التربية والتعليم والعنف المدرسي
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
مسعود الحمداني
samawat2004@live.com
مقاطع فيديو تم تداولها في بداية العام الدراسي، شجار عنيف بين طلبة، شجار يصل إلى حد العنف المفرط، وفي المقاطع "جمهور" من الطلبة يتفرجون ويشجعون على الاعتداء، والضرب، ويحمّسون زملاءهم على القتال، ولا أتحدث هنا إنْ كانت هذه المقاطع جديدة أو قديمة، ولكن أتحدث عن "العدائية" التي وصلت إلى مدارسنا، وأولئك الطلبة الذين يتجرأون على ضرب زميل لهم بذلك الحقد، لأنه أضعف أو أصغر منهم، في ما يُسمى بظاهرة "التنمّر" في المدارس.
أستشعر عواطف الأب أو الأم لولدهما الذي يتلقى الضرب واللكم والسباب، على مرأى من الطلاب الآخرين، وأشعر بنوبة الغضب والألم التي تعتري الوالدين وهما يشاهدان ولدهما الذي ذهب ليتلقى العلم في المدرسة، فإذا هو يتلقى الإهانات، ويرونه وهو يتصبب دماً، دون أي رادع أخلاقي من "الجمهور" المتفرج، والمُشجِّع للعنف، ودون رقيب في مدرسةٍ يُفترض أنها القلب الحاضن للأبناء، والمؤتمنة عليهم، وفي المُقابل لا أدري شعور بعض الآباء وهم يرون أبناءهم بتلك الشراسة، وتلك الروح العدائية التي يظهرونها خارج المنزل.
إن ظاهرة العنف في المدارس ما كانت لتكون لولا أمرين: بيئة حاضنة له وهي الأسرة أو المجتمع، وبيئة مُتساهلة معه إلى حد كبير وهي المدرسة، والمدرسة هنا ليست لذاتها، ولكن أعني بها وزارة التربية والتعليم وإجراءتها العقابية غير الرادعة، وقوانينها التي لا تتخذ ما يكفي من خطوات لإيقاف هذا التدهور الأخلاقي الذي ينعكس على المجتمع برمته، ويؤجج نار الكراهية والعنف والتطاول على الآخرين، والتعدي دون أي رادع حقيقي تجاه ظاهرة "التنمر" والعنف المدرسي؛ فالمعلم غير قادر على ضبط الطلبة، وغير قادر على اتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه المتطاولين منهم والتي قد تطاله هو شخصيًا.
أعتقدُ أنه حان الوقت لإعادة النظر في منع الضرب في المدارس دون إفراط، والذي قد يكون حلًا أحيانًا لبعض الظواهر السلبية المُنتشرة في أروقة العلم، رغم أنَّ التربويين يرون غير ذلك، ولكن أعتقد أنَّ الضرب بغرض التأديب، وتحت ضوابط مُعينة، وبإشراف الإدارة المدرسية قد يكون حلًا في ظل هذه الهجمة الشرسة من بعض الطلبة غير الملتزمين، والذين لا يردعهم رادع، ولا يحدهم عقاب تأديبي نفسي، لأنَّ ما يرتكبه بعض هؤلاء الطلبة تجاه زملائهم وتجاه مدرسيهم من ألفاظ خادشة، وشتائم، وتعدٍ جسدي، يحتاج إلى علاج تقوم به "العصا" كأداة تأديبية تقليدية، إلى جانب التقويم النفسي، والعلاج التربوي الحديث.
إن ما رأيناه من مقاطع مرئية للعنف المدرسي، ما هو إلا نزر قليل من مشاهد أكثر عنفًا، وأكثر درامية، تكاد تكون ظاهرة يومية ومتكررة في المدارس الحكومية خاصة، وما لم نشاهده قد يكون أعظم ممّا لم نشاهده، ولا أعتقد أنَّ وزارة التربية والتعليم تُنكر الظواهر السلبية الخطيرة التي تحدث في المدارس؛ سواء مدارس الذكور أو الإناث، من انتشار للمواد الممنوعة قانونًا، وانتهاكات سلوكية خطيرة، تحتاج إلى علاج ناجع من قبل الوزارة، وضرب بيدٍ من حديد، قبل أن تتحول المدارس إلى بؤرة تخرج منها السلوكيات غير الحميدة، لتنتشر في المجتمع، فكما تعلمنا في المدارس، أن التربية تأتي أولًا ثم التربية ثم التربية، ومن بعدها يأتي التعليم، وكما يقال: "العصا لمن عصى".
