جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-16@20:35:18 GMT

أحلام تتكسر على مرافئ مصيرة

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

أحلام تتكسر على مرافئ مصيرة

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

وأنا أتفقد أفق البحر الممتد نحو منطقة شنة بولاية محوت، شاهدت معاناة المواطنين والزائرين لولاية مصيرة العريقة بتاريخها ومآثرها البحرية وهم يقفون على مرفأ السفن والعبارات في الولاية كي ينتقلوا إلى الجانب الآخر للذهاب والتنقل إلى ولايات السلطنة وقضاء حوائجهم، ومع الزحام السائد على تلك العبارات المتهالكة أو عبر "العبارات الوطنية" التي تأخذك أنت وسيارتك وأسرتك بمبلغ يتضاعف مرتين أو ثلاث مرات عن العبارات العامة.

ومع المعاناة وساعات الانتظار الطويلة فلا حيلة لديك إلا استيعابها وصبرك عليها وانتظار تحركها  في أمر غريب عجيب، لذلك لا أعرف سبب تأخير وتأجيل إقامة جسر يخدم أبناء الولاية، وقد مضى على مسيرة التطوير في بلادنا أكثر من نصف قرن دون إقامة ذلك الطريق  الحيوي عبر البحر ليربط هذه الولاية الغالية من سلطنتنا الحبيبة بباقي ولايات ومحافظات السلطنة.

الطريق البحري بين شنة وولاية مصيرة بات أمرًا ملحًا وإذا تحقق على أرض الواقع فله مردود اجتماعي واقتصادي على عُمان والولاية من حيث انتعاش السياحة في جزيرة ذات طبيعة خلابة وخيرات بحرية متنوعة وبيئة آسرةً لكل من يزورها، وأهم من ذلك كله خدمة للمواطنين والمقيمين القاطنين على ثراها العزيز واضطرارهم لتواصلهم مع ولايات السلطنة الحبيبة بسهولة ويسر وتخفيف الأعباء الملقاة على عاتقهم بسبب رسوم النقل البحري والتي تشكل عبئًا كبيرًا عليهم نتيجة ارتفاع أسعار جميع المواد التي يحتاجها أبناء الولاية؛ فارتفعت مع النقل البحري أسعار تشييد المباني والمواد الغذائية والأعلاف والكماليات وجميع المستلزمات الأخرى التي يحتاجها القاطنون في الولاية أضف إلى ذلك قلة توافرها بسبب ظروف النقل وارتفاع أسعاره.

أحلام تتكسر مع أمواج البحر على صخور شواطئ مصيرة وسراب بقيعة بوعود سابقة تبخرت مع آمال المواطنين وحياة تحيط بها المياه من كل جانب، ولا سبيل للخروج سوى انتظار العبارات ودفع الرسوم المفروضة من حركة تلك العبارات والسفن يوميًا، والمجبر على كل من يخرج أو يدخل الولاية على دفعها، أضف إلى ذلك توقف حركة وسائل النقل ليلًا.

مرضى ومراجعون وأصحاب حاجة كلهم يضطرون لارتياد البحر في سبيل ذلك مع أن هندسة الجسور والطرق البحرية باتت اليوم أكثر تطورًا في الظل النهضة العلمية في العالم في مختلف المجالات، ولا شك أن إنشاء هذا الجسر البحري سيعود بالنفع على السلطنة والمواطنين والمقيمين والزائرين والسائحين في الولاية، وسيُنعش حركة التنمية والاقتصاد والسياحة وتجارة الأسماك والصيد البحري الذي تشتهر به ولاية مصيرة مع تخفيف معاناة أبناء الولاية والمقيمين والزائرين لها وزيادة التواصل الاجتماعي بين أهالي الولاية وأهاليهم في المحافظات الأخرى وسهولة التنقل من وإلى الجزيرة.

نأمل إيجاد الحلول لتخفيف المعاناة عن أبناء ولاية مصيرة وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره في وجود طريق بحري إلى ولايتهم؛ لينعموا بما تنعم به ولايات السلطنة وأسوةً بجميع الولايات من خلال سهولة الوصول إليها بطرق حديثة تُنفذ وفق أعلى المواصفات العالمية ومع الرؤية السديدة لعام 2040 ونهضة عمان المتجددة الطامحة لجعل سلطنة عمان بلدًا يُشار إليه بالبنان وجب لزامًا علي أن أبادر للتذكير وحث الخطى نحو هذا المشروع الحيوي المهم.

