قدمت الدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، ورئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، الشكر لأولياء الأمور من أمريكا والفلبين واليمن الذين حرصوا على  مشاركة أبنائهم حضور برنامج استقبال الوافدين الجدد  للتعرف على تاريخ الأزهر وحاضره وقطاعاته المتنوعة.

وأكدت أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يولي اهتمامًا بالغًا بالطلاب الوافدين من مختلف الدول، ودائمًا يوصينا بهم؛ لأنهم أمانة في أعناقنا، ويشدد على توفير بيئة محفزة على التحصيل العلمي، ودمجهم في مختلف الأنشطة والفعاليات الطلابية؛ ليكونوا بمثابة سفراء لمصر والأزهر في الخارج.

وأبدى الحضور، سعادتهم بهذا البرنامج، مؤكدين أنها تجربة ثرية لتعريف الوافد  بالمؤسسة التي يدرس فيها.

وقالت ليلى خالد ( وافدة من اليمن): لقد استفدتُ كثيرًا من هذا البرنامج في معرفة تاريخ الأزهر، وتعرفتُ على قوة الأزهر في الدفاع عن مصر، وعن دوره مع الطلاب الأصحاء والطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تحولوا لأعضاء فاعلين في المجتمع، فبعثوا إلينا رسائل تبعث فينا الأمل لكي يكون لدينا إرادة وهمة في طلب العلم.

‏وقالت ليلى: إن العلم نور، والأزهر هو النور الذي أطمح إليه، فشكرًا للأزهر من كل قلوبنا على هذا الاهتمام المبهر، ونحن أمة واحدة، وسنظل هكذا دائمًا. 

فيما أشارت مهجة شعيب (وافدة أمريكية)، إلى أن أصولها تعود لأسرة مصرية، وحرصت على حضور البرنامج؛ للتعرف على الأزهر وتاريخه، وأنها جاءت مع أسرتها لحضور هذا البرنامج، وستلتحق بالأزهر؛ لتتعلم اللغة العربية.

وأكدت أنها استفادت من المحاضرات، وتتطلع إلى زيارة الجامع الأزهر، وكذا شارع المعز لدين الله الفاطمي.

ومن جهته، قال نصر الدين خالص (وافد من السودان) إنه استفاد كثيرًا من المحاضرات وكانت تنقصه معلومات عن علماء الأزهر، فكان يعتقد قبل هذا البرنامج، أن رفاعة الطهطاوي من السودان وليس من مصر؛ لما قام به من جهود فيها، من إنشاء أول مدرسة تعليمية هناك، وكذا معرفته أحداثا جديدة  عن الأزهر، ومواقف علمائه في فترة الاستعمار الفرنسي، لم يعرفها من قبل. 

‏وأكملت نورهان لاغنداب (وافدة من الفلبين): أنها تعرفت من خلال هذا البرنامج، على معلومات مهمة في إنشاء الأزهر، وكيف كانت مراحله في العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني، والعصر الحديث، وعن مكانة الجامع الأزهر في إقامة الدروس العلمية، وأن الذكر فيه لا ينقطع، وأنها تتمنى زيارة كل الأماكن التاريخية في مصر المجاورة للأزهر.

وأشار عارف حكيمي بن خرساني (وافد ماليزي) إلى أنه يحمد الله الذي وفقه للمشاركة في هذا البرنامج؛ لأنه عرف معلومات مهمة عن الأزهر، وعن كثير من المشايخ، لافتا إلى أنه يتطلع إلى الزيارات الميدانية لكل قطاعات الأزهر؛ لكي يرى ما سمعه في المحاضرات، فقد تشوق إلى رؤيتهم.

جدير بالذكر أن برنامج استقبال الوافدين، الذي ينظمه مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وإشراف الدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، يتضمن محاضرات علمية عن معالم المنهج الأزهري، وعن هيئة كبار العلماء، وأهم شيوخ الأزهر، وعن تاريخ الأزهر، وجامعته، وأهم قطاعاته، يعقبها زيارات ميدانية ولقاءات مع قيادات الجامع، والجامعة، وهيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث، وقطاع المعاهد الأزهرية.

0876536c-1370-4505-999e-1c7e4ad89d34 baa02f32-9b59-49a5-8e4e-01eb734e5eda d0e1db10-ca15-45d9-a9b1-923dd6637c11

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الوافدين الإجانب الوافدين الجدد تاريخ الأزهر هذا البرنامج شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

"جبر بخاطره".. حكاية إنسانية خلف صورة شيخ الأزهر وتلميذ معهد الأقصر

في صباح هادئ مليء بالترقب والحماس، وقف التلاميذ في معهد محمد عطيتو النموذجي لغات بالأقصر، ينتظرون وصول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. كان اليوم مشحونًا بالمراسم الرسمية والكلمات الترحيبية، والكل يحاول الظهور بأفضل صورة أمام هذه الشخصية التي تحمل في ملامحها هيبة العلم ووقار المكانة.

