عُقدت الجلسة العلمية الثالثة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين تحت عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة"، برئاسة الدكتور محمد عزت محمد محمد الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وتحدث فيها كل من: الدكتور عمر حبتور الدرعي المدير العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وفضيلة الشيخ موسى سعيدي رئيس المجلس الإسلامي زامبيا، وفضيلة الشيخ أحمد مويني صوالح رئيس مجلس الإفتاء الكيني، والدكتور عبد الحميد متولي رئيس المركز الإسلامي العالمي للتسامح والسلام بالبرازيل، والدكتور حسان موسى الأمين العام للوقف السويدي الإسلامي بالسويد.


وفي بداية الجلسة رحب الدكتور محمد عزت بالمنصة الكريمة وبضيوف مصر الكرام، مبينا أن الفضاء الإلكتروني أصبح يشكل عقولًا ويغير قيمًا ويلغي حواجز، مؤكدًا أن الفضاء الإلكتروني عبارة عن أداة لا يمكن الحكم عليها بالقبول أو الرفض لذاتها، لا بالقبول المطلق ولا بالرفض المطلق فله ما له وعليه ما عليه.


وفي كلمته أكد الدكتورعمر حبتور الدرعي أن الفتوى تعد ركيزة استقرار للأوطان وحماية للأديان ومنارة للأكوان من أجل جودة حياة الإنسان، فالإنسان في هذا الوجود هو جوهرة هذا الكون، مبينًا أن للفتوى قيمة عظيمة، والمبادئ التي تبنى عليها الفتوى تصدر عن الحفظ للكليات والعمل بها، وعلى معان معتبرة على رأسها الوضوح والإبانة والصدق والمنطقية والمسئولية والتلقي والأهلية بينما هذا الفضاء الإلكتروني يغلب عليه الشائعات والفوضى والانفتاح على العوام وغير ذلك، ومن هنا فإن مهمتنا في مؤسسات الفتوى هي الحفاظ على خصائصها في هذا الفضاء الإلكتروني المتمثلة في سماحتها والتيسير حتى لا تتلاشى مكانتها، كما أكد ضرورة الوعي بالسياق المعاصر للفتوى وتطوره في القضايا الراهنة، فالفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان.


وأشار إلى أن هذا التحول والتغير جعل من الفضاء الإلكتروني بيئة خصبة وسهلة لاحتضان الجماعات المتطرفة وانتشار أفكارها وسمومها، مؤكدًا أن الإجماع الإنساني قد انعقد أنه لا يمكن للعالم أن يتعايش بدون هذه التطورات الرقمية حتى صار حتمًا عليه أن يتعايش بها فمن واجب المؤسسات الدينية والإفتائية أن يكون لها قدم راسخة ويد مؤثرة في هذا التطور الرقمي ونحن مطالبون بأن يكون لنا دور إيجابي في ظل الرقمنة.


وفي كلمته أكد الشيخ موسى سعيدي أن موضوع الفضاء الإلكتروني المطروح في هذا المؤتمر من الأهمية بمكان والذي يعتبر سلاحًا ذو حدين، وأنه علينا اختيار أفضل الممارسات التي تمكننا من الاستخدام الأمثل للفضاء الإلكتروني، وأن يتم تعميم هذه الممارسات، خاصة وأن الإسلام له رأي في كل أمر من أمور حياتنا، فاستخدام الفضاء الإلكتروني مثله مثل أي وسيلة دعوية، لها إيجابياتها ولها سلبياتها.


وفي كلمته قدم الشيخ أحمد مويني بابا صالح الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على هذه الفكرة المتميزة لهذا المؤتمر، فالله ألهمه أن يختار في هذا المؤتمر عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني" لأنه موضوع حساس جدًّا، وسلاح ذو حدين، فإن أسند إليه تجديد الخطاب الديني واستعملناه بطريقة صحيحة وإلا فلا نفع فيه.


موضحا أن التعليم عن بعد له إيجابياته وله سلبياته، وقد حان الوقت لتنفيذ قرارات المؤتمر وتجاوز العقبات التي تواجهنا، فالفضاء الالكتروني ملك لأي أحد يتصرف فيه كيف يشاء ويبث ما يشاء من الأخبار، ومن هنا وجب علينا أن نشغل هذا الفضاء بالفكر الوسطي الرشيد من جهات معتمدة، لتجنب الجهات التي تتلاعب بفكر المجتمع.