الأمل بإذن الله في إقامة المشروع قادم والإسراع في تنفيذه بات أمرًا ملحًا؛ حيث يجب اتخاذ خطوات وثابة لتحقيقه سريعًا.

نداء أرفعه إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- وإلى كل الجهات المعنية بالأمر، من أجل تخفيف المعاناة عن كاهل أبناء ولاية مصيرة في تنقلاتهم وتحقيق آمالهم في إقامة هذا المشروع الحيوي، وجعل جزيرة مصيرة الحالمة لؤلؤةً لبحر عمان بفضل موقعها السياحي وتضاريسها وبيئتها البحرية البكر واحتوائها على  أجود أنواع الأسماك؛ فمصيرة تستحق الأفضل بإذن الله وعسى القادم أجمل.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وحقق الخير كله لها وأهلها وجعلها بلدًا آمنًا مطمئنًا بإذن الله.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حاكم ولاية تكساس يشن حملة لمنع مسلمي الولاية من بناء منازل ومسجد

يشن حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت حملة لمنع المسلمين من بناء منازل ومسجد في أرض بمساحة 400 فدان خارج جوزفين في تكساس.

وكتب الحاكم الجمهوري على وسائل التواصل الاجتماعي في أواخر شباط/  فبراير، مُعيدا نشر فيديو يُعلن عن المشروع: "للتوضيح، الشريعة الإسلامية غير مسموح بها في تكساس. كما لا يسمح للمدن التي تُطبّق الشريعة الإسلامية"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

من جهته قال دان كوغديل، محامي الدفاع الجنائي المخضرم الذي عينه المركز الإسلامي للدفاع عن المشروع: "لا توجد جريمة هنا.. إنه تكرارٌ لردود الفعل بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر".



وقبل تدخل أبوت، لم يسمع عن هذا المشروع سوى القليل خارج شمال تكساس. أما الآن، فقد سمعت به الولاية بأكملها تقريبا.

ونشر أبوت عن المشروع 11 مرة على الأقل في الأسابيع الأخيرة. وأشار إلى أن المطورين ربما انتهكوا قوانين الإسكان العادل والتمويل، واتهم المركز الإسلامي بإقامة جنازات غير قانونية.

وأمر الحاكم بإجراء تحقيقات متعددة ومتداخلة. ولكي لا يتأخر عنه أحد، أضاف المدعي العام المحافظ للولاية، كين باكستون، تحقيقا جنائيا خاصا به.

أججت إجراءات الولاية معارضة مشروع الإسكان المقترح، المعروف باسم "مدينة إيبيك"، قبل تقديم أي خطط أولية. في جلسة استماع حول المشروع في مقاطعة كولين، حيث سيقع جزء منه، تضمنت ساعات من التعليقات العامة تعبيرات معادية للمسلمين.



قال أحد المتحدثين، كايل سيمز: "هذا خطأ فادح. هذا البلد قائم على القيم اليهودية المسيحية."

قالت متحدثة أخرى، كريستا شيلد، رئيسة الدائرة الانتخابية الجمهورية في مقاطعة هانت، حيث سيُقام جزء من المشروع: "أعرف ما يعنيه هذا. جرائم الشرف، والرجم، وتزويج فتياتهم الصغيرات لرجال أكبر سنا".

يقول قادة مركز إيست بلانو الإسلامي إن مثل هذه الآراء تعكس جهلا بدينهم.

وقال الإمام نديم بشير، المولود في فلوريدا ونشأ في تكساس ويقود المسجد، إن الحاكم خلق "خوفا لا داعي له" قائما على سوء فهم لمفاهيم دينية مثل الشريعة.

وقال: "إنها مدونة أخلاقية شخصية للحياة، هذا كل ما في الأمر. الدفاع عن الناس، وخدمة الناس، ورعاية الأسرة، والصدق، كل هذا جزء من الشريعة".

وقال إن الأمر لا يتعلق بفرض القواعد الدينية الإسلامية على الآخرين، كما اقترح الحاكم. وتساءل الإمام: "لماذا يختلق أشياء لم نقلها قط؟" سنعمل دائما وفقا لقوانين الولايات المتحدة وولاية تكساس".

وصرح المتحدث باسم الحاكم، أندرو ماهاليريس، في بيان بأن "تسليط الضوء على سوء السلوك المحتمل يهدف إلى حماية سكان تكساس، وليس إلى تأجيج الغضب تجاه المخالفين".

