صورة رمزية

أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية اليوم السبت (التاسع من سبتمبر/ أيلول 2023) أنها تتابع ببالغ الحزن والأسى  آثار الزلزال  الذي ضرب المغرب.

وقالت الرئاسة الجزائرية في وقت لاحق: "الجزائر تبدي استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية ووضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية، تضامنا مع الشعب المغربي الشقيق وذلك في حال طلب من المملكة المغربية".

وأضافت "السلطات الجزائرية العليا قررت فتح مجالها الجوي أمام الرحلات لنقل  المساعدات الإنسانية  والجرحى والمصابين".

وكان رد فعل الجزائر حيال زلزال المغرب وتقديم التعازي أبطأ، مقارنة بالعديد من الدول الأخرى في شمال إفريقيا وأوروبا.

وخلال حرائق الغابات التي أسقطت قتلى في الجزائر في فصول الصيف الثلاثة الماضية، عرض المغرب المساعدة، لكن الجزائر تجاهلت ذلك علنا.

وعلى الرغم من العلاقات الهشة بين الحكومتين، فإن البلدين، اللذين يشتركان في حدود طويلة تمتد من البحر المتوسط ​​إلى الصحراء، يتقاسمان روابط تاريخية وثقافية عميقة لذا فإن العديد من الجزائريين والمغاربة من المواطنين العاديين يتمتعون بعلاقات شخصية أفضل.

وعبر العديد من الجزائريين عن تضامنهم مع المغرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال بعضهم إنهم يأملون في ألا تقف العلاقات السياسية السيئة عائقا أمام مساعدة جارهم.

وقال عبد القادر بن قرينة، رئيس حزب حركة البناء وهو حزب إسلامي، في بيان إن الحزب يحث الحكومة على تجاوز الخلافات وتقديم كل المساعدات للشعب المغربي الشقيق.

والحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994. وأغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام المغرب وعلقت العلاقات الدبلوماسية عام 2021 متهمة الرباط بارتكاب أعمال عدائية.

واتهمت الجزائر المغرب باستخدام برامج تجسس ضدها ودعم جماعة انفصالية وعدم الوفاء بالتزاماته التي اتفقا عليها ومنها ما يتعلق بمنطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، وهي مزاعم رفضها المغرب ووصفها بأنها سخيفة.

وأثار الزلزال، الذي  أوقع أكثر من ألف قتيل في المغرب، موجة تضامن عبر العالم مع عرض دول كثيرة تقديم المساعدة إلى الرباط. كما أرسلت دول عربية كثيرة تعازيها للمغرب.

فقد أعربت السعودية ومصر عن تعازيهما للمغرب، مؤكدتين تضامنهما مع هذا البلد. كما قدم رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تعازيه إلى المغرب.

وأعرب عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني عن تعازيه بضحايا الزلزال، مؤكدا في بيان صادر عن الديوان الملكي "وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في المملكة المغربية في هذا الحادث الأليم".

كذلك، قدم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تعازيه مؤكدا في رسالة إلى العاهل المغربي "تضامن العراق حكومة وشعبا".

وقدم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني تعازيه "لشعب المغرب وحكومته"  بعد "الزلال المروع"،  في بيان نشر على موقع الوزارة.

وتلقى المغرب الذي طبع علاقاته مع إسرائيل العام 2020، عرض مساعدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعلن أنه أعطى "تعليمات لكل الهيئات والقوى الحكومية لتقديم كل المساعدة الضرورية للشعب المغربي"، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وأعلنت قطر مغادرة فريق إغاثة من الدوحة مساء السبت. وأعربت وزارة الخارجية اللبنانية "عن كامل تعاطفها مع المملكة المغربية وشعبها الشقيق إزاء هذا المصاب".

