سارق أموال الدولة.. غذاء للتماسيح عند قدماء المصريين
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
ارتبطت الجريمة والعقوبة فى مصر القديمة بعوامل أخلاقية وعرفية ودينية، استندت جميعها إلى مفهوم «ماعت» الذى يشير إلى «الحقيقة والعدالة»، وهما فضيلتان لا تنفصمان وضروريتان لحسن تدبير أمور المجتمع والعالم الذى ألههما المصري القديم.
وحسب النصوص المصرية القديمة فإن الجريمة انقسمت قديمًا إلى جرائم ترتكب «بحق المجتمع»، كالقتل والزنا وسرقة ممتلكات الأفراد، وجرائم ترتكب «بحق الدولة»، كالرشوة والخيانة العظمى وسرقة الممتلكات العامة وجرائم ترتكب «بحق المؤسسات الدينية» كسرقة المقابر والمعابد.
نظر المصرى القديم إلى حياته باحترام وقدسية جعلته يشدد عقوبة القتل حفاظًا على عدم انتهاك حرمتها، لكنه فرق فى العقوبة بين «القتل العمد» و«القتل الخطأ».
فعقوبة الاعدام كانت جزاء من ارتكب القتل العمد، الذى يتوفر فيه القصد الجنائى بالمفهوم المعاصر، بصرف النظر عن المكانة الاجتماعية للجانى والمجنى عليه، كما لجأ المصرى فى حالات معينة إلى توقيع عقوبات نفسية اعتبرها أشد وطأة من الاعدام.
فقد كان الابن الذى يقتل أحد أبويه يتعرض لتعذيب قبل إعدامه حرقًا على الأشواك، أما فى حالة قتل أحد الآباء ابنه أو ابنته، فلم يكن الجزاء عقوبة الاعدام، فقد كان يتم تطبيق عقوبة نفسية تمثلت فى إجبار القاتل، الأب أو الأم، على احتضان جثة الابن أو الابنة وربطهما معًا لثلاثة أيام (حتى تبدأ فى التحلل وسط حراسة).
كما كان يتم تطبيق طريقة أخرى لعقوبة الإعدام، وهى إلقاء المذنب فريسة للتماسيح، وكان الانتحار منة تمنح للمحكوم عليهم بالاعدام من علية القوم.
واعتبر المصرى القديم التهديد بالقتل جريمة بحسب نص فى بردية يقول: «اتهام بخصوص قوله لرئيس العمال «حاى» أنا سوف أهجم عليك فى الصحراء وأقتلك. وتشير بعض النصوص إلى أن القانون كان يكتفى فى هذه الحالة بالانذار فقط، ويبدو أن العقوبة قد اختلفت فى حالة ثبوت القتل الخطأ، ولم تكن الإعدام، ولم تتفق النصوص على عقوبة محددة، وهناك نص يعود إلى عصر الدولة القديمة، نقلاً عن «الجريمة والعقاب فى مصر القديمة» يقول: إن كل من يقتل شخصا بطريق الخطأ: «لم يكن يستطيع أن يدخل منزله قبل أن يتطهر من الإثم الذى ارتكبه ويقدم قربانًا عند مقبرة القتيل»، فى إشارة ربما إلى تصالح مبرم بين أسرتى الجانى والمجنى عليه، ودفع تعويض مناسب.
ولم يغفل المصرى القديم عقوبة التستر على جريمة قتل، أو عدم الإدلاء بمعلومات تفيد احتمال ارتكابها لمنع وقوعها، واعتبر كل من امتنع عن الإبلاغ شريكًا فى الجريمة ويعاقب بنفس عقوبة الجانى، أما من قتل حيوانًا له صفة دينية رمزية، فقد اعتدى على طبيعة مقدسة، يستحق الإعدام فى حالة ثبوت تعمده ذلك، أو الغرامة فى حالة القتل الخطأ.
حرص المصرى القديم على عدم ارتكاب الزنا، واعتبره جريمة دينية يتبرأ منها المتوفى فى اعترافاته الإنكارية أمام مجمع الآلهة فى العالم الآخر، كما ورد فى نص بردية «الخروج فى النهار» المعروفة اصطلاحًا باسم «كتاب الموتى»: «أنا لم أرتكب الزنا، وأنا لم أرتكب الزنا مع امرأة متزوجة».
