يستهدف تجمع البريكس إعادة صياغة النظام الدولى، وعليه أن يقدم أطروحاته لإصلاح المنظومة الدولية الحالية لخلق عالم أكثر عدلًا واستقرارًا دون التدخل فى شئون الدول الداخلية، ويمثل البريكس لحظة فارقة فى خارطة العالم الإقتصادى والسياسى، فهو يمثل ٣٢٪ من حجم الناتج القومى على مستوى العالم ببنما تمثل مجموعة السبعة الكبار ٣١.

٧٪ من حجم الناتج القومى العالمى، ويساهم البريكس بنسبة ٢٨٪ من حجم التجارة الخارجية ويبلغ عدد سكان دوله ٤٤٪ من سكان المعمورة، وأصبح البريكس+ "بعد انضمام الدول الستة الجديدة" يمثل ٤٥٪ من إنتاج العالم فى النفط و٥٠٪ من احتياطيات الغاز الطبيعى فى العالم و٨٠٪ من حجم الطاقة العالمية، ويبلغ رأسمال بنك البريكس ١٠٠ مليار دولار أقرض منها ٣٣ مليار دولار العام الماضى دون روشتة مجففة كروشتة صندوق النقد والبنك الدوليين التى يتحملها الفقراء والطبقة المتوسطة بما يهدد السلم الاجتماعى فى تلك البلدان، علمًا بأن رأسمال البنك الدولى يبلغ ٣٠٠ مليار دولار، وتعتبر دول البريكس أهم الدول المنتجة للغذاء على مستوى العالم، وبالتالى سيكون لهذه الدول تأثيرها على المستوى الدولى وفى المنظمات الدولية، وانضمام مصر للبريكس خطوة إيجابية تفتح أفق زيادة الاستثمارات وفرص التصدير وفرص سهلة وميسرة للتمويل عن طريق قروض من بنك البريكس وتقليل الضغط على الدولار لإقرار تلك الدول التعامل فيما بينها بالعملات المحلية، فقد عقدت مصر اتفاقًا مع الهند لتصدير الأسمدة للهند بالجنيه المصرى واستيراد القمح الهندى بالروبية الهندية، مما سيؤدى لتعزيز العملة الوطنية، وتحسين مستوى معيشة المصريين، ولكننا لا يمكن التعويل على انضمامنا فى حل مشاكلنا الاقتصادية لأنها تحتاج حلولًا داخلية تتوافق مع توجهات التنمية الجديدة التى طرحها الرئيس السيسى والمتمثلة فى خلق اقتصاد إنتاجى يعتبر الصناعة قاطرة التنمية مع ضرورة توطين الصناعة فى مصر ومنح حوافز ومكافآت للذين يقبلون على صناعات تغنينا عن الاستيراد وتزيد التصدير، والسبع مصانع التى سينشؤها وزير النقل والمواصلات على أحدث ما يكون يتم الانتهاء منها بنهاية العام القادم لتغنينا عن استيراد عربات القطارات والمترو ومستلزماتهما ونصدر للخارج لزيادة الحصيلة الدولارية لمصر مع  الإهتمام بالتصنيع الزراعى وإضافة ٤ ملايين فدان جديدة لمساحة الرقعة الزراعية خلال عام تركز على زراعة القمح والذرة ليكون أكلنا من ضربة فأسنا ورأينا من رأسنا، وزيادة تصدير الحالات الزراعية، والإهتمام بالمشروعات الصغيرة، وتوظيف الإنجازات فى مجال البنية الأساسية لخدمة تلك الأهداف وفقا لخطط تراعى الأولويات ودراسات جدوى لتغطية احتياجات السوق المحلى، والتكامل مع دول البريكس التى تسعى لخدمة أعضائها مما يقلل الاعتماد على الغرب والتحرر من العقوبات الغربية غير القانونية المفروضة على بعض الدول، ذلك أن ما يجمع دول البريكس أكبر مما هم فيه مختلفون وسيسمح لدول البريكس الكبار خاصةً الصين وروسيا للتوسط فى حل تلك الخلافات بالحوار مما يقوى تأثير هذا التجمع على المستويين الاقليمى والدولى، ودرجة التنوع والتكامل فيما بين دول البريكس كبيرة، ومن ثم فإن المأمول من السلطة فى مصر أن تهيئ البلاد لتكون الأكثر جذبًا للاستثمارات الروسية فى شمال أفريقيا التى تسعى للاستثمار ونقل المصانع إلى شمال إفريقيا هربًا من المقاطعة والعقوبات الاقتصادية مستفيدين من موقعنا الجيوسياسى ووجود قناة السويس والعلاقات الطيبة بين روسيا ومصر، وأن نهيئ بلادنا للاستفادة القصوى من مبادرة الحزام والطريق التى تقوم بها الصين بما يخدم شعبنا ويزيد من مكانة مصر الإقليمية والدولية.
وبالتأكيد أصبحت البريكس تمثل صداعًا فى رأس القيادة الأمريكية لابتعاد أمريكا عن منطقة الشرق الأوسط وإفشال خطتها لاستبدال الصراع الشيعى السنى بدلًا من الصراع العربى الإسرائيلى بعد التصالح السعودى الإيرانى بوساطة صينية ويصب ذلك فى صالح القضية الفلسطينية،  والانضمامات الجديدة تزيد مصالح الصين وتقربها من انفرادها بقمة العالم الاقتصادية، وتزيد من دور روسيا التى تسعى لخلق عالم متعدد الاقطاب هى الأخرى من خلال قوتها العسكرية. 
ويبقى أن نؤكد على أن القيادة السياسية المصرية التى جربت قيمة تنوع العلاقات الدولية وعدم وضع البيض كله فى أى سلة خارجية، أمريكية أو غير أمريكية، لن تقبل أى تدخل فى الشؤون الداخلية للبلاد، خاصةً فى ظل نموذج التنمية التى انتهجته مصر فى عهد السيسى.
*باحث اقتصادى وخبير تأمينات
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تجمع البريكس دول البريكس انضمام مصر للبريكس دول البریکس من حجم

