سامر إسماعيل.. تجليات المنحى الإنساني للعمل الفني هاجسه الأول
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
طرطوس-سانا
إخراج دواخل الإنسان الكامنة وانطباعاته وما يمر به من أفراح وخيبات، عبر لوحات فنية، تعالج كل لوحة فكرةً أو موضوعاً ما، هو الهاجس الأول للفنان التشكيلي سامر إسماعيل عبر مسيرته التي تجاوزت ثلاثين عاماً.
إسماعيل وهو خريج معهد الفنون الجميلة عام 1987 بمدينة حماة، له أربع تجارب في الكتابة الأدبية والنقدية منها ” تأملات في صورة – الحداثة التشكيلية “، وله أيضاً أبحاث ومنشورات في صحف عربية وعالمية.
الأسلوب التعبيري يجذب إسماعيل ويرى في ألوان الأسود والأبيض والرمادي طاقةً تعبيريةً خاصةً لترجمة مكنوناته الداخلية بفنٍ يلائم مشروع المتعة البصرية التي تختلف كلياً- كما قال في تصريح لـ سانا عن المشروع الفكري، وإن كانا ينتميان للفن بشكل عام، إلا أن لكل منهما مفرداته وأدواته الخاصة.
ولأن الفنان ابن بيئته جهد إسماعيل في إظهار المنحى الإنساني للعمل الفني بعناصر ومفردات خاصة، وبأسلوب بصري غير مباشر، للإضاءة على مرحلة مهمة في حياة السوريين وصفها ” بالطاولة السورية ” التي كانت غنيةً عامرةً تظهر حال السلام والراحة، لتغدو بعد الحرب في حالة معيشية قاسية.
ويتابع إسماعيل حديثه عن تداعيات الحرب على سورية وأثرها في الحركة الثقافية والفنية كباقي تفاصيل المجتمع السوري قائلاً: “تركت هذه الحرب أثراً سلبياً في محتوى الفن السوري عموماً والتشكيلي بشكل خاص، ليتجه الكثير من الفنانين التشكيليين لمعالجة الحدث بصرياً عبر أعمال تحاكي واقع الدمار والخراب المادي والنفسي، ومع ذلك كانت حركة الفن السوري قويةً في السنوات الأخيرة، حيث افتتحت صالات جديدة وأقيمت المعارض بكثرة رغم هجرة بعض الفنانين، وقلة التسويق، وارتفاع أسعار أدوات الرسم ومتطلباته كحال مختلف السلع.
وانطلاقاً من الدور الاجتماعي للفنان كان لتجربة الملتقى الثقافي في منطقة مشتى الحلو منذ نحو عشر سنوات حضور لافت، وفق إسماعيل، في معالجة التلوث البصري وبناء تجربة بصرية تشكيلية فيها، ليكون الملتقى مركز استقطاب وجذب لعدد من الفنانين الذين زينوا جدران منازل وحارات المشتى برسومات وأعمال فنية نحتية تليق بمنطقة سياحية تحت عنوان “نحو بلدة أجمل”.
لإسماعيل أعمال مقتناة في دول أجنبية وعربية، منها عمل فني موجود في متحف ثربانتس بالمكسيك، وصمم العديد من أغلفة الكتب، ونشرت رسوماته في كتاب بالتعاون مع منظمة اليونيسكو عام 2008، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين ومدرس للرسم لدى وزارة التربية، وله معارض فردية داخل سورية وخارجها، منها معرض بالمركز الثقافي العربي في مدريد عام 2006، وفي صالة كاربزما بالكويت عام 2004، والمعرض الذي أقامه عام 2001 بصالة الكادي هارس في إسبانيا.
وله معارض مشتركة مع فنانين آخرين في محافظات سورية عدة، وفي عمان وبيروت والبحرين وغيرها، كما شارك وأشرف على عدة ملتقيات فنية وورشات عمل.
