انطلقت اليوم قمة «مجموعة العشرين» فى العاصمة الهندية نيودلهى، تحت شعار «أرض واحدة - عائلة واحدة - مستقبل واحد»، وتم الاتفاق على «إعلان القادة»، الذى كان مصدر خلاف بين أعضاء المجموعة، ومنحت الاتحاد الأفريقى عضوية دائمة وأطلقت مبادرة لإنشاء تحالف بشأن الوقود الحيوى. وقال رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى، فى كلمته التى جاءت مع افتتاح القمة، إنه يؤمن بوجود اتفاق بشأن ضم الاتحاد الأفريقى إلى كتلة «مجموعة العشرين»، موجّهاً الدعوة إلى الاتحاد الأفريقى لكى يصبح عضواً دائماً فى المجموعة التى تضم 20 دولة.

وطلب «مودى» من رئيس الاتحاد الأفريقى غزالى عثمان، أخذ مقعده الدائم على طاولة المجموعة، بعد موافقة الأعضاء لاعتماد البيان الختامى، أو ما يُعرف باسم «إعلان القادة»، ومن شأن هذه الخطوة أن تمنح الاتحاد الأفريقى المؤلف من 55 عضواً، والمصنّف حالياً على أنه «منظمة دولية مدعوة» الوضع نفسه الذى يتمتّع به الاتحاد الأوروبى، وفقاً لوكالة «بلومبرج».

وأعلن رئيس الوزراء الهندى إطلاق تحالف للوقود الحيوى، فى مخطط لزيادة استخدام الوقود النظيف، وقال موجّهاً حديثه إلى قادة المجموعة: «نطلق تحالف الوقود الحيوى، الهند تدعوكم للانضمام إلى هذه المبادرة»، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. فيما قال الرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إن العالم يواجه حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة، مشيراً إلى أن «غياب الالتزام بالبيئة دفعنا إلى إعلان حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة»، وفقاً لوكالة «فرانس برس».

ورأت وكالة «بلومبرج» أن الدبلوماسيين فى مجموعة العشرين توصلوا إلى تسوية بشأن اللغة المستخدمة للأزمة فى أوكرانيا، وهو ما يعنى التغلب على الخلافات بين موسكو وبقية المجموعة، التى كانت تُهدّد بعرقلة الآمال فى التوصّل إلى بيان مشترك. وأضافت الوكالة الأمريكية: «تشبه الصياغة المتفق عليها إلى حد كبير ما تم الاتفاق عليه فى قمة العام الماضى فى بالى بإندونيسيا، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، نظراً لتطرقهم إلى مداولات داخلية، كما أن هذه اللغة لا تزال بحاجة إلى موافقة زعماء مجموعة العشرين، ولكن من المتوقع الحصول على هذه الموافقة، بعدما وافق كبار الموظفين على الصياغة».

وقالت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية إن غياب رئيسى الصين وروسيا عن قمة العشرين فى الهند يمنح الرئيس الأمريكى جو بايدن الفرصة للبدء فى جذب الدول التى تتمتّع فيها الصين بنفوذ كبير، ويتعيّن على «بايدن» تحقيق التوازن بين تنوع مصالح دول مجموعة العشرين، مع إحجام دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا عن الانضمام إلى الولايات المتحدة وشركاء غربيين آخرين فى خطوط السياسة الصارمة التى وضعوها حول روسيا والصين. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن سكوت كيندى، المستشار البارز، رئيس أمناء مجلس الأعمال الصينى والاقتصاديات فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الكثير من هذه الدول لا يريد أن يضطر إلى الانخراط فى معركة بين الولايات المتحدة والصين، ويريدون أن تجد كلتا القوتين طريقة للتعايش السلمى المشترك.

ويعتقد «سكوت» أنه بقدر ما تستطيع إدارة بايدن وضع إطار للقضايا الأوسع بشأن معالجة المشكلات الجمعية التى يواجهها الجميع، فإنها ستكون طريقة فعّالة للتفريق بين الجهود الأمريكية للمُضى قُدماً، وتراجع الصين المتواضع إلى الداخل الذى يحدث فى الوقت نفسه.

 «السلام والاستقرار والتنمية الخضراء ومكافحة الفقر والأمن الغذائي وتمويل المناخ» تحديات أمام العالم

وأوضحت الصحيفة أن هناك بنداً رئيسياً على جدول أعمال «بايدن»، وهو الدافع لإعادة تشكيل البنك الدولى، لمواجهة الصين من خلال توفير وسيلة بديلة لتمويل مشروعات التنمية بشكل منفصل عن بكين. وقال رئيس الوزراء الهندى أمام الجلسة الثانية للقمة: «تلقيت للتو الأخبار السارة أنه بفضل العمل الجاد الذى قامت به فرقنا وتعاونكم، تم التوصل إلى توافق فى الآراء بشأن إعلان قمة قادة مجموعة العشرين فى نيودلهى»، حسب صحيفة «تايمز أوف إنديا».