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إنجازات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني للمعلمين خلال عام 2024
حصاد 2024.. شهد هذا العام العديد من الإنجازات التي قدمتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لتطوير المنظومة التعليمية وتحسينها والارتقاء بها، وتحسين أحوال معلميها على مستوى الجمهورية.
إنجازات وزارة التربية والتعليم للمعلمين خلال عام 2024أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، العديد من القرارات في صالح معلميها، والارتقاء بهم وتحسين أوضاعهم، خلال الأسطر المقبلة، نستعرض لهم أبرز قرارات وزارة التربية والتعليم خلال عام 2024 للمعلمين.
إنجازات وزارة التربية والتعليم للمعلمين لعام 2024 1- زيادة قيمة الحصةحددت وزارة التربية والتعليم، قيمة الحصة فوق النصاب القانوني للمعلمين المعينين العاملين فوق النصاب، لتكون قيمة الحصة الواحدة بــ 50 جنيهًا، وتم زيادة قمة الحصة للمعلمين الذين يعملون بالحصة من خريجي الكليات المؤهلة للتدريس لتكون بــ 50 جنيهًا بدلًا من 20 جنيه للحصة الواحدة.
2- حصول المعلمين على 80% من رسوم اشتراك مجموعات التقويةأصدر محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، منح معلمي مجموعات التقوية المدرسة نسبة 80% من رسوم اشتراك الطلاب في مجموعات التقوية المدرسية، مع التأكيد على أن المعلم يتقاضى حصته عقب الانتهاء من المجموعة عقب استيفاء النسب القانوينة منها، حيث يتم خصم 15% من المحصلات المالية لحساب وزارة المالية.
إنجازات وزارة التربية والتعليم للمعلمين لعام 2024 3- صرف حوافز للمعلمينكما وجهت وزارة التربية والتعليم، عدة تعليمات بشأن صرف حافز تطوير التعليم للمعلمين، مشددة على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإضافة معلمي الصف الأول الإعدادي للفئات المستحقة لصرف حافز تطوير التعليم، مع تطبيق قواعد الاستحقاق والصرف السابق تطبيقها على الفئات المشاركة بالعام الدراسي السابق.
صرف حافز تطوير التعليم للمعلمينوشددت الوزارة التربية والتعليم، على أن يتم صرف حافز تطوير التعليم للمعلمين بصفة عاجلة وفي أقرب وقت ممكن دون أي تأخير على المعلمين، ويأتي ذلك ضمن الاعتمادات الموجودة تحت تصرف مديري مديريات التربية والتعليم ببند 30/3 حافز تطوير التعليم قبل الجامعي، لحين قيام وزارة المالية بموافاة المديريات التعليمية بالدعم المخصص لهذا الغرض.
4- صرف مستحقات لمعلمي الحصةكما أصدرت وزارة التربية والتعليم، قرار نهائي بشأن صرف مستحقات لمعلمي الحصة الذين تم الاستعانة بهم للعمل في المرحلة الثانوية«الصفين الأول والثاني الثانوي» لسد عجز المعلمين في المديريات التعليمية، مؤكدة أنه لا مانع من صرف المقابل النقدي للمستعان بهم للعمل بالحصة، وذلك حرصًا على استقرار العملية التعليمية وسدا للعجز.
اقرأ أيضاًإنجازات وزارة التعليم في عهد الرئيس السيسي.. رؤية تنموية للمستقبل
التعليم تنفي تجميع كراسات التقييمات الأسبوعية والواجبات المنزلية من الطلاب
كاتب صحفي: مصر أصبحت قبلة تعليمية للوطن العربي وأفريقيا والشرق الأوسط