استفاقت أجزاء واسعة من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، السبت، على وقع اشتباكات دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد هدوء شهدته المدينة لنحو شهرين.

وشهدت المدينة بعد أيام من اندلاع الحرب في 15 أبريل هذا العام، قتالا عنيفا بين الطرفين أودى بحياة أعداد كبيرة من المدنيين، قبل أن تفلح جهود قادتها حركات مسلحة وقوى أهلية في وقف القتال الضاري.

ونص اتفاق وقف الحرب على تقسيم المدينة لجزأين: الغربي ويضم قيادة الجيش وأغلب المؤسسات الحكومية خاضعة لسيطرة القوات المسلحة، بينما الإتجاه الشرقي بيد قوات الدعم السريع.

وقال مبارك أبوسن، وهو متطوع في مستشفى الفاشر الجنوبي لـ”سودان تربيون”؛ إن “مستشفى الفاشر الجنوبي استقبل قتيل واحد على الأقل، ونحو سبع إصابات بسبب تساقط القذائف على منازل المواطنين إثر الاشتباكات التي اندلعت ظهر اليوم”.

بدوره، قال مسؤول في حكومة الولاية لـ “سودان تربيون” ــ فضل حجب إسمه ــ إن والي الولاية توسط بين القوتين ما أدى لإيقاف القتال وعودة الحياة الى طبيعتها.

وأشار إلى أن الاشتباكات بدأت في بوابة “حلوف” نحو 12 شمال شرق مدينة الفاشر قبل أن تتمدد لتشمل عدد من المواقع.

وأوضح بأن قوة من الدعم السريع هاجمت تمركزات الجيش شمال شرق المدينة، لترد القوات المسلحة على الهجوم، ما أوقع قتيل وسبع إصابات أغلبها في معسكر نيفاشا الذي يأوي أعداد كبيرة من النازحين.

وبدأت الاشتباكات بين القوتين، عندما حاولت قوة من الدعم السريع، قادمة من خارج الفاشر التوغل لوسط المدينة، تصدت لها قوة من الجيش يقودها عقيد ترتيبات أمنية الصادق الفوكا، حيث دارت معارك في سوق نيفاشا علاوة على أحياء الزيادية والتكارير وغيرها.

وأفاد شهود عيان “سودان تربيون” بأن المدفعية الثقيلة التي إستخدمها الطرفين، تسببت في تضرر عدد كبير من المنازل وبعض المرافق الحكومية.

وقال مصطفى أبوبكر، وهو قيادي شبابي في مخيم “نيفاشا”، لـ “سودان تربيون” إن”قذيفة أصابت مركز صحي لجنة الإنقاذ الدولية، ما أدى إلى حدوث أضرار بالغة طالت المرفق الصحي، ووقوع عدد من الإصابات وسط المرضى داخل المركز”.

سودان تربيون

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: سودان تربیون الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يقترب من استرداد القصر الرئاسي .. قال إنه صدّ هجوماً كبيراً شنته «الدعم السريع» في شمال كردفان

اقترب الجيش السوداني من استرداد القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، الذي تسيطر عليه «قوات الدعم السريع» منذ بداية الحرب في أبريل (نيسان) 2023. وتتقدم قوات الجيش باتجاه القصر من عدة محاور، بينما استردّت قواته، المسماة «متحرك الصياد»، مدينة أم روابة؛ ثانية كبرى مدن ولاية شمال كردفان في غرب السودان. كما أعلن الجيش صد هجوم «قوات الدعم السريع» على مدينة أو روابة، الأربعاء، وألحق بها «خسائر فادحة»، وأن طيرانه الحربي «يلاحق القوات الهاربة».

ومنذ عدة أيام، يواصل الجيش هجماته على مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع» في محاور مختلفة، حيث أحرز تقدماً سريعاً.

وقال شهود في الخرطوم إن قوات قادمة من مقر القيادة العامة للجيش تخوض قتالاً شرساً مع «قوات الدعم السريع»، وتتقدم في شارعَي «الجمهورية» و«الجامعة» باتجاه القصر الرئاسي الذي يبعد عن مقر قيادة الجيش نحو كيلومترين. وتوقعت مصادر أن يسترد الجيش القصر الرئاسي في وقت قريب، إذا واصل تقدمه بوتيرته الحالية.

