفير الإنارة أو المياه، ومن المُفترض أن تكون كل الأمور حاضرة خلال الساعات المُقبلة". وكانت بلدية صيدا شهدت، اليوم السبت، إجتماعاً برئاسة رئيسها حازم بديع ومدير عام وكالة "الأونروا" في لبنان دوروثي كلاوس، حضره ممثلو الهيئات الدولية والمحلية الإغاثية إلى جانب حشدٍ من المعنيين. وفي كلمةٍ له، أكد بديع أنه "أجرى إتصالات مع الصليب الأحمر اللبناني من أجل نصب خيام لإيواء النازحين الذين لجأوا مؤخراً إلى بلدية صيدا حيث ستيم المباشرة بنقلهم إلى المكان المذكور، على أن يصار أيضا إلى نقل النازحين في مسجد الموصللي إلى أماكن أكثر أمنا بدءاً من مدرسة نابلس التابعة لوكالة الأونروا وإلى أماكن أخرى سيتم تحدديها". وأعلن بديع عن "إنشاء غرفة عمليات مُشتركة للطوارىء في بلدية صيدا لتنسيق عمليات الإغاثة، وأنه كلف المهندس مصطفى حجازي بمتابعة الأمور الميدانية مع الجمعيات المشاركة وبالتنسيق المتواصل معه بشكل دائم".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
الصلیب الأحمر
إطلاق النار
عین الحلوة
بلدیة صیدا
الم خیم
فی صیدا
من الم
إقرأ أيضاً:
توتر بين دفاع بعيوي ورئيس الجلسة يؤجل ملف "إسكوبار الصحراء" إلى الجمعة المقبل
أرجأت محكمة الاستئناف في مدينة الدار البيضاء، مساء الثلاثاء، النظر في ملف « إسكوبار الصحراء »، إلى غاية الجمعة المقبل من أجل استكمال باقي أطوار هذا الملف المثير.
كما قررت المحكمة البت في الدفوعات الشكلية المثارة في ملف دفاع المتهمين على رأسهم، المتهمان سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي، القياديان السابقان بحزب الأصالة والمعاصرة، إلى يوم الخميس المقبل.
شهدت الجلسة توترا بين دفاع المتهم عبد النبي بعيوي، والقاضي رئيس الجلسة علي الطرشي، وذلك بعد أن أمر القاضي، المحامي محمد الحسيني كروط، بإنهاء تعقيبه على النيابة العامة، مشددا على ضرورة الالتزام بقرار المحكمة الذي حدد مدة التعقيب بعشر دقائق. غير أن المحامي أصر على رأيه، وطلب تمديد الوقت لإكمال تعقيبه.
الأمر الذي أغضب القاضي، فطلب من كاتب الضبط تسجيل عدم امتثال الدفاع لأوامر المحكمة. كما رفض القاضي الاستماع إلى باقي دفاع المتهمين الآخرين، ورفع الجلسة إلى يوم الجمعة المقبل، متجاهلا طلب الدفاع بتقديم تعقيب إضافي.
وانتقد كروط ضمن تعقيبه، التماس النيابة العامة إسقاط الدفوعات الشكلية، وقال في هذا السياق، إن النيابة العامة مارست التهرب وعدم الخوض في الدفوع الشكلية، بدعوى عدم قانونيتها، وعدم إثارتها دفعة واحدة.
كلمات دلالية إسكوبار الصحراء الدار البيضاء الشرطة القضائية محكمة الاستئناف