تجدد اشتباكات الجيش والدعم السريع في شمال دارفور
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
استفاقت أجزاء واسعة من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، السبت، على وقع اشتباكات دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد هدوء شهدته المدينة لنحو شهرين.
وشهدت المدينة بعد أيام من اندلاع الحرب في 15 أبريل هذا العام، قتالا عنيفا بين الطرفين أودى بحياة أعداد كبيرة من المدنيين، قبل أن تفلح جهود قادتها حركات مسلحة وقوى أهلية في وقف القتال الضاري.
ونص اتفاق وقف الحرب على تقسيم المدينة لجزأين: الغربي ويضم قيادة الجيش وأغلب المؤسسات الحكومية خاضعة لسيطرة القوات المسلحة، بينما الإتجاه الشرقي بيد قوات الدعم السريع.
وقال مبارك أبوسن، وهو متطوع في مستشفى الفاشر الجنوبي لـ”سودان تربيون”؛ إن “مستشفى الفاشر الجنوبي استقبل قتيل واحد على الأقل، ونحو سبع إصابات بسبب تساقط القذائف على منازل المواطنين إثر الاشتباكات التي اندلعت ظهر اليوم”.
بدوره، قال مسؤول في حكومة الولاية لـ “سودان تربيون” ــ فضل حجب إسمه ــ إن والي الولاية توسط بين القوتين ما أدى لإيقاف القتال وعودة الحياة الى طبيعتها.
وأشار إلى أن الاشتباكات بدأت في بوابة “حلوف” نحو 12 شمال شرق مدينة الفاشر قبل أن تتمدد لتشمل عدد من المواقع.
وأوضح بأن قوة من الدعم السريع هاجمت تمركزات الجيش شمال شرق المدينة، لترد القوات المسلحة على الهجوم، ما أوقع قتيل وسبع إصابات أغلبها في معسكر نيفاشا الذي يأوي أعداد كبيرة من النازحين.
وبدأت الاشتباكات بين القوتين، عندما حاولت قوة من الدعم السريع، قادمة من خارج الفاشر التوغل لوسط المدينة، تصدت لها قوة من الجيش يقودها عقيد ترتيبات أمنية الصادق الفوكا، حيث دارت معارك في سوق نيفاشا علاوة على أحياء الزيادية والتكارير وغيرها.
وأفاد شهود عيان “سودان تربيون” بأن المدفعية الثقيلة التي إستخدمها الطرفين، تسببت في تضرر عدد كبير من المنازل وبعض المرافق الحكومية.
وقال مصطفى أبوبكر، وهو قيادي شبابي في مخيم “نيفاشا”، لـ “سودان تربيون” إن”قذيفة أصابت مركز صحي لجنة الإنقاذ الدولية، ما أدى إلى حدوث أضرار بالغة طالت المرفق الصحي، ووقوع عدد من الإصابات وسط المرضى داخل المركز”.
سودان تربيون
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: سودان تربیون الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
هزائم الدعم السريع
يبدو أن الجيش السوداني يسير وفق خطة استراتيجية محكمة لاستعادة جميع المدن من قوات الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، فبعد تمكن الجيش في عملية خاطفة من استعادة جبال موية الاستراتيجية، عاد السبت الماضي لبسط سيطرته على مدينة سنجة الاستراتيجية، عاصمة ولاية سنار.
في هذا الإطار، أكد الجيش السوداني عبر موقعه الرسمي، سيطرته على قيادة الفرقة 17 مشاة، ومداخل ومخارج ووسط المدينة، وهو ما يعكس إصراره على استعادة المدن، والمناطق الرئيسية من قوات التمرد.
وجاءت هذه الخطوة بعد معارك عنيفة اعتمدت فيها القوات على استخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي. وقد تقدم الجيش تدريجيًا من مناطق عدة، مثل الدندر والسوكي، حتى أحكم قبضته على سنجة، مشيرًا إلى نيته مواصلة التقدم نحو المناطق المجاورة مثل الدالي والمزموم وأبو حجار لاستكمال العملية العسكرية.
الانتصار العسكري في سنجة كان له صدى واسع بين السكان المحليين، حيث نظمت احتفالات في المدينة، لتحية الجيش ودعمه، كما شهدت مدينة الحواتة بولاية القضارف، التي لجأ إليها سكان سنار، احتفالات مماثلة، مما يعكس التفاف الشعب السوداني حول جيشه، وتوحد الجميع على هدف تحرير البلاد في حرب الكرامة.
إحباط تهريب الأسلحة وتأمين الحدود
ويبدو أن الجيش السوداني، والحركات المسلحة المتحالفة معه ينتظرهما جهد كبير لتحض قوات الدعم السريع المتمردة، التي تمتاز بسرعة العمل والحركة في المناطق الحدودية، إضافة إلى نجاحها في عقد تحالفات إقليمية ودولية لإمدادها بالأسلحة الحديثة بشكل مستمر، حيث كشفت تلك الحركات الخميس الماضي عن نجاحها في إحباط عملية كبرى، لتهريب الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر الحدود الليبية- التشادية- السودانية.
وأوضح بيان لحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، أن العملية تمت بالتنسيق بين الحركات المسلحة، والجيش السوداني لحماية حدود البلاد، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في هذا الاتجاه، وتطور على مستوى التنسيق العسكري والاستخباري بين الطرفين.
وأظهرت الحركات المسلحة في تسجيلات مصورة عددًا من المركبات القتالية، بالإضافة إلى صناديق ذخيرة ومدافع "كورنيت"، وهو سلاح مضاد للدروع.
وتظهر نوعية الأسلحة مدى التحدي الذي يواجهه الجيش السوداني في تحقيق أهدافه الخاصة بطرد التمرد من داخل المدن، وتأمين حدوده المتسعة مع سبع دول جوار.
مسيرات الدعم
وفي اتجاه موازٍ، لا تزال هجمات الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع تشكل تحديات تقنية وعسكرية للجيش السوداني، حيث نفذت قوات التمرد هجمات موسعة ومنسقة بالمسيرات على مطار عطبرة الدولي بولاية نهر النيل، ورغم تصدي دفاعات الجيش للهجوم، إلا أن تكرار هذه يبرز حجم الدعم والإصرار الإقليمي والدولي على إمداد التمرد بتلك التقنيات الحديثة، ومحاولة حصار الجيش وحرمانه من الحصول على الأسلحة.
وكانت أجهزة الأمن السودانية قد كشفت كميات كبيرة من الأسلحة المهربة للتمرد في شاحنات المواد الإغاثية للنازحين واللاجئين السودانيين، وهو ما يظهر أيضًا تورط منظمات الإغاثة الدولية في دعم التمرد، وإشعال الحرب بغرض تقسيم السودان وخاصة فصل ولايات دارفور الخمسة عن السودان، حيث يسيطر الدعم على أربعة منها، ويحاصر ما تبقى من ولاية شمال دارفور، وعاصمتها الفاشر.
ويتبقى أمام الجيش السوداني فرصة تاريخية لاستعادة أراضيه والحفاظ على وحدة بلاده مستغلاً انشغال التحالف الاستعماري الجديد في الحرب مع روسيا من ناحية، وحتى انتهاء مرحلة البطة العرجاء في أمريكا والتي تنتهي في العشرين من يناير المقبل.