قال دونالد ترامب إن الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو "كساد الكبير" مثل الذي حدث خلال الركود الذي أعقب انهيار وول ستريت من قبل.

 

في حديثه في تجمع انتخابي في داكوتا الجنوبية وهو الأول له منذ توجيه الاتهام إليه بتهم تخريب الانتخابات في جورجيا الشهر الماضي، انتقد ترامب طريقة تعامل جو بايدن مع الاقتصاد.

 

قال ترامب وفقا لتيلجراف البريطانية: "الحقيقة هي أننا ربما نتجه نحو الكساد الكبير، وهو أمر لم أقله علناً من قبل" لكنني أقوله الأن وأكره أن أقول إن هذا هو الوضع لإقتصادنا.

وإنه بيان جحيمي وأنا أكره الإدلاء به."

 

استخدم ترامب خطابات حملته الانتخابية السابقة للقول إن الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو "أكثر من الركود"، وقارن ما حدث بالثلاثينيات في منشور على الإنترنت في مارس. 

 

لكن على الرغم من التضخم المستمر، فإن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي واثقون بشكل متزايد من أن الولايات المتحدة سوف تتجنب الركود عام 2023.

 

قال تقرير لمجلس الاحتياطي الاتحادي نشر يوم الأربعاء إن الاقتصاد الأمريكي نما بشكل متواضع في يوليو وأغسطس، في حين أظهرت أحدث البيانات التي نشرتها وزارة العمل يوم الخميس أن طلبات إعانة البطالة عند أدنى مستوى لها منذ فبراير.

 

قال ترامب يوم الجمعة: الخيار في هذه الانتخابات هو بين انهيار اقتصادي لبايدن – وسيحدث وسيكون قبيحًا – أو طفرة اقتصادية ترامب. 

 

أكد الرئيس السابق أيضًا أنه سيشارك في مناظرة متلفزة مع المرشح الديمقراطي العام المقبل، لكنه دافع عن قراره بعدم الظهور إلى جانب المتنافسين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية الشهر الماضي.

 

في الشهر الماضي، قال حلفاء ترامب لصحيفة التلجراف إن ترامب يعتبر نفسه "زعيم الحزب" بلا منازع ولن يناقش الجمهوريين الآخرين خلال الانتخابات التمهيدية.

 

كما كرر ترامب ادعاءه بأن الاتهامات الجنائية الأربع الموجهة ضده كانت ذات دوافع سياسية، وقال للحشد إنها "أمر يتعلق بالحملة الانتخابية".

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب وول ستريت

إقرأ أيضاً:

انهيار التحالفات القديمة وصعود نظام عالمي جديد

يمكن أن يقرأ العالم الاشتباك العلني بين الرئيس الأمريكي ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي بمستوى أبعد بكثير من كونه مجرد لحظة توتر بين زعيمين إلى كونه إعلانا واضحا لنهاية النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية. كان ترامب يقول بشكل واضح لا جدال فيه إن بلاده لن تلتزم بعد اليوم بدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا وهذا يعني أيضا إنهاء التزام أمريكا تجاه حلفائها الديمقراطيين في أوروبا وفي العالم أجمع.

كانت تلك اللحظة التي شاهدها العالم أمام شاشات التلفزيون تجسد شكل السياسة الخارجية في نهج ترامب، وهو نهج يقوم على فكرة الصفقة ويضرب بعرض الحائط أي طرح للعلاقات التاريخية أو التحالفات على مبدأ «الديمقراطية» الذي كانت الولايات المتحدة تتحدث عنه منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية.. وبعد ما حدث للرئيس الأوكراني فلم يعُد هناك مكان للشراكات الاستراتيجية المبنية على القيم والمصالح المشتركة، بل أصبح كل شيء مجرد ورقة مساومة في لعبة القوى الكبرى. ومن كان مشككا في هذا النوع من السياسة الخارجية فعليه أن يتعلم الدرس مما حدث لزيلينسكي.

لقد كشف ترامب دون أي مواربة أنه يتعامل مع السياسة الخارجية كما لو كانت سلسلة من الصفقات التجارية حيث لا توجد التزامات دائمة، بل فقط مصالح متغيرة. ويبدو أنه مُصِرّ على التخلص من فكرة أن على الولايات المتحدة حماية حلفائها، حتى لو كان ذلك على حسابها. وهو ذاهب بشكل واضح نحو تفكيك التحالفات الأمريكية التقليدية بعد انسحابه التدريجي من التزامات بلاده تجاه الناتو، ومن حلفائه العرب وحتى من رؤيته أن روسيا شريكا محتملا في تشكيل نظام عالمي جديد.