وكانت هناك محاولات أخرى لمنع مشاريع أصغر حجما من قِبل مطورين مسلمين في أماكن أخرى في شمال تكساس، بما في ذلك شجار مستمر في بلدة بلو ريدج.

وقد سلطت إيمي ميكيلبورغ، وهي ناقدة متكررة للإسلام على الإنترنت، الضوء على العديد من هذه المحاولات. وكان منشورها على وسائل التواصل الاجتماعي حول مشروع "إبيك سيتي" هو ما أعاد  أبوت نشره في شباط/ فبراير.

لطالما راقب حاكم تكساس الغضب المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل اليمين، وردّ أحيانا بإجراءات حكومية. في عام ٢٠١٥، نشر  أبوت الحرس الوطني لولاية تكساس "لمراقبة" مناورة تدريبية للجيش الأمريكي، قال مؤيدو نظريات المؤامرة إنها في الحقيقة محاولة سرية من قِبل الرئيس أوباما للسيطرة على الولاية.

ومؤخرا، شعر الزعماء الجمهوريون في تكساس بالقلق إزاء المجتمعات السكنية التي يبدو أنها تلبي احتياجات مشتري المنازل على نحو خاص، وخاصة في منطقة التطوير المترامية الأطراف خارج هيوستن المعروفة باسم كولوني ريدج حيث كان العديد من المشترين غير موثقين.

ومع ذلك، فاجأت الهجمات المفاجئة من  أبوت أعضاء مركز إيست بلانو الإسلامي. يُعدّ المركز ورعاياه من المعالم البارزة في بلانو منذ عقدين من الزمن، حيث يوفر بنكا غذائيا وخدمات طبية متنقلة، وفي السنوات الأخيرة، مركز التدفئة الوحيد في المدينة خلال الطقس البارد.

وللرد على التحقيقات، استعانوا بكوغديل، الذي ساعد بنجاح في قيادة فريق دفاع  باكستون خلال محاكمة عزله عام ٢٠٢٣.

ثم دعا  كوغديل محققي الولاية لزيارة المطورين وفحص المستندات.

وقال عمران تشودري، الذي يقود المشروع لصالح شركة خاصة، وهي "كوميونيتي كابيتال بارتنرز"، المرتبطة بالمركز الإسلامي: "لم نكن نتوقع أن يحظى المشروع بهذا القدر من الاهتمام".

وقام أحد شركائه، سرفراز أحمد، بمسح الحقول الفارغة الموحلة، وقال بحزن: "هذه هي مدينة إيبيك".

قبل زيارة الموقع بقليل، تلقى  تشودري مكالمة من رقم مخفي، وهو واحد من عدة مكالمات تلقاها في الأسابيع الأخيرة، غالبا في منتصف الليل.

قال رجل بألفاظ نابية: "اخرج من أمريكا"، وكان هاتف  تشودري على مكبر الصوت، قبل أن يُغلق الخط.

قال  تشودري، وهو مدير أول في شركة لتكنولوجيا المعلومات، و أحمد، وهو مقاول بناء منازل حسب الطلب، إنهما كانا متحمسين لإتمام صفقة شراء الأرض والإعلان عن المشروع العام الماضي. وسرعان ما وجدا 500 شخص مهتم بالاستثمار في المشروع، بمن فيهم أعضاء المسجد، الذين دفع كل منهم 80 ألف دولار مقابل حق شراء قطعة أرض لاحقا.

أشار معارضو المشروع إلى تصريحات ومواد تسويقية بدت وكأنها تهدف إلى جذب المشترين المسلمين فقط. ووفقا لفيديو ترويجي نُشر العام الماضي، "إنه أسلوب حياة، مجتمع مصمم بدقة يضع الإسلام في المقدمة".



وأكد  تشودري أن النية لم تكن أبدا أن يكون المجتمع مفتوحا للمسلمين فقط.

رفض المسؤولون في جوزفين مناقشة المشروع، الذي كان موضوع نقاش بين السكان المحليين منذ العام الماضي.

قال القس واين سلاي، من الكنيسة المعمدانية الأولى في جوزفين، التي تقع في قلب المدينة منذ عام ١٨٨٨: "سمعتُ بهذا منذ ستة أشهر على الأقل. لا أعتقد أن كنيستنا ستخرج للاحتجاج. لا أعتقد أن هذا رد مناسب".

