مفهوم صناعة السياحة يتعدى توفير البنية الأساسية

لا يمكن الاعتماد الكلي على ترويج المؤثرين بالسوشال ميديا

كل موقع ومعلم في عُمان يتمتع بميزات جذب سياحي خاصة

الرؤية- فيصل السعدي

تتسابق حكومات الدول حول العالم للفوز بالنصيب الأكبر من عدد السائحين والمهتمين بالتعرف على ثقافات الشعوب وما لديهم من مزارات طبيعية وأثرية، وتضع لذلك العديد من الخطط وتوفر الكثير من الخدمات لـ"إغراء" الزوار عبر تقديم تجارب استثنائية تساهم في النهوض بهذا القطاع الحيوي.

ولقد شهد إجمالي عدد الزائرين القادمين لسطنة عمان نموا خلال العام الماضي، بإجمالي 2.9 مليون زائر بالإضافة إلى ارتفاع إيرادات الفنادق إلى 186 مليون ريال، بحسب إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وهو ما يؤكد مساعي مؤسسات الدولة للنهوض بقطاع السياحة لتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي.

 

نسبة عوائد نشاط الفنادق لعام 2022 إلى 224.4 مليون ريال، هذا ما يبرهن مساعي حكومة السلطنة الحثيثة في تمكين قطاع السياحة الذي بات صناعة وابتكارا متجددا.

 

ويقول عبدالله بن علي السباح- الخبير في الترويج السياحي ومقدم برامج سياحة تلفزيونية- إن قطاع السياحة في سلطنة عمان يتطلب تحرك كافة مؤسسات الدولة لجذب الزائرين وتطوير كافة أنواع السياحة، سواء السياحة الأثرية أو سياحة المغامرات أو سياحة الفعاليات والمسابقات الدولية، لافتا إلى أن المواقع الأثرية والتراثية والطبيعية في سلطنة عمان لها سحرها الخاص مثل الجبل الأخضر الذي يستقطب عشرات الآلاف من الزوار سنويا، بالإضافة إلى سحر الطبيعية في مسندم وصلالة والشريط الساحلي الذي يمتد من الشرقية إلى حدود ظفار.

ويضيف أن مفهوم صناعة السياحة يتعدى مسألة البنية التحتية من مشاريع فندقية أو وسائل ترفيه أو الخدمات لأن هذه من الأشياء الأساسية، وأن التنافس الكبير في قطاع السياحة بمختلف الدول يكون من خلال جذب أكبر عدد من السياح ووضع برامج سياحية متنوعة بأسعار مغرية وتوفير الخدمات الأساسية.

ويشير السباح إلى أن دور المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي في عمليات الترويج السياحي جيد، كما أنه يساهم في تعزيز ثقافة السائحين وتعريفهم بالمزارات التي تتمتع بها سلطنة عُمان، مؤكدا أنَّه لا يمكن الاعتماد الكلي على جهود المؤثرين فقط لأنَّ الكثير منهم ينشط في الكثير من المجالات، وإنما يجب تبني عددا من المؤثرين المتخصصين ليكونوا سفراء للسياحة العُمانية بصورة دائمة.

ويتابع: "هناك سباق في عالم وصناعة السياحة وبالتالي كل دولة تسعى أن تجعل السياحة المصدر الأول أو الثاني للدخل، وهناك العديد من الدول التي استطاعت تحويل السياحة إلى كنز ودخل قومي لها، وبعض الدول تعتمد على وسائل الترفيه لجذب السياح مثل عالم دزني للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك عالم ديزني بباريس واليابان، من هنا نستنتج أن وسائل ترفية الأطفال تجذب الكثير من العوائل بصورة عامة، كما أنَّ الكثير من الدول تركز على مشاريع التسوق وتبعاته من أسواق ومنشآت لجذب الكثير من السياح المحبين للتسوق، ونحن بحاجة ماسة إلى خطة ممنهجة ومدروسة لتحديد خط سياحي مُعين لكل معلم ومنطقة سياحية في عمان والعمل على إنجازها لنجني أعلى فائدة من قطاع السياحة".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محللون يحذرون من تبعات الصمت العربي إزاء الجرائم الإسرائيلية بغزة

حذر محللون سياسيون وأطباء -في حديثهم لبرنامج "مسار الأحداث- من استمرار الصمت العربي والدولي إزاء سياسة القتل والتجويع والإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وشددوا على أهمية مواصلة الشعوب والمثقفين وجميع الفئات المختلفة لتحركاتها بهدف الضغط على الأنظمة.

وفي وقت سابق، ناشدت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة أولغا تشريفكو المنظمات الإنسانية الأممية أن تفعل شيئا قبل وقوع كارثة إنسانية في غزة، وحذرت -في مقابلة مع قناة الجزيرة- من التبعات الخطيرة لما قالت إنها أطول فترة توقف لدخول السلع إلى القطاع.

