بوابة الوفد:
2025-03-29@11:58:49 GMT

العنف الأسرى (4) التعذيب والقانون

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

نستكمل الحديث السابق عن قضية العنف الأسرى، والتى تناولنا خلالها أنواعه وأشكاله، وتحدثنا عن عنف الزوجة ضد زوجها وأبنائها، والعكس.

واليوم نتحدث عن عنف الآباء ضد الأبناء، فنجد فى بعض الأحيان الأب والأم يمارسان عنفا شديدا ضد أبنائهما، يصل إلى القتل فى بعض الأحيان تحت بند التربية. وقد يكون العنف والتعذيب من أحد الأطراف سواء الأب أو الأم، وفى كلتا الحالتين تكون النتيجة واحدة.

كان فى الماضى نجد أن الزوجين ينجبان أبناءهما وهما فى سن صغيرة جدا لدرجة أن الفرق فى السن بين الابن والأم والأب ليس بكثير، ومع ذلك كانا يقومان بتربية الأبناء على أكمل وجه، وقد يكون هناك بعض التجاوزات التى تحدث فى القرى والريف وهى التفرقة فى المعاملة بين الذكر والأنثى وكانت تجد الأخيرة بعضا من العنف يقع عليها سواء من الأبوين أو الأشقاء من الذكور، ولكن هذا العنف لم يصل أو يبلغ المدى الذى نتحدث عنه اليوم عند بعض الأسر.

من المؤسف أن نجد فى الآونة الأخيرة بعض الآباء يمارسون ضد أبنائهم أشكالا وألوانا من العنف والتعذيب الذى ينتهى فى أغلب الأحيان بوفاة الطفل. والعجيب فى كل قضية عندما توجه النيابة سؤالها للأب أو الأم المتهمين عن سبب القتل، تكون الإجابة أن ذلك لتربية الطفل، فهل التعذيب يكون هو الوسيلة الوحيدة للتربية؟ والأغرب من ذلك كيف أصبحت قلوب الأبوين بلا رحمة؟ وما السبب الذى وصل بنا لهذا الحد من القسوة وغلظة القلب؟

تساؤلات عديدة فى هذه القضية الشائكة التى أصبحنا نشاهد أحداثها تقريبا يوميا. والغريب أن هناك أطفالا يتم تعذيبها وهى لم تتعد ثلات سنوات أو أقل، فأى يد وأى قلب يطاوع نفسه على فعل هذه الجريمة التى لا أجد وصفا لها، وما الخطيئة التى ارتكبها هذا الطفل البريء أو الرضيع حتى ينال هذا العقاب؟

وهنا لابد أن نقف عند هذه القضية كثيرا حتى نصل إلى حلول لها، فكم تتمزق القلوب عندما تشاهد هذه الوقائع، وللأسف أن هذه النوعية من القضايا توصف بأنها ضرب أفضى إلى موت.

وتنص المادة 236 من قانون العقوبات على أنه يعاقب بالسجن من 3 إلى 7 سنوات كل من ارتكب جريمة الضرب المفضى إلى الموت، وتصل العقوبة إلى السجن المشدد 15 عامًا إذا ثبت ارتكابها بغرض إرهابى. فلا بد من النظر فى تعديل هذا القانون حتى تكون العقوبة فيه هى الإعدام شنقًا، حيث إن التعذيب أبشع كثيرا من إنهاء الحياة بأى وسيلة بعيدا عن التعذيب الذى يقع على طفل بريء لا يعرف معنى كلمة تعذيب ولا يعرف ما الذنب الذى ارتكبه حتى يذوق من العذاب أشكالا وألوانًا.. وللحديث بقية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العنف الأسري إطلالة الحديث السابق الاب والام

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: الدعاء يكون صدقة جارية إذا كان من ولد صالح لوالديه

قال فضيلة الإمام الأكبر إن الدعاء ورد في القرآن الكريم بأكثر من معنى، والمعنى اللغوي له هو الطلب، موضحا أن هذا الطلب إن جاء من الأعلى للأدنى يكون أمرا، وإن جاء من الأدنى للأعلى يكون التماسا، أما إن جاء بين متناظرين، أو من عبد إلى عبد آ خر، فيكون التباسا، لافتا أن صيغة الدعاء في كل الأحوال هي الأمر، حتى وهي موجهة من الأدنى للأعلى، ومن ذلك قوله تعالى: «رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا» وقوله تعالى: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً"، فالأفعال "اغفر وآتنا» هنا أفعال أمر من حيث الصيغة والشكل، إلا أنها تقتصر على ذلك لفظا، ويتحول المعنى في فعل الأمر هنا إلى معنى الدعاء أو الالتماس، والعكس صحيح إن كانت من الأعلى إلى الأدنى تكون أمرا، مضيفا أنه إن كان ذلك بين النظيرين أو المتساويين، فإنه لا يكون أمرا، فالأمر الحقيقي لا يأتي إلى من الأعلى إلى الأدنى بمعنى أنه لا يكون إلا من الله تعالى إلى العبد، وبذلك يكون الأمر بين المتناظرين التباسا.