وأضاف القس سلاي أن هذا المشروع قد يكون فرصة للتواصل مع الناس من أجل يسوع. وقال: "يقول يسوع: أحب جارك كما تحب نفسك. فلماذا أرغب في إثارة عداوة جاري؟"

في أحد أيام الأسبوع الأخيرة، وقف برج كاميرات متنقل بشكل واضح في منتصف موقف السيارات في مركز إيست بلانو الإسلامي. راقب حارس مسلح الباب بينما كان طلاب المرحلة الابتدائية في المدرسة الدينية يلعبون كرة السلة في الداخل على ملاعب المركز الكبيرة ذات الأرضية الخشبية الصلبة.

يشبه المركز الإسلامي في بلانو أنواع البنايات الجامعية الدينية الكبيرة - المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية - الموجودة في جميع أنحاء ضواحي دالاس المتنوعة.

قال الإمام بشير: "يجب أن يفهم الناس أن المسلمين هنا في بلانو مثل أي شخص آخر".

وأضاف: "لدينا أطباء، ولدينا مهندسون، ولدينا أساتذة، ولدينا موظفون في مجال تكنولوجيا المعلومات. ونريد ما يريده الجميع"، أحياء آمنة ومدارس جيدة.

بالنسبة للجنازات التي تُقام في المسجد، توجد غرفة مخصصة حيث يمكن غسل الجثمان وتكفينه وفقا للطقوس الدينية التي تشمل الصلاة. وقال محمد بعجور، مدير التعليم في المسجد، إن ما يجب فعله بالجثمان بموجب قانون ولاية تكساس يتم بموجب عقد مع دار جنازات.

ولكن في الشهر الماضي، أرسلت لجنة خدمات الجنازات في تكساس خطاب امتناع وكفّ يأمر المسجد بوقف "عمليات خدمات الجنازة" وإحالة القضية إلى المدعي العام المحلي.

ومنذ ذلك الحين، توقف المسجد عن إقامة خدمات الجنازة، كما قال  كوغديل. قال الإمام بشير: "أتمنى أن تصل كلماتي إلى كل أمريكي، وهي: إذا كانت لديكم أسئلة حول ديننا، فتعالوا إلينا، واجلسوا معنا، وتحدثوا إلينا، وسنجيبكم".

ازداد عدد المصلين من بضع مئات إلى عدة آلاف عندما بدأوا في أوائل الألفية الثانية. قال آندي أودوم، قس كنيسة مشيخية قريبة، والذي اعتاد على تناول وجبات الإفطار مع الإمام بشير بانتظام، إنه وجد المجتمع مُرحّبا.



وقال: "لم يفعلوا شيئا سوى السعي ليكونوا أفضل جيران لكل من حولهم". وفي خضمّ هذا الاهتمام السلبي، قال القس أودوم إنه تواصل معهم لتقديم الدعم. وأضاف: "أنا شخصيا أقوم بالدعاء لهم".

في الوقت نفسه، كان القس أودوم مترددا بشأن المشروع السكني المقترح، والذي كان يخشى أن يبدو وكأنه محاولة للعيش بشكل منفصل. وقال: "لديّ شعور متردد تجاه المشروع. لكنني لست مترددا تجاههم كمسجد أو مجتمع في حيّنا".

مقالات مشابهة

  • "العُمانية للغاز الطبيعي المسال" راعٍ للمتسابق الدولي أحمد الحارثي
  • مصر تدين بأشد العبارات المخططات الإرهابية التي تستهدف المساس بأمن الأردن
  • السلطنة تدين أي محاولة لزعزعة أمن واستقرار الأردن
  • خيام الموت في المواصي .. أحلام تحت الرماد وقبور مؤقتة
  • حاكم ولاية تكساس يشن حملة لمنع مسلمي الولاية من بناء منازل ومسجد
  • اليمن يسقط أحلام وطموح الدولة العظمى
  • "اللجنة الوطنية للتنافسية" تناقش أداء السلطنة في المؤشرات العالمية
  • مسؤولون يابانيون: جناح عُمان في "إكسبو أوساكا" يعكس مقومات السلطنة
  • أمير منطقة الرياض يعزي أبناء عبدالله السديري في وفاة والدتهم
  • مبارك الهاجري يُذيب قلب أحلام بكلمة وردة.. فيديو