قالت السفيرة البريطانية السابقة لدى ليبيا “كارولين هورندال” أن «ما رأيناه من احتجاجات وصدامات يكشف أنه رغم أننا نعمنا ببعض الاستقرار النسبي منذ حوالي عام هنا في طرابلس، فإن الوضع في حقيقته هشّ للغاية». متابعة: «أعتقد أن ما يكشفه هذا الأمر حقاً هو أن جميع المؤسسات الليبية تفتقر إلى الشرعية، وأن أياً منها لا يتمتع بالشرعية الكاملة التي تُمكّنها من اتّخاذ القرارات نيابة عن ليبيا وشعبها، وقيادة البلاد على نحو حقيقي».

ورحّبت السفيرة في لقاء صحفي اختصت به صحيفة الشرق الأوسط بـ«العمل الشاق الذي اضطلعت به مجموعة (6+6) (اللجنة المكلفة من المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ومجلس النواب بإعداد القوانين الانتخابية)، التي بذلت جهوداً مضنية لمحاولة صياغة قوانين الانتخابات»، تقول إن هذه القوانين «غير كافية».

وأضافت هورندول في اللقاء الذي تابعته ورصدته صحيفة الساعة24 قائلة: «أرى أن ما نحتاجه حقاً هو أن يُقرّ القادة المختلفون بوجود بعض التساؤلات الكبرى حول كيفية تنظيم الانتخابات، وكذلك ما سيأتي بعدها. إننا بحاجة لأن نعاين التزاماً من جميع الأطراف تجاه قبول نتائج الانتخابات». كما شددت على ضرورة توسيع نطاق المشاركة، «ليس فقط من جانب قادة المؤسسات، وإنما كذلك من قبل المجتمعات المختلفة بجميع أنحاء ليبيا التي لديها مصلحة في هذه الانتخابات». وتابعت أنه ينبغي «إقامة حوار أوسع يركز على الخلافات والتحديات الأساسية التي تعيق إجراء الانتخابات في الوقت الراهن».

واختصرت هورندول سبل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا بـ3 أولويات. تشمل تقديم القيادات مصالحَ الليبيين على مصالحهم الشخصية، ومكافحة معضلة انعدام الثقة بين اللاعبين السياسيين، والمشاركة في حوار ترعاه الأمم المتحدة.

وقالت: «عندما أتحدّث إلى القيادات الليبية، أؤكد أن أول ما يجب عليهم إعطاؤه الأولوية هي مصالح الليبيين. بعض الأحيان، يساورني القلق من أن بعض هؤلاء القادة سيقدّمون مصالحهم على مصالح الأشخاص الذين من المفترض أنهم يتولون قيادتهم وخدمتهم. وعليه، يجب العمل لصالح ما يريده الشعب الليبي، وهو أن ينال فرصة انتخاب قادته

أما الأولوية الثانية، وفق هورندول، فهي أن «نتحلى بالصدق والانفتاح تجاه بعض القضايا التي تعيق تقدم البلاد نحو الأمام. مثلاً، عبر النظر في مسألة الأهلية ومن ينبغي السماح له بالترشح لمنصب الرئيس، أو لعضوية البرلمان، علاوة على النظر في ما سيحدث بعد الانتخابات، وما السلطات النسبية للمؤسسات». وتابعت أن «انعدام الثقة بشكل أساسي بين اللاعبين الأساسيين يعني أنهم جميعاً عالقون داخل لعبة صفرية».

أخيراً، تتمثل الأولوية الثالثة في المشاركة البناءة في حوار تُيسّره الأمم المتحدة. وتوضح السفيرة: «ينبغي جمع القادة الرئيسيين معاً لمحاولة الوصول للحلول الوسطى التي يحتاجونها للتمكن من تنظيم انتخابات».

كما أشادت هورندول بإعادة توحيد البنك المركزي الليبي، داعية في الوقت نفسه إلى تنفيذ ذلك على أرض الواقع، «حيث تصبح القرارات والإجراءات التي يتخذها (المصرف) مفيدة للجميع بشتى أرجاء البلاد».

وعن آفاق توحيد قوات الأمن الليبية، قالت السفيرة البريطانية، التي تشارك في رئاسة مجموعة العمل الأمني ممثلة عن المملكة المتحدة: «خلال اللقاءات التي شاركت بها في بنغازي وطرابلس وغيرهما، عاينت التزاماً حقيقياً من قبل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وقيادات عسكرية أخرى تجاه العمل نحو إعادة التوحيد».

