كشفت وكالة بلومبرج عن اعتزام روسيا تنفيذ خطط دبلوماسية استباقية لكسب ود ودعم الدول التي تعتبرها متعاطفة، بما في ذلك الصين والسعودية؛ لكي تفادي موسكو قيود مالية جديدة محتملة ضدها خلال اجتماع مجموعة العمل المالي.

ومجموعة العمل المالي، ومقرها في باريس، هي منظمة حكومية دولية تضع معايير لمكافحة الأموال المشبوهة.

وذكرت الوكالة أن هذه القيود المحتملة التي سوف تدعمها أوكرانيا وحلفائها لزيادة عزل موسكو عن النظام المالي العالمي، أظهرتها وثائق اطلعت عليها، إضافة لروايات المسؤولين في دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" المطلعين على تخطيط موسكو.

وأشارت بلومبرج إلى أن خطط موسكو - التي نسقتها وكالة الاستخبارات المالية التابعة للكرملين- تعطي نظرة ثاقبة بشأن كيفية عمل الآلية الدبلوماسية الروسية والطريقة التي ينظر بها الكرملين إلى العلاقات مع بعض أقرب شركائه.

وذكرت أن خطط موسكو الاستباقية حددت الدول التي تستهدفها والتكتيكات والأهداف خلال عشرات الاجتماعات المرتقبة قبل اجتماع مجموعة العمل المالي.

وبحسب الوكالة فقد تم تعليق عضوية روسيا في مجموعة العمل المالي بعد غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022،

لكنها تجنبت حتى الآن وضعها على "القائمة السوداء" للهيئة والعقوبات الأخرى.

بموجب قواعد مجموعة العمل المالي، يمكن لعدد قليل من أعضاء المجموعة أن يكون كافياً لوقف القرارات.

وتظهر الوثائق أنه بالإضافة إلى السعي لمنع محاولات الإدراج المستقبلية، تتطلع روسيا الآن إلى بعض شركائها للمساعدة في استعادة عضويتها في منظمة مكافحة غسيل الأموال.

تنظر الحكومة الروسية إلى الصين والسعودية على أنهما من الدول التي تلعب دوراً محورياً، وتعتقد أنه بمقدورهما المساعدة في منع محاولات فرض عقوبات جديدة، وممارسة الضغوط أيضاً على الدول الأخرى لمصلحة موسكو.

تبنت بكين والرياض مواقف محايدة في الغالب بشأن الحرب، حيث تتطلعان أيضاً إلى لعب دور وسطاء محتملين.

ومن خلال اجتماعات ثنائية متعددة بين دبلوماسيين ومسؤولين من روسيا والبلدين على مختلف المستويات، تخطط موسكو لتحديد مدى تعاونهم ومصالحهم المالية ذات المنفعة المتبادلة.

اقرأ أيضاً

بالانضمام لبريكس.. كبار حلفاء واشنطن بالشرق الأوسط يواصلون الاقتراب من الصين وروسيا

وتسعي موسكو للحصول على بكين والرياض بوجه عام لاستعادة عضويتها في مجموعة العمل المالي. وتسعى موسكو أيضاً إلى تنظيم مكالمة فيديو مع رئيس مجموعة العمل المالي الشهر المقبل، قبل انعقاد اجتماع الهيئة الرقابية.

تشمل الأولويات الروسية الأخرى، التواصل المستمر مع الهند وجنوب أفريقيا. وتوضح الوثائق أن موسكو تنظر إلى الأخيرة أيضاً على أنها قناة لجمع معلومات حول مواقف الحكومات الأخرى في مجموعة العمل المالي.

ويمكن لمجموعة العمل المالي أن تدرج روسيا على القائمة السوداء التي لا تضم سوى كوريا الشمالية وإيران، أو القائمة الرمادية التي يوجد بها نحو 25 دولة أخرى تشمل تركيا وجنوب أفريقيا والإمارات.

تعتزم موسكو تعزيز اتصالاتها وتفاعلاتها مع دول مجموعة "بريكس"، والتي تضم البرازيل بالإضافة إلى الصين والهند وجنوب أفريقيا، في الفترة التي تسبق اجتماع أكتوبر/ تشرين أول، حيث تأمل أن يدعم التكتل وجهة نظر الكرملين في أي تصويت ذي صلة لصالح روسيا.