كما وردت برقيات التضامن والتعازي من مختلف قادة إفريقيا وأوروبا والعالم في مقدمتهم الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

ف.ي/أ.ح (د.ب.ا، رويترز، ا.ف.ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: زلزال المغرب ضحايا الزلزال في المغرب الحدود المغربية الجزائرية العلاقات المغربية الجزائرية المغرب الجزائر دويتشه فيله زلزال المغرب ضحايا الزلزال في المغرب الحدود المغربية الجزائرية العلاقات المغربية الجزائرية المغرب الجزائر دويتشه فيله

إقرأ أيضاً:

الظل الروسي في الأزمة بين الجزائر ومالي

عدا عن الأسباب المحلية والعوامل الإقليمية المتداخلة من الصعب تجاهل أن لروسيا دورا في التأزم الذي تشهده علاقات الجزائر مع بعض الدول الإفريقية المحيطة بها وعلى رأسها مالي.

يصعب تخيّل الطغمة العسكرية الحاكمة في مالي «تستأسد» على الجزائر لو لم تكن وراءها قوة دولية تشجعها وتعدُها بالحماية. غالبا هذه القوة هي روسيا. في أسوأ الأحوال روسيا دفعت نحو التأزم، وفي أفضل الأحوال لم تفعل شيئا لمنعه.

كانت مالي جارا مسالما للجزائر طيلة العقود الثلاثة التي أعقبت استقلال البلدين (مالي في 1960 والجزائر في 1962) حتى جعل الرئيس موسى طراوري من التوقف في مطار الجزائر ومقابلة رؤسائها، ولو لدقائق معدودة، سُنة من سُنن رحلاته إلى فرنسا وأوروبا. ناهيك عن الزيارات الرسمية المبرمجة.

في تسعينيات القرن الماضي انشغل كل بلد بهمومه الداخلية فتراجع منسوب الدفء في العلاقات. ثم تحوّل الفتور إلى جفاء رغم إصرار الجزائر على البقاء وسيطا في أزمات مالي الداخلية. آخر مستويات الفتور كان العداء الذي نشهده هذه الأيام. وحادثة المسيّرة المالية التي أسقطها سلاح الجو الجزائري في تينزاواتين من أعراض الأزمة وليست من أسبابها.

هل من الصدفة أن يتحوّل الفتور إلى عداء مع بدء تسلل اليد الروسية إلى القارة الإفريقية بذرائع متعددة أبرزها مساعدة الأنظمة الحاكمة على سحق خصومها المحليين؟ وهل من الصدفة أن يتزامن الفتور بين الجزائر ومالي مع ذوبان التقارب التقليدي الذي كان بين الجزائر وموسكو؟
ليس من السهل الجزم بأن روسيا تتعمد تأزيم العلاقات بين الجزائر وجيرانها الأفارقة، لكن يجوز القول إن الحضور الروسي هناك لا يخدم بالضرورة الأمن القومي الجزائري التساؤلات التي تُطرح الآن في الجزائر عن دور روسيا في مالي وأسرار تخليها عن تحالفها مع الجزائر في غير محلها، لأن الاعتقاد بأن الجزائر وروسيا حليفتان استراتيجيتان، ثم البناء على ذلك، مغالطة من الأساس. الاتحاد السوفييتي ذاته لم يكن حليفا استراتيجيا للجزائر، لم يدعمها بالجرأة المطلوبة حتى أثناء حرب التحرير (1954 ـ 1962) بشهادة كبار قادة الثورة مثل فرحات عباس والأخضر بن طوبال، ولم يعترف بحكومتها المؤقتة إلا بعد سنتين من تشكيلها وبعد أن اعترفت بها عشرات الدول القريبة والبعيدة.

بعد الاستقلال، وبحكم الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية لثورتها، ولظروف دولية مساعدة، وجدت الجزائر نفسها في فلك المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي، تتزود منه بحاجاتها العسكرية والاقتصادية دون أن يرقى ذلك إلى تحالف استراتيجي. بالنسبة للجزائر كانت موسكو سوقا لائقة للتزود بالسلاح وقطع الغيار العسكرية بشروط ميسَّرة أحيانا، وبالنسبة لموسكو كانت الجزائر زبونا جيدا ولاعبا يعيق، متى ما استطاع، تمدد الغرب الرأسمالي إلى شمال إفريقيا.

كانت الأرضية خصبة شجعت الود بين البلدين، فكان التقارب ذا طابعين، ثنائي ثم ضمن الكتلة الاشتراكية التي كانت تقارع الغرب الرأسمالي الاستعماري.