إقرأ أيضاً:

سفاحون أرعبوا العالم.. إيميليا داير صنفوها بأبشع سفاحة في القرن الماضى بإنجلترا

تم تصنيفها كأبشع القتلة المتسلسلين في القرن الماضى،  إيميليا داير"  ، سفاحة إنجليزية تخصصت فى قتل أطفال "السفاح"، بعدما حولت دار أيتام إلى مقبرة، حيث أدينت بقتل 400 طفل قبل أن يتم كشف أمرها وتسقط فى قبضة الشرطة.

توفى "صموئيل" والدا "داير" عام 1859 وحدث صراع مع اشقائها على تقسيم الإرث، مما دفعها للزواج من رجل يكبرها بـ30 سنة للخروج من الحياة المليئة بالصراعات.
بحثت "إيميليا داير" عن أى فرص عمل بعد زواجها، يدر عليها أموالا فعملت ممرضة فى بداية حياتها، حتى قابلت سيدة اسمها "إيلين دان" صاحبة ملجأ للأطفال غير الشرعيين "السفاح"، حيث تترك المرأة الحامل طفلها بعد ولادته مقابل مرتب شهرى لرعايته واتفقت أن تعمل معها فى دار الأيتام.

ازداد حالات الوفاة فى دار الأيتام التى تعمل بها "ايميليا"، حيث كانت تتخلص من الأطفال بقتلهم، حتى لا تنفق أى أموالا عليهم، من التى ترسلها أمهاتهم لدار الأيتام، وتحتفظ بتلك الأموال لنفسها، ولكنها كانت بحاجة إلى استخراج شهادة وفاة حتى تستطيع دفن الأطفال.

ونظرا لأن الضحايا أطفال غير شرعيين، لم يهتم الأطباء بفحص حقيقة وفاتهم وكانوا دائما يكتبوا أن الوفاة طبيعية بسبب سوء التغذية.

