جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-26@14:32:58 GMT

حادثة انتحار

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

حادثة انتحار

 

 

صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد

 

حادثة انتحار فتاة عُمانية انتشر خبرها قبل عدة أيام على مواقع الإنترنت العربية والعمانية، لا يجب أن تمر مرور الكرام.. نسمعها، فنستغرب منها ثم ننساها.. لكن هذه الحادثة تدق ناقوس الخطر.

شابةٌ يافعةٌ في العشرينات من العمر استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي التسلل إليها وتغيير أفكارها من خلال شعارات الحُرية والانطلاق والتمرد على سلطة الدين والأهل والمجتمع؛ فتمكنت من جذبها إليها بمُغرياتها الخيالية غير الواقعية من خلال دعم بعض المواقع وشخصياتها الغريبة والتي لا علاقة لها بمعتقداتنا الدينية وهويتنا وانتماءاتنا وعاداتنا وموروثاتنا الراقية.

كما إن الذين زيَّنوا لهذه الشابة الحياة على أنها يجب أن تكون بلا قيود أو حدود لتستمتع بها وتعيشها كيفما تُريد مع من تريد بأحقية إنسانية مطلقة دون اعتبار للحرام والحلال والخطأ والصواب والأضرار الجسدية والنفسية الناتجة عن هذه الأفعال المُتحررة، كل ذلك كان وراء ما أقدمت عليه.

هكذا ألقت هذه الفتاة اليافعة التي كان ينقصها النصيحة والإرشاد والتوجيه، بنفسها إلى الهاوية فتهاوت في سقوط بلا قاع، وأصبح الأمر من مجرد فكرة خيالية مجنونة راودتها في دهاليز ذاتها إلى واقع تعيشه تجرأت على خوضه دون تبصُّرٍ لما ينتظرها من عواقب وخيمة جرّاء توقها لحرية مُزخرفة وهمية زائفة لا تمت لثقافة مجتمعنا بأي صلة.

هكذا أرادت، وهكذا حصل.. خرجت الفتاة في ليلة ظلماء من منزلها إلى المجهول ووجدت نفسها في بلدٍ ليس بلدها، ليلتقطها بعض العابثين، ثم رموها إلى ما اختارته من مصير، بجهلها وسذاجتها وضعفها، وما كادت أن تحصل على ما تُريد من انطلاقٍ وحريةٍ وتسليةٍ وانبساطٍ وإشباعٍ ذاتيٍ مزعومٍ، كما صوروه لها.

حتى صحت بعد أيام معدودة من نشوتها ووجدت أنَّ هذا الواقع الذي حلِمَتْ به وتخيّلته وتاقت إليه وتنهّدت لأجله ليس إلّا واقع مرير من القذارة والانحلال والضياع والتيه اللامحدود وأن بلادها أرحم لها وأنظف وأجمل وأكثر أمنًا، وأهلها ومجتمعها أحن عليها من كل غريب.

لم تستطع العودة، فلا خروج من متاهة مسدود طريقها داخلها مفقود. كما لم تستطع البقاء هناك في شرنقة أوجاعها بلا مُعين أو سنيد؛ إذ كان ينهشها الاكتئاب والإحساس بالذنب وتأنيب الضمير. وإذا بها تتخلص من حياتها بحثًا عن الخلاص الأبدي من عذاباتها التي جلبتها على نفسها، وأي خلاص حين تكون المنية أمنية؟!

يجب أن نتوقف هنا عند هذه الحادثة، ليست كحادثة معزولة، فكم من الذكور والإناث اليافعين الذين أصبحوا ضحايا الأفكار المستوردة الضارة والفكر المتحرر من خلال ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي من سموم. ليس بالضرورة لهؤلاء الفتية أن تؤدي بهم هذه الأفكار إلى هجر بلدهم أو التخلص من حياتهم، إنما هناك أضرار أخلاقية وصحية ودينية ومجتمعية تمسهم من خلال تبنيهم لبعض الأفكار وتجسيدها على واقع حياتهم ليقعوا في المحظور.

لا يجب أن نتوقف مكتوفي الأيدي ونستسلم لوسائل التواصل الاجتماعي في جانبها السيئ، ونقول إنه شر لا بُدَّ منه، ونصمت دون عمل، وإذا سُؤِلنا نقول "نعمل بصمت"؛ فبعض العمل لا ينفع معه الصمت؛ بل من الواجب الوطني أن يكون الصوت عاليًا مكثفًا واضحًا لتصل الرسالة بالإرشاد والتوعية والتوجيه، وعبر إستراتيجية عمل تُنفَّذ بجدية وفق خطة مدروسة بتكاتف الجميع.

