يبدو أن جهود المصالحة الأخيرة التي بذلتها إيران مع منافسيها العرب تسير على طريق وعر؛ بسبب نزاعات طهران مع الإمارات على ملكية ثلاث جزر خليجية، ومع الكويت والسعودية على حقل غاز الدرّة في شمال غربي مياه الخليج العربي، وفقا لتقرير بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد".

ومنذ فترة تبذل إيران ودول عربية جهودا لإعادة للتقارب، لعل أبرزها استئناف الرياض وطهران علاقتهما الدبلوماسية، بموجب اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، ما أنهى قطيعة بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج العديد من الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.

وقبل أيام، انتقدت إيران بشدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية الخليجي بسبب بيانين صادرين عنه سلطا الضوء على خلافات مستمرة بين إيران ودول عربية، بحسب التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".

وأُسس مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو/ أيار 1981، ويوجد مقره في العاصمة السعودية الرياض، ويضم ست دول هي السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان.

وفي القاهرة الثلاثاء الماضي، أيد بيان صادر عن اجتماع لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع نظيرهم الياباني مطالبة الإمارات بالجزر الخليجية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وجميعها تخضع لسيطرة طهران (منذ عام 1971)، ودعا إلى معالجة الملف بمفاوضات سلمية.

لكن طهران اعتبرت أن مسألة الجزر ليست قابلة للتفاوض، إذ قال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني الخميس الماضي إن "إيران أكدت مرارا وتكرارا سيادتها الإقليمية وسيطرتها على الجزر الإيرانية الثلاث وفقا للقواعد المتفق عليها بموجب القانون الدولي".

وشدد كناني على أن الجزر "جزء لا يتجزأ وأبدي من الأراضي الإيرانية"، معتبرا أن بيان مجلس التعاون الخليجي لا يحمل "أي قيمة سياسية وقانونية".

اقرأ أيضاً

بجانب أمريكا.. هل تميل روسيا للعرب في نزاع حقل الدرّة مع إيران؟

حقل الدرّة

وخلال اجتماع وزاري لدول مجلس التعاون في الرياض الخميس الماضي، تطرق المجلس إلى ملكية حقل غاز الدرّة، وهو نزاع آخر بين إيران من جهة والكويت والسعودية من جهة أخرى، إذ أكد الوزراء الخليجيون الملكية الحصرية للسعودية والكويت لموارد الطاقة الهائلة في هذا الحقل، كما أضاف التقرير.

وتابع: "جاء البيانان الخليجيان بموازاة انفراج تسعى إليه إيران مع دول مثل السعودية والإمارات، وفي حين روجت حكومة الرئيس (الإيراني) إبراهيم رئيسي للأمر في الداخل، يبدو أن الخلافات العميقة مع المنافسين القدامى تعّقد احتمالات ذوبان الجليد".

وأردف: "وحتى حلفاء إيران الرئيسيون خيبوا آمالها فيما يتعلق بهذه الخلافات، إذ اضُطرت الخارجية الإيرانية إلى استدعاء سفيري روسيا والصين، على التوالي، في يوليو/تموز وديسمبر/كانون الأول الماضيين؛ للاحتجاج على انحياز الحكومتين إلى مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر المتنازع عليها".

ووصفت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية الموقف الكويتي والسعودي بشأن حقل الدرّة بأنه "ادعاءات متكررة لا أساس لها من الصحة"، وقالت إن طهران تسعى إلى حل عبر التفاوض بين الدول الثلاث.

وردا على موقف مجلس التعاون الخليجي بشأن حقل الدرّة، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "إيران تتوقع من جيرانها أن يتخذوا نهجا واقعيا ويمتنعوا عن التعبير عن ادعاءات غير صحيحة".

كنعاني أضاف أن طهران كررت الإعراب عن الحاجة إلى "التعاون الودي في حقل غاز آراش"، مستخدما الاسم الفارسي للحقل.

وهذا النزاع ليس جديدا، إذ تعود جذوره إلى ستينيات القرن الماضي، عندما منحت إيران والكويت حقوق استكشاف متضاربة لشركات مختلفة، مما أوقف التنقيب وأطلق نزاعا لا يزال قائما حول حقوق الملكية والتطوير.

ويقع الحقل في المنطقة المحايدة المغمورة بالمياه بين الكويت والسعودية، ويعد بعائدات اقتصادية كبيرة، مع احتياطيات تقدر بنحو 30 مليار برميل من النفط و60 تريليون قدم مكعب من الغاز.

اقرأ أيضاً

روسيا وإيران والإمارات والجزر الثلاثة.. طعنة موسكو تفتح خاصرة طهران وتحرج "رئيسي"

المصدر | ترجمة وتحير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران العرب تقارب نزاعات جزر حقل الدرة غاز مجلس التعاون الخلیجی حقل غاز

إقرأ أيضاً:

خامنئي يدعو قطر إلى الإفراج عن أموال إيران المحتجزة

دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأربعاء، إلى عدم الانصياع للضغوط الأمريكية والعمل على الإفراج عن عائدات النفط الإيرانية المحتجزة لدى الدوحة، مضيفاً أن "طهران لا تزال تتوقع مثل هذا الإجراء من قطر"، وفق ما نقلته وكالة "بلومبرغ".

