“بنكك”.. قصة تطبيق تتوقف عليه حياة كثير من السودانيين
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
لم يقل اهتمام السودانيين بتطبيق “بنكك” المصرفي عن سير المعارك العسكرية وتطوراتها، فهو يمثل النافذة الوحيدة المتبقية في العديد من المناطق لتداول الأموال وتتوقف عليه حياة المواطنين بشكل كامل.
ويواجه التطبيق المصرفي الأشهر في السودان، مصاعب تقنية تخرجه عن الخدمة من وقت لآخر، ويشكل توقفه سبباً كافياً لإشعال ثورة غضب على منصات التواصل الاجتماعي، بينما تكون عودته مناسبة للاحتفاء والفرح العارم.
التطبيق الذي أطلقه “بنك الخرطوم” لعملائه لإدارة حساباتهم المصرفية من الهواتف الذكية، يشكل أيضاً وسيلة مهمة للتكافل الاجتماعي والأسري ويرسل الأشخاص عبره الأموال إلى أقاربهم ومعارفهم في المناطق المغلقة بسبب الصراع المسلح والتي تمنع الاضطرابات وصول المبالغ النقدية إليها.
وجرى إغلاق كامل للمصارف في العاصمة السودانية الخرطوم ودارفور غربي السودان إلى جانب أجزاء واسعة من إقليم كردفان، وذلك نتيجة للعمليات العسكرية وتذبذب شبكة الاتصالات والانترنت، وبات “بنكك” هو خيار السكان الوحيد في تداول الأموال.
ويقول محمد عثمان، وهو أحد المواطنين العالقين في العاصمة الخرطوم، لموقع “سكاي نيوز عربية” إن حياتهم تتوقف بشكل كلي على التطبيق، وعندما يخرج عن الخدمة لن يتمكنوا من شراء السلع والمستلزمات الحياتية لأن أصحاب المحال التجارية أصبحوا يشترطون الدفع الالكتروني خشية من “الكاش” الذي يتعرض للنهب.
ويضيف: “أيضاً نحن نحتفظ بما لدينا من أموال في الحساب المصرفي ولا نستطيع وضعها كمبالغ نقدية في أيدينا لأن العصابات المنتشرة ستقوم بنهبها”.
ومع انقطاع مصادر الكسب المالي في العاصمة الخرطوم، أصبح تطبيق “بنكك” المنقذ الوحيد لعثمان من خلال تلقي مساعدات مالية عبره من نجله المغترب في إحدى الدول العربية.
وتوجد نحو 4 تطبيقات مصرفية أخرى في السودان، لكنها توقفت عن العمل جميعها منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، وظل “بنكك” وحيداً يتسيد الساحة.
ويتيح التطبيق إلى جانب التحويلات المالية، خدمة سداد فواتير الكهرباء والاتصالات والرسوم الحكومية لمختلف المصالح خاصة “دائرة السجل المدني” المعنية باستخراج الأوراق الثبوتية وغيرها.
ويشير محمد صالح البشير وهو صحفي مقيم في ولاية شرق دارفور في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى توقف كل المصارف في الإقليم الغربي وأصبح المواطنين تحت رحمة تطبيق “بنكك” المصرفي لتسيير شؤون حياتهم.
ويقول البشير: “يخرج بنكك عن الخدمة باستمرار مما يتسبب في معاناة كبيرة للمواطنين الذين يعتمدون بشكل أساسي على خدماته للحصول على ودائعهم المالية وتلقي التحويلات من أهلهم في المناطق الأخرى”.
ولم تتوقف تداعيات تذبذب “بنكك” على المواطنين فحسب، لكنها تمتد لتلقي بظلال سالبة على التعاملات التجارية في الولايات المستقرة وعرقلت الصفقات المالية.
ويقول حسين إبراهيم أحد التجار في مدينة ود مدني وسط السودان لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه “في ظل تراجع قيمة العملة الوطنية، فإن كافة المعاملات التجارية الكبرى تتم عبر “بنكك” حتى قبل اندلاع الحرب، لأن النقد سيكون بكميات كبيرة يصعب عدها وحملها”.
ويضيف أنه خسر العديد من الصفقات التجارية بسبب تذبذب الخدمات في تطبيق “بنكك”، الذي يواصل الانقطاع لأكثر من ثلاثة أيام متواصلة في بعض الأحيان، فنحن نعاني كثيراً فلا يمكن اكمال عمليات البيع والشراء بالمبالغ النقدية التي تواجه بدورها شحاً ملحوظاً.
