لجريدة عمان:
2024-11-15@18:58:10 GMT

تأملات في نظرية المُثُل الأفلاطونية

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

لا أحاول في هذا المقال التفرّد بصياغة جديدة لمفاهيم نظرية المُثُل الأفلاطونية بقدر محاولتي لتقديم تأملات تتعلق بهذه النظرية التي تتجاذبها عدة مقاربات تتناسق فيما بينها لتقترب إلى مفهوم نظرية المُثُل من جوانب أخرى في حياتنا. تناول أفلاطون مثالا تخيليّا لتقريب الأذهان إلى نظريته في المُثُل، وفي مثاله يصوّر لنا أفلاطون مجموعة من البشر المسجونين داخل كهف يفصلهم عن العالم الخارجي، والنار خلفهم تعكس لهم ظلال الأشكال الخارجية دون أن يستطيع أيٌّ منهم فهم واقع هذه الأشكال وصورتها الحقيقة، وحتى مع تحرر أيّ من هؤلاء المساجين وتحققه من وجود عالم حقيقي آخر ومحاولته لإقناع من هم في الداخل بوجود هذا الواقع المغاير لنمطهم الذهني؛ فإنه يفشل في إقناعهم بهذه الحقيقة غير المحسوسة والحتمية بالنسبة إليهم.

هكذا تخرج إلينا هذه الفكرة بأفكار وتأملات كثيرة تتعلق بمفاهيمنا في نظرية المعرفة، والثابت والمتغير، والحتمي والنسبي، واليقين والظن، والشهادة والغيب؛ فنجد أن مظاهر الطبيعة وحركتها -مثل الجاذبية وتأثيراتها، والطاقة الكهربائية والمغناطيسية، وحركة الأجسام والذرة وما تحتها- تعكس المتغير النسبي، إلا أن القوانين التي تعمل بواسطتها هذه الظواهر في حياتنا هي الثابت الحتمي التي لا يترجم إلا عبر هذه الظواهر الكونية المحسوسة «الوجود»؛ وحينها نجد أننا أمام صور تعكس الواقع النسبي للحقيقة المطلقة المندسة خلف أطر غير محسوسة بشكل حسي مطلق «الماهية»، بل أقصى ما يمكن أن تُفسّر به عبر ترجمتها لصورة رياضية؛ لتمكين العقل من إدراكها وإدراك ظلالها النسبية.

تحاول نظرية المُثُل عند أفلاطون أن تقرّبنا من واقعنا في الحياة المتّسم بالنسبية والظن المعرفي؛ فتصيغ لنا قواعدَ معرفية تعكس المنطلقات التي نعتمدها في صناعة المعرفة، وهذه المنطلقات تؤكد لنا أن المعرفة نسبية تحتمل الظن حتى مع أقصى حالات اليقين المعرفي؛ كون الأشياء التي ندركها نسبية وفقا لمظهرها المحسوس، ومطلقة بالنسبة لجوهرها غير المحسوس، وهذا مثاله -كما ذكرته آنفا- في ظواهر الكون النسبية وقوانينها المطلقة. تتشعب نظرية المُثُل إلى ما هو أبعد من ذلك لتشمل فرضياتها الفرعية قضايا ميتافيزيقية لا تتصل بعالَمنا الحسي؛ حيث إن معارفنا «المطلقة» موجودة في عالَمها ما قبل المادي، وهنا لمحة إلى أن الإنسان سبق له إدراك هذا الواقع المطلق -قبل ولادته- ودخوله إلى العالَم المادي -بعد الولادة- قاده إلى المشاهدة النسبية غير المطلقة للحياة وأشيائها، وهذا من الممكن أن يتقارب مع المعطيات الدينية مثل ما يعرّفه البعض بـ«عالم الذر» الذي يستدل البعض على وجوده عبر الآية القرآنية: «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ»، وذلك إشارة -حسب ما يرى البعض- إلى وجودنا -نحن البشر- في عالَم ما قبل عالمنا المادي «عالم الشهادة»، وكان إدراكنا في ذلك العالَم إدراكا مطلقا غير نسبي، وسبق لي تناول هذه القضية بحيثيات علمية وفلسفية حاولت بواسطتها تحديد مفهومنا للعقل والوعي والروح، وخلاصة ما وصلت إليه أن تفاعلنا الجسدي والعقلي داخل المنظومة المادية في الحياة لا يسمح لنا بالإدراك المطلق للأشياء؛ إذ تكون معرفتنا بالأشياء معرفة نسبية تَضعُف وتزيد في مقاربتها للصورة الحقيقة لهذه الأشياء، ولهذا نجد بعض المدارس «الروحية» تشجع على ممارسة التأمل العميق الذي يحاول الإنسان بواسطته اختراق هذا الحاجز المادي؛ ليخرج خارج كهفه، ويرى مظاهرَ أخرى للأشياء تختلف عن صورتها النسبية السائدة، ويرى البعض هذا المنهج التأملي منهجا علاجيا يطبب النفس من ضيق عالَمها المادي المشحون بالآفات النفسية التي مع تزايدها وتفاعل الإنسان معها؛ تزيد من بُعدِ الإنسان عن حقائق الأشياء.

