"عواصم" "وكالات": تعرض المغرب لأعنف زلزال منذ أكثر من ستة عقود والذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص.

وتركز الزلزال منطقة جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من مساء الجمعة وألحق أضرارا بمبان تاريخية في مراكش، أقرب مدينة إلى مركز الزلزال، في حين سقط معظم الضحايا في المناطق الجبلية الواقعة إلى الجنوب.

وقالت وزارة الداخلية إن 1037 لقوا حتفهم بينما أصيب 1204 في الزلزال الذي حددت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قوته عند 6.

8 درجة ومركزه على بعد نحو 72 كيلومترا جنوب غربي مراكش.

وذكرت وزارة الداخلية أن "الحصيلة المؤقتة للفاجعة التي شهدتها بلادنا ليلة أمس قد عرفت، إلى حدود الساعة الواحدة من زوال اليوم ، ارتفاعا في عدد الوفيات حيث بلغت 1037 شخصا و1204 جرحى من بينهم 721 في حالة حرجة".

وأضافت "تم تسجيل 542 حالة وفاة بإقليم الحوز، و321 حالة بإقليم تارودانت، و103 حالات بإقليم شيشاوة، و38 حالة بإقليم ورزازات وحالة واحدة بتنغير".

وفي قرية أمزميز القريبة من مركز الزلزال، رفع عمال الإنقاذ الأنقاض بأياديهم العارية. وملأت الحجارة المتساقطة الشوارع الضيقة. وخارج أحد المستشفيات رقدت نحو 10 جثث مغطاة بالبطانيات بينما وقف أقارب الضحايا على مقربة.

وقال ساكن يدعى محمد "عندما شعرت بالأرض تهتز تحت قدمي وبالمنزل يميل، أسرعت لإخراج أطفالي. لكن جيراني لم يتمكنوا من ذلك".

وأضاف "للأسف لم يُعثر على أحد على قيد الحياة في تلك العائلة. تم العثور على الأب والابن ميتين ولا يزالون يبحثون عن الأم والابنة".

ووقف نحو 20 شخصا، بينهم رجال إطفاء وجنود يرتدون الزي العسكري، فوق أنقاض منزل في أمزميز وحاولوا إزالة الأنقاض بينما برزت قطع السجاد والأثاث من فجوات بين الأرضيات الخرسانية المنهارة.

وتشكل صف طويل من السكان خارج المتجر الوحيد المفتوح للحصول على الإمدادات. وسدت صخور متساقطة طريقا يربط أمزميز بقرية مجاورة، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ.

وأثر الزلزال، الذي وقع حوالي الساعة الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي (2200 بتوقيت جرينتش)، على مساحة كبيرة في منطقة جبال الأطلس الكبير. وشعر سكان في مدينتي ولبة وجيان في إقليم الأندلس بجنوب إسبانيا بالهزات.

وأظهرت مقاطع التقطتها كاميرات بالشوارع في مراكش اللحظة التي بدأت فيها الأرض تهتز حين نظر رجال فجأة حولهم وهبوا من أماكنهم، بينما ركض آخرون للاحتماء في أحد الأزقة ثم فروا بعد أن تساقط الغبار والحطام حولهم.

وفي مراكش حيث تأكد مقتل 13 شخصا، أمضى السكان ليلتهم في العراء خائفين من العودة إلى منازلهم.

وسقطت مئذنة مسجد في ساحة جامع الفنا، وهي قلب المدينة القديمة في مراكش المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.

وتدفق الجرحى إلى مراكش من المناطق المحيطة لتلقي العلاج.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي من منطقة مولاي إبراهيم، التي تبعد نحو 40 كيلومترا جنوبي مراكش، عشرات المنازل التي انهارت عند سفح جبل وسكان يحفرون قبورا بينما وقفت مجموعات من النساء في الشارع.

وقال منتصر إتري أحد سكان قرية أسنى الجبلية القريبة من مركز الزلزال إن معظم المنازل هناك تضررت. وأضاف أن "جيراننا تحت الأنقاض ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتاحة في القرية".

وإلى الغرب، بالقرب من تارودانت، قال المدرس حميد أفكار إنه فر من منزله وشعر بهزات ارتدادية أعقبت الزلزال. وأضاف "اهتزت الأرض لمدة 20 ثانية تقريبا. الأبواب فتحت وأغلقت من تلقاء نفسها عندما نزلت من الطابق الثاني إلى الطابق السفلي".

