كتب / د عبده يحيى الدباني

تشرفت هذا اليوم بالمشاركة في جلسة مناقشة أطروحة الدكتوراه للطالبة بسمة صالح جابر من كلية ردفان الجامعية التي كانت أطروحتها بعنوان (الشعر العربي القديم من الشفاهية إلى الكتابية حتى نهاية العصر العباسي)
لقد كنت المشرف على هذه الأطروحة الرصينة و رئيس لجنة مناقشتها وكان ذلك في رحاب كلية التربية عدن في قاعة الشاعر الفقيد سليمان العيسى.

تقع هذه الرسالة في مجال الادب والنقد ، قسم اللغة العربية وقد تكونت لجنة المناقشة من الاساتذه : 
١- ا. د. عبده يحيى صالح الدباني رئيسا ومشرفا 
٢- أ.د. محمد صالح علاية مناقشا خارجيا  ج لحج 
٣- سالم علوي الحنشي مناقشا داخليا ج عدن

لقد طرقت الاطروحة موضوعا حديثا من حيث منهجه وقد طبق ذلك على الشعر العربي القديم في مرحلتيه الشفاهية والكتابية ، وعلى حسب علمي أنه لأول مرة يناقش في الجامعات المحلية مثل هذا الموضوع في مجال الأدب والنقد ، ولكنه طرق من قبل بصورة قليلة في الدراسات الحديثة في الجامعات العربية والدراسات في هذا الميدان ذات منشا غربي .

ان ثنائية الشفاهية والكتابية تعد من ثنائيات الأدب والنقد خاصة في القديم مع أن النقاد القدماء لم يلاحظوا كثيرا هذه الثنائية, لهذا، اختلفوا في النظرة إلى الأدب أو إلى الشعر و السبب هو هذه الثنائية:  الشفاهية والكتابية والانتقال من الشفاهية إلى الكتابية مثل الصراع الذي جرى بشكل واسع في القرن الثالث بين أنصار البحتري وأنصار أبي تمام فالاول يميل إلى الشفاهية في قول الشعر  و الثاني كان مثقفا ومتعلما وكان يكتب شعره وكان قارئا نهما للشعر قبله.

لقد بذلت الطالبة الباحثة جهدا كبيرا وانجزت  اطروحتها في زمن قياسي رغم ظروفها ، وظروف واقع اليوم ، ولم تدرس الشعر فقط بين الشفاهية والكتابية ولكن أيضا تطرقت إلى تلقي الشعر في مرحلة الشفاهية وتلقيه في مرحلة الكتابية فضلا عن النقد الموجه  لهذا الشعر  في المرحلتين  .

وقد قدم المناقشان قراءة جادة ودقيقة للاطروحة تضمن ملاحظات وتصويبات منهجية وعلمية سوف تثري الرسالة وترفع من مكانتها مرجعا في هذا الميدان .
لقد تشرفت بهذه الطالبة في الماجستير والدكتوراه مشرفا فهي من أفضل الطلاب الذين أشرفت عليهم خلال مسيرتي العلمية.

اتمنى لها التوفيق والسداد في مستقبل أيامها فإني أرى فيها باحثة جديرة وأستاذة قديرة .

حضر جلسة المناقشة جمع كريم من اساتذة الطالبة ومن زملائها وزميلاتها
ومن طلابها وطالباتها ومن اقاربها .
وكان في مقدمة هؤلاء الأستاذ د سالم علي سعيد والشاعر الكبير شوقي شفيق والاستاذ د سالم السلفي والوالد العزيز العميد صالح جابر  أبو الطالبة.