فاطمة حسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
بدور القاسمي تفتتح معرض أعمال الفنانين المشاركين بـ”مهرجان تنوير”
افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة وصاحبة رؤية مهرجان تنوير، مساء أمس معرض “نماذج أبدية” الذي ينظمه “1971 – مركز للتصاميم”، بالتزامن مع استعداد الشارقة لانطلاقة المهرجان.
يكشف المعرض خفايا العملية الإبداعية لأعمال فنية يعرضها المهرجان استلهمت رؤيتها من طبيعة صحراء مليحة مصطحبا الزوار في رحلة تفاعلية، بدءا من تصوّر وتطوير الأعمال الفنية وصولا إلى تنفيذها.
يسلط المعرض – الذي تستمر فعالياته حتى 3 أبريل 2025 – الضوء على أعمال 11 فنانا إماراتيا وعربيا وأجنبيا، يتخذون من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرا.
يتضمن المعرض برنامجا مكثفا من الجولات والحوارات مع الفنانين وورش العمل والفعاليات المجتمعية على مدار 5 أشهر .
ويقام “مهرجان تنوير 2024” تحت شعار “أصداء خالدة من المحبة والنور خلال الفترة من 22 إلى 24 نوفمبر الجاري في صحراء مليحة الغنية بالمشاهد الطبيعية الساحرة والمواقع التاريخية.
وتستلهم دورة العام الجاري من المهرجان مآثر الشاعر جلال الدين الرومي، وتستضيف نخبة من أعظم الفنانين والشعراء على مستوى العالم للاحتفال بالإبداع والترابط والعلاقة الوثيقة بين الفن والطبيعة والحياة الروحانية.
ويتجاوز معرض “نماذج أبدية” مفهوم الحدود التقليدية للمعرض الفني كونه يشكّل سردا شاملا للتعبير الإبداعي، موثقا العمليات الدقيقة لتنفيذ الأعمال الفنية ويتيح الفرصة أمام الزوار لاستكشاف مراحل تكوين المنحوتات والأعمال التركيبية الفنية المشاركة في “مهرجان تنوير”، بدءا من مسودات الرسومات والتصميمات، وصولا إلى تطوير النماذج الأولية.
ويكشف المعرض جميع مراحل العملية الإبداعية من خلال عرض منظم يشمل تفاصيل الرسومات والنماذج المصغرة وتجارب المواد المستخدمة إضافة إلى مقابلات مصورة مع الفنانين ويقدم رؤية عميقة وشاملة لرحلة التجسيد الإبداعي، بما ينسجم مع كلمات الشاعر الرومي من القرن الثاني عشر: “عندما تقرر أن تبدأ الرحلة سيظهر الطريق”.
ويقدم كل فنان مساهمة فريدة للمهرجان ونموذجا للتميز الإبداعي انطلاقا من عمل بعنوان “آثار صحراوية” للفنانين كريم وإلياس الذي يتأمل الأصداء التاريخية إلى رحلة فكرية عبر “طريق الرومي” للفنانة عزة القبيسي وصولا إلى “واحة النخيل” التفاعلية للفنان خالد شعفار و يوفر كل عمل فني تفسيرا شخصيا لشعار المهرجان.
ويستكشف عملان فنيان الأول بعنوان “دائرة النجوم” للفنانة باتريشيا ميلنز والثاني بعنوان “حَلَقيّ” للفنانة زينب الهاشمي العلاقة بين الظواهر السماوية والأشكال الأرضية، في حين يتيح عمل بعنوان “بوابة الحكمة” للفنانة نداء إلياس للمشاهدين فرصة التفاعل في تأمل سرد بصري حول الذات والتنوير أما “حُماة الأرض” للفنانة رباب طنطاوي فيجسد مفهوم الحماية الثقافية، ويكشف مبدأ المرونة في حوار الثقافات.
ويزداد ثراء المعرض بأعمال عديدة منها، “لامُتَنَاه” للفنان أحمد قطّان والنجوم السوداء من العمل الفني “ليلة القدر” لرغد الأحمد و”نَّو” للفنان عمر القرق ويسهم كل عمل بتقديم طبقات من التعبير التأملي والثقافي المشترك.وام