الوسومكارولين هورندال هورندال

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: كارولين هورندال هورندال

إقرأ أيضاً:

ليبيا.. «المفوضية» تنفي إصدار نتائج انتخابات البلديات

حسن الورفلي (بنغازي)

أخبار ذات صلة انطلاق الانتخابات البلدية في ليبيا ليبيا.. 7 قتلى و10 جرحى بانهيار مبنى سكني في طرابلس

نفت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ما تتداوله بعض صفحات التواصل الاجتماعي حول عرض بعض نتائج انتخابات المجالس البلدية «المجموعة الأولى»، والتي جرى التصويت فيها أمس الأول.
وقالت في بيان أمس: «هذه النتائج لم تصدر عن المفوضية بتاتاً، ولم يصدر قرار بما يجرى تداوله، وهي مجرد توقعات قابلة للتغيير»، داعية الناخبين والمرشحين إلى عدم الوثوق بأي نتائج إلا بعد صدورها بقرار رسمي من مجلس المفوضية.
وقبل ذلك، أكدت المفوضية بدء عملية مسح وإدخال بيانات استمارات نتائج الانتخابات البلدية بمركز العدّ والإحصاء، صباح أمس، تزامناً مع وصول أولى شحنات صناديق الاقتراع. وأضافت: «تأتي هذه الإجراءات في إطار سعي المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لإعلان النتائج الأولية للعملية الانتخابية في أسرع وقت ممكن».
وشهدت ليبيا، أمس الأول، انتخابات بلدية في أكثر من 350 مركز اقتراع. 
وبحسب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، دعي 186 ألف ناخب لاختيار ممثليهم المحليين في 58 مجلساً بلدياً. وتنافس 2331 مرشحاً على 426 مقعداً، منها 68 مخصصة للنساء و58 لذوي الإعاقة.
وقال سالم بن تاهية المستشار في المفوضية العليا للانتخابات: إن نسبة المشاركة بلغت 74 % في مختلف أنحاء ليبيا، مشيراً في مؤتمر صحفي إلى عدم تسجيل أي خرق أمني، ولافتاً إلى مشاركة 24 ألف رجل أمن لتأمين العملية الانتخابية.
وقال الدبيبة عبر فيسبوك معلقاً على العملية الانتخابية: «علينا جميعاً الذهاب إلى مراكز الاقتراع والمشاركة في تسمية الكفاءات التي سترافقنا إلى المستقبل». وللمرة الأولى منذ عقد، تجرى الانتخابات في جميع أنحاء ليبيا بما فيها شرق البلاد.
وتفقدت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يرافقها وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، مركز اقتراع في قصر بن غشير جنوب طرابلس. وكتبت خوري، عبر منصة «إكس»، أن هذه العملية «تثبت أن إجراء الانتخابات ممكن في ليبيا كأداة للانتقال السلمي للسلطة».
وفي سياق آخر، انطلق، أمس، ملتقى المصالحة الوطنية الذي تنظمه لجنة العدل والمصالحة الوطنية بمجلس النواب في بنغازي. وحسب الناطق باسم المجلس، عبدالله بليحق، شارك في الملتقى، الذي انعقد تحت عنوان «المصالحة مسؤولية اجتماعية تاريخية»، أعيان من كل المدن والمناطق الليبية. 
وسبق أن عقد مجلس النواب ورشة عمل حول المصالحة الوطنية، في مقره أمس الأول، تحت شعار «من أجل عدالة تصالحية وسلم اجتماعي».

مقالات مشابهة

  • انطلاق الاجتماعات الفنية الثنائية لأعمال اللجنة السعودية الجيبوتية المشتركة في دورتها السادسة بالرياض
  • ليبيا.. «المفوضية» تنفي إصدار نتائج انتخابات البلديات
  • انطلاق الاجتماعات الفنية الثنائية لأعمال اللجنة السعودية الجيبوتية المشتركة
  • مفوضية الانتخابات تؤكّد: النتائج التي تنشر عبر مواقع التواصل لم تصدر عنها بتاتاً
  • انطلاق الانتخابات البلدية في ليبيا
  • وسط دعم أممي.. ليبيا تشهد اقتراعا محليا لأول مرة منذ 11 عامًا|صور
  • وكالة نوفا الإيطالية: الانتخابات البلدية اختبار مهم لاستقرار ليبيا
  • تزامناً مع الانتخابات البلدية.. باشاآغا: واجبنا أن نحمي المسار الديمقراطي ونصون مستقبل ليبيا
  • خوري: الانتخابات البلدية حدث هام في مسار ليبيا نحو الديمقراطية
  • بدء الانتخابات في 58 مجلساً بلدياً في ليبيا