بجانب هذا المنهج التأملي، يأتي المنهج الإيماني متجانسا مع المنهج التأملي؛ إذ الإيمان يقود في حالاته العالية إلى بلوغ ما يسميه البعض بدرجة «اليقين»، وهذه الدرجة العالية هي ما تسمح للإنسان المتأمل ذي الإيمان العالي برؤية الضرورات الإيمانية التي لا يمكن برهنة وجودها في العالم الحسي، وأستشهد هنا -مثل كل مرة- بفلسفة كانط القاضية بضرورة الإيمان؛ كونه وسيلة وحيدة تصل الإنسان إلى اليقين بوجود الله عبر مبدأ التسليم المطلق، ولا سبيل إلى بلوغ هذا اليقين بأي طرق معرفية أخرى سواء العقلية أو التجريبية. تؤسس التجربة الإيمانية -في بدايتها- مرحلة من المعرفة الظنية التي تتسم معالمها باليقين النسبي، وهذا ما يمكن تأمله عبر الآية القرآنية: «الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»؛ فالظن هنا ليس ظنًا يخامره الشك؛ بل هو ظن أقرب إلى اليقين غير المحسوس وفقا للمعايير الحسية في العالم المادي الذي لا يمكن برهنته عقلا وتجربة -وهناك تأويلات دينية ولغوية كثيرة يستند إليها أهل التفسير واللغة، ولست بصدد الإشارة إليها مثل تباين معنى الظن عند العرب وفقا للسياقات والضرورات اللغوية- ولكن الظن بوجوده عبر المنهج الإيماني المدعوم بالنص المطلق يجعل منه يقينا يمكن الشعور به، ولا تنقص هذه المرحلة -حتى لو خالطها الشك المنهجي «وليس المذهبي»- من المسلك الإيماني الذي يكافح الإنسان «المؤمن» لبلوغ أعلى مستوياته التي تصل به إلى اليقين المطلق الذي في أكثر حالاته لا يتحقق إلا بالمشاهدة المحسوسة التي تتأتى بعد مفارقة النفس الجسد ورجوعها إلى عالَمها المطلق وفقا للدلالات القرآنية: «ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ» «كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ» وغيرها من الآيات التي تشير إلى تحقق اليقين الذي يشير إلى حالة اليقين بوجود الشيء حسا دون مجرد الشعور أو الإيمان بوجوده.

تأملاتي في نظرية المُثُل التي يعكس وجودها واقعا في مظاهر حياتنا الكثيرة -وإن اختلفت مسمياتها ومعانيها الفرعية- تُوقظ في داخلنا مناهج الشك المنهجي المبني على ظواهر معرفية نسبية تدفعنا إلى حب الاكتشاف والمغامرة المعرفية التي تحاول أن تسلك بنا إلى حقائق الأشياء، وتستمر في عملية تحديث الصورة النمطية للأشياء وظلالها وفق أدوات المعرفة النسبية التي تحاول أن تدفعنا ولو عبر الشعور اليقيني «الظني حسا» إلى الخروج من الكهف. وجدت في نظرية المُثُل لأفلاطون معاني تأملية كثيرة رغم عدم حماسي الكبير لأفلاطون ومثاليته الفلسفية سالكا بذلك مذهب أستاذنا الدكتور علي الوردي.

