بدايات اللانهاية
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
عائض الأحمد
ينتابني شعور التكرار وملامح الملل، وكثره السؤال ولما المزيد أولم أخلق حرا، أفعل ما يحلو لي وهل كل هذا عمل احتاجه أو يحتاجه الآخرون ولم أنا وليس غيري كل هذه التساؤلات لم تكن وليده اليوم وإنما وليدة عمل متكرر يشبه بعضه بعضا من سنوات.
في لحظات معينة من عمرك تتحدث بها دون جهر بقولك "أو لم أصل إلى نهاية كل هذا"، أو هل من المعقول أن أبقى ملتزما مع كل هذه المتطلبات التى فرضتها على نفسي وعلى جدولي اليومى وأسلوب حياتي حتى ظننتها كالماء والهواء أمارسها دون وعي حتى أثقلت كاهلي، وجعلت من الروتين طريقا أسلكه ذهابا وعودة دون هدف أحيانا غير سنة وجودها.
لقد وهبنا الله عقولا وفضل بعضنا على بعض درجات فَكلٌّ لما خلق له ولكن لم يأمرنا بأن نعيش كآلات دون أن نتوقف لنسأل من نحن لنحمل أنفسنا كل هذا، أولم تحن ساعة الرضا والاسترخاء ونبذ كل هذا خلف ظهورنا لنستمتع بما نحن عليه دون نصائح وعظات، وروتين مرهق لم يعد يقدم لنا شيئاً مما كنا نحلم به بعد هذا العمر.
من يصدق هذا الرجل الذي ظل ممسكا بقلمه ثلاثين عاما يكتب في كل شيء، وينقد كل ما تقع عليه عيناه، ولم ير يوما أين يضع قدميه ليس لجهله وإنما لأنه اعتقد بأن الطريق ليس بحاجة نظرة منه فهو يعرف موطئها دون عناء، ويصنف نفسه بالنقطة البيضاء في صفحات سوداء لم يقرأها أحد غيره، لقوة بصره وبصيرته.
سرقته الأيام وسرق منها لذة اللحظة، عاشها كما تريد وليس كما أرادته الفطرة، فليس كل خير دائم، استنسخ دمية أخرى في لهيب قيظ آخر واستمتع بما كان يمقته ويستظل هربا منه، في عجب لم يعهده، لم يحسن التوقف هنا بل برر فعلته، بالحلقة المفرغة، وذهب بعيدا بخطوات لا نهاية لها.
ختامًا: إن كان الشيطان يكمن في التفاصيل، فالأحداث موطنه!
شيء من ذاته:
الأمر المُقيَّد بغيره يُعطيك قرارًا أقرب للصواب.
نقد.. من قال لك إنني أدعوك لفهم ما أقول؛ فالجميل أن لا تفهم لتعتاد السؤال.. انزل رعاك الله لترى ما لدى الناس.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
اجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فَأَحْسِنُوا الصَّلاَةَ عَلَيْه» فما كيفية هذا الإحسان؟ وهل يجب الالتزام بالوارد فقط ؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: أن الشرع أمر بإحسان الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا ومرفوعًا: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فَأَحْسِنُوا الصَّلاَةَ عَلَيْه» رواه ابن ماجه في "السنن"، وعبد بن حميد وأبو يعلى في "المسند"، وابن أبي خيثمة في "التاريخ"، وغيرهم، وحسّنه جمعٌ من الحفّاظ؛ كالمنذري، وابن حجر، وصححه الحافظ مغلطاي.
وإحسان الصلاة: يحصل بكل ما يؤكد مقاصدها، ويبلغ مرادها، ويفصح عن الشرف النبوي، ويبين مظاهر الكمال المحمدي؛ اعتناءً واقتداءً، وتمجيدًا وثناءً. وفي ذلك إذنٌ بالصلاة عليه بكل ما يمكن ذكره به من صيغ حسان، وأوصافٍ ومعان، وإذنٌ باستحداث ما يُسْتَطَاعُ من الصيغِ الفصيحة المعبرة عن ذلك؛ على وسع ما تصل إليه بلاغة المرء في التعبير اللائق عن خير الخلائق صلى الله عليه وآله وسلم من غير تقيد بالوارد؛ كما قرره المحققون ودرج عليه العلماء والصالحون سلفًا وخلفًا من غير نكير؛ حتى فعل ذلك الصحابة والتابعون، وتتابع عليه العلماء والأولياء والعارفون عبر العصور والقرون، وتفنَّن علماء الأمة وأولياؤها وعارفوها في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم نثرًا ونظمًا بما لم تبلغه أمة من الأمم في حق نبي من الأنبياء صلى الله عليهم وسلم.
قال الحافظ جمال الدين بن مُسْدِي [ت: 663هـ] -فيما نقله عنه الحافظ السخاوي في "القول البديع" (ص: 146، ط. الريان)-: [ وذهب جماعة من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم: إلى أن هذا الباب لا يوقف فيه مع المنصوص، وأن مَنْ رزقه الله بيانًا فأبان عن المعاني بالألفاظ الفصيحة المباني، الصريحة المعاني، مما يُعرِب عن كمال شرفه صلى الله عليه وآله وسلم وعظيم حرمته، كان ذلك واسعًا، واحتجّوا بقول ابن مسعود رضي الله عنه: "أحسنوا الصلاة على نبيكم؛ فإنكم لا تدرون لعل ذلك يُعرَض عليه"] اهـ.