أكد المشاركون في المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المنعقد حاليًا بالقاهرة، أن الفضاء الإلكتروني يحمل من الإمكانات مما يساعد المؤسسات والحكومات والمجتمعات على تحقيق أهدافها، منبّهين في الوقت ذاته مما يحمله الفضاء من تحديات وتهديدات مرتبطة بالتوظيف الخاطئ والاستخدام السيئ وتستوجب حماية الفكر والثقافة والقيم في الدول العربية من محاولات الاختطاف أو التشويه.

وقال وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة في كلمته بالجلسة الافتتاحية اليوم، إن المؤتمر يتناول جوانب مهمة في الفضاء الإلكتروني والتطور التكنولوجي، وما يرتبط بهما من وسائل ذات أثر بالغ في بناء الوعي بصفة عامة وقضايا الخطاب الديني بصفة خاصة؛ مما يتطلب الوقوف عندها بدقة لتعظيم الإفادة من إيجابياتها، وتفادي مخاطرها والتغلب على تحدياتها.

أخبار متعلقة زلزال المغرب.. رابطة العالم الإسلامي تعرب عن خالص التعازي في الضحايا"مجلس وزراء الداخلية العرب": نؤكد قدرة المغرب على تجاوز الزلزال وآثاره

#وزير_الشؤون_الإسلامية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ خلال كلمته في افتتاح "مؤتمر #تواصل_وتكامل": المؤتمر يجسّد معنى قوله تعالى: "وشاورهم في الأمر"#اليومpic.twitter.com/wFBsYf2OAD— صحيفة اليوم (@alyaum) August 14, 2023

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة المجال الدعوي، باعتباره إضافة إلى كل الوسائل القائمة من الدعوة المباشرة أو الافتراضية وليس بديلًا عن أي منهما، وأهمية استخدام وسائل التواصل الإلكتروني والتقنيات استخدامًا رشيدًا لملء الفراغ وعدم تركه للمتطرفين أو العابثين.

خدمة الخطاب الديني

أكد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، في كلمة مماثلة، أهمية وضع منظومة تشريعية متطورة وحديثة بهدف التوظيف الآمن للتكنولوجيا الحديثة في خدمة الخطاب الديني، وبما يحافظ على ثوابت وأصول الدين الإسلامي الحنيف، ويتناسب أيضاً مع خصوصية المجتمعات العربية والإسلامية ومنظومة القيم السائدة بها.

ولفت الانتباه إلى أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المؤسسات الدينية لإعداد أجيال من العلماء والمتخصصين ممن تكون لديهم القدرة على التعامل الآمن مع التكنولوجيا الحديثة بوعي ومهنية، وقدرة كذلك على مواجهة التوظيف السيئ لتلك التكنولوجيا من قِبَل الجماعات المتطرفة، وحماية النشء الصغير والشباب من أفكارهم الهدَّامة.

من جهته، قال مفتي مصر، شوقي علام، في كلمته، إن قضية الفضاء الإلكتروني من أهم وأخطر القضايا، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي لغة العصر، مشيرًا إلى أن تطور المجتمعات الإسلامية غير أنماط الخطاب الديني لأنه جزء من الخطاب المجتمعي.

وأوضح علام أن وسائل التواصل مهما تطورت لا تعدو أن تكون طريقًا للحوار وتبادل المعلومات، ويمكن استخدامها في الحفاظ على العقول من الأفكار المنحرفة ونشر الوعي، معربًا عن تمنياته بخروج المؤتمر بتوصيات تخدم الأمة الإسلامية والإنسانية جميعًا.

الفضاء الإلكتروني

قال وكيل الأزهر، محمد الضويني في كلمة مماثلة، إن الفضاء الإلكتروني أصبح أداة فاعلة في أيدي الأمم لتعظيم الثروة وتمكين السلطة وصيانة الهوية، مشيرًا إلى أن الشعوب الواعية هي التي تقتحم المستقبل بمنهجية مدروسة، وأن ما تتيحه الرقمنة من إمكانيات فرصة حقيقية لإعادة النظر في كثير من الأنشطة وحسن استثمار الموارد واتخاذ القرارات الصائبة.

وحذّر وكيل الأزهر من أن الفضاء الإلكتروني قد يتحول إلى نقمة إذا أسيء استخدامه، بدليل وجود الإرهاب الإلكتروني، معربًا عن أمله بأن يخلص المؤتمر إلى حالة من التوافق الفكري حول الفضاء الإلكتروني، وكيفية استثمار إمكاناته، بما يصون الناس في أوطانهم، ويحفظ عليهم عقائدهم وعباداتهم.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: عودة المدارس عودة المدارس عودة المدارس واس القاهرة وزير الأوقاف المصري المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أخبار العرب القاهرة الفضاء الإلکترونی

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف الأردني والأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلتقيان وفد جامعة جورج تاون

عقد الدكتور محمد الخلايلة، وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لقاءً متميزًا مع وفد طلابي من جامعة جورج تاون، وذلك على هامش مشاركة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وإلقائه كلمة بالمجالس العلمية الهاشمية، وضم اللقاء نخبة من الآباء الكاثوليك وعددًا من أساتذة الجامعة، حيث جاءت الزيارة في إطار التعرف على المعالم الإسلامية والحضارية في الأردن، ودراسة أوجه التعايش في المجتمعات العربية والإسلامية.  