د. معمر بن علي التوبي كاتب وباحث عُماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نسبیة ت

إقرأ أيضاً:

ما الذي تريده تركيا تحديدًا من ترامب؟

رحّبت تركيا في اتصال من أردوغان لترامب بفوز الأخير في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والذي عبّر عن أمله في علاقات أفضل بين البلدين في رئاسته الثانية. بيد أن عودة ترامب للبيت الأبيض تأتي في ظل تطورات داخلية وإقليمية حسّاسة ودقيقة بالنسبة لأنقرة، تجعل من توجهات الرئيس الأميركي عاملًا محدِّدًا في عدد من الملفات المهمة.

تفاؤل

بعد أيام قليلة فقط من فوزه، اتصل الرئيس التركي مهنئًا دونالد ترامب بنتائج الانتخابات الرئاسية التي أعادته للمكتب البيضاوي، معربًا عن أمله في تطور العلاقات بين البلدين في رئاسته، وكذلك في وضعه حدًا للحروب الإقليمية والدولية، في إشارة للحرب الروسية – الأوكرانية، والعدوان "الإسرائيلي" على كل من غزة ولبنان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جهود متسارعة بمجلس الشيوخ لتعيين قضاة قبل تولي ترامب السلطةlist 2 of 2ترامب يواصل تعيينات إدارته ويختار إيلون ماسك لتولي وزارة “الكفاءة”end of list

الاتصال المبكر يشير إلى الأهمية التي يوليها أردوغان للعلاقات الشخصية مع ترامب من جهة، وإلى تفاؤله بهذا الفوز، حيث لم تكن العلاقات بين أنقرة وواشنطن في أفضل حالاتها مع جو بايدن.

في اتصاله، امتدح الرئيس التركي ما وصفه بـ "الشراكة النموذجية التي لا تقبل الجدل" بين تركيا والولايات المتحدة، كما مدح الرئيسَ المنتخب الذي "قدم مثالًا رائعًا في مواجهة الكثير من المصاعب"، في إشارة لمحاولات الاغتيال، والحملة الانتخابية، والفوز على كامالا هاريس.

وقال أردوغان إنه طلب من ترامب خلال الاتصال الهاتفي وقف دعم بلاده للمليشيات الانفصالية في الشمال السوري، مشيرًا إلى أنه "تحدث بشكل إيجابي جدًا عن تركيا"، وأنه – أي أردوغان – دعاه لزيارة أنقرة ويأمل أن يلبي الدعوة.

وفي تصريحات لاحقة، عبّر أردوغان عن أمله في أن يوقف الرئيس الأميركي المنتخب الحرب في المنطقة، مشيرًا إلى أن "تعليق الدعم العسكري لإسرائيل قد يكون بداية جيدة". كما نقلت عنه وسائل إعلام تركية قوله إن رئاسة ترامب ستؤثر بشكل جدي على التوازنات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.

ويأتي فوز ترامب في ظل حديث متصاعد في الداخل التركي عن احتمال بدء عملية تسوية جديدة بخصوص المسألة الكردية، وتلويح تركي متكرر بعملية عسكرية إضافية في الشمال السوري، ورغبة أنقرة المتكررة في تطبيع العلاقات مع النظام السوري.

كما تأتي في ظل قراءة تركية ترى أن العدوان "الإسرائيلي" على كل من غزة ولبنان بما في ذلك احتمالات الحرب الإقليمية تهديد مباشر لأمنها القومي ومصالحها، حيث حذّر أردوغان من "أنهم على بعد ساعتين ونصف عنا"، فضلًا عن تهديدات وزير خارجية الاحتلال السابق – وزير الدفاع الحالي – يسرائيل كاتس لأردوغان بـ "مصير صدام حسين"، بعد تلميح الرئيس التركي بإمكانية استخدام القوة مستقبلًا لوقف عدوان "إسرائيل".