وفى أحد الأيام شك طبيب فى سبب وفاة طفلة، وتقدم ضدها بشكوى فتم تقديمها للمحاكمة ليس بتهمة القتل، ولكن وجهت لها تهمة الإهمال، وصدر حكم عليها بالحبس 6 أشهر، ثم خرجت من السجن ولكنها عاودت ممارسة نشاطها الإجرامى فى قتل الأطفال.

تعلمت "إيميليا" من سبب حبسها، فقررت عدم عرض الأطفال عقب قتلهم على الأطباء، بل كانت تتخلص من جثثهم بإلقائهم فى مياه النهر، وقررت أن استعمال أسماء مستعارة، والتنقل بين المدن حتى لا يتم تعقبها من الشرطة، أو أمهات الأطفال.

وفى أحد الأيام شاهد ربان سفينة، حقيبة تطفو على نهر التايمز فى إنجلترا فأبلغ الشرطة التى حضرت على الفور، وبفحص الحقيبة وجد بداخلها جثة طفلة رضيعة شبه متحللة، ومفلوفة بـ"رزمة ورق"، وبالبحث عن أى دليل لمعرفة هوية الطفلة، وجدوا كتابة دقيقة على الورق، وبفحصها تمكنوا من قراءة اسم السيدة  "السيدة سميث"، بجانب عنوانها وقادهم ذلك الخيط إلى الوصول لمنزل "ايميلا" .

راقبت الشرطة الإنجليزية منزل "ايميليا"، عدة أيام ووضع الأمن خطة لإسقاطها، حيث ارسلوا لها جوابا وهميا من سيدة، تبحث عن سيدة ترعى طفلتها الرضيعة مقابل مبلغ مالى .

ابتلعت "ايميليا " الطعم، وسارعت بالرد على الرسالة تعرض فيها خدماتها ووقعت فى نهاية الرسالة باسم "سميث"،مما جعل الشرطة الإنجليزية تتأكد من إدانتها

داهمت الشرطة منزل "إيميليا " وعثرت على المزيد من الأدلة التى تدينها بقتل المزيد من الأطفال وقد اكتشفوا أنها قتلت قرابة العشرين طفلًا خلال أسابيع.

وتوصلت الشرطة أن عدد الأطفال الذين قتلتهم خلال السنوات الماضية لا يقل عن 400 طفل وهو رقم قياسى لا ينافسها عليه أى من القتلة والسفاحين فى أوروبا، وفى محاكمتها لم يستغرق المحلفون أكثر من أربع دقائق ونصف لإدانة إيميليا داير، وفى العاشر من يونيو سنة 1896 تم إعدام إيميليا شنقًا.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • محمد العالم: تهديدات ترامب للحوثيين وإيران خطوة غير قابلة للتنفيذ «فيديو»
  • يقظة القارة العجوز.. نهاية «عائد السلام» في أوروبا وتكاليف إعادة التسليح.. الدول ذات شبكات الأمان الاجتماعي الواسعة تواجه صعوبات في مجالات الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية
  • خلال فعالية إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للاستدامة وتمويل التنمية.. مدبولي: مشاركة الجميع في إيجاد حلول للقضايا الإنمائية المُلحة ضرورة لخلق فرص اقتصادية تعزز من رفاهية الشعوب
  • وول ستريت جورنال: مصر ستتضرر من مشروع طريق التنمية في العراق
  • مدبولي: مصر من أوائل الدول التي وقعت على أهداف التنمية المستدامة عام 2015
  • اتجاهات مستقبلية
  • الإمارات والولايات المتحدة..شراكة استراتيجية تعزز التنمية والاستثمار
  • بارسيلو الإسبانية تعزز استثماراتها في المغرب استعدادًا لكأس العالم 2030
  • الشارقة تعزز جسور التواصل الثقافي العالمي في معرض لندن للكتاب
  • سفاحون أرعبوا العالم.. إيميليا داير صنفوها بأبشع سفاحة في القرن الماضى بإنجلترا