اختتام المرحلة الأولى من برنامج " بذور من أجل المستقبل 2023" في الدوحة
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
اختتمت فعاليات المرحلة الأولى من برنامج "بذور من أجل المستقبل 2023" في الدوحة، خلال حفل ختامي أقيم في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي؛ تحت رعاية هيئة تنظيم الاتصالات.
وشهد الحفل الختامي لهذا الحدث الإقليمي، الذي تنظمه شركة هواوي، تكريم الفرق التي تأهلت إلى المرحلة الثانية التي ستستضيفها دبي خلال الفترة من 10 إلى 16 سبتمبر الجاري، وهم؛ فريق قطر، والإمارات، والأردن، وأوزباكستان، ومنغوليا، وكازاخستان، وأذربيجان.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور سالم بن ناصر النعيمي رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وممثل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، "إن تطوير التعليم الخاص بتكنولوجيا المعلومات والاتصال والمهارات الرقمية في القطاع التربوي بات جزءا لا يتجزأ من التخطيط الإستراتيجي في قطر"، لافتا إلى أن تنمية المواهب الشابة، وتعزيزها بالمهارات والمعرفة المطلوبة في زمن التحول الرقمي تعد الهدف الأبرز لتحقيق الريادة المهنية.
ونوه النعيمي بأن برنامج "بذور من أجل المستقبل" يشكل منصة مهمة لكل العاملين المستقبليين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، ويسهم في تبادل المعرفة والخبرات ما بين المشاركين من مختلف أنحاء العالم، مشددا على الالتزام برعاية المواهب الشابة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وتزويدها بالمهارات والمعارف اللازمة لتطوير الحياة المهنية، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في قطر والمنطقة.
كما يمثل البرنامج واحدا من أفضل منصات التدريب لجميع مختصي تقنية المعلومات والاتصالات التي تسهم في صياغة مستقبلهم ومستقبل بلدانهم.
من جانبه، ثمن أليكس تشانغ الرئيس التنفيذي لشركة هواوي تكنولوجيز، الجهود التي قدمتها دولة قطر خلال المرحلة الأولى من برنامج "بذور من أجل المستقبل" في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، ومسابقة Tech4Good، مشيدا بالجهود التي قدمتها هيئة تنظيم الاتصالات، وجميع الشركاء الداعمين في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وقطر للسياحة، ومؤسسة قطر، وفودافون، وأسباير زون، وجميع الذين ساهموا في نجاح هذا الحدث.
وأعرب تشانغ عن أمله بأن يكون البرنامج قد حقق مستوى جديدا في مجال الارتقاء برعاية المواهب التقنية، وإعدادها لسوق العمل لتكون قوة دفع فاعلة لعجلة الابتكار الرقمي، وبناء مستقبل رقمي مستدام في دول منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وفي السياق ذاته، أبرز المهندس حسين صلات مدير العلاقات العامة والاتصال بهيئة تنظيم الاتصالات أهمية هذه الفعالية واكتمال المرحلة الأولى منها باستضافة مواهب استثنائية من 15 دولة تمثل منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، معربا عن شكره لجميع الجهات الداعمة لهذا البرنامج، ولشركة هواوي على جهودها المستمرة في تنمية مواهب الشباب في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتشجيع الابتكار.
وشارك في المرحلة الأولى من البرنامج 175 طالبا من نخبة الجامعات في 15 دولة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، من بينهم 16 طالبا موهوبا من قطر، ينتمون إلى جامعات مرموقة كجامعة قطر، وجامعة حمد بن خليفة، وكلية المجتمع في قطر، وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا.
وشملت قائمة الدول المشاركة؛ دولة قطر، والسعودية، والكويت، والإمارات، والبحرين، وكازاخستان، وباكستان، وعمان، وأوزبكستان، والأردن، ولبنان، والعراق، وأذربيجان، ومنغوليا، وقيرغيزيا.
