جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-05@14:54:18 GMT

التربية والتعليم والعنف المدرسي

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

التربية والتعليم والعنف المدرسي

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

مقاطع فيديو تم تداولها في بداية العام الدراسي، شجار عنيف بين طلبة، شجار يصل إلى حد العنف المفرط، وفي المقاطع "جمهور" من الطلبة يتفرجون ويشجعون على الاعتداء، والضرب، ويحمّسون زملاءهم على القتال، ولا أتحدث هنا إنْ كانت هذه المقاطع جديدة أو قديمة، ولكن أتحدث عن "العدائية" التي وصلت إلى مدارسنا، وأولئك الطلبة الذين يتجرأون على ضرب زميل لهم بذلك الحقد، لأنه أضعف أو أصغر منهم، في ما يُسمى بظاهرة "التنمّر" في المدارس.

أستشعر عواطف الأب أو الأم لولدهما الذي يتلقى الضرب واللكم والسباب، على مرأى من الطلاب الآخرين، وأشعر بنوبة الغضب والألم التي تعتري الوالدين وهما يشاهدان ولدهما الذي ذهب ليتلقى العلم في المدرسة، فإذا هو يتلقى الإهانات، ويرونه وهو يتصبب دماً، دون أي رادع أخلاقي من "الجمهور" المتفرج، والمُشجِّع للعنف، ودون رقيب في مدرسةٍ يُفترض أنها القلب الحاضن للأبناء، والمؤتمنة عليهم، وفي المُقابل لا أدري شعور بعض الآباء وهم يرون أبناءهم بتلك الشراسة، وتلك الروح العدائية التي يظهرونها خارج المنزل.

إن ظاهرة العنف في المدارس ما كانت لتكون لولا أمرين: بيئة حاضنة له وهي الأسرة أو المجتمع، وبيئة مُتساهلة معه إلى حد كبير وهي المدرسة، والمدرسة هنا ليست لذاتها، ولكن أعني بها وزارة التربية والتعليم وإجراءتها العقابية غير الرادعة، وقوانينها التي لا تتخذ ما يكفي من خطوات لإيقاف هذا التدهور الأخلاقي الذي ينعكس على المجتمع برمته، ويؤجج نار الكراهية والعنف والتطاول على الآخرين، والتعدي دون أي رادع حقيقي تجاه ظاهرة "التنمر" والعنف المدرسي؛ فالمعلم غير قادر على ضبط الطلبة، وغير قادر على اتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه المتطاولين منهم والتي قد تطاله هو شخصيًا.

أعتقدُ أنه حان الوقت لإعادة النظر في منع الضرب في المدارس دون إفراط، والذي قد يكون حلًا أحيانًا لبعض الظواهر السلبية المُنتشرة في أروقة العلم، رغم أنَّ التربويين يرون غير ذلك، ولكن أعتقد أنَّ الضرب بغرض التأديب، وتحت ضوابط مُعينة، وبإشراف الإدارة المدرسية قد يكون حلًا في ظل هذه الهجمة الشرسة من بعض الطلبة غير الملتزمين، والذين لا يردعهم رادع، ولا يحدهم عقاب تأديبي نفسي، لأنَّ ما يرتكبه بعض هؤلاء الطلبة تجاه زملائهم وتجاه مدرسيهم من ألفاظ خادشة، وشتائم، وتعدٍ جسدي، يحتاج إلى علاج تقوم به "العصا" كأداة تأديبية تقليدية، إلى جانب التقويم النفسي، والعلاج التربوي الحديث.

إن ما رأيناه من مقاطع مرئية للعنف المدرسي، ما هو إلا نزر قليل من مشاهد أكثر عنفًا، وأكثر درامية، تكاد تكون ظاهرة يومية ومتكررة في المدارس الحكومية خاصة، وما لم نشاهده قد يكون أعظم ممّا لم نشاهده، ولا أعتقد أنَّ وزارة التربية والتعليم تُنكر الظواهر السلبية الخطيرة التي تحدث في المدارس؛ سواء مدارس الذكور أو الإناث، من انتشار للمواد الممنوعة قانونًا، وانتهاكات سلوكية خطيرة، تحتاج إلى علاج ناجع من قبل الوزارة، وضرب بيدٍ من حديد، قبل أن تتحول المدارس إلى بؤرة تخرج منها السلوكيات غير الحميدة، لتنتشر في المجتمع، فكما تعلمنا في المدارس، أن التربية تأتي أولًا ثم التربية ثم التربية، ومن بعدها يأتي التعليم، وكما يقال: "العصا لمن عصى".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليمن تشارك في أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر الايسيسكو لوزراء التربية والتعليم

شمسان بوست / الإعلام التربوي:

انطلقت اليوم في العاصمة مسقط بسلطنة عمان أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر الإيسيسكو لوزراء التربية والتعليم، الذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان، تحت شعار “ما بعد قمة تحويل التعليم: من الالتزامات إلى التطبيقات”.

وتشارك الجمهورية اليمنية ممثلة بوزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الأستاذ طارق سالم العكبري، حيث شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور رسمي رفيع المستوى من وزراء التربية والتعليم في دول العالم الإسلامي، ورؤساء منظمات وهيئات دولية ومؤسسات مجتمع مدني معنية بمجالات التعليم والتكنولوجيا والابتكار.

وأكد الوزير العكبري خلال جلسة متحدون من أجل التعليم والتي استعرضت فيها جهود منظمة الايسيسكو في ظل الأزمات والطوارئ، إلى الأوضاع التعليمية في اليمن منذ الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، والتغييرات المناخية خلال الأعوام الماضية أدت إلى تدمير كبير طال البنية التحتية لمؤسساتنا التعليمية مما ينذر بكارثة إنسانية كبيرة مشيرا للنجاحات التي تحققت في الفترة الفترة الماضية

مثمناً في ذات الوقت دور منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم في دعم وزارة التربية والتعليم والمساهمة في تجاوز التعليم كافة العراقيل والتحديات ومواصلة السير بالقطاع التعليمي وتطويره رغم كل الظروف الصعبة.

حضر الافتتاح سفير بلادنا في سلطنة عمان الدكتور خالد بن صالح بن شطيف.

مقالات مشابهة

  • وزير التربية والتعليم يهنئ معلمي مصر بمناسبة اليوم العالمي للمعلم
  • رسالة وزير التربية والتعليم في اليوم العالمي للمعلم
  • وزارة التربية والتعليم تكشف حقيقة إلغاء التقييمات الأسبوعية
  • التنمر المدرسي
  • صرف معاشات ما يناهز 7000 من المتقاعدين الجدد في قطاع التربية والتعليم
  • طريقة تحميل الكتب المدرسية عبر موقع وزارة التربية والتعليم.. رابط مباشر
  • نائب وزير التربية والتعليم يشارك بمؤتمر الإيسيسكو 2024
  • اليمن تشارك في أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر الايسيسكو لوزراء التربية والتعليم
  • وفاة الوكيل الدائم لوزارة التربية والتعليم
  • نشاط مكثف لوكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية