◄ الطالبات يشتكين من "جشع" بعض أصحاب السكنات والافتقار إلى الخدمات

الرؤية- ريم الحامدية

اشتكى عدد من الطالبات من ارتفاع أسعار السكنات الخاصة وافتقارها للكثير من الخدمات الأساسية وعدم وجود رقابة على هذه السكنات من قبل أي جهة رسمية، الأمر الذي يتيح لأصحاب السكنات استغلالهن ورفع قيمة الإيجار الشهري وعدم الالتزام بإجراء الصيانات الدورية، أو توفير مستلزمات السكن من مطابخ وقاعات للمذاكرة.

وتقول الطالبة (ج.ج) إنهم يتعرضون إلى عمليات استغلال مبالغ فيها بسبب ارتفاع أسعار سكنات الطالبات والموظفات، على الرغم من عدم توفير المرافق الجيدة مقابل ارتفاع الأسعار، موضحة: "المباني متهالكة والمرافق سيئة والبنية الأساسية قديمة، ومع ذلك تجاوز سعر الغرفة المفردة 120 ريالا وتفتقر لأبسط الخدمات وهي خدمة التكييف، كما أن صاحب السكن لا يهتم بالصيانة الدورية".

 

 

وتطالب (م.ش) بتخصيص جهة حكومية لتنظيم سكنات الطالبات والرقابة عليها، بسبب وجود العديد من المضايقات من الشباب في الساعات المتأخرة من الليل، إذ إنهم يتجمعون أمام سكنات الطالبات ويرفعون صوت الأغاني بالسيارات، ناهيك عن المضايقات المباشرة للمستأجرات.

وتبين الطالبة (أ.س) أن أصحاب السكنات الطلابية يقومون باستغلال الطالبات من خلال نظام استئجار سيئ، إذ تبدأ المعاناة مع أول دقيقة لدخول المبنى وتوقيع عقد غير مصدق لضمان دفع الإيجارات المرتفعة، دون أي مبالاة بحقوق الطالبات، الأمر الذي يزيد من معاناة الطالبات وأولياء أمورهن.

وتذكر (م.ب): "الإيجارات التي ندفعها تعد ظلما كبيرا إلى جانب مبلغ التأمين الذي يتم دفعه مع بداية كل عام، ولا نقدر على استرداده مع نهاية العام، كما أنه يتم جمع 6 طالبات في غرفة واحدة، وإلزام كل طالبة بدفع 45 ريالا شهريا في غرفة مشتركة، الأمر الذي ينتج عنه تكدس كبير لأعداد الطالبات داخل المبنى، وعدم توفير بيئة مناسبة للمذاكرة أو النوم".

وتتابع: "الغريب في الأمر أن هناك بندا في العقد بين الطالبة وصاحب السكن ينص على وضع وقت معين للدخول والخروج، وأحيانا يصل الأمر إلى حرمان الطالبة من الدخول إذا تأخرت عن الوقت المحدد حتى لو كان لديها ظرف صحي، لتبقى في الشارع لمجرد أنها تأخرت مع أنهم يرفعون شعار الحفاظ على الفتيات ومع ذلك قد يتركونها في الشارع طوال الليل".

وتؤكد (س.خ) أن الطالبة ملزمة بدفع إيجاري شهر حتى لو لم تكن متواجدة داخل السكن لأي سبب ما، وذلك بسبب العقد غير المصدق الذي أقر بنوده صاحب السكن، إذ إن الطالبة ملزمة بدفع إيجار عام كامل حتى لو كانت فترة دراستها 4 أشهر فقط مضيفة: "يتم التهاون في إصلاح بعض الأعطال، كما تفتقر السكنات لمبادئ الأمن والسلامة، ناهيك عن الأسرّة المصنوعة من الحديد، أو الأسرة غير المريحة، بالإضافة إلى أن خدمات الإنترنت شبه معدومة ولا تتوافر في كل المبنى، مما يزيد العبء المادي على الطالبة وولي أمرها، إلى جانب أنه لا يتم مراعاة طالبات الضمان الاجتماعي والدخل المحدود".

وتشير الطالبة (ر.ع) إلى أنه يتم رفع قيمة الإيجار من قبل صاحب السكن دون الرجوع إلى الطالبات ودون وجود أي رقابة، كما أنه في بعض الأحيان يتم إجبار الطالبة على الانتقال إلى غرفة أخرى غير التي استأجرتها حسب رغبة صاحب السكن، مؤكدة: "أغلب المباني تفتقر للخدمات الأساسية التي تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطالب الجهات المعنية بالتدخل وفرض قوانين تضمن حقوق الطالبات وأصحاب السكنات وتخفف العبء على الأهالي".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السياسة.. طبخة تحتاج لطباخ ماهر

بقلم : جعفر العلوجي ..