وفي كلمته أكد الدكتور عبد الحميد متولي أن التعليم عن بعد من أهم مكتسبات التكنولوجيا الحديثة، وأنه ضرورة عصرية لا غنى عنها، وأن هذا لا يغني عن اكتساب العلم من المؤسسات العلمية الرصينة، مشيرًا إلى أننا نحتاج إلى الإرادة الفاعلة لتطويع الفضاء الإلكتروني ليناسب احتياجاتنا، وأننا إذا اردنا أن ننشر الخير فلا بد من تعلم وسائله ونشرها عن طريق العلم والمعرفة، مع الحفاظ على ثوابت ديننا وقيمنا.


وفي كلمته أكد الدكتور حسان موسى أن أي حركة أو فعل يقاس بمقاس الشرع، فالحسن حسن والقبيح قبيح قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، والفضاء الإلكتروني وسيلة وقد قال الإمام القرافي: الوسائل تأخذ أحكام المقاصد، محذرًا من استخدام الوسائل الإلكترونية دون إدراك مخاطرها، ومشددًا على ضرورة استخدامها الاستخدام الرشيد والأمثل، فخفافيش الظلام انتشرت في الظلام عبر الفضاء الإلكتروني يكفرون ويبدعون، كما أكد أن يكون مبدؤنا الخيرية، وواجبنا نشر الخير والإيمان في كل مكان فديننا دين التسامح والمحبة والرحمة وعلينا أن نغضب لما يكتب في الفضاء مما يخالف ديننا ومنهجنا، فنحن بحاجة لخطاب ينبذ الكراهية والعنف ويدعو للكرامة والإنسانية، وينبذ الإساءة للأديان.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المجلس الإسلامي الفضاء الإلکترونی فی هذا

إقرأ أيضاً:

ما تفسير الآية التي وضعها حسن نصر الله بخلفيّة كلمته وما سِر اللون الأحمر؟

سرايا - على عكس المُتوقّع، أظهر أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله هُدوءًا في كلمته أمس الخميس، حيث جاءت بعد أحداث تفجيرات أجهزة اتصال “البيجر” واللاسلكي، يومي الثلاثاء، والأربعاء، التي تقف خلفها (إسرائيل) وذهب بالأكثر للغموض، وحملت الكلمة “الهادئة” بين ثناياها تهديدات بالرد، والقصاص، لكن لم يُفصح “سيّد المُقاومة” عن شكل الرد، في أدبيّات يبدو أن الحزب دأب على استخدامها في إطالة الرد، وانتظاره العقابي من قبل الكيان.


وأكّد نصر الله في سياق شرحه للرد: “الخبر هو ما سترون وليس ما تسمعون”.


العُنوان العريض لخطاب السيّد نصر الله كان الالتزام الصارم بإسناد جبهة غزة، وعدم التراجع عن دعمها، حتى لو وصل الأمر إلى الحرب الشاملة، حيث اعتقدت إسرائيل أن تفجيرات أجهزة الاتصال الدموية، ستدفع حزب الله للتراجع عن دعم غزة، أو إحداث خلخلة لبنية الحزب، وإدخاله في حالة الصدمة والرعب.


وأشار السيّد نصر الله إلى رسائل وصلت إلى حزبه عبر قنوات رسمية وغير رسمية الثلاثاء تفيد بأن الهدف من تفجيرات أجهزة الاتصالات هو وقف جبهة لبنان عن إسناد قطاع غزة، الذي يواجه حربا إسرائيلية مستمرة أوشكت على دخول عامها الثاني.


ويبدو أن الضربة الإسرائيلية نجحت في ضرب المدنيين، ولم تنجح في اختراق قادة حزب الله، حيث أكد نصر الله أن كبار قادة “حزب الله” لا يحملون طراز أجهزة البيجر التي انفجرت الثلاثاء، وأن بنية المقاومة “لا تزال متماسكة وقوية”.