ولكسب تأييد أعضاء مجموعة العمل المالي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تخطط موسكو للقاء دول الخليج في وقت لاحق من سبتمبر/أيلول، وتقديم تعاون أكبر بشأن مبادرة مكافحة الإرهاب ومشروع جديد متعلق بسلسلة الكتل.

في أماكن أخرى، تشمل الحكومات الأخرى التي تركز عليها موسكو شبكتها الدبلوماسية، تركيا والأرجنتين وماليزيا والمكسيك.

اقرأ أيضاً

تحليل: وساطة السعودية والصين بين روسيا وأوكرانيا خطأ استراتيجي

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: روسيا دعم سعودي

إقرأ أيضاً:

بوتين: موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها

قال فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، اليوم الخميس، إن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية، وذلك بعدما ضربت كييف العمق الروسي مستخدمة صواريخ أميركية وبريطانية.

بيسكوف: بوتين لا يزال منفتحًا للوصول لتسوية سلمية للنزاع الأوكراني بوتين: لا يوجد أحد لديه وسائل لمواجهة صاروخ"أوريشنك"

وقال بوتين في خطاب إلى الأمة "نعتبر أن من حقنا استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية العائدة إلى دول تجيز استخدام أسلحتها ضد منشآتنا. في حال تصاعد الأفعال العدوانية، سنردّ بقوة موازية".

وأكد بوتين أن بلاده "مستعدة لكل" السينريوهات في النزاع مع اوكرانيا وحلفائها الغربيين.


وأضاف: "كنا دائما مستعدين ولا نزال لمعالجة كل المشاكل   بسبل سلمية، لكننا أيضا مستعدون لمواجهة أي تطور. إذا كان أحد ما لا يزال يشك، فذلك غير مفيد. سيكون هناك رد دائما".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن حرب أوكرانيا تتصاعد إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لكييف بقصف روسيا بأسلحتهما.

وأوضح بوتين أن روسيا ردت على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية بشن هجوم بنوع جديد من الصواريخ الباليستية فرط الصوتية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية.
وشدد على أنه سيجري تحذير المدنيين قبل الهجمات المقبلة بمثل هذه الأسلحة.

وتابع بوتين قائلا إن أوكرانيا هاجمت روسيا بستة صواريخ أتاكمز أميركية الصنع في 19 نوفمبر وبصواريخ ستورم شادو البريطانية وصواريخ هيمارس الأميركية في 21 من الشهر نفسه، وذلك بعد موافقة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

واعتبر بوتين أن الضربات الصاروخية التي نفّذتها أوكرانيا في الأيام الأخيرة باستخدام أسلحة غربية باءت بالفشل، مضيفا: "صدّت أنظمتنا الدفاعيية الجوية هذه الهجمات. الأهداف التي حددها العدو بوضوح لم تتحقق".

واختتم الرئيس الروسي حديثه قائلا: "من تلك اللحظة، ومثلما أكدنا مرارا من قبل، يكتسب الصراع الإقليمي في أوكرانيا، والذي كان الغرب قد حرض عليه سابقا، عناصر الصراعات الدولية.

مقالات مشابهة

  • بوتين: موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها
  • استعدادًا لسيناريو حرب عالمية ثالثة...وثائق سرية تكشف خطط ألمانيا لنشر 800 ألف جندي من الناتو في أوكرانيا
  • خبير: ترامب سيحاول التشويش على العلاقات بين روسيا والصين
  • البنتاغون: على الولايات المتحدة الدخول في حوار مع روسيا والصين لمنع التهديد النووي
  • البنتاغون تؤكد ضرورة الحوار مع روسيا والصين وكوريا الشمالية لمنع حرب نووية
  • صابرين تكشف لـ 24 سبب تقديمها "خانة فاضية" ومفاجأة حول "علاقة حرجة"
  • السعودية وإيران والصين .. بيان مشترك وخطوات جديدة لإنهاء حرب اليمن.. وهذا ما ورد فيه
  • صحيفة روسية تكشف خيارات موسكو للرد على ضربات الصواريخ الأمريكية أتاكمز
  • السعودية والصين وإيران تدعو إلى وقف فوري للقصف الإسرائيلي على فلسطين ولبنان
  • مباحثات بين وزيري خارجية روسيا والصين في قمة العشرين