وبين الإمام الطيب، في الحلقة السادسة والعشرون من برنامج «الإمام الطيب»، أن معنى الدعاء في قوله تعالى: «لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ۚ»، هو النداء، حيث كان بعض الصحابة، ينادونه صلى الله عليه وسلم باسمه، فأوضح لهم الله تعالى أن النبي "صلى الله عليه وسلم» له حرمة، ويجب أن نتأدب معه، فهو صاحب الوحي مصداقا لقوله تعالى: «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي»، والوحي هنا يرفعه صلى الله عليه وسلم إلى درجة الإنسان الكامل، لافتا أننا حين نستقرئ حياته الشريفة، نوقن أنه لا يحتملها البشر العادي، ولا يجود بما جاد به هذا النبي الكريم، لأن الله تعالى هو الذي أدبه ورباه على هذه الفضائل، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «أدبني ربي فأحسن تأديبي"، فشخصية بهذه المواصفات يجب أن يعرف من حوله قدره حين ينادونه، فلا ينادونه إلا بـ "يا رسول الله" أو "يا نبي الله».

وأوضح فضيلة الإمام الطيب ضرورة مراعاة أخلاق الإسلام في مناداة الكبير بشكل عام، فلا ينادى مجردا باسمه، بل لا بد وأن يسبق اسمه بـ«حضرتك»، أو غيرها من كلمات التقدير والاحترام، لافتا أنه قد حدث هبوط مفاجئ على مستوى التربية في البيت ودور التعليم، وعلى مستوى ما يتلقاه الطفل من الإعلام بشكل عام، بجانب ما يتلقاه أبناؤنا اليوم من الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي بدأت تعبث بفطرتهم وتشوهها وتفرض عليهم سلوكيات لا تناسب تقاليدنا ولا أخلاقنا الإسلامية، إلا أن الله تعالى، ورغم كل ذلك، يبعث لهذه الأمة من يحميها من هذه الغيوم السوداء الداكنة التي تتدفق علينا من الغرب.

وحول سبب نزول الآية الكريمة في قوله تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ»، قال الإمام الطيب إن هذه الآية قد نزلت لتجيب على تساؤل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين سألوه «أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه»، وقريب هنا ليست قرب مكانة ولا قرب ذات، وإنما قرب علم وسمع ورحمة، مضيفا الله تعالى يحب منا أن نتوجه إليه دائما بالدعاء، فهو تعالى لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية، ولكن صفات الذات الإلهية كالإكرام والعفو والغفران تتطلب من العبد الاتجاه إليه تعلى بالدعاء دائما طلبا للرحمة والعفو والغفران.

واختتم فضيلته بالإشارة إلى أن الفارق بين الدعاء والتسبيح، أن الدعاء من ذكر الله أما التسبيح فهو ثناء وإجلال وتنزيه لله سبحانه وتعالى، لافتا أن الدعاء يكون صدقة جارية إذا كان من ولد صالح مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، فيكون الدعاء من الولد الصالح هنا صدقة جارية يحصل ثوابها للمدعو له، سواء كان الأب أو الأم، موصيا من يتوجه إلى الله بالدعاء بالثقة في الله وأن يكون الحال عنده أن لا ليس له ملجأ إلا هذا الذي يدعوه وأن الباقي كلهم عباد مثله لا يضرونه ولا ينفعونه.

اقرأ أيضاًنزلة برد شديدة.. شيخ الأزهر يعتذر عن لقاءاته بناء على نصيحة الطبيب

شيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لـ اسم الله «المقيت»

شيخ الأزهر يدعو لمواجهة المخططات غير المقبولة لتهجير الفلسطينيين

مقالات مشابهة

  • عمر خورشيد: نقدم في «سندريلا كيوت» حب أفلاطوني أتنسى من زمان.. الكواليس مع حورية فرغلي «زي العسل».. وأقدم دور شرير لأول مرة في مسلسل «مملكة النحل»
  • تسريبات جديدة لـ”آيفون 17 Air”.. هل يكون الأنحف في تاريخ آبل؟ (صور)
  • ما ظاهرة العنف الأسرى وأسباب انتشارها؟.. استشاري علم نفس يكشف التفاصيل
  • لجنة حقوق الانسان بحثت في انطلاقة هيئتي مناهضة التعذيب والمخطوفين والمخفيين قسرا
  • وفد الأقباط الإنجليين يقدم التهنئة لمحافظ أسوان بمناسبة عيد الفطر المبارك
  • محافظ أسوان يستقبل وفد الأقباط الأرثوذكس للتهنئة بمناسبة عيد الفطر
  • وزارة الداخلية تقرّ بتصاعد ظاهرة العنف في إقليم كوردستان
  • مسلسل "وتقابل حبيب" الحلقة 26.. فارس يرغب فى إعلان حبه لـ ليل
  • ورشة عمل حول «الحد من العنف المجتمعي» في ليبيا
  • شيخ الأزهر: الدعاء يكون صدقة جارية إذا كان من ولد صالح لوالديه