يرد السيد نصر الله على التشكيك بجدوى فتح الجبهة اللبنانية إسنادًا لغزة، بالقول إنها نجحت في تهجير أهل الشمال، وعدم إعادتهم، وفي رسالة مباشرة إلى الإسرائيليين، وجّه نصر الله كلامه إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب، اع يوآف غالانت، قائلا: “لن تستطيعوا إعادة سكان الشمال مهما فعلتم، وهذا تحدٍ، والطريق الوحيد هو وقف العدوان على غزة والضفة الغربية”.


تيقّنت إسرائيل تمامًا، بأن حزب الله لن يتراجع عن دعم غزة، الإعلام العبري قرأ ذلك، فوفقًا لذلك قال إيتاي بلومنتال مراسل الشؤون العسكرية بقناة “كان 11” الإسرائيلية، فقد اتخذت إسرائيل قرارًا لا رجعة عنه، حيث لا مناص من عملية عسكرية كبرى في الشمال، محذرا من أيام مقبلة متوترة مع حزب الله.


وكان لافتًا بأن السيد نصر الله، لم يحاول التقليل من حجم العملية وتأثيرها الدموي، وذلك من باب الواقعية، ووصف نصر الله التفجيرات، بأنها “غير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان، وكذلك غير مسبوقة على مستوى لبنان والصراع مع العدو الصهيوني” .


لكن ومع هذا الإقرار، اعتبر نصر الله بأن ذلك أمرًا طبيعيًّا فـ”هذا هو حال الحرب والصراع، ونحن نعرف أن عدونا لديه تفوّق على المستوى التكنولوجي؛ لأن أمريكا تقف وراءه وكذلك (حلف شمال الأطلسي) الناتو والغرب”.


وفي الشّكل، ظهر السيّد نصر الله مُرتديًا زيّه المُعتاد، وعمامته السوداء، بخلفية حمراء، كُتب عليها الآية الكريمة: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”.


واللون الأحمر يعني بأدبيّات حزب الله، وإيران، التحضير للأخذ بالثأر والانتقام، وقد رُفعت راية حمراء ضخمة، تحمل شعار الحزب، في تشييع القائد العسكري فؤاد شكر الذي اغتالته (إسرائيل) في الضاحية الجنوبية، كما ظهرت الراية الحمراء ضمن تشكيلات الحزب العسكرية.


وفي تفسير الآية التي ظهرت بخلفية السيد نصر الله، قرأ أهل المدينة والبصرة وعاصم: «أذن» بضم الألف والباقون بفتحها؛ أي: أذن الله، «للذين يُقاتَلُون»، قرأ أهل المدينة وابن عامر وحفص: «يقاتلون» بفتح التاء يعني المؤمنين الذين يقاتلهم المشركون، وقرأ الآخرون بكسر التاء؛ يعني: الذين أذن لهم بالجهاد «يقاتلون» المشركين.


وقال المُفسّرون: كان مشركو أهل مكة يؤذون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزالون محزونين من بين مضروب ومشجوج، ويشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول لهم: ((اصبروا فإني لم أومر بالقتال)) حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل هذه الآية، وهي أول آية أذِنَ الله فيها بالقتال، فنزلت هذه الآية بالمدينة.


ودخلت العربية السعودية بالتعليق على واقعة التفجيرات على لسان سفيرها في بريطانيا الأمير خالد بن بندر في تصريح لشبكة سكاي نيوز قائلًا: “علينا النظر في هذا الأمر (تفجيرات البيجر) مع توافر المعلومات، لا يزال الأمر مبكرا، أنا لا أملك المعلومات للإجابة على سؤال حول ذلك، ولكن إنه عالم غير عادي نعيش فيه”، وردا على سؤال ما إذا كان الأمير قلقًا من الأوضاع في المنطقة، أجاب: “بلا شك، وإذا لم أكن كذلك لكنت ساذجًا، الصراع الذي يتوسع إلى ما بعد المكان الذي يوجد فيه ويتوسّع للمنطقة ويتوسّع للعالم، هذا سيناريو لا يُريد أحدًا رؤيته..”.