واستعرض الدكتور محمد الخلايلة خلال اللقاء تجربة الأردن في ترسيخ قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف، مشيرًا إلى الجهود التي تبذلها المملكة لتعزيز ثقافة العيش المشترك والتفاهم بين مختلف أطياف المجتمع، كما تناول الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي مظاهر الإخاء والتعايش بين فئات الشعب المصري، موضحًا استراتيجية وزارة الأوقاف المصرية في التصدي للأفكار المتطرفة ومواجهة الإلحاد، مع التركيز على بناء القيم الإنسانية وصناعة الحضارة من خلال الفكر الوسطي المستنير.  

ناقش اللقاء أيضًا دور وزارات الأوقاف في تنمية المجتمعات، حيث سلط الضوء على الجهود المبذولة في تفعيل التنمية المستدامة وتحقيق الريادة المجتمعية، وأوضح المشاركون أهمية استثمار أموال الوقف في المشروعات الكبرى، التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستقرار المجتمعي، بما يحقق مردودًا إيجابيًا على مختلف شرائح المجتمع.  

وأشاد وفد جامعة جورج تاون، الذي ضم 15 طالبًا، بالجهود التي تبذلها الدولة المصرية لترسيخ قيم التعايش السلمي وتعزيز ثقافة التسامح والمحبة، كما أبدوا رغبتهم في استلهام هذه التجربة الفريدة ومحاولة استنساخها داخل المجتمع الأمريكي، مؤكدين أهمية دراسة تأثير الإسلام بتعاليمه السمحة في بناء مجتمعات قائمة على العدل والسماحة والسلام.  

شهد اللقاء مشاركة متميزة من شخصيات بارزة في مجال الدراسات الدينية، حيث حضرته الدكتورة رايين كريچ، أستاذة الديانة المسيحية في جامعة جورج تاون، إلى جانب الأب اليسوعي متّى ابليز، والدكتور الشيخ يحيى هندي، المتخصص في مجال مقارنة الأديان ومستشار الشئون الدينية الإسلامية في الجامعة، ويُعد الدكتور هندي أيضًا عضوًا في مجلس الفقه لأمريكا الشمالية، ورئيس مؤسسة علماء الدين عبر الحدود، حيث قدم خلال اللقاء رؤى مهمة حول العلاقات الدينية المتبادلة وأثرها في نشر ثقافة التفاهم المشترك.  

زار الوفد الأردن بهدف التعرف على النموذج المميز للوئام الإسلامي المسيحي، والاطلاع على العلاقات المتينة التي تجمع مختلف أطياف المجتمع، والتي تتسم بالاحترام المتبادل والمحبة والتفاهم العميق، وأكد المشاركون أن هذه العلاقات تعد نموذجًا رائدًا يعكس قيم التسامح التي يدعو إليها الإسلام، ويعزز من مفاهيم العيش المشترك في ظل الدولة المدنية التي تتخذ من الإسلام دينًا رسميًا لها.  

يُذكر أن جامعة جورج تاون تُعد واحدة من أعرق الجامعات الكاثوليكية البحثية الخاصة في الولايات المتحدة، حيث يقع مقرها في العاصمة واشنطن، وتُعرف الجامعة باهتمامها الكبير بالدراسات الدينية ومجالات الحوار بين الأديان، وهو ما يعكس حرصها على إرسال طلابها في رحلات علمية لاستكشاف مختلف الثقافات والتجارب الدينية حول العالم.

مقالات مشابهة

  • «الشؤون الإسلامية» تطلق مبادرة «مجالس المبروكة»
  • المجلس المصري للشؤون الخارجية يثمن موقف الصين الداعم لخطة السلام في غزة
  • «استشاري الشارقة» يناقش تطوير المشاريع الوقفية
  • استشاري الشارقة يناقش تطوير المشاريع الوقفية
  • “الشؤون الإسلامية” توزع 5 أطنان من التمور الفاخرة في سريلانكا
  • ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين يناقش حفظ التراث والشريعة
  • مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها من جميع المذاهب يجتمعون بمكة المكرمة لتنسيق المواقف وتعزيز الوحدة الإسلامية
  • انطلاق المؤتمر الدولي “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” بنسخته الثانية في مكة المكرمة
  • لأول مرة.. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يطلق ملتقى الفكر لذوي القدرات الخاصة
  • وزير الأوقاف الأردني والأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلتقيان وفد جامعة جورج تاون