بين بايدن وترامب

يتندر بعض الإعلاميين الأتراك بأن العلاقات التركية – الأميركية كانت في عهد ترامب أفضل على المستوى الشخصي بين الرئيسين، وأسوأ على مستوى المؤسسات بعضها ببعض: (وزارتَيْ الخارجية والدفاع والمخابرات)، وأنها كانت في عهد بايدن أسوأ على الصعيد الشخصي، وأفضل على مستوى تواصل المؤسسات. وأضيفُ لذلك أنها كانت في الرئاستين متوترة ومتذبذبة، وأحيانًا متأزمةـ ولم يكن ثمة اختلاف جوهري في النتائج على معظم الملفات ذات الاهتمام المشترك.

في حالة بايدن، تأخر التواصل الهاتفي بين الرئيسَين، ولم يزر أردوغان البيت الأبيض في رئاسة بايدن، حيث أعلن عن تأجيل الزيارة الوحيدة التي كان أعلن عنها وفُهم حينها أنها قد ألغيت تمامًا. وفي عهده أخرجت تركيا رسميًا من مشروع مقاتلات "إف- 35" الذي كانت جزءًا رئيسًا منه وليست مجرد شارٍ، كما ماطلت الإدارة الأميركية في تسليم أنقرة مقاتلات "إف-16" التي قدّمت بديلًا لـ "إف- 35″، ومارست ضغوطًا كبيرة على تركيا لتوافق على عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي.

وإضافة إلى التوتر القائم بسبب نظرة بايدن لأردوغان وتصريحاته السابقة حول ضرورة دعم المعارضة التركية لإسقاطه، فقد تميزت السنة الأخيرة لبايدن باختلاف كبير في الموقف من الحرب على غزة، رغم أن واشنطن طلبت من أنقرة لعب دور في الوساطة مع حماس لإطلاق سراح الأسرى حاملي الجنسية الأميركية.

في المقابل، كان ثمة علاقات شخصية جيدة بين أردوغان وترامب، وامتدح الأخيرُ الرئيسَ التركي مرارًا، وأبدى تفهمًا لاضطرار أنقرة لشراء منظومة "إس- 400" الدفاعية الروسية؛ لأن إدارة أوباما رفضت التعاون معها، وأخذ في أحد الاتصالات الهاتفية بينهما قرارًا بسحب قوات بلاده من شمال سوريا بناءً على طلب أردوغان، وهو القرار الذي لم ينفذ لاحقًا؛ بسبب اعتراض البنتاغون.

بيدَ أن العلاقات لم تكن على ما يرام دائمًا بين الجانبين، بل عرفت عدة أزمات في مقدمتها أزمة القسّ أندرو برونسون، حيث هدد ترامب بـ "تدمير الاقتصاد التركي" عبر "توتير"، وأرسل رسالة بعيدة عن اللباقة الدبلوماسية لأردوغان.

فضلًا عن أن العقوبات الأميركية على تركيا بدأت في عهد ترامب نفسه، فيما يتعلق بمشروع "إف- 35″، وعلى قطاع الصناعات الدفاعية؛ بسبب صفقة "إس- 400" (رغم إبداء التفهم المشار له)، إضافة لفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من تركيا، وعلى شخصيات سياسية ووزراء.

التوقعات

يعود ترامب مجددًا للبيت الأبيض، ويعود أقوى من السابق، بالنظر لنتائج الانتخابات وأغلبية الجمهوريين في الكونغرس، إضافة لكونها رئاسته الثانية المتحررة نسبيًا من الحسابات والضغوط السياسية المرتبطة بالانتخابات.

يضفي كل ذلك على توجهاته وسياساته وقراراته قوة وأهمية، ويجعل تأثيرها مباشرًا أكثر من السابق، لا سيما في ظل السياقات التي سلف ذكرها.

ولا شكّ أن أهم ما يشغل أنقرة حاليًا هو الملفّ الكردي داخليًا وفي سوريا، وعليه فإن أردوغان سيفعل ما بوسعه لإقناع ترامب بالعودة لقرار سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا، والذي إن حصل سيكون له ارتدادات جوهرية ومحورية – إيجابًا – على الأمن القومي التركي لجهة مشروع "الدويلة الكردية" أو "الممر الإرهابي"، وكذلك بالتبعية لجهة ملف المصالحة الداخلية.

