هورندال: عاينت التزاماً حقيقياً من قبل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
قالت السفيرة البريطانية السابقة لدى ليبيا “كارولين هورندال” أن «ما رأيناه من احتجاجات وصدامات يكشف أنه رغم أننا نعمنا ببعض الاستقرار النسبي منذ حوالي عام هنا في طرابلس، فإن الوضع في حقيقته هشّ للغاية». متابعة: «أعتقد أن ما يكشفه هذا الأمر حقاً هو أن جميع المؤسسات الليبية تفتقر إلى الشرعية، وأن أياً منها لا يتمتع بالشرعية الكاملة التي تُمكّنها من اتّخاذ القرارات نيابة عن ليبيا وشعبها، وقيادة البلاد على نحو حقيقي».
ورحّبت السفيرة في لقاء صحفي اختصت به صحيفة الشرق الأوسط بـ«العمل الشاق الذي اضطلعت به مجموعة (6+6) (اللجنة المكلفة من المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ومجلس النواب بإعداد القوانين الانتخابية)، التي بذلت جهوداً مضنية لمحاولة صياغة قوانين الانتخابات»، تقول إن هذه القوانين «غير كافية».
وأضافت هورندول في اللقاء الذي تابعته ورصدته صحيفة الساعة24 قائلة: «أرى أن ما نحتاجه حقاً هو أن يُقرّ القادة المختلفون بوجود بعض التساؤلات الكبرى حول كيفية تنظيم الانتخابات، وكذلك ما سيأتي بعدها. إننا بحاجة لأن نعاين التزاماً من جميع الأطراف تجاه قبول نتائج الانتخابات». كما شددت على ضرورة توسيع نطاق المشاركة، «ليس فقط من جانب قادة المؤسسات، وإنما كذلك من قبل المجتمعات المختلفة بجميع أنحاء ليبيا التي لديها مصلحة في هذه الانتخابات». وتابعت أنه ينبغي «إقامة حوار أوسع يركز على الخلافات والتحديات الأساسية التي تعيق إجراء الانتخابات في الوقت الراهن».
واختصرت هورندول سبل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا بـ3 أولويات. تشمل تقديم القيادات مصالحَ الليبيين على مصالحهم الشخصية، ومكافحة معضلة انعدام الثقة بين اللاعبين السياسيين، والمشاركة في حوار ترعاه الأمم المتحدة.
وقالت: «عندما أتحدّث إلى القيادات الليبية، أؤكد أن أول ما يجب عليهم إعطاؤه الأولوية هي مصالح الليبيين. بعض الأحيان، يساورني القلق من أن بعض هؤلاء القادة سيقدّمون مصالحهم على مصالح الأشخاص الذين من المفترض أنهم يتولون قيادتهم وخدمتهم. وعليه، يجب العمل لصالح ما يريده الشعب الليبي، وهو أن ينال فرصة انتخاب قادته
أما الأولوية الثانية، وفق هورندول، فهي أن «نتحلى بالصدق والانفتاح تجاه بعض القضايا التي تعيق تقدم البلاد نحو الأمام. مثلاً، عبر النظر في مسألة الأهلية ومن ينبغي السماح له بالترشح لمنصب الرئيس، أو لعضوية البرلمان، علاوة على النظر في ما سيحدث بعد الانتخابات، وما السلطات النسبية للمؤسسات». وتابعت أن «انعدام الثقة بشكل أساسي بين اللاعبين الأساسيين يعني أنهم جميعاً عالقون داخل لعبة صفرية».
أخيراً، تتمثل الأولوية الثالثة في المشاركة البناءة في حوار تُيسّره الأمم المتحدة. وتوضح السفيرة: «ينبغي جمع القادة الرئيسيين معاً لمحاولة الوصول للحلول الوسطى التي يحتاجونها للتمكن من تنظيم انتخابات».
كما أشادت هورندول بإعادة توحيد البنك المركزي الليبي، داعية في الوقت نفسه إلى تنفيذ ذلك على أرض الواقع، «حيث تصبح القرارات والإجراءات التي يتخذها (المصرف) مفيدة للجميع بشتى أرجاء البلاد».
وعن آفاق توحيد قوات الأمن الليبية، قالت السفيرة البريطانية، التي تشارك في رئاسة مجموعة العمل الأمني ممثلة عن المملكة المتحدة: «خلال اللقاءات التي شاركت بها في بنغازي وطرابلس وغيرهما، عاينت التزاماً حقيقياً من قبل اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وقيادات عسكرية أخرى تجاه العمل نحو إعادة التوحيد».
الوسومكارولين هورندال هورندالالمصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: كارولين هورندال هورندال
إقرأ أيضاً:
محفوظ: غياب الانتخابات وتخوف المواطنين يعمقان حالة الإحباط السياسي في ليبيا
ليبيا – المحلل السياسي محمد محفوظ: حكومة الدبيبة تنجو مجددًا من تبعات تصريحات المنقوش
اعتبر المحلل السياسي الليبي محمد محفوظ أن حكومة عبد الحميد الدبيبة نجحت مرة أخرى في تجاوز تداعيات تصريحات نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية السابقة، التي أثارت جدلًا واسعًا. وأوضح محفوظ في تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الاحتجاجات الأخيرة في المنطقة الغربية كانت محدودة من حيث الحجم وعدد المشاركين، مقارنة بالاحتجاجات التي اندلعت قبل أكثر من عام عقب الكشف عن لقاء المنقوش مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين.
أسباب تراجع الاحتجاجاتأرجع محفوظ ضعف زخم الاحتجاجات إلى عدة عوامل، منها:
إحباط شعبي: يشعر قطاع كبير من المواطنين أن مظاهراتهم السابقة لم تؤد إلى تغيير حقيقي في السلطة أو السياسة. الخوف من الاصطدام: التخوف من مواجهة المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الدبيبة. الأوضاع المعيشية: تركيز الأسر الليبية على تحسين ظروفهم المعيشية بدلًا من الانخراط في الشأن السياسي. تأثير غياب الانتخاباتأكد محفوظ أن عدم تحديد موعد لإجراء الانتخابات منذ ثلاث سنوات أدى إلى عزوف قطاعات كبيرة من الليبيين عن الاهتمام بالشأن السياسي، حيث باتوا يرون أن ما يحدث هو مجرد صراع على السلطة بين القوى السياسية الكبرى دون أي منفعة للمواطنين.
وقال محفوظ:
“للأسف، هذا الجمود السياسي أفقد المواطنين الأمل في أي تغيير، وباتوا يركزون على شؤونهم الخاصة بدلًا من المشاركة في قضايا عامة لا يعتقدون أنها ستؤدي إلى تحسن أوضاعهم.”