وفي مراكش، وصف السكان مشاهد مأساوية لفارين يبحثون عن ملاذ آمن.

وقال جوهري محمد أحد سكان المدينة القديمة "ما زلت لا أستطيع النوم في المنزل بسبب الصدمة وأيضا لأن البلدة القديمة تتألف من منازل قديمة. إذا سقط أحدها فسيتسبب في انهيار غيره".

وعرض التلفزيون المحلي صورا لانتشار قوات للمساعدة في جهود الإنقاذ.

ووقع الزلزال على عمق 18.5 كيلومتر لذا فهو أكثر تدميرا من الزلازل التي تكون بالقوة نفسها لكن مركزها يكون على مسافة أكثر عمقا.

وهذا الزلزال هو الأسوأ من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما وقع زلزال وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

وعبرت حكومات حول العالم عن تضامنها وعرضت المساعدة.

وأعلنت تركيا، التي تعرضت بدورها لزلزال قوي في فبراير شباط أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، أنها مستعدة لتقديم المساعدة.

وقال محمد كاشاني، الأستاذ المساعد في الهندسة الإنشائية وهندسة الزلازل بجامعة ساوثهامبتون "عادة ما تكون الزلازل السطحية أكثر تدميرا".

وقارن مشاهد ما بعد الزلزال بالصور التي التُقطت في تركيا في فبراير شباط قائلا "المنطقة مليئة بالمباني القديمة والتاريخية المبنية بالأساس من الحجارة. وهياكل الخرسانة المسلحة المنهارة التي رأيتها... كانت إما قديمة أو دون المعايير المطلوبة".

ومن المقرر أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين مطلع أكتوبر.

الأضرار في مراكش

في مراكش انهارت بعض المنازل في المدينة القديمة المزدحمة ويعمل الناس جاهدين لرفع الأنقاض بأيديهم بينما ينتظرون وصول المعدات الثقيلة حسبما ذكر أحد السكان.

وفي الرباط، على بعد حوالي 350 كيلومترا شمالي إيغيل، وفي بلدة إمسوان الساحلية، على بعد حوالي 180 كيلومترا غربا، فر السكان من منازلهم أيضا خوفا من حدوث زلزال أقوى.

وفي الدار البيضاء التي تبعد نحو 250 كيلومترا إلى الشمال من إيغيل، كان الناس الذين أمضوا الليل في الشوارع خائفين للغاية من العودة إلى منازلهم.

وقال أحد السكان "المنزل اهتز بشدة وكان الجميع خائفين".

تضامن دولي

أثار الزلزال موجة من التضامن عبر العالم مع عرض دول كثيرة على المغرب المساعدة لتخطئ هذه الكارثة.

جيث تقدّمت الجزائر "بخالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا والشعب المغربي الشقيق مع خالص التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين"، وفق بيان صدر عن الخارجية الجزائرية.

وقررت الجزائر اليوم فتح مجالها الجوي مع المغرب أمام الرحلات لتقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين.

ونقل التلفزيون الرسمي في الجزائر نقلا عن رئاسة الجمهورية، قولها إن " السلطات العليا الجزائرية قررت فتح مجالها الجوي أمام الرحلات لنقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين، على إثر الزلزال العنيف الذي ضرب مناطق من المملكة المغربية".

وأكد أن "السلطات الجزائرية العليا أبدت استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية ووضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية تضامنا مع الشعب المغربي الشقيق وذلك في حال طلب من المملكة المغربية".

الشرق الأوسط

أعربت السعودية ومصر والإمارات عن تعازيها للمغرب مؤكده تضامنها مع الرباط. كما أعرب عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني عن تعازيه لضحايا الزلزال مؤكدا في بيان صادر عن الديوان الملكي "وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في المملكة المغربية في هذا الحادث الأليم".

وقدم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني تعازيه "لشعب المغرب وحكومته" بعد "الزلال المروع"، في بيان نشر على موقع الوزارة.

كذلك، قدم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تعازيه مؤكدا في رسالة إلى العاهل المغربي "تضامن العراق حكومة وشعبا".

وأعلن السوداني، في برقية إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، عن الاستعداد لتقديم كل أشكال المساعدة لمواجهة آثار الزلزال المدمر.

أوروبا

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "تأثره" عارضا مساعدة بلاده.

وكتب على منصّة "إكس" في الطائرة التي كانت تقله إلى نيودلهي للمشاركة في قمة مجموعة العشرين "نحن متأثرون جميعا بعد الزلزال الرهيب في المغرب. فرنسا مستعدة للمساعدة في عمليات الانقاذ".

