3 جُزر وحقل غاز.. نزاعات مشتعلة تهدد تقارب إيران والعرب
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
يبدو أن جهود المصالحة الأخيرة التي بذلتها إيران مع منافسيها العرب تسير على طريق وعر؛ بسبب نزاعات طهران مع الإمارات على ملكية ثلاث جزر خليجية، ومع الكويت والسعودية على حقل غاز الدرّة في شمال غربي مياه الخليج العربي، وفقا لتقرير بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد".
ومنذ فترة تبذل إيران ودول عربية جهودا لإعادة للتقارب، لعل أبرزها استئناف الرياض وطهران علاقتهما الدبلوماسية، بموجب اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، ما أنهى قطيعة بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج العديد من الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.
وقبل أيام، انتقدت إيران بشدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية الخليجي بسبب بيانين صادرين عنه سلطا الضوء على خلافات مستمرة بين إيران ودول عربية، بحسب التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".
وأُسس مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو/ أيار 1981، ويوجد مقره في العاصمة السعودية الرياض، ويضم ست دول هي السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان.
وفي القاهرة الثلاثاء الماضي، أيد بيان صادر عن اجتماع لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع نظيرهم الياباني مطالبة الإمارات بالجزر الخليجية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وجميعها تخضع لسيطرة طهران (منذ عام 1971)، ودعا إلى معالجة الملف بمفاوضات سلمية.
لكن طهران اعتبرت أن مسألة الجزر ليست قابلة للتفاوض، إذ قال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني الخميس الماضي إن "إيران أكدت مرارا وتكرارا سيادتها الإقليمية وسيطرتها على الجزر الإيرانية الثلاث وفقا للقواعد المتفق عليها بموجب القانون الدولي".
وشدد كناني على أن الجزر "جزء لا يتجزأ وأبدي من الأراضي الإيرانية"، معتبرا أن بيان مجلس التعاون الخليجي لا يحمل "أي قيمة سياسية وقانونية".
اقرأ أيضاً
بجانب أمريكا.. هل تميل روسيا للعرب في نزاع حقل الدرّة مع إيران؟
حقل الدرّة
وخلال اجتماع وزاري لدول مجلس التعاون في الرياض الخميس الماضي، تطرق المجلس إلى ملكية حقل غاز الدرّة، وهو نزاع آخر بين إيران من جهة والكويت والسعودية من جهة أخرى، إذ أكد الوزراء الخليجيون الملكية الحصرية للسعودية والكويت لموارد الطاقة الهائلة في هذا الحقل، كما أضاف التقرير.
وتابع: "جاء البيانان الخليجيان بموازاة انفراج تسعى إليه إيران مع دول مثل السعودية والإمارات، وفي حين روجت حكومة الرئيس (الإيراني) إبراهيم رئيسي للأمر في الداخل، يبدو أن الخلافات العميقة مع المنافسين القدامى تعّقد احتمالات ذوبان الجليد".
وأردف: "وحتى حلفاء إيران الرئيسيون خيبوا آمالها فيما يتعلق بهذه الخلافات، إذ اضُطرت الخارجية الإيرانية إلى استدعاء سفيري روسيا والصين، على التوالي، في يوليو/تموز وديسمبر/كانون الأول الماضيين؛ للاحتجاج على انحياز الحكومتين إلى مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر المتنازع عليها".
ووصفت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية الموقف الكويتي والسعودي بشأن حقل الدرّة بأنه "ادعاءات متكررة لا أساس لها من الصحة"، وقالت إن طهران تسعى إلى حل عبر التفاوض بين الدول الثلاث.
وردا على موقف مجلس التعاون الخليجي بشأن حقل الدرّة، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "إيران تتوقع من جيرانها أن يتخذوا نهجا واقعيا ويمتنعوا عن التعبير عن ادعاءات غير صحيحة".
كنعاني أضاف أن طهران كررت الإعراب عن الحاجة إلى "التعاون الودي في حقل غاز آراش"، مستخدما الاسم الفارسي للحقل.
وهذا النزاع ليس جديدا، إذ تعود جذوره إلى ستينيات القرن الماضي، عندما منحت إيران والكويت حقوق استكشاف متضاربة لشركات مختلفة، مما أوقف التنقيب وأطلق نزاعا لا يزال قائما حول حقوق الملكية والتطوير.
ويقع الحقل في المنطقة المحايدة المغمورة بالمياه بين الكويت والسعودية، ويعد بعائدات اقتصادية كبيرة، مع احتياطيات تقدر بنحو 30 مليار برميل من النفط و60 تريليون قدم مكعب من الغاز.
اقرأ أيضاً
روسيا وإيران والإمارات والجزر الثلاثة.. طعنة موسكو تفتح خاصرة طهران وتحرج "رئيسي"
المصدر | ترجمة وتحير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران العرب تقارب نزاعات جزر حقل الدرة غاز مجلس التعاون الخلیجی حقل غاز
إقرأ أيضاً:
مساعد خامنئي: إيران لم تغلق الأبواب أمام واشنطن
قال كمال خرازي، مستشار المرشد الإيراني علي خامئني، اليوم الخميس، إن طهران لم تغلق كل الأبواب أمام حل خلافاتها مع الولايات المتحدة، ومستعدة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن خرازي قوله "إيران لم تغلق كل الأبواب، وهي مستعدة لمفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة لتقييم الطرف الآخر، وعرض شروطها، واتخاذ القرار المناسب".
ومن المقرر أن ترد إيران قريباً على رسالة ترامب، وقال عراقجي الأسبوع الماضي إن طهران ستأخذ في الاعتبار تهديدات ترامب والفرص في ردها على الرسالة.
وترفض طهران حتى الآن تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها بالتوصل إلى اتفاق، وإلا مواجهة عواقب عسكرية.
ووصف علي خامنئي هذه الرسالة بأنها مخادعة، وقال وزير الخارجية عباس عراقجي إن من المستحيل إجراء محادثات ما لم تغير واشنطن سياسة "أقصى الضغوط"، التي تمارسها على إيران.
وانسحب ترامب خلال ولايته الأولى فيما بين عامي 2017 و2021 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية، والذي فرض قيوداً صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات عليها.
وبعد انسحاب ترامب من الاتفاق في عام 2018 وإعادة فرض عقوبات أمريكية شاملة على إيران، انتهكت الجمهورية الإسلامية الاتفاق وتجاوزت الحدود المفروضة على برنامجها لتخصيب اليورانيوم وطورته.
إيران: رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي: تصريحات ترامب تهدف إلى إثارة الاصطفافات المتعاكسة داخل إيران
— الأحداث اللبنانية (@AhdasLebanon) March 27, 2025وتتهم القوى الغربية إيران بتنفيذ أجندة سرية تتعلق بتطوير قدرتها على إنتاج أسلحة نووية، من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عال من النقاء الانشطاري يفوق المطلوب استخدامه، فيما تقول إنها أغراض مدنية.