في المقابل، سيكون لأي توجّه أميركي بدعم خيار توسيع الحرب في المنطقة، كما يتوقع الكثيرون، ضد لبنان و/أو سوريا و/أو إيران، انعكاسات سلبية على تركيا اقتصاديًا وإستراتيجيًا، ولذلك فإن النداء الأول الذي وجهه الرئيس التركي لنظيره المنتخب، هو السعي لوقفها كما وعد، وسيبقى السؤال: متى وكيف؟

وعلى عكس ذلك تمامًا، فإن تنفيذ ترامب وعده الانتخابي بوقف الحرب الروسية – الأوكرانية، سينعكس إيجابًا على تركيا المتضررة منها على عدة صعد، كما أن نظرته للأمن الأوروبي ودور الناتو تزيد من أهمية تركيا في منظومة الأمن الأوروبية عمومًا.

وربما يكون الملف الأسرع توقيتًا بالنسبة لأنقرة هو ملفّ التسليح، حيث ستسعى لإقناع ترامب ليس فقط بإنفاذ صفقة "إف- 16″، بل كذلك إعادة تركيا لمشروع "إف- 35″، وهو ما يبدو مستبعدًا في المدى القريب بالنظر لعلاقات ترامب مع "إٍسرائيل" والتي لن ترغب بذلك، لا سيما خلال هذه الحرب، بينما سيكون الرهان التركي على جانب "رجل الأعمال" في الرئيس الأميركي الذي يحب إبرام الصفقات وتأمين الربح لبلاده.

وقد كان لافتًا أن تصريحات أردوغان أشارت فعلًا لصفقة "إف- 35″ وليس" إف- 16″ كمشكلة بين البلدين، وأنها أتت في سياق حديثه عن تفاؤله بتطوير العلاقات بخصوص الصناعات الدفاعية بين البلدين في رئاسة ترامب.

في الخلاصة، ثمة ملفات حيوية تريد أنقرة أن تتفاءل بإمكانية تسييرها وتطويرها مع ترامب بالنظر لتأثير توجهاته عليها وعلى تركيا بشكل معمّق ومباشر. ولكن شخصية الرجل المثيرة للجدل والمعروفة بالتقلب وتغيير القرارات لا توحي بثقة كبيرة بقدر ما هو أمل ورغبة.

بيدَ أن المقطوع به أن أنقرة ستحاول الحصول على الاستفادة القصوى من ترامب، وتجنب إغضابه أو أي أضرار يمكن أن تتسبب بها قراراته.

ولذلك فهي تتابع من كثب كيفية تشكيله لأركان إدارته، ولا سيما في وزارتَي الخارجية والدفاع، وكيف يمكن توظيف ذلك و/أو التفاعل معه لينعكس إيجابًا على الملفات المذكورة، إذ إن تركيبة الإدارة سيكون لها دور كبير في بلورة سياسات الرجل وتنفيذها على ما ترى أنقرة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • بشأن جورج عبدالله.. ما الذي قرّرته محكمة فرنسيّة؟
  • بيان البرهان الذي تتوقعه الجماهير
  • آصف رحمن.. الموظف الأمريكي الذي سرّب وثائق الهجوم الاسرائيلي إلى طهران
  • تحدَّثَ عن نصرالله.. ما الذي يخشاه جنبلاط؟
  • عصام الحضري ينشر كواليس أول محاضرة نظرية (صورة)
  • وزير التخطيط الكوردستاني: لا ينبغي تسييس التعداد السكاني الذي سيحسم حصة الاقليم من الموازنة
  • قصف إسرائيليّ يطال القصير عند الحدود بين لبنان وسوريا.. ما الذي تمّ استهدافه؟
  • علماء يكشفون مفاجأة عن «أصل القمر»: نظرية الاصطدام بالأرض ليست دقيقة
  • ما الذي تريده تركيا تحديدًا من ترامب؟
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