وفي إطار البرنامج، أقيمت في قطر المرحلة الأولى من مسابقة Tech4Good الإقليمية؛ التي تهدف إلى تعزيز نهج الابتكار لدى الشباب، وتحفيز مشاركتهم في إحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتهم، حيث عرض الطلاب المشاركون في المسابقة مشاريعهم أمام لجنة التحكيم، وتم اختيار أفضل سبعة فرق مكونة من 40 طالبا؛ للانتقال إلى المرحلة الثانية.
وشارك الطلاب في جلسات وورش عمل تدريبية مكثفة في قطر على مدار ثمانية أيام حول أحدث تقنيات الاتصالات والمعلومات، ومفاهيم الريادة العلمية والتكنولوجية، فضلا عن حوارات مع ممثلين رفيعي المستوى من منظمات عالمية وأكاديميين، تناولت موضوعات عالمية ومجموعات مسابقة Tech4Good وغيرها.
وأتيحت للمشاركين فرصة فهم تقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية بشكل أعمق، وتعزيز مهاراتهم لتحقيق النمو المستقبلي والارتقاء بمزاياهم التنافسية في سوق العمل من خلال التعلم والتبادل المشترك.
جدير بالذكر أنه بعد المرحلة الثانية من مسابقة Tech4Good الإقليمية التي تستضيفها دبي، سيتأهل الفائزون إلى المنافسة في المسابقة العالمية النهائية في الصين ضد فرق أخرى من جميع أنحاء العالم، وسيستكشف الطلاب الإمكانات الهائلة لتقنية المعلومات والاتصالات في دفع عجلة التنمية المستدامة، وستتم دعوة الفائزين في المسابقة العالمية إلى برنامج "Tech4Good Startup Sprint" في الصين.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: الدوحة برنامج بذور من أجل المستقبل 2023 وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي المرحلة الأولى من فی مجال فی قطر
إقرأ أيضاً:
هذه أبرز وظائف المستقبل التي تنبأ بها الذكاء الاصطناعي
في عصر الذكاء الاصطناعي، لم يَعُد مستقبل الوظائف مجرد سيناريوهات مستقبلية أو تكهنات بعيدة، بل بات واقعًا يتشكّل بسرعة تفوق التوقعات. ما كان يُعتبر ضربًا من الخيال قبل سنوات، أصبح اليوم حقيقة مدعومة بأرقام وتقارير صادرة عن كبرى المؤسسات البحثية والتقنية.
الذكاء الاصطناعي لم يَعد يكتفي بأتمتة المهام الروتينية، بل بات يُعيد تشكيل سوق العمل من جذوره، ويبتكر وظائف لم تكن موجودة من قبل، دافعًا بالمهن إلى تحوّل غير مسبوق في النوع والسرعة والمهارات المطلوبة.
ووسط هذه التحولات المتسارعة، لم تعد الوظائف الجديدة خيارًا تقنيًا نخبويًا، بل أصبحت ضرورة حتمية تفرضها موجات التغيير، وتُبرز الحاجة إلى مواكبة هذا الواقع الجديد بمرونة واستعداد دائم.
فالتغيير الذي كان يستغرق عقودًا بات يحدث خلال أشهر، ومهن الأمس باتت تُستبدل بوظائف لم نسمع بها من قبل، إذ تُجمِع التقارير الحديثة الصادرة عن PwC و Gartner وMcKinsey على أن الوظائف الجديدة ليست ترفًا تقنيًا، بل ضرورة إستراتيجية للتكيف مع عالم سريع التغيّر.
من أبرز هذه الوظائف، فني الصيانة التنبُّئِية بالذكاء الاصطناعي (AI Predictive Maintenance Technician) الذي يستخدم خوارزميات لرصد الأعطال قبل وقوعها، ما قد يُوفر على الشركات ما يصل إلى 630 مليار دولار سنويًا، بحسب Cisco Systems، وكذلك مهندس سلاسل الإمداد الذكية (Smart Supply Chain Engineer )، الذي يوظف أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين سرعة ودقة تسليم المنتجات؛ إذ أظهرت دراسة لمؤسسة Deloitte أن هذه الوظيفة يمكن أن تقلّص وقت التسليم بنسبة 40%، وتخفض الانبعاثات بنسبة 25%.
