الهزات الارتدادية.. كيف تحدث "التوابع المُرعبة" للزلازل؟
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
الرؤية - سارة العبرية
تعدُّ الهزات الارتدادية ظاهرة طبيعية تحدث عادة بعد وقوع الزلازل، وقد تكون في بعض الأحيان أخطر من الزلزال لأنها تؤثر على الجوانب النفسية والمعنوية للأشخاص المتضررين، كما أنها تزيد من الشعور بعدم الأمان والتوتر والضغط النفسي، إلى جانب تأثيرها على الخدمات والطرق والمباني.
ويُطلق على الهزات الارتدادية "توابع الزلزال" أو الزلازل الصغيرة اللاحقة وهي تحدث وفق تفسير علماء من هيئة المسح الجيولوجية الأمريكية نتيجة محاولة الصفائح التكتونية العودة إلى مكانها على طول خط الصدع بعد حدوث الزلزال الأشد.
وقد تستمر هذه الهزات لأيام أو أشهر وحتى سنوات من تاريخ حدوث الزلزال الأول الأشد، وتكون أقل من الزلزال الأول وتنخفض شدتها تدريجيا.
ووفق العلماء فإن شدة تلك الهزات تتفاوت مع مرور الوقت فتكون قوية خلال الـ48 ساعة الأولى بعد الزلزال الأول، لكنها دوما تحدث بدرجات أقل منه ثم تستمر بانخفاض شدتها بدرجات متفاوتة.
وبحسب الكثير من هيئات المسح الجيولوجية في العالم، فإن خطورة هذه الهزات الارتدادية يكمن في أنها قد تسبب انهيار ما خلخله وصدعه الزلزال الأول من مبان صمدت وقتها، لذا يتوجب- وفق العلماء- عدم المغامرة بالرجوع إلى أي مبنى إلا بعد تقييم حالته من قبل المختصين.
وقد تتسبب الهزات الارتدادية في العديد من الأَضرار مثل: الانهيارات والانزلاقات الأرضية خصوصا في المناطق الجبلية، أو تضرر المباني والجسور والطرق أو انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات.
تصنيفات الزلازل
تعتمد تصنيفات الزلازل على مقياس يسمى "مقياس ريختر" أو "مقياس ماغنيتوديوتر" والذي يقيس قوة الزلزال، ومن أشهر هذه التصنيفات: زلزال ضعيف (أقل من 2.0) عادةً ما لا يشعر به الأشخاص ويتم تسجيلها فقط بواسطة معدات الرصد الزلزالي، زلزال خفيف (2.0 - 4.9) يمكن أن يشعر به الأشخاص في حال كانوا في مكان قريب من مركز الزلزال، لكن نادرًا ما يسبب أضراراً كبيرة، زلزال متوسط (5.0 - 5.9)، قد يسبب اهتزازًا قويًا يمكن أن يؤدي إلى تحطيم الزجاج وتحريك الأشياء في المنازل، زلزال قوي (6.0 - 6.9) ويسبب أضراراً خطيرة في المنازل والمباني الضعيفة، ويمكن أن يؤدي إلى انهيار المباني في الحالات النادرة، زلزال قوي جدًا (7.0 - 7.9) ويتسبب في دمار واسع النطاق في المناطق المتأثرة، قد يكون له تأثيرات بعيدة المدى، زلزال عظيم (8.0 فأكثر)، ويعدُّ من الزلازل الكبيرة وقد يسبب دماراً هائلًا، وله تأثيرات كبيرة على المناطق المحيطة ويمكن أن يؤدي إلى حدوث تسونامي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر: تغير المناخ قد يزيد من خطر الزلازل
رجحت دراسة حديثة، أن ارتفاع درجات الحرارة بفعل التغير المناخي قد يكون له تأثير غير مباشر على زيادة وقوع الزلازل، مؤكدة أن الحرارة وحدها ليست المحرك الرئيسي للأنظمة الزلزالية، لكنها قد ترجح ذلك.
وأفادت الدراسة التي نشرت بمجلة "كايوس" (Chaos) في مارس/آذار الجاري، بأن التقلبات في درجات الحرارة تؤثر على هشاشة الصخور، لا سيما في الطبقات العليا، وقد لا تؤدي هذه التغيرات بمفردها إلى إحداث زلازل كبيرة، لكن التقلبات في درجات الحرارة قد تضيف ضغوطا طفيفة في المواقع التي تعاني فعلا من ضغوط مؤدية للزلازل.
وأوضحت الدراسة، التي قامت بها جامعة تسوكوبا والمعهد الوطني للعلوم الصناعية المتقدمة والتكنولوجيا في اليابان، أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ذوبان الأنهار والصفائح الجليدية، مما يقلل من الضغط على القشرة الأرضية ويسمح لها بالارتداد، وهو ما قد يزيد من النشاط الزلزالي.
وأشارت إلى أنه مع ارتفاع مستويات سطح البحر، يزداد الضغط على المناطق الساحلية، مما قد يؤدي إلى تحركات في الصفائح التكتونية وزيادة خطر الزلازل.
وذكرت الدراسة أن بعض المناطق التي شهدت ذوبانا كبيرا للجليد، مثل ألاسكا وغرينلاند، شهدت كذلك زيادة في النشاط الزلزالي.
إعلانوتوصلت الدراسة إلى أن التغير المناخي لا يؤثر فقط على الطقس والبيئة، بل يمكن أن يكون له تأثيرات جيولوجية خطِرة، بما فيها زيادة خطر الزلازل.
مزيد من البحثوشدد العلماء المشاركون في الدراسة على ضرورة المزيد من البحث لفهم العلاقة بين تغير المناخ وحدوث الزلازل.
وقال الباحث المشارك في الدراسة ماتيوس سالدانها، إن تغيرات درجات الحرارة يمكن أن تؤدي إلى تغيير طريقة تكسر الصخور، وحتى التغيرات الطفيفة في الضغط قد تحدد ما إذا كانت الطاقة المخزنة ستنطلق على مدار أيام أو سنوات لتسبب الزلازل.
يذكر أن النهج المتعدد التخصصات للتنبؤ بالزلازل يأخذ في عين الاعتبار الماء ودرجة الحرارة وتراكم الضغوط، لكن ثمة إشارات جديدة تربط بين التغييرات الحرارية ونشاط الزلازل التي قد تتجاهلها النماذج التكتونية القياسية، ما يتطلب تحديث طرق التنبؤ.
ويؤكد بعض الخبراء أن الحركة التكتونية ستظل دائما السبب الرئيسي وراء الزلازل، مع ذلك، فهم يعترفون أيضا بأنه لا يوجد عامل واحد يفسر كل زلزال، وعليه، فإن استكشاف تأثيرات درجات الحرارة قد يكشف مزيدا من الحقائق.