ورغم كل شيء، ورغم التعاون العسكري الكثيف، لم يبلغ التقارب بين البلدين مستويات استثنائية كأن يشمل مثلا بناء قواعد سوفييتية في الجزائر.

تزامن انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991 وانشغال الروس بمشاكلهم الداخلية مع انشغال الجزائر هي الأخرى بأزمتها الداخلية. بعد ذلك اختلفت روسيا عقائديا وبدأت تغيّر طموحاتها، ففقدت العلاقات الثنائية بريقها وأصبحت تعيش على الحنين وبقايا الاعتقاد بأن الدولتين حليفتان تقليديتان. وبينما عملت روسيا على التحرر من ذلك الاعتقاد، حافظت عليه الجزائر وظل خطابها السياسي والإعلامي يكرر، تلميحا وتصريحا، أن روسيا حليف استراتيجي. يجب القول أيضا إنه رغم التراجع، حافظت العلاقات الثنائية على دفئها وخلت من أسباب التوتر.

لكن بحلول العقدين الماضيين تراكمت جملة من العوامل عمّقت المسافة بين البلدين رغم استمرار الحديث في العاصمتين عن شراكة اقتصادية وسياسية قوية. من هذه العوامل حديث الجزائر عن تنويع صادرات سلاحها وتوجهها إلى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى من أجل ذلك. تكرار الدبلوماسية الجزائرية أنها ترفض التدخلات الأجنبية في الدول الإفريقية بينما أصبح التدخل ركنا من أركان العلاقات الدولية الجديدة، وبينما كانت روسيا تتمدد في القارة، وفي دول على أبواب الجزائر، عبر شركاتها الأمنية ومرتزقتها وتؤثر في الصراعات الداخلية وفق حساباتها الخاصة. وعندما توغل الجيش الروسي في أوكرانيا امتنعت الجزائر عن دعم موسكو صراحة وفضلت الوقوف على الحياد، لكن نُسب لها إغراء أوروبا بغازها لتعويض الغاز الروسي الذي أُخضع لعقوبات غربية. هذه العوامل وأخرى كرّست الاعتقاد في موسكو بأن الجزائر ليست حليفا موثوقا، وكرّست الاعتقاد في الجزائر بأن عهد الصداقة القوية مع روسيا والوثوق بها قد ولّى.

ليس من السهل الجزم بأن روسيا تتعمد تأزيم العلاقات بين الجزائر وجيرانها الأفارقة، لكن يجوز القول إن الحضور الروسي هناك لا يخدم بالضرورة الأمن القومي الجزائري، وقد يضر به في بعض الحالات. ففي سعيها للتخلص من النفوذ الفرنسي في دول الساحل الإفريقي، عملت روسيا على توجيه قادة هذه الدول إلى التضحية برصيد العلاقات مع دول الجوار وبينها الجزائر.
(القدس العربي)

مقالات مشابهة

  • الركراكي: الفوز بكأس الأمم الإفريقية على أرضنا وأمام الجمهور المغربي هو هدف أسمى ليس فقط للمنتخب الوطني بل للبلاد بأكملها
  • التنمية المشتركة والتعاون جنوب-جنوب بُعد محوري في العلاقات الخارجية للمغرب (رئيس مجلس المستشارين)
  • محمود ديكو.. الإمام الذي يخيف الانقلابيين في مالي
  • مساعد رئيس مجلس الشورى تلتقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي
  • رئيس الوزراء يوجه بتسريع انطلاق الرحلات التجارية من مطار المخا الدولي
  • الخارجية الفلسطينية: نطالب المجتمع الدولي بالاهتمام بالتقارير حول الكارثة الإنسانية في غزة
  • تصعيد جديد بين الجزائر وفرنسا فمن يعمّق الأزمة؟
  • السكوري يوقع اتفاقية شراكة مع العملاق إريكسون لخلق مناصب شغل وتوفير التقنيات الحديثة للشباب المغربي
  • الظل الروسي في الأزمة بين الجزائر ومالي
  • وزير الداخلية الفرنسي يصل الرباط وتوقيع اتفاق حول الهجرة مع نظيره المغربي على رأس الأجندة