من بين الحضور، كان هناك طفل صغير في ثوب أزهري ناصع البياض، يقف في زاوية منزوٍ بها، يحمل بين يديه ورقة صغيرة، مكتوبة عليها قصيدة شعرية. هذا الطفل لم ينم جيدًا الليلة الماضية، فقد كان يحفظ أبياته ويرددها مرارًا وتكرارًا أمام المرآة، يحلم بلحظة وقوفه أمام شيخ الأزهر ليُسمعه صوته الذي كان ينبض بحب واحترام لأهل الصعيد وكرامتهم.

لكن الوقت كان ضيقًا، والإجراءات البروتوكولية كانت كثيرة. أُلغيت فقرة الطفل، وأُعلن أن الوقت لم يعد يسمح بإلقاء القصيدة. عندها، انكمشت ملامح الطفل، واغرورقت عيناه بالدموع التي حاول إخفاءها خلف الورقة التي كانت أمس مصدر فخره، واليوم أصبحت مجرد ذكرى مؤلمة.

اللحظة الفارقة

كان الإمام الأكبر شيخ الأزهر يُنهي كلمته حين لمح عيون الطفل الباكية ووقفته التي امتلأت بالحزن. التفت الإمام نحو الطفل، وسأل أحد المرافقين: "لماذا يبكي هذا الصغير؟" جاءه الرد سريعًا: "كانت له فقرة لإلقاء قصيدة، لكن الوقت لم يسمح يا مولانا".

في تلك اللحظة، أشار الإمام الأكبر بيده لوقف المراسم الرسمية، والتفت إلى الطفل قائلًا: "تعال يا بني، أريد أن أسمع قصيدتك".

تقدم الطفل بخطوات مترددة، ثم وقف أمام شيخ الأزهر، وبدأ في إلقاء قصيدته عن أدب أهل الصعيد وشهامتهم. كانت كلماته نقية وصوته يرتجف قليلًا من رهبة الموقف، لكن عيناه كانتا تتألقان بالفخر والسعادة.

ابتسامة ولقطة خالدة

بعد أن انتهى الطفل من إلقاء قصيدته، ابتسم شيخ الأزهر وربّت على كتفه قائلًا: "أحسنت يا بني، صوتك جميل وكلماتك أروع. استمر وتعلم أكثر." ثم دعا شيخ الأزهر المصور لالتقاط صورة تذكارية معه، صورة تحمل في تفاصيلها لحظة إنسانية لن تُنسى.

رسالة مهمة من الإمام الأكبر

في كلماته الختامية، شدد الدكتور أحمد الطيب على أمر هام أمام جميع القيادات والمسؤولين قائلًا: "لا تستهينوا أبدًا بمشاعر التلاميذ، هؤلاء الأطفال هم المستقبل. كل طفل يمتلك موهبة تستحق الاهتمام والتشجيع. امنحوهم الفرصة دائمًا للتعبير عن أنفسهم، فهم أمانة في أعناقنا."

عاد الطفل إلى مكانه وسط تصفيق حار من الجميع، بينما كان يحتضن ورقته الصغيرة بفخر، وكأنها أصبحت كنزًا ثمينًا يحمل معه ذكرى لن تُنسى.

إنسانية تتجاوز البروتوكول

هذا الموقف لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل كان درسًا في الإنسانية والقيادة الحقيقية. ففي وقت كانت فيه المراسم الرسمية تضغط على الجميع للالتزام بالجدول الزمني، أصر شيخ الأزهر على منح طفل صغير لحظة ستظل محفورة في ذاكرته مدى الحياة.

إنه مشهد يُذكرنا بأن القيادة ليست مجرد أوامر وتوجيهات، بل هي لمسة إنسانية تجعل القلوب تتفتح والأرواح تزدهر.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر يعزي الرئيس إلهام علييف في ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية
  • شيخ الأزهر يُعزي الرئيس إلهام علييف في ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية
  • تكريم الوافدين بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر وافتتاح دورة مواجهة الشبهات الإلحادية
  • تكريم الوافدين بكلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر
  • جامعة الأزهر تكرم الطلاب الوافدين المشاركين في ندوة «تصحيح الفكر»
  • تحذير مهم من «التعليم» لأولياء أمور طلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي
  • شيخ الأزهر يُعزِّي أسرة الطالبة رحيق السيد ويوجه برحلة عمرة لوالديها
  • "جبر بخاطره".. حكاية إنسانية خلف صورة شيخ الأزهر وتلميذ معهد الأقصر
  • رئيس جامعة الأزهر ومستشارة الإمام الأكبر يكرمان المشاركين في دورة تصحيح الفكر
  • رئيس جامعة الأزهر ومستشار الإمام الأكبر يفتتحان الدورة التثقيفية لمواجهة الشبهات الإلحادية