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

إمارة الشعر.. إلى أين ؟ وكيف ؟

ماذا لو نظرنا اليوم بين أحمد شوقي، حمزة شحاتة، بدوي الجبل، ووليد الصرَّاف لأمارة الشعر؟
إن إمارة الشعر ليست مجرد لقب، بل هي تكريم يُمنح للشاعر الذي يترك أثرًا عميقًا في الأدب العربي، ويجمع بين الموهبة والقدرة على التجديد والإبداع. عبر العصور، لمع العديد من الشعراء الذين استحقوا هذا اللقب بجدارة، ومن بينهم أحمد شوقي، وحمزة شحاتة، وبدوي الجبل، ووليد الصرَّاف، حيث اجتمعوا على امتلاك أدوات الشعر من فصاحة وجزالة وأصالة، لكن لكل منهم أسلوبه ورؤيته الخاصة.
أحمد شوقي.. أمير الشعراء الكلاسيكي
يعدّ أحمد شوقي (1868-1932) من أعظم شعراء العصر الحديث، وقد حصل على لقب “أمير الشعراء” في زمنه بسبب قدرته الفائقة على إحياء الشعر العربي الكلاسيكي، مع إضافة لمسات التجديد. كتب في مختلف الأغراض الشعرية، مثل المدح، والرثاء، والغزل، والسياسة، ولم يقتصر على القصيدة التقليدية، بل أدخل الشعر المسرحي إلى الأدب العربي، ممّا جعله رائدًا في هذا المجال. ومن أشهر أعماله مسرحياته الشعرية: مجنون ليلى وعنترة.
حمزة شحاتة.. الفيلسوف الشاعر
يعدّ حمزة شحاتة (1908-1972) أحد أعمدة الشعر السعودي، وتميز بأسلوبه العميق الذي جمع بين الفلسفة والحداثة، وكان من أكثر الشعراء تأملًا في قضايا الإنسان والمجتمع. لم يكن مجرد شاعر فحسب، بل كان ناقدًا ومفكرًا، ممّا جعل شعره مليئًا بالرؤى العميقة التي تخاطب العقل والوجدان.
بدوي الجبل.. صوت القومية والوطنية
بدوي الجبل (1903-1981) هو أحد أبرز شعراء سوريا في القرن العشرين، وقد عُرف بتمسكه بالأسلوب الكلاسيكي، حيث كانت قصائده غنية بالصور البيانية والموسيقى الشعرية. كان صوته الشعري يعبر عن القومية العربية والوطنية، وقد تأثر بالتراث العربي الأصيل، ممّا جعل شعره قريبًا من روح المتنبي وأبي تمام.
وليد الصرّاف.. شاعر العصر الحديث
أما وليد الصرّاف، فهو أحد الشعراء المعاصرين الذين أثبتوا وجودهم في الساحة الشعرية من خلال امتلاك أدوات الشعر التقليدي مع قدرة على التجديد. استطاع أن يقدم نصوصًا تجمع بين العمق الفني والبساطة، مما جعله شاعرًا قادرًا على التأثير في المتلقي بأسلوبه المميز.
خاتمة
إمارة الشعر ليست مجرد لقب يُمنح، بل هي مسؤولية أدبية تتطلب قدرة على الإبداع والتجديد والتأثير في المجتمع. هؤلاء الشعراء الأربعة استطاعوا أن يتركوا بصمة في تاريخ الشعر العربي، كلٌ بطريقته، ممّا جعلهم رموزًا للأدب والشعر في أزمنتهم المختلفة.

sal1h@

مقالات مشابهة

  • من العصر القديم إلى الحديث.. رمضان في الشعر العربي.. تجليات روحية وصور أدبية
  • ماجد المصري: اتمرنت في النادي الأهلي.. وكان لدي رغبة أن أكون واحدا من أبطال الرياضة المصرية
  • تعليم الوادي الجديد يحقق المركز الخامس جمهوريًا في مسابقة الاقتصاد المنزلي
  • إمارة الشعر.. إلى أين ؟ وكيف ؟
  • إياد نصار لـ «حبر سري»: فيلم «موسى» قوي جدا وكان ينقصه شئ للنجاح
  • تفسير حلم تغير لون الشعر إلى الأشقر في المنام
  • رئيس جامعة أسيوط ينعى الطالبة ماريا جمال رزق الله بكلية التمريض
  • أحمد موسى: ترامب زق زيلينسكي إمبارح 3 مرات وكان ناقص يوقعه من على الكرسي
  • إعلان نتائج بطولة الغطس للجامعات والمعاهد العليا المصرية
  • الشاعر المغربي صلاح بوسريف: النقد العربي بحاجة لمراجعات في المفاهيم والتصورات والمناهج