وبعد خطاب نصر الله، لا يبدو أن إسرائيل تمتلك استراتيجة واضحة للتعامل مع حزب الله، وكبح تهديداته، فرغم دموية الضربة، لم تستطع إيقاف جبهة إسناده لغزة منذ الثامن من أكتوبر، كما لم تستطع إعادة سكان الشمال لمُستوطناتهم، ولا تزال تُلوّح بحربٍ بريّة لا يبدو أن حزب الله يخشى منها، بل يتمنّاها كما أشار السيد نصر الله في خطابه قائلاً مُهدّدًا الإسرائيليين: “إذا أقمتم حزامًا أمنيًّا داخل الأراضي اللبنانية فسيتحوّل هذا الحزام إلى كمين وجهنم بالنسبة لكم”.


وفي هذا السياق تقول صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن إسرائيل -رغم امتلاكها قوة تكنولوجية فائقة- تجد صعوبة في استثمارها سياسيا لتحديد أهداف طويلة الأجل، واعتبرت الصحيفة ما سمته التباين بين القدرة على استهداف حزب الله وغياب إستراتيجية واضحة للتعامل مع تهديده أحدث مثال على الهشاشة في قلب الحكم الإسرائيلي، مضيفة: “إسرائيل تبدو قوية من الناحية التكنولوجية لكنها تخسر استراتيجيًّا.


الإعلام العبري ذاته نظر لتلك العملية بعين الفشل، فوصفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية استهداف حزب الله في شبكة اتصالاته بالخطوة العبقرية لكنها أيضا فاشلة، مشيرة إلى أن إسرائيل لن تستفيد من لحظة خُطط لها طوال سنوات.



كما تساءلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية ما إذا كانت تفجيرات البيجر ضد حزب الله ستترك أثرا دائما، مضيفة أن الأخير يقول إنه لن يوقف هجماته حتى تنتهي الحرب على غزة، في حين أنه من غير المرجح أن تأتي الجهود الأميركية للتهدئة بنتائج في وقتٍ قريب.



ورغم دمويّة المشهد الذي سعت إليه إسرائيل، وفشلها على الصّعيد السياسي والعسكري في توجيه ضربة ملموسة لحزب الله عدا سُقوط الشهداء، أنتجت إسرائيل مشهد تكاتف وتعاضد ملموس بين اللبنانيين لم يكن في حسبانها، رغم الخلافات السياسية، ومُسارعة الجميع لمُساعدة الجميع بالتبرع بالدم، ونقل الجرحى، ووصف الجميع للتفجيرات بالعدوان الإسرائيلي، الأمر الذي تنبّه له السيد نصر الله قائلاً: “نتمنى أن نحافظ على هذه الإيجابية لدى الشعب اللبناني بعيداً عن التافهين الذين يريدون تشويه هذا المشهد الإنساني”.

إقرأ أيضاً : الدويري يرصد ثغرات وقع فيها حزب الله قبيل استهداف قادة الرضوانإقرأ أيضاً : 7 لغات وأعمال إنسانية ودكتوراه .. معلومات عن المسؤولة الوسيطة في "بيجرات لبنان"إقرأ أيضاً : بعد تفجيرات البيجر .. السيارات الكهربائية قد تتحول لقنابل موقوتة وخبير يوضح

مقالات مشابهة

  • ما تفسير الآية التي وضعها حسن نصر الله بخلفيّة كلمته وما سِر اللون الأحمر؟
  • الملصق الإلكتروني السر.. الداخلية تكشف تفاصيل فيديو التيك توك وسحب رخصة مواطن
  • الإمارات تضع الاقتصاد والذكاء الاصطناعي في مقدمة أولويات زيارة بن زايد إلى واشنطن
  • تنسيق معاهد المرحلة الثالثة 2024 في كفر الشيخ «علمي وأدبي»
  • نتيجة تنسيق كلية اقتصاد منزلي المرحلة الثالثة 2024 للشعبة العلمية 
  • تنسيق كليات المرحلة الثالثة «أدبي» 2024 في جامعة كفر الشيخ
  • تنسيق كليات المرحلة الثالثة «علمي» 2024 في جامعة كفر الشيخ
  • المنتدى الدولي بالشارقة يكرم الدكتور محمد غنيم رائد جراحات زراعة الكلى بجامعة المنصورة
  • نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة لمعهد العالي للخدمة الاجتماعية في كفر الشيخ
  • مستشار رئيس الجمهورية: التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لا يغنيان عن الخبرة العملية في التشخيص الطبي