من جهته، يرى الخبير المصرفي محمد عصمت أن تطبيق “بنكك” رغم ما يواجه من مصاعب الا أنه استطاع أن يسد فراغاً كبيراً يجب الإشادة به، فهو مكن عملاء “بنك الخرطوم” من الوصول إلى ودائعهم المصرفية، وذلك بعد التوقف التام لمنظومة الدفع القومي التي تربط المصارف ببعضها البعض وتقوم بالاقتصاص والتسويات.
ويشير عصمت إلى أن الحرب المحتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع ألقت بتأثيرات كبيرة على القطاع المصرفي والمالي، أقلها ضرب جدار الثقة المتبقي بين البنوك وعملائها نتيجة لعدم تمكنهم من الوصول لودائعهم المصرفية.
ويكشف عضو نقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالسودان المهندس أشرف عبد الرحمن لموقع “سكاي نيوز عربية” أن التطبيق يعمل بمزود خدمة منفصل مقره في ضاحية السجانة جنوبي الخرطوم وهي منطقة ملتهبة بالمعارك العسكرية ومن المرجح أن يكون تأثر بها.
ويقول: “لم يتمكن مهندسي الصيانة من الوصول لهذا الموقع منذ اندلاع الحرب بسبب الوضع الأمني ويتم التحكم عن بعد، كما أدى الصراع لتدمير في مزودات الخدمة الرئيسية لشركات الاتصالات في الخرطوم مما أدى لتدهور خدمة الاتصال والانترنت، وتسبب كل ذلك في تدهور الخدمات بالتطبيق المصرفي”.
سكاي نيوز عربية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: سکای نیوز عربیة
إقرأ أيضاً:
ليفاندوفسكي.. ماكينة أهداف لا تتوقف!
علي معالي (أبوظبي)
حطم البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة، رقمه القياسي في تسجيل الأهداف مع ناديه، في موسم واحد، وذلك بعد الهدف الذي أحرزه في مرمى ريال سوسيداد بالدوري الإسباني، وانتهت المباراة بفوز برشلونة برباعية ضمن «الجولة 26»، ليتجاوز بذلك أفضل سجل تهديفي له لاعباً في برشلونة، بعدما رفع رصيده إلى 34 هدفاً في مختلف المسابقات هذا الموسم.
وهدف ليفاندوفسكي في مرمى ريال سوسيداد، جعله يتجاوز رقمه السابق، الذي سجله في موسمه الأول مع برشلونة 2022-2023، بـ33 هدفاً، وعادل الرقم خلال مواجهة أتلتيكو مدريد في ذهاب نصف نهائي كأس الملك، قبل أن يحطمه أمام سوسيداد.
ورغم أن المهاجم وصل إلى 36 عاماً، إلا أنه يؤكد براعته التهديفية، وهز شباك المنافسين ببراعة، واحتاج ليفاندوفسكي في موسمه الأول إلى 46 مباراة للوصول إلى هذا الرقم، بينما هذه المرة تمكن من تجاوزه في 37 مباراة فقط، أي بأقل من 10 مباريات، وبتلك الأرقام، رفع رصيده إلى 62 هدفاً بقميص برشلونة في «الليجا»، و92 هدفاً في جميع المسابقات منذ انضمامه إلى الفريق.
ويسير ليفاندوفسكي بخطى ثابتة نحو تحسين أرقامه في كل بطولة يشارك فيها، مقارنة بموسمه الأول مع برشلونة، حيث أنهى موسم 2022-2023، متربعاً على قمة هدافي الدوري برصيد 23 هدفاً، ويقدم اللاعب في الوقت الراهن مستوى متميزاً للغاية، حيث يتصدر قمة الهدافين بـ21 هدفاً، متقدماً بفارق 4 أهداف عن أقرب منافسيه كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد.
ومع تبقي 12 جولة على نهاية الموسم، يملك المهاجم البولندي فرصة ذهبية ليصبح أحد هدافي «الليجا» الذين حصدوا اللقب بأعلى عدد من الأهداف في تاريخ المسابقة.
وعلى صعيد دوري أبطال أوروبا، شهد هذا الموسم تفوقاً واضحاً له، مقارنة بالموسم الماضي، وفي نسخة 2022-2023، سجل 5 أهداف فقط، خلال 5 مباريات، ويحتل الآن صدارة الهدافين برصيد 9 أهداف أحرزها في 8 مباريات، ما يؤكد فعالية ليفاندوفسكي في الجانب التهديفي على المستوى القاري أيضاً، وفي كأس الملك، لايزال سجله التهديفي متقارباً مع موسمه الأول، إذ أحرز هدفين حتى الآن، وهو عدد الأهداف نفسها التي سجلها في النسخة الماضية من البطولة.