تصدى المصرى بحزم لهذه الجريمة وجعل عقوبتها تصل إلى حد الاعدام منعًا للانفلات الأخلاقى فى المجتمع، ويوصى الوزير بتاح- حتب فى تعاليمه ابنه بعدم الافتتان بالمرأة نقلاً عن باحثة فرنسية: «إذا أردت أن تحافظ على الصداقة فى بيت ندخله سيدًا أو صاحبًا أو أى مكان ندخل إليه، فاحذر الاقتراب من النساء، فإن المكان الذى هن فيه ليس بالحسن، من أجل هذا يذهب ألف «رجل» إلى الهلاك والموت يأتى فى النهاية».
كانت عقوبة من يسرق ممتلكات أفراد هى دفع غرامة تصل إلى الضعفين، أو ثلاثة أضعاف الشىء المسروق، وهى عقوبة تغاير عقوبة سرقة ممتلكات الدولة التى وصلت إلى حد دفع السارق غرامة تصل إلى 180 ضعفًا. وكان المتهم يتعهد بإعادة المسروقات بعد اعترافه، ويخضع لعقوبة الضربة مائة ضربة باليد، وإجباره على حلف يمين لا يحنثه، وإلا يلقى فى النهر للتماسيح، وكانت العقوبة تنفذ فى مشهد عام أمام الناس.
تصدى المصرى القديم لجرائم العمل الإدارى فى الدولة وعلى رأسها الرشوة، التى لم تسلم منها الهيئات المهمة، وكانت عقوبتها العزل من المنصب وإنزال الشخص إلى درجة عامل زراعة!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المصرى القدیم فى حالة
إقرأ أيضاً:
قيادي بحزب المصريين: الدولة المصرية حققت تنمية اقتصادية شاملة وعادلة
قال محمد مجدي، أمين لجنة الإعلام بحزب المصريين، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، إن الدولة المصرية نجحت في إحداث وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة وعادلة، أسهمت بكل تأكيد في تقدم ورخاء كل ربوع مصر، وكل المحافظات تشهد إنجازات في شتى القطاعات.
المشروعات القوميةوأضاف «مجدي»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الدولة المصرية نفذت خلال السنوات العشرة الأخيرة ولا زالت عددًا من المشروعات القومية، وانعكس ذلك بشكل مباشر وقوي على حياة المواطنين، وفي نفس الوقت عادت لمصر مكانتها القوية، لا سيما وأن ذلك يأتي في الوقت الذي تواجه فيه الدولة تحديات داخلية، وفي ظل الشائعات التي تواجهها، وحالة كبيرة من الأخبار الكاذبة التي تُطلقها الجماعة الإرهابية وأنصارها في الداخل والخارج.
ملف الرعاية والحماية الاجتماعيةوأوضح أمين لجنة الإعلام بحزب المصريين، أن الدولة المصرية أولت ملف الرعاية والحماية الاجتماعية اهتمامًا كبيرًا وغير مسبوق، وذلك على الرغم من التحديات التي شهدتها خلال هذه الفترة، والتي تصدت لها الدولة بقوة من أجل تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في جميع القطاعات، مؤكدًا أن مصر اعتمدت خلال هذه الفترة على المشروعات الكبيرة ذات الطابع القومي، والتي خلقت بدورها العديد من فرص العمل لملايين الشباب، وحققت طفرة غير مسبوقة في مؤشرات التنمية الاقتصادية في ظل وجود قيادة سياسية حكيمة.
وأشار إلى أن نجاحات الدولة المصرية المتتالية وتحقيقها الكثير من الإنجازات في القطاعات والمجالات المختلفة، فضلًا عن تنامي دورها الريادي في المنطقة، وقدرتها على حماية أمنها القومي والحفاظ على استقرارها أصاب المتربصين بها، موضحًا أنه لن تفلح محاولات جماعة الشر لعرقلة الجهود التنموية، لاسيما وأن الشعب والدولة المصرية والقيادة السياسية على قلب رجل واحد، وذلك منذ ثورة 30 يونيو 2013.
وأكد «مجدي»، أن إنجازات الدولة المصرية خلال الفترة الماضية غير مسبوقة على كافة الأصعدة وفي شتى المجالات، مشيرًا إلى أن مسيرة الإنجازات مستمرة بالبناء والتنمية في كافة المجالات، والتي اتسعت لتشمل جوانب عديدة من خلال إطلاق استراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030.