من جهتها، صرحت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني أنها علمت "بحزن حصيلة الزلزال المأسوية" وأبدت "تضامنها مع رئيس الوزراء" المغربي عزيز أخنوش، مؤكدة "عزم إيطاليا عى دعم المغرب في هذا الوضع الطارئ".

وكتب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على "إكس" معربا عن "كل تضامني وكل دعمي لشعب المغرب بعد هذا الزلزال المروع"، وصرح وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس للصحفيين على هامش قمة العشرين أن بلاده "عرضت على المغرب إرسال فرق إسعاف، وهو الأهم في الوقت الحاضر، إنما كذلك مساعدتها لإعادة الإعمار".

وأبدى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عبر منصة "إكس" استعداد بلاده "للمساعدة بكل الوسائل الممكنة".

وصرح رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو "نتوجه بكل أفكارنا إلى الضحايا وعائلاتهم" مقدما "تعازي الصادقة للحكومة والشعب المغربيين".

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "وقوفها إلى جانب الشعب المغربي"، كما أبدى وزير خارجية التكتل جوزيب بوريل "استعداد الاتحاد الأوروبي لإمداد المغرب بالمساعدة التي يودها".

وقدم الرئيس السويسري آلان بيرسيه تعازيه للمغرب فيما أعلنت وزارة الخارجية تفعيل خلية أزمة مؤكدة أنها تدرس إرسال مساعدة.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان موجه إلى ملك المغرب "نشاطر الشعب المغربي الصديق الحزن والحداد" مقدما "تعازيه الصادقة".

كذلك، قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "صادق تعازيه" للعاهل المغربي والشعب المغربي مؤكدا "تضامن" بلاده.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن تعازيه للشعب المغربي "الشقيق" مؤكدا دعم بلاده "بكل الوسائل".

كما أعرب بابا الفاتيكان فرنسيس عن "تضامنه العميق مع أولئك الذين ضربتهم هذه المأساة في أجسادهم وقلوبهم".

آسيا

بعث الرئيس الصيني شي جينبينغ "برقية تعزية" إلى المغرب.

قدم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعازيه للمغرب مبديا "حزنه الكبير لخسارة أرواح".

وأعرب رئيس أذربيجان إلهام علييف عن "صدمته العميقة" في رسالة تعاز وجهها إلى ملك المغرب.

الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن "حزنه الكبير لخسارة أرواح والدمار" جراء الزلزال مؤكدا "استعداد (الولايات المتحدة) لتقديم أي مساعدة ضرورية للشعب المغربي".

منظمات

أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر "إكس" التوجه "بأفكاره وصلواته إلى المغاربة" مبديا "استعدادنا لتلبية الحاجات الآنية على الصعيد الصحي".

وقدم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه تعازيه مؤكدا "تضامن المنظمة ووقوفها إلى جانب" المغرب.

كذلك، قدم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد تعازيه معربا عن "ألم كبير للعواقب المأسوية للزلزال".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی مراکش أکثر من

إقرأ أيضاً:

زلزال يضرب شمال باكستان بقوة 4.3 درجات

ضرب زلزال بقوة 4.3 درجات على مقياس ريختر اليوم الأجزاء الشمالية من باكستان دون أن ترد على الفور أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو مادية.

وأوضح المركز الوطني لرصد الزلازل في باكستان أن مركز الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات، في إقليم جيلجت بلتستان.

وشعر بالزلزال سكان مناطق جيلجت بلتستان، ومعظم مناطق الشطر الشمالي من باكستان.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. الكنيدري: المهرجان ليال موضوعاتية لتقديم عروض حول الفن الصيني-المغربي
  • زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب مناطق شرقي طوكيو
  • الشجاعية تواصل استنزاف جيش الاحتلال.. قتيل جديد من لواء المظليين (شاهد)
  • زلزال يضرب شمال باكستان بقوة 4.3 درجات
  • زلزال بقوة 5.2 ريختر يضرب جزرًا قبالة سواحل نيوزيلندا اليوم
  • زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب جزر قبالة سواحل نيوزيلندا
  • زلزال بقوة 5.4 درجات يضرب شرق طوكيو
  • زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب شرق طوكيو
  • زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب شرق طوكيو.. ولا تحذير من تسونامي
  • زلزال قوي يضرب طوكيو