ووصف الدكتور عثمان الصمادي، الناشط في العمل الإنساني والعائد حديثا من غزة، الوضع في القطاع بالمأساوي جدا، وقال إن الأطفال يبحثون عن لقمة الطعام ولا يجدونها ويستشهدون وهم جوعى، وإن ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي حاليا هو عملية قتل للحياة الفلسطينية كلها.

وأكد أن الغزيين دخلوا مرحلة الجوع الشديد، والناس لا تجد ما تشتريه وحتى البصل والطماطم صارت من الأحلام، والأكل المعلب لم يعد متوفرا. أما بذور الخضراوات فيمنعها الاحتلال منذ 10 أشهر بحجة أنه يعتبرها سلاحا نوويا.

إعلان

كما أكد الطبيب الأردني أن الوضع الطبي والصحي لم يتغير خلال 40 يوما من الهدنة التي عرفها القطاع، حيث إن نحو 60 إلى 70% من المواد الطبية غير متوفرة في غزة.

وأشار أيضا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يركز في عدوانه على الأطفال الفلسطينيين، لأنه يريد استهداف مستقبل فلسطين.

وحسب الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، فإن مأساة غزة لم يسبق لها مثيل في المنطقة العربية كلها، حيث التجويع والحصار والقصف والتطهير العرقي ومحاولات تهجير الناس من أرضهم، ويترافق كل ذلك مع صور الدمار والاجتياحات والاعتقالات التي تطال سكان قطاع غزة.

عقوبات

وعبّر البرغوثي عن استغرابه الشديد من صمت الدول العربية والإسلامية إزاء ما يجري من مذبحة وتجويع لأهل غزة ومن استباحة لأهل الضفة الغربية، وقال في هذا السياق إن "دولا لا تزال مستمرة في التطبيع مع مجرمي الحرب في إسرائيل، ويعملون معها استثمارات ويمنحون امتيازات للإسرائيليين في الدول المطبعة".

واتهم الدول العربية والإسلامية بأنها مقصرة في حق الفلسطينيين و"لو اتخذت قرارا موحدا بفرض العقوبات على إسرائيل أو حتى تهديدها بذلك، وبطرد سفرائها فستتراجع عن عدوانها".

كما حذر البرغوثي من أن الاحتلال الإسرائيلي يقتل ويقصف لبنان وسوريا ويهدد بتوسيع اعتداءاته على دول أخرى في المنطقة.

ومن جهته، دعا الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري للتخلي عما سماها اللغة الرسمية و"لغة الخشب" في التعاطي مع الجرائم التي ترتكب في قطاع غزة، وقال إنه يجب توصيف الأمور كما هي، فالدول العربية المحيطة بغزة قد "انتقلت من حالة الصمت إلى الشراكة في الجريمة ضد الإنسانية"، مشيرا إلى أن مواقف هذه الدول ومواقف القوى الغربية الداعمة للاحتلال تهدف إلى تصفية الحق الفلسطيني.

إعلان

ودعا القادري المثقفين العرب والأحزاب والشعوب ومختلف القوى إلى التحرك بسرعة واتخاذ موقف حازم لمساعدة أهل غزة، الذي قال إن الجميع تخلى عنهم، إذ أصبح القانون الدولي وحقوق الإنسان لا معنى لهما.

ويذكر أنه منذ استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية يوم 18 مارس/آذار الجاري، استشهد 730 فلسطينيا وأصيب 1367 آخرون، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بغزة.

وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 124 ألف شخص نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة يتبادل هاتفياً تهاني عيد الفطر مع قادة الدول الشقيقة وشيخ الأزهر
  • تحذير فلسطيني من خطورة إجراءات الاحتلال لتقويض مؤسسات الدولة
  • أمريكا تتصدر قائمة الدول المستوردة للصناعة التقليدية المغربية
  • كم ملك يحضر عند ختم القرآن؟.. أسرار لا يعرفها الكثير
  • وفاة 6 وإنقاذ العشرات.. غرق غواصة سياحية بالغردقة وتحرك عاجل من فرق الإنقاذ
  • الوزيرة فتاح: المغرب يدير مديونيته بفعالية ويضمن سيادته المالية وفقًا لاستراتيجية مدروسة
  • الباروني: الفوضى السياسية تضعف مؤسسات الدولة وتُسهّل التلاعب بثروات ليبيا
  • تاريخ العلاقات العُمانية - الهندية وأثر التعددية وثقافة الاختلاف في التفاهم الحضاري
  • محللون يحذرون من تبعات الصمت العربي إزاء الجرائم الإسرائيلية بغزة
  • سوريا تؤكد التزامها بوحدة أراضيها ودمج "قسد" ضمن مؤسسات الدولة