ونقلت صحيفة «هندوستان تايمز» الهندية، عن رئيس الوزراء فى الجلسة المغلقة، قوله: «اقتراحى هو اعتماد إعلان مجموعة العشرين هذا، وبعد موافقة الأعضاء، أعلن أنه تم اعتماده». وأضاف: «بفضل 112 نتيجة ووثيقة رئاسية، قمنا بمضاعفة العمل الجوهرى عن الرئاسات السابقة، وكان من الصعب تحقيق توافق فى الآراء بين الأعضاء بسبب انقسام الدول الأعضاء بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، ونجحت نيودلهى فى تجاوز أزمة متوقعة بشأن الموقف من الأزمة فى أوكرانيا». وأضافت الصحيفة الهندية أن إعلان نيودلهى أكد وجوب الامتناع عن التهديد باستخدام القوة للاستيلاء على أراضٍ على نحو يتعارض مع سيادة أو استقلال أى دولة، مشيرة إلى أن إعلان قادة دول مجموعة العشرين دعا روسيا وأوكرانيا إلى ضمان تسليم فورى ودون عوائق للحبوب والمواد الغذائية والأسمدة، معترفاً بالحاجة إلى زيادة الاستثمارات العالمية لتحقيق أهدافنا المناخية الواردة فى اتفاقية باريس، مشدّداً على أن «الأزمات المتتالية» تهدّد النمو العالمى على المدى الطويل.

وأوضحت الصحيفة الهندية ضرورة الإعلان عن زيادة الجهود لتنفيذ التعهدات السابقة بالإلغاء التدريجى وترشيد دعم الوقود الأحفورى غير الفعّال على المدى المتوسط، والتعهّد بتسريع العمل لمكافحة تغيّر المناخ، وشدّد الإعلان على أن قادة الدول المشاركة مستمرون فى تشجيع الجهود الرامية لمضاعفة قدرات الطاقة المتجدّدة على مستوى العالم، مقرين بالحاجة إلى تسريع جهود التخفيض التدريجى لإنتاج الطاقة من الفحم، بما يتماشى مع الظروف الداخلية.

من جانبها، قالت شبكة «سكاى نيوز» البريطانية، إن الهند تركز فى أجندة قمة العشرين لهذا العام على القضايا والملفات الأكثر إلحاحاً فى الوقت الحالى، والتى تشمل التحديات العالمية الكبرى، والسلام والاستقرار، والتنمية الخضراء، والحفاظ على المناخ والكوكب، وتسريع التقدّم فى أهداف التنمية المستدامة، والتحول التكنولوجى والبنية التحتية الرقمية، ومكافحة الفقر، والأمن الغذائى، وتمويل المناخ. وأضافت الشبكة البريطانية: «ستنظر قمة العشرين فى الاستجابات الضرورية للحلول الرامية إلى مجابهة الأزمات العالمية، وفى مقدّمتها التغيّرات المناخية التى هدّدت بتفاقم الفقر والمجاعات والأزمات الإنسانية وحرائق الغابات وأثّرت سلباً على خطط التنمية المستدامة فى عدد كبير من الدول، خاصة النامية، واضطراب سلاسل التوريد على المستوى العالمى».

واختتمت «سكاى»: «تعقد القمة للمرة الأولى فى الهند وجنوب آسيا، تتويجاً لجميع عمليات واجتماعات مجموعة العشرين التى عُقدت على مدار العام بين الوزراء وكبار المسئولين والمجتمعات المدنية».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قمة العشرين الرئيس عبد الفتاح السيسي السيسي الاتحاد الأفریقى مجموعة العشرین رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

وسائل إعلام: تنصيب أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا

أكدت مصادر مطلعة في العاصمة دمشق لقناة “الحدث” السعودية، أن القيادة السورية قد قامت بتنصيب أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية، رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا.

 هذه الخطوة تأتي في سياق الترتيبات السياسية التي تهدف إلى تحقيق تسوية سياسية طويلة الأمد بعد سنوات من الصراع الداخلي.

وقبل قليل، أكد قائد الإدارة السورية أحمد الشرع في تصريح له أن النصر الذي تحقق في سوريا جاء بفضل الله، قائلا: "كسرنا قيد نظام الأسد، بفضل الله وحررنا المعذبين، ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان، فكان النصر العظيم الذي طالما حلم به أبناء سوريا".

وأضاف الشرع: "الصفة المتعارف عليها في الحروب عادةً ما تكون الخراب وسفك الدماء، لكن نصر سوريا جاء مملوءًا بالرحمة والعدل، ليكون بمثابة بداية جديدة لشعب عانى كثيراً في ظل الظروف الصعبة".

وأشار الشرع إلى أن النصر ليس نهاية المطاف، بل هو تكليف بحد ذاته، قائلاً: "مهمة المنتصرين ثقيلة ومسؤوليتهم عظيمة. النصر لا يعني الراحة، بل يتطلب العمل الجاد والمستمر لإعادة بناء الوطن الذي دُمر".

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: قائمة حماس حول تسليم المحتجزين مقبولة وتناسب المتفق عليه
  • طلب إحاطة بالبرلمان لمواجهة حملات التضليل الإعلامي الإسرائيلية ضد مصر
  • «إعلام عبري»: 4% من الإسرائيليين يرون أن الحرب على غزة حققت أهدافها كاملة
  • العراق: بغداد بحاجة إلى تعاون دولي لمواجهة تهديدات "داعش" المتزايدة
  • مجموعة الأزمات: التمرد في غوما بالكونغو الديمقراطية قد يؤدي إلى حرب إقليمية
  • شركاء القمة العالمية للحكومات: منبر دولي لاستشراف المستقبل وتحقيق رفاهية الشعوب
  • باحثة أمريكية تشيد بجهود الإمارات لمواجهة أزمة المياه العالمية
  • وسائل إعلام: تنصيب أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا
  • وسائل إعلام سورية: الفصائل توافق على تنصيب أحمد الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية
  • التايكوندو يستقبل رئيس المركز الثقافي لكوريا الجنوبية لزيادة التعاون