السياسة ليست مجرد قرارات وخطابات ، بل هي فن بحد ذاته تمامًا كالفنون الأخرى ، لكنها تختلف في طريقة عرضها ، هناك ما هو علني يُصقل ليبدو براقًا وجذابًا ، وهناك ما هو مخفي يُطبخ على نار هادئة خلف الكواليس ، حيث لا يرى الناس سوى النتائج ، بينما تظل الوصفات والأسرار حبيسة الغرف المغلقة .
السياسة كأي طبخة تحتاج إلى طباخ ماهر يعرف ماذا يضع في القدر ويدرك جيدًا التوقيت المناسب لإضافة كل مكون ، ويفهم النكهات التي ستروق للذوق العام .
القائد السياسي هو ذلك الطباخ الذي لا يستعجل نضوج الطبخة ، بل يتأنى، يقرأ المواقف جيدًا ، ويختار ما يخدم شعبه ، حتى وإن اضطر لتجرّع المرارة مرحليًا
ولعل تاريخ العراق الحديث يقدم درسًا واضحًا ، فبعد حربٍ ضروس استمرت لثمان سنوات مع إيران في عهد النظام البائد ، وسقوط نظام صدام حسين ، عادت العلاقات العراقية الإيرانية أكثر قوة ، ولم تكن هذه العودة نتيجة انصياع أو ضعف بل ثمرة لقراءة سياسية عميقة أدركت أن المصالح المشتركة والجغرافيا والتاريخ تحتم على البلدين تجاوز الماضي والانطلاق نحو المستقبل ، رغم ما سال من دماء وما خلفته الحرب من جراح .
ومع ذلك لم يخلُ المشهد من أصوات نشاز ، اعترضت واحتجت لكنها كانت في الغالب أصوات من فقدوا امتيازاتهم ومواقعهم ، أولئك الذين يرتزقون من الأزمات ، ويقتاتون على بقايا الخلافات
واليوم ، تتكرر المعضلة السياسية لكن مع جار آخر ، سوريا فزيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد ولقاؤه برئيس الوزراء والتأكيد على التعاون في كافة المجالات تطرح أسئلة جريئة ومؤلمة هل سيغلق العراق صفحة الماضي ، رغم الجراح النازفة جراء العمليات الإرهابية التي عصفت بأبناء شعبنا ، والتي لم يكن للشارع السوري يدٌ مباشرة فيها ، لكنها جاءت كجزء من حرب بالوكالة فرضتها الظروف السياسية والأمنية؟
هل سيكون العراق قادرًا على تجاوز الأحزان والبدء بمرحلة جديدة من العلاقات مع الحكومة السورية ، خاصة في ظل التحولات الإقليمية والدولية؟
القرار هنا يتطلب حكمة سياسية لا تعني النسيان ، بل تعني التطلع للمستقبل ، فالمواقف لا تُبنى على العواطف وحدها ، بل على المصلحة الوطنية العليا ، وعلى استيعاب أن الشعوب لا تختار دائمًا حكامها ، وأن الشعوب سواء في العراق أو سوريا دفعت أثمانًا باهظة بسبب صراعات تتجاوز حدودها .
السياسة لا تعني التنازل عن الحقوق، لكنها أيضًا لا تعني البقاء أسرى الماضي والمصلحة الوطنية قد تتطلب أحيانًا فتح صفحة جديدة دون أن يُمحى ما كُتب في الصفحات السابقة .
إن العراق اليوم بحاجة إلى سياسة تجمع لا تفرق ، تبني لا تهدم ، تقرأ المتغيرات لا تتجاهلها فهل سنشهد عراقًا يطوي جراح الأمس ليرسم خارطة جديدة من العلاقات الإقليمية ، أم سنظل ندور في ذات الدائرة ، نحمل أوزار الماضي ونعجز عن المضي قدمًا؟
الجواب مرهون بمهارة الطباخ السياسي الذي عليه أن يحسن اختيار المكونات ، ويدرك متى يضع الملح ، ومتى يطفئ النار ، ومتى يقدم الطبق لشعبه .

جعفر العلوجي

مقالات مشابهة

  • «ازرع الإمارات» مبادرة لتعزيز المساحات الخضراء ونشر ثقافة التشجير
  • بعد ركله الطالبات بقدمه.. قرار عاجل من النيابة ضد مدير مدرسة البحيرة و «قومي المرأة» يشيد
  • الخرطوم تتخذ خطوة حاسمة تجاه السكن العشوائي في العزبة 
  • السياسة.. طبخة تحتاج لطباخ ماهر
  • إدارة ترامب تشترط على جامعة كولومبيا وإلا خسرت الدعم.. وحملة تفتيش في السكن الطلابي
  • الصدر في خطبة صلاة الجمعة: الانتخابات السياسية تحتاج كثرة الأصوات
  • الصدر في خطبة صلاة الجمعة: الإنتخابات السياسية تحتاج كثرة الأصوات
  • آلية حكومية قي شوارع بغداد خلال موسم التكاثر.. معاناة مستمرة
  • وزير الكهرباء المهندس عمر شقروق لـ سانا: ستؤدي هذه المساهمة إلى توليد 400 ميغاواط إضافية من الكهرباء، ما يؤدي إلى تحسين التغذية الكهربائية وزيادتها بمعدل ساعتين إلى 4 ساعات يومياً، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الحياة اليومية للمواطنين ودعم القطاعات الحيو
  • بداري يُسدي أوسمة الاستحقاق لطالبتين جزائريتين في مجالي الطب والرياضة