البرهان ينتقد الاتحاد الإفريقي.. وحصيلة النزاع تتجاوز 7 آلاف قتيل
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
أكد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت، أنه "في غنى" عن مساعدة الاتحاد الإفريقي لإيجاد حلّ للنزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، والذي أودى بأكثر من 7 آلاف شخص في زهاء 5 أشهر.
مفوضية الاتحاد الإفريقي تصف بيان وزارة الخارجية حول لقاء رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسي فكي بمستشار مليشيا الدعم السريع بـ " المنحط"#السودان pic.
وأثار لقاء رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد مع يوسف عزت، المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، غضب السلطات في في الخرطوم، والتي يشرف عليها البرهان.
ومنذ 15 أبريل (نيسان) حصد النزاع بين الحليفين السابقين "زهاء 7500" قتيل، وفق ما أفادت، الجمعة، منظمة "أكليد" غير الحكومية التي ترجح، كما غيرها من المصادر الطبية والميدانية، أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك.
وتركزت المعارك في الخرطوم ومحيطها، وإقليم دارفور في غرب البلاد، حيث أفاد شهود، السبت، عن اندلاع معارك إضافية بين الجيش وقوات الدعم السريع عند أطراف مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وكانت وساطات سعودية أمريكية أثمرت في السابق عن اتفاقات لوقف إطلاق النار بدون أن تصمد سوى لأيام أو ساعات معدودة على الأكثر. كما قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية لم تثمر، حالها كحال جهود الاتحاد الإفريقي.
وزار البرهان مؤخراً مصر وجنوب السودان وقطر، ما ألمح إلى احتمال تعزيز الجهود الدبلوماسية، رغم غياب أي مبادرات ملموسة في العلن.
وفي خطاب السبت في مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق، انتقد البرهان بشكل لاذع الاتحاد الإفريقي وأي دور محتمل قد يؤديه في البحث عن تسوية. وقال: "بعض منظماتنا الإقليمية لم تتمكن من النظر للأزمة بشكل صحيح".
وأضاف "رسالتنا للاتحاد الإفريقي، إذا كان هذا نهجكم فنحن في غنى عن مساعدتكم"، مطالباً التكتل القاري "بتصحيح موقفه وموقف منسوبيه".
واستنكرت وزارة الخارجية السودانية هذا الأسبوع استقبال موسى فكي محمد ليوسف عزت، معتبرة أن اللقاء "سابقة خطيرة في عمل الاتحاد الإفريقي، ومخالفة واضحة لنظم وأعراف المنظمة القارية، باعتبارها تجمعا لدول ذات سيادة، لا مكان فيها للحركات الإرهابية والمليشيات الإرهابية المتمردة".
لا نرفض السلاموكان المتحدث باسم مفوضية الاتحاد محمد الحسن ولد اللبات، أكد، الخميس، التزام المنظمة التفاعل "مع كل الأطراف". ولفت إلى أن أي طرف في السودان لم يبدِ "أي تحفظ"، عندما اتبع أطراف دوليون آخرون المقاربة ذاتها.
وعلّق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان عام 2021 بعدما قاد البرهان ودقلو انقلاباً أبعد المدنيين من المرحلة الانتقالية، التي أعقبت الاطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير في 2019، بعدما أمضى زهاء 3 عقود في الحكم.
وفي كلمته، السبت، انتقد البرهان كذلك الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد)، محذّراً من أنه اذا "انحرفت عن مسارها، فنحن كسودانيين قادرون على حل مشاكلنا دون الحاجة لأحد".
وقادت الهيئة محاولة لحلّ النزاع عبر لجنة رباعية برئاسة كينيا تضم جيبوتي وإثيوبيا وجنوب السودان. إلا أن الخرطوم تمسّكت بتنحية كينيا اذ تتهّمها بتأييد قوات الدعم، وطالبت بإعادة جنوب السودان إلى رئاسة اللجنة، التي كانت ثلاثية قبل ضمّ إثيوبيا إليها في يونيو (حزيران).
وشدد البرهان على "أننا لا نرفض السلام، والدليل على ذلك قبولنا بالعديد من المبادرات، بما فيها منبر جدة (الوساطة السعودية الأمريكية)"، مؤكداً أنه "ليس من المقبول سلام يعيدنا إلى ما قبل 15 أبريل (نيسان)".
واعتبر أن السلام سيحلّ "بعد التخلص من كل من يحاول تكوين جيش آخر، ويعتدي على الآخرين، ويعمل للسيطرة على الدولة وبوسائل غير مشروعة".
#البرهان يدعو إلى تصنيف الدعم السريع "جماعة إرهابية" https://t.co/8PjQRdbEF6
— 24.ae (@20fourMedia) September 9, 2023المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أحداث السودان الاتحاد الإفریقی مفوضیة الاتحاد الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
"رايتس ووتش" تتّهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان
الخرطوم - اتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأكّدت المنظمة في تقرير نشرته الاثنين 16ديسمبر2024، أن عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية.
وتخضع ولاية جنوب كردفان بجزء كبير منها لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي مجموعة مسلحة عناصرها إلى حد كبير من الإثنية النوبية وغير ضالعة مباشرة في النزاع الحالي.
منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
وتواجه قوات الدعم السريع أيضا الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال للسيطرة على المنطقة.
وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرّضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبا أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.
وروت امرأة نوبية عمرها 35 عاما أن ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع "يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن" عائلتها، "وقال أحد الرجال: يا نوبية، اليوم يومك". ثم اغتصبها الرجال جماعيا. وأضافت "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم" بحسب التقرير.
وقالت امرأة ثانية عمرها 18 عاما إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في شباط/فبراير مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا".
وتابع التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".
وروى التقرير كذلك قصة هبة (22 عاما) التي فرت من منزلها في كادقلي التي اجتاحها القتال أيضا أواخر العام 2023. وبينما كانت عائلتها تمر عبر ضواحي بلدة قريبة، "اقترب منهم أفراد قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم أمروا الأسرة باتباعهم. رفضت عائلة هبة، فبدأ المقاتلون إطلاق النار، فقتلوا والدها ووالدتها وزوجها".
وروت هبة "بعد ذلك قالوا +إلى أين أنت ذاهبة؟ سنستخدمك ثم نتخلص منك+ (...) اغتصبني الخمسة جميعهم، واحدا تلو الآخر. كان أطفالي بجواري مباشرة، يشاهدون ويبكون. قالوا لأطفالي أن يصمتوا ثم اغتصبوا أختي أيضا".
- "انتهاك للقانون الانساني" -
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".
ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه (...) تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، محذّرا من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر قالت الأمم المتحدة في تقرير إنّ جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة".
وأوضحت المنظمة الأممية أنّها أجرت تحقيقا أكّد أنّ معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان. إن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة".
وقال عثمان الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في نيسان/أبريل 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".
Your browser does not support the video tag.