إعلانإنها ليست مجرد لحظة تحوّل في سوق العمل، بل ثورة مهنية تقودها الخوارزميات، وتبتكر وظائف لم تُكتب فصولها بعد، وفي قلب هذه الثورة، تتزايد الحاجة إلى مواهب قادرة على فهم هذه التحولات والتفاعل معها بمرونة وكفاءة.
فالسؤال لم يَعُد: "ما الوظيفة التي سأشغلها؟"، بل أصبح: "هل وظيفتي المقبلة موجودة أصلًا؟"، في وقت تشير فيه دراسة حديثة لمعهد McKinsey Global (2024) إلى أن 85% من وظائف عام 2030 لم تُخترع بعد.
هذا الواقع الجديد يُحتّم على الأفراد والمؤسسات إعادة التفكير في مهاراتهم، وأنماط التعلم، ونماذج العمل، استعدادًا لسوق لا يعترف بالثبات، بل يكافئ القادرين على التكيف المستمر، والتعلّم مدى الحياة.
في القطاع القانوني مثلًا، يُعاد تعريف العمل المكتبي مع ظهور محلل العقود الذكية (Smart Contract Analyst)، الذي يدمج بين القانون والبرمجة لفهم وتحليل الوثائق القانونية الرقمية.
أما في المجال الأخلاقي، فتبرز حاجة الشركات إلى مهندس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (AI Ethics Engineer) لضمان ألا تتخذ الخوارزميات قرارات متحيزة أو تمييزية، كما تنبأت Gartner بأن 30% من الشركات الكبرى ستوظف هذا الدور بحلول 2026.
ضمن الرؤى الاستشرافية التي تقدمها تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها، تم التنبؤ بظهور خمس مهن جديدة بحلول عام 2030، تشمل: مدقق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (AI Ethics Auditor)، ومهندس الميتافيرس (Metaverse Engineer)، ومطور برامج الحوسبة الكمومية (Quantum Software Developer)، ومعالجًا نفسيًا مختصًا في الإدمان الرقمي (Digital Detox Therapist)، ومهندس التعلم (Learning Engineer).
هذه الوظائف – التي لم يكن لها وجود فعلي قبل سنوات قليلة – تعكس ليس فقط التحولات التقنية، بل أيضًا التغير العميق في طبيعة المهارات المطلوبة.
إعلانوهو ما يفرض على الجامعات ومراكز التدريب إعادة صياغة مناهجها لتتناسب مع هذه الاتجاهات المستقبلية، وتوفير بيئات تعليمية مرنة تُعد الطلبة لشغل أدوار لم يُخترَع جزء كبير منها بعد.
قصة حقيقية من كوريا الجنوبية تُجسّد هذا التحول: "لي جاي هون"، مهندس ميكانيكي سابق، أعاد تأهيل نفسه ليصبح منسق التفاعل بين البشر والروبوتات (Human-Robot Interaction Facilitator)، ليقود فريقًا في تطوير تجربة العملاء داخل متاجر ذكية تستخدم مساعدين روبوتيين. بعد ستة أشهر من التدريب المتخصص، تضاعف دخله وانتقل إلى إدارة مشاريع تقنية كانت خارج نطاق تصوره المهني السابق.
لكن هذا التقدم لا يتوزع بشكل عادل حول العالم. ففي حين تسارع الدول الصناعية إلى إعادة هيكلة أنظمتها التعليمية واستثماراتها في المهارات المستقبلية، تقف الدول النامية، وخاصة العربية، أمام تحديات مضاعفة. ضعف البنية التحتية الرقمية، ونقص التمويل الموجه للبحث والتطوير، يحدان من قدرة هذه الدول على مواكبة التحول.
بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (2023)، فإن فجوة المهارات الرقمية في بعض دول الشرق الأوسط تتجاوز 60%، وهو ما يهدد بتهميشها في الاقتصاد العالمي الجديد.