الأضرار السلبية واقعة وإنما نُريد أن نعمل على تقليل الضرر بقدر الإمكان على المجتمع، واذا استمر الوضع على ما هو عليه؛ فالأمور تتفاقم وتسوء، والأمثلة كثيرة نسمع ونرى آثارها السلبية الدخيلة على مجتمعنا في المدارس والكليات والبيوت، يسري تأثيرها الضار على الفرد والمجتمع بشكل عام، فتزداد المشاكل المجتمعية من انحرافات وانحلال أخلاقي وتخلخل القيم وضعف الوازع الديني ويزداد التفكك الأسري وإدمان المخدرات والعنف والطلاق وانعدام الطموح والمسؤولية وعدم المبالاة واليأس.

هذا نداء "موجه" للمؤسسة الدينية والإعلامية والتعليمية والاجتماعية والأهل، لمزيد من الاهتمام والرقابة والتوعية لمجتمعنا ذكورًا وإناثًا وعدم "ترك الحبل على الغارب".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

انتحار مجند صهيوني شارك في العدوان على غزة

الثورة نت/وكالات كشفت القناة 13 الصهيونية، اليوم الثلاثاء، إن جنديًا صهيونيا من الاحتياط، انتحر في قاعدة لقوات العدو. وأوضحت القناة، أن الجندي أقدم على الانتحار بعد أن خدم أكثر من 300 يوم في الاحتياط خلال العام ونصف العام الماضيين. على صعيد آخر أوضحت إحصائية لقوات العدو، اليوم الثلاثاء، أن 37 % من إصابات جنود الاحتلال خلال العدوان على قطاع غزة، كانت في الأطراف و9% في الأعضاء الداخلية. وبحسب ما اعترفت به الإحصائية فإن أكثر من 70 جنديًا صهيونيا بترت أطرافهم منذ بداية الحرب على قطاع غزة نتيجة للمعارك مع المقاومة الفلسطينية. وأوضحت أن 9 % من إصابات الجنود كانت في الأذن و7% في العمود الفقري و2% في العين و2% في الرأس. وفي معطيات سابقة نشرها قسم إعادة التأهيل لدى قوات العدو نهاية العام المنصرم، أشار لاستقبال 10056 مصابًا وجريحًا من جرحى حرب وأحداث 7 أكتوبر، لافتًا إلى أنه كان يستقبل شهريًا أكثر من 1000 مصاب جديد جراء المعارك الدائرة. وأوضح المعطيات، أن من بين المصابين 35% منهم يعانون من رد فعل نفسي أو اضطراب ما بعد الصدمة، 37% يعانون من إصابات في الأطراف – 68% منهم من جنود الاحتياط، معظمهم من الشباب، بينهم 51% بأعمار 18-30 و31% بأعمار 30-40. وذكرت أن حوالي 28% من جميع المصابين (حوالي 2800) تظهر عليهم آثار الصراع النفسي وهو “الإصابة الرئيسية” لديهم. وبحسب البيانات، فإن معاناة المصابين تتمثل بشكل رئيسي في القلق والاكتئاب ما بعد الصدمة وصعوبات التكيف وصعوبات التواصل. وعلى مدار شهور العدوان الذي شنه العدو الصهيوني على قطاع غزة، خاضت فصائل المقاومة الفلسطينية معارك ضارية مع قوات العدو ونفذت العديد من الكمائن ضد القوات المتوغلة داخل القطاع، موقعة خسائر فادحة في صفوف ضباطه وجنوده وآلياته.  فيما لا تفصح قوات العدو عن الرقم الحقيقي لخسائره وأعداد القتلى والجرحى في صفوفه جراء تلك المعارك.

مقالات مشابهة

  • انتحار مجند صهيوني شارك في العدوان على غزة
  • "المراهقة": كيف يتحول الشباب إلى التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • الوشق يواصل تصدر منصات التواصل الاجتماعي بعد هجومه على جيش الاحتلال
  • ياباني لم يعجبه العشاء فضرب زوجته ثم أسعفها!
  • فيديو مشادة محمد رمضان وياسمين صبري يشعل مواقع التواصل
  • محافظ الغربية يتفقد مبادرة «مطبخ المصرية» ويؤكد: نموذج يُحتذى به في التكافل الاجتماعي
  • انتحار طالب جامعي عراقي بسلاح كلاشنكوف
  • الخامسة خلال 48 ساعة.. انتحار فتاة غربي بغداد لأسباب مجهولة
  • فيديو لسيدات يضربن الرجال في مهرجان بالهند يثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي
  • خطوات تقديم التظلم على شقق الإسكان الاجتماعي 2025