ووفقاً لشهود ومنصات للتواصل الاجتماعي، فإن قوات الجيش دخلت حي «العزبة» في مدينة بحري، إحدى مدن العاصمة الثلاث، بعد أن استردت حي «دردوق» وحي «نبتة»، واقتربت من حي «الشقلة» في منطقة شرق النيل بمدينة بحري. كما حقق الجيش تقدماً في منطقة أم بدة بمدينة أم درمان.

تقاسم العاصمة المثلثة

ويتقاسم طرفا الحرب مناطق متداخلة في العاصمة المثلثة «الخرطوم الكبرى» التي تتكون من مدينة الخرطوم، ومدينة أم درمان، ومدينة بحري. وكان الجيش قد أعلن، يوم الأربعاء، بسط سيطرته على جسر «المك نمر» من جهة مدينة بحري، ويتقدم نحو وسط المدينة. لكن «قوات الدعم السريع» لا تزال تسيطر على أحياء كافوري، وكوبر، وشرق النيل، وسوبا، وغيرها، مع وجود جيوب مقاومة ببعض المناطق الأخرى.

وفي مدينة الخرطوم، استعاد الجيش سيطرته على أحياء الرميلة، والحلة الجديدة، وبعض أنحاء حي جبرة، بينما تسيطر «قوات الدعم السريع» على المنطقة الواقعة شرق مقر «القيادة العامة» للجيش وعلى مطار الخرطوم، وأحياء الصحافة والخرطوم 2، والخرطوم 3، وامتداد الدرجة الثالثة، وأركويت، والرياض، والطائف، والمنشية، والجريف، والبراري.

كما لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على الأحياء الجنوبية من مدينة الخرطوم، بما في ذلك السوق المركزية وأحياء السلمة، وسوبا، ومايو، وعد حسين، والكلاكلات، وتمتد سيطرته حتى شرق ضاحية جبل الأولياء.

وفي مدينة أم درمان، استطاع الجيش استرداد أجزاء كبيرة من المدينة، باستثناء جنوبها وغربها، بينما تبقت بعض أحياء محلية أم بدة، والسوق الشعبية، والمربعات، والشقلة، وصالحة، وتمتد جنوباً حتى ضاحية جبل الأولياء من جهة الغرب.

معارك الغرب

وفي ولاية شمال كردفان، ذكر شهود أيضاً أن قوات الجيش، القادمة من جهة الشرق باتجاه مدينة أم روابة، ثانية كبرى ولايات شمال كردفان، حققت تقدماً مكّنها من استرداد المدينة من سيطرة «قوات الدعم السريع». من جانبه، أعلن الجيش، على صفحته في منصة «فيسبوك»، أن قواته المدعومة بالطيران الحربي دحرت هجوماً كبيراً شنته «قوات الدعم السريع» على المدينة، يوم الأربعاء، وألحقت بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، في معركةٍ استمرت أكثر من خمس ساعات.

وأضاف الجيش أن الطيران الحربي يلاحق ما تبقّى من «قوات الدعم السريع» الفارة، لكن هذه القوات الفارة «استهدفت أحياء المدينة وبعض مراكز الإيواء بالقصف المدفعي»، نتج عنه مقتل ثلاثة مواطنين وجرح ثمانية.

وتبعد مدينة أم روّابة عن العاصمة الخرطوم بنحو 300 كيلومتر، وهي مركز تجاري مهم وسوق كبيرة للحبوب الزيتية، كما أنها تُعد ملتقى طرق حديدية وبرية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالخرطوم وبميناء بورتسودان.

كمبالا: الشرق الأوسط: أحمد يونس  

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن الدولي يدين الهجمات المكثفة على مدينة الفاشر بشمال دارفور من قبل قوات الدعم السريع
  • مجلس الأمن يدين هجمات قوات الدعم السريع في دارفور
  • مجلس الأمن يحث على منع التدخل الخارجي لتأجيج الصراع في السودان
  • 54 قتيلا في قصف لقوات الدعم على سوق في أم درمان
  • الجيش السوداني يواصل تقدمه في الخرطوم.. والدعم السريع تقرّ بالخسائر
  • مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور
  • حميدتي يعترف بخسارة ميليشيات الدعم السريع بعض المناطق أمام الجيش السوداني
  • السودان.. حميدتي يقر بخسارة "الدعم السريع" مناطق لصالح الجيش
  • الجيش السوداني يقترب من استرداد القصر الرئاسي .. قال إنه صدّ هجوماً كبيراً شنته «الدعم السريع» في شمال كردفان
  • سودان تربيون: الدعم السريع تنقل عتادًا ثقيلًا من ليبيا إلى دارفور