المغرب: بإقليم الحوز بؤرة الزلزال... قرية مولاي إبراهيم تحت صدمة ورعب الكارثة
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
صدمة وحزن يخيمان على سكان قرية مولاي إبراهيم المغربية بإقليم الحوز جراء تكبدهم خسائر مادية وبشرية فادحة إثر الزلزال العنيف الذي ضرب مناطق في المغرب ليل السبت مخلفا نحو 1037 قتيلا وفق آخر حصيلة رسمية.
أحد هؤلاء الحسن الذي فقد زوجته وأبناءهما الأربعة. تحت هول الصدمة كان يجلس مطأطئا رأسه بدون أن ينطق بكلمة في أحد أركان المستوصف الصغير لهذه القرية المعزولة الواقعة على بعد أكثر من ساعة جنوب مراكش.
بالكاد يستطيع الرجل التعبير عن ألمه قائلا بصوت خافت "فقدت كل شيء".
في هذا الوقت، لم يكن رجال الإنقاذ قد دفنوا بعد جثمان زوجته وأحد أبنائه.
ويضيف "لا حول لي الآن، لا أريد سوى الابتعاد عن العالم لأحزن في صمت".
تقع القرية، التي كانت تشتهر حتى الآن بأنها مقصد سياحي جبلي، في إقليم الحوز الذي سقط فيه نحو نصف الضحايا (542) من أصل 1037 حتى الآن. وفيه تقع بؤرة الزلزال المدمر.
وغالبية أجزاء هذا الإقليم عبارة عن بلدات صغيرة وقرى متناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.
منتصف نهار السبت، كانت فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ناجين محتملين أو جثامين ضحايا وسط أنقاض البيوت المهدمة، مستعينة برافعات وآليات حفر.
تزامنا مع ذلك، كان بعض سكان القرية يحفرون قبورا لدفن الموتى على إحدى التلال.
ويعد هذا الزلزال الأعنف الذي يضرب المغرب، إذ بلغت ذروته 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب ما ذكر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
مأساة
خلف هول الزلزال صدمة ورعبا امتدا إلى مدن عدة، لكن الصدمة أقوى في نفوس سكان المناطق المنكوبة قريبا من بؤرته، كما هي حال حسناء التي تقف عند مدخل بيت متواضع في قرية مولاي إبراهيم، رغم أن أسرتها نجت.
وتقول المرأة الأربعينية "إنها مصيبة رهيبة، نحن محطمون بسبب هذه المأساة".
وتضيف "رغم أن أسرتي لم يمسها سوء لكن القرية برمتها تبكي أبناءها. كثر من جيراني فقدوا أقرباء لهم، إنه ألم لا يوصف".
على جانب مرتفع من القرية تكفف بشرى دموعها بوشاح يغطي شعرها، فيما تتابع مشهد رجال يحفرون القبور.
وتستعيد لحظات الفاجعة كما عاشتها مؤكدة أن "إحدى قريباتي فقدت أطفالها الصغار".
وتضيف بصوت متوتر "شاهدت مباشرة مخلفات الزلزال، ما زلت أرتعد حتى الآن. إنه أشبه بكرة نار تحرق كل ما في طريقها. لم أعد أتحمل".
وتتابع "الجميع هنا فقد أحد أقاربه سواء في قريتنا أو في قرى أخرى بالمنطقة".
من بين هؤلاء المفجوعين، فقد الحسن آيت تاكاديرت طفلين من أقاربه لا يتجاوز عمرهما 6 و3 أعوام، كانا يعيشان في قرية مجاورة.
ويواسي الرجل نفسه مرددا "هذه إرادة الله"، معربا في الوقت نفسه عن أسفه للعزلة التي تعانيها المنطقة.
ويضيف، مرتديا جلبابا على عادة القرويين في المغرب، "لا نملك شيئا هنا، هذه المناطق الجبلية وعرة للغاية".
وتحمد امرأة أخرى من سكان القرية الله على أن أحد أعمامها "نجا من الموت بأعجوبة".
وتقول مفضلة عدم ذكر اسمها "هوى سقف البيت فوقه بينما كان يصلي، لكنهم نجحوا في إنقاذه بمعجزة رغم انهيار البيت".
وتختم "إنه لأمر مدهش كيف يمكن أن تتسبب هزة في لحظات بكل هذه المآسي".
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: زلزال المغرب كاس العالم للروغبي مجموعة العشرين ريبورتاج المغرب زلزال مراكش وزارة الداخلية كوارث طبيعية الجزائر زلزال المغرب
إقرأ أيضاً:
فيدان يحذر من صراع حضارات إثر الصمت على الكارثة في غزة
شدد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي يؤدي إلى "الاقتراب أكثر من صراع الحضارات"، محذرا "الإنسانية" من مغبة الصمت إزاء الكارثة الإنسانية في غزة.
وقال فيدان في كلمة له على هامش المنتدى العالمي الـ10 لتحالف الحضارات المنعقد في مدينة كاسكايس البرتغالية، إنه "لن يكون من الممكن تحقيق السلام العالمي الدائم دون حل المشكلات في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف أنه "لا ينبغي للدول الداعمة لتحالف الحضارات وقيمه الأساسية أن تظل صامتة إزاء الكارثة الإنسانية في غزة"، موضحا أنه "لذلك، ليس مصادفة أن تكون الدول الراغبة في السلام لفلسطين حاضرة داخل القاعة، ويغيب العاجزون عن نطق كلمة وقف إطلاق النار".
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أنه "لم نكن من قبل قريبين من صراع الحضارات كما نحن الآن، وهذا إنذار للإنسانية"، حسب وكالة الأناضول.
ولفت إلى أنه "كلما بقينا صامتين زادت الانقسامات في النظام الدولي"، متابعا "ما دام يقتل عشرات الآلاف من الأشخاص بما في ذلك الأطفال والنساء في غزة، ويترك ملايين الناس للجوع والفقر والموت، فلن يكون هناك سلام في الأفق".
وشدد فيدان على استعداد بلاده لتقديم الدعم القوي لوقف إراقة الدماء واللجوء إلى الحوار لبناء السلام، معربا عن أمله في أن "تساهم مناقشات المنتدى في تعزيز جهود بناء مجتمعات سليمة وعادلة".
ولليوم الـ417 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ44 ألف شهيد، وأكثر من 104 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.