ورغم أن فكرة بناء علاقات شراكة مع روسيا فكرة إيجابية جدا فإن القواعد التي يبني عليها ترامب هذه العلاقة تبدو أقرب لفكر الصفقات التجارية منها إلى بناء علاقات سياسية.

إن ترامب الذي يشغل العالم منذ دخوله البيت الأبيض للمرة الثانية تبدو عقيدته واضحة جدا؛ فلم تعُد الولايات المتحدة المدافع عن النظام العالمي الليبرالي، بل أصبحت قوة تبحث عن الهيمنة المطلقة، حيث يكون كل شيء متاحا للمساومة.

لكن هل كان الدرس الذي وجَّهَه ترامب لأوكرانيا يخصها وحدها؟ تبدو الرسالة أكثر عمقا مما قد يعتقد البعض أنها موجهة لكل حلفاء أمريكا وبشكل خاص الأوروبيين والآسيويين والعرب. فمن كان مستعدا للتخلي عن حليف بحجم أوكرانيا الملاصقة لروسيا فإنه قد يتخلى بكل بساطة عن تايوان وعن كوريا الجنوبية وعن اليابان وعن الدول العربية.

لكن كل هذا ليس قائما على المبادئ بل على حساب «الصفقة».. فعلى عكس زيلينسكي، الذي طُلب منه قبول الهزيمة، لم يُطلب من نتنياهو أي شيء لإنهاء الحرب في غزة، رغم سقوط عشرات الآلاف من المدنيين. هذه الازدواجية تعكس أن سياسة ترامب الخارجية لا تُحددها المبادئ، بل تحكمها الحسابات الشخصية والسياسية.

هذا الأمر يجعل مصداقية الولايات المتحدة تتآكل بسرعة.. فإذا كان بإمكان واشنطن التخلي عن أوكرانيا بهذه السهولة، فما الذي يمنعها من التخلي عن حلفائها الآخرين؟ الاتحاد الأوروبي، الذي يشعر بخيبة أمل متزايدة من القيادة الأمريكية، قد يسرّع خطواته نحو بناء قدرات دفاعية مستقلة. أما في آسيا، فقد تبدأ الدول في البحث عن ترتيبات أمنية بديلة، وربما حتى إقامة علاقات أقوى مع الصين.

يعتقد ترامب أنه يستطيع إعادة ترتيب ميزان القوى العالمي من خلال نهج قائم على القوة الاقتصادية والعسكرية، متجاوزًا التحالفات، وعقد صفقات مباشرة مع القوى الكبرى، لكن التاريخ يظهر أن انهيار التحالفات غالبًا ما يؤدي إلى اضطرابات عالمية. النظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، رغم عيوبه الكبيرة جدا، نجح في تحقيق هدفه الأساسي؛ فقد منع نشوب الحروب الكبرى، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول.

خرج الرئيس الأوكراني وقد عرف مصير بلده تقريبا، لكن السؤال الأهم الآن مَن سيكون الضحية القادمة في سياسة «الصفقة التجارية»؟

مقالات مشابهة

  • رئيس الفيدرالي في سانت لويس: الاقتصاد الأمريكي سيواصل النمو رغم التحديات
  • الذهب يقارب 2870 دولارا للأونصة وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي
  • "الجدار والاستيطان": 1705 اعتداءات نفذها الجيش والمستوطنون الشهر الماضي
  • الجدار والاستيطان: 1705 اعتداءات نفذها الجيش والمستعمرون الشهر الماضي
  • نمو القطاع الصناعي في الصين خلال فبراير الماضي
  • وزير الزراعة: العراق صدر أكثر من 700 ألف طن من التمور العام الماضي
  • كلية السلطان هيثم للذكاء الاصطناعي
  • بسبب انهيار الريال..البرلمان الإيراني يقيل وزير الاقتصاد
  • انهيار التحالفات القديمة وصعود نظام عالمي جديد
  • وول ستريت جورنال: بوتين هو الفائز في اجتماع ترامب وزيلينسكي