هنا يبرز دور الحكومات كمحرك رئيسي للجاهزية المستقبلية. فبدلًا من التركيز فقط على خلق وظائف تقليدية، عليها تبني سياسات دعم للوظائف الرقمية الجديدة، مثل تقديم حوافز للشركات التي توظف في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنشاء شراكات بين الجامعات ومراكز الأبحاث التكنولوجية، كما فعلت سنغافورة ورواندا بنجاح لافت.
في العالم العربي، بدأت مؤسسات وشركات في دول مثل قطر، والسعودية، والإمارات تولي اهتمامًا متزايدًا بهذه التحولات. على سبيل المثال، أطلقت بعض الجامعات العربية برامج دراسات عليا متخصصة في الذكاء الاصطناعي، تشمل مساقات تتناول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف القطاعات.
إعلانكما بدأت بعض الشركات الناشئة في المنطقة توظيف مختصين في تصميم واجهات تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس بداية دخول العالم العربي في موجة جديدة من الابتكار الوظيفي.
هذا الواقع الجديد يتطلب إعادة نظر شاملة في مفهوم المهارة. فالمهارات التقنية وحدها لم تعد كافية، بل أصبحت المهارات التحليلية والإنسانية مثل التفكير النقدي، والإبداع، والتواصل الفعّال، عوامل حاسمة للنجاح في هذه المهن الناشئة.
كما يُعد الاستثمار في منصات التعلم مدى الحياة خطوة ضرورية لتقليل "التآكل المهني السريع"، إذ تشير تقديرات البنك الدولي (2024) إلى أن 40% من المهارات الحالية ستصبح غير صالحة خلال خمس سنوات.
المسؤولية اليوم لا تقع على الحكومات فحسب، إذ على الأفراد كذلك أن يعيدوا تعريف علاقتهم بالوظيفة. فالمستقبل سيكون لمن يتقنون فن التعلم المستمر والتكيف السريع، لا لمن يعتمدون على تخصص جامعي واحد مدى الحياة. إن مهارات مثل تحليل البيانات، التفكير النقدي، والقدرة على التعاون مع الخوارزميات، ستكون العملات الجديدة في سوق العمل.
المؤكد أن سوق العمل لم يعد كما عرفناه. فبينما استغرقت الثورة الصناعية الأولى قرنًا لتغيير طبيعة المهن، يكفي اليوم تحديث خوارزمية واحدة لإعادة تشكيل صناعة بأكملها.
ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى جميع القطاعات – من القانون إلى الطب، ومن الإعلام إلى الخدمات اللوجيستية – فإننا أمام تحول يشبه الانتقال من عصر الفلاحة إلى الثورة الصناعية، لكن بوتيرة أسرع بمئة مرة.
هذا التسارع غير المسبوق يفرض علينا جميعًا، حكومات وأفرادًا، أن نعيد تعريف جوهر المهارات المطلوبة، ونفكر بمرونة، ونستعد لما هو أبعد من مجرد التغيير: إلى ما يشبه إعادة خلق الإنسان المهني من جديد.
عودٌ على بدء، فإن المهن الجديدة التي أوجدها الذكاء الاصطناعي تمثّل اليوم فرصة مهمة للعالم العربي ليس فقط لمواكبة التحول الرقمي، بل لقيادته أيضًا في بعض المجالات. ويتطلب ذلك استثمارًا جادًا في التعليم، والبحث، وتوفير بيئة تنظيمية وأخلاقية تُشجّع على الابتكار دون الإضرار بالقيم المجتمعية.
إعلانوأخيرًا، نقف اليوم على أعتاب مرحلة يُعاد فيها رسم خريطة العمل عالميًا، ومن يتهيأ لها منذ الآن، سيكون الأقدر على حصد ثمارها لاحقًا.
فالمستقبل لا ينتظر المترددين، بل ينحاز لمن يملكون الشجاعة لتعلم الجديد، والمرونة لإعادة تشكيل ذواتهم المهنية، والوعي بأن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا، بل أداة تفتح أبوابًا لم تُطرق من قبل. إنها لحظة تحوّل، والفرص الكبرى قد لا تأتي مرتين.. فهل نحن فاعلون؟
| الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.