وقال خامنئي في اجتماع مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي يزور طهران، إن قطر "دولة صديقة وشقيقة، على الرغم من وجود قضايا مبهمة".

وبحسب "بلومبرغ"، أشار على وجه التحديد إلى المدفوعات الكورية الجنوبية مقابل النفط الإيراني التي تمت قبل عدة سنوات، والتي تم تجميدها لاحقاً في حسابات مصرفية في كوريا الجنوبية بعد أن شددت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى العقوبات على طهران.

يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، قد مهدت  الطريق في سبتمبر  (أيلول) 2023، لإعادة العائدات إلى إيران، عبر عدد من الدول بما في ذلك قطر، كجزء من صفقة تبادل السجناء.

وأصدر وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن، في ذلك الوقت، إعفاءً يسمح للبنوك الألمانية والإيرلندية والقطرية والكورية الجنوبية والسويسرية بتحويل الأموال إلى إيران دون المخاطرة بانتهاك العقوبات الأمريكية.

#Iran’s Khamenei Tells Qatar to Transfer Oil Funds Blocked by US

Money from South Korea oil purchases still being held in Doha

Khamenei met with Qatar’s emir during visit to Tehran#ootthttps://t.co/A8f4ovWsmO

— Giovanni Staunovo???? (@staunovo) February 19, 2025

وأشار خامنئي إلى تصريحات أمير قطر حول قضايا المنطقة، وقال "إننا نعتبر دولة قطر، بلداً صديقاً وشقيقاً، رغم أن قضايا مبهمة، بما فيها إعادة مستحقات إيران من كوريا الجنوبية والتي نُقلت إلى قطر، لا زالت محتجزة، ونعلم أن العقبة الرئيسية لتنفيذ الاتفاق بهذا الشأن، هي أمريكا".

واعتبر خامنئي، أن "العقبة الرئيسية التي تمنع حكومة قطر من إعادة الأموال إلى طهران هي عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وسياسة الضغط القصوى التي ينتهجها ضد إيران".

Leader of the Islamic Revolution Ayatollah Seyyed Ali Khamenei has told Qatar’s Emir Sheikh Tamim bin Hamad Al Thani that expansion of ties with neighboring states is Iran's definitive policy. pic.twitter.com/vvi0Gn1TO4

— Mehr News Agency (@MehrnewsCom) February 19, 2025 ضغوط ترمب

وأبلغ خامنئي الشيخ تميم، أن قطر يجب ألا تنتبه للضغوط من الولايات المتحدة لحجب العائدات، وفقاً لوكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، معرباً عن أمله في أن تخدم الاتفاقات التي تم التوصل إليها في طهران، مصلحة البلدين.

وأضاف قائلاً: "لو كنا مكان قطر، لما أعرنا اهتماماً للضغوط الأمريكية، وكنا سنعيد هذه المستحقات إلى الطرف المقابل"، مشدداً على أن إيران لا تزال تتوقع مثل هذا الإجراء من قطر.

If we were in Qatar's place, we wouldn't pay attention to the pressures brought by the US and would return Iran's assets. We continue to expect Qatar to do this.

— Khamenei.ir (@khamenei_ir) February 19, 2025

وكان ترامب قال خلال حملته الانتخابية إن "سياسة بايدن بعدم فرض عقوبات صارمة على صادرات النفط أضعفت موقف واشنطن وشجعت طهران، ما سمح لها ببيع النفط وجمع الأموال وزيادة مساعيها النووية ونفوذها من خلال الجماعات المسلحة".

وارتفعت صادرات إيران من النفط الخام، إلى أعلى مستوى لها منذ سنوات في عام 2024، إذ وجدت طهران طرقاً للالتفاف على العقوبات الصارمة التي استهدفت إيراداتها.

وحققت صادرات النفط الإيرانية، إيرادات بلغت 53 مليار دولار في عام 2023، و54 مليار دولار في العام الماضي، وفقاً لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. كما أظهرت بيانات "أوبك" أن الإنتاج خلال 2024 سجل أعلى مستوياته منذ 2018.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإيرانية: لافروف يزور طهران الثلاثاء لإجراء محادثات رفيعة المستوى
  • الخارجية الإيرانية: لافروف يزور طهران لإجراء محادثات رفيعة المستوى
  • تعويلٌ على تشييع نصرالله... هل بدأت إيران بخسارة لبنان؟
  • اعتقال بريطانيين في إيران.. سياقات التصعيد وانعكاساته
  • السعودية تحتضن لقاءً لقادة التعاون الخليجي ومصر والأردن
  • بغياب مسقط.. الرياض تشهد لقاء لقادة "التعاون الخليجي" ومصر والأردن
  • "بنك أبوظبي الأول": النمو الاقتصادي الخليجي يفوق العالمي في 2025
  • الرئيس السيسي يلتقي ملك الأردن وقادة «التعاون الخليجي» في السعوية غدا | عاجل
  • السيسي ونظيره الأردني وقادة مجلس التعاون الخليجي يشاركون غدًا لقاء أخوي غير رسمي
  • خامنئي يدعو قطر إلى الإفراج عن أموال إيران المحتجزة