مظهر الحكيم… تجربة حافلة بصنوف الفن من تمثيل وتأليف وإخراج وإنتاج
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
دمشق-سانا
خلال البحث في أرشيف روّاد الفن السوري نجد الكثير من الأسماء اللامعة التي أسست البدايات وأرست قواعد المهنة، معبدة بمواهبها المتعددة الطريق أمام الأجيال اللاحقة، ومظهر الحكيم أحد هؤلاء الذين شكلوا نقطة تحول في تاريخ الدراما السورية بأنواعها عبر تجربته الفنية الحافلة التي شملت التأليف والإنتاج والإخراج.
ولِدَ الحكيم في العاصمة دمشق (حي العمارة 19 أيار 1942) لأسرة متوسطة الحال، وتنقّل بين عدة محافظات سورية بسبب عمل والده، ثم سافر إلى عدة بلدان عربية وأجنبية، وبدأ الفن في عمر مبكر من خلال مشاركته في المسرح المدرسي كممثل، وانتقل للإذاعة والتلفزيون والسينما، وهنا ظهرت موهبته بأن يطّوع الفنان نفسه للعمل بوسائل مختلفة والتي تتطلب مهارات متنوعة، وخاصة أن الحكيم ليس ممثلاً فحسب بل أراد أن يعمل كمؤلف ومخرج ومنتج أيضاً، معتمداً بذلك على إمكانياته المتعددة.
الشمولية لم تشتته بل جعلته يعطي كل نوع حقه، وهذا ما كان يصرح به في مقابلاته الإعلامية بأنه لديه القدرة على فصل نفسه والتفكير بالمهمة التي بين يديه.
وقف كممثل على خشبة المسرح أول مرة في الصف الرابع الابتدائي، وتوالت مسيرته لاحقاً، وبحسب تصريحاته الدائمة فهو يفتخر بمسرحية “شعب لن يموت” التي كانت في بداية عمله برفقة الفنانين المخضرمين طلحت حمدي، وسليم كلاس، ويوسف حنا، وناديا الصايغ، والتي تتحدث عن شعب فلسطين المحتلة ومأساته وهمومه، كما امتهن التأليف والإخراج للمسرح، ومن بين ما قدم مسرحية كوميدية بعنوان “دبر راسك”.
وفي مجال التلفزيون، كان الإنتاج الفني للحكيم غزيراً ما بين القصة والسيناريو والحوار والتمثيل والإخراج والإنتاج ومن بينها (ابتسامة على شفاه جافة 1993، وسباق للزواج 2000، وأيام اللولو بجزأيه 2000_2001)، كما أسس شركة الحكيم للإنتاج والتوزيع الفني وأول عمل لها سهرة المهر 1991، والقائمة تطول بالكثير من الأعمال الأخرى المفعمة بالمهمات المميزة.
وبدأ بالسينما في السادسة عشرة بالعمل إلى جانب صبري عياد، ونزار شرابي والعديد من القدامى، وقدم العديد من الأعمال يعتبر (فيلم عودة حميدو 1971) أقربها لقلبه.
وعَمِلَ في الإذاعة كممثل وكاتب ومخرج في دائرة التمثيليات الإذاعية، ولأنه يعشق الاختلاف كان يبحث عن إخراج غير المألوف الذي يستصعب البعض إخراجه (كتقديم الخرساء للمستمع في التمثيلية الصوتية، والعجوز الأحدب، وكل الشخصيات المربكة في ظل عدم توفر الصورة)، حتى أنه يفضل استخدام الأدوات الحقيقية لإصدار الأصوات بدلاً من المؤثرات الصوتية الإلكترونية
الجاهزة، وذلك لتعطي توليفة حقيقية بين الممثل وبينها، وأول عمل له (برنامج الريف الإذاعي) مع راشد الزعبي ومحمد شاهين، ورحلة متألقة بالأعمال المهمة أشهرها “حكم العدالة”.
وفي مجال الصحافة والإعلام، عمل مديراً لمحطة فضائية في لبنان، وأيضاً عمل مقدم برامج في لبنان وسورية منها (أنا والطبيعة، لوين رايحين)، وكتب مواد في عدة صحف بالبلدين، ومحاضراً في الإخراج.
وفي لجان التحكيم اختير محكماً للأعمال الدرامية بالمؤتمر الإسلامي الأول في إيران، وعضو لجان التحكيم في مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة والتلفزيون عام 2003، وحصد العديد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية ومنها عن فيلم كفر قاسم، والجائزة البرونزية عن برنامج زينة الدنيا للأطفال، والجائزة الذهبية الأوروبية للجودة والنوعية 2004 بالإضافة لتكريمات عديدة في لبنان ومصر وتونس والبحرين وأمريكا وكندا وفرنسا.
يذكر أن مظهر الحكيم درس علم النفس لما له أهمية كبيرة في الفن كترجمة للأحاسيس، وتزوج من الفنانة الراحلة إنعام الصالح، وبناته أماني ونسرين اللتان سارتا على درب أبيهما في عالم الفن والإعلام، ومسيرته الحافلة أغنت أرشيف الدراما السورية ووصلت لأكثر من 50 عملاً في التمثيل، و27 عملاً سينمائيا بين سورية ولبنان و15 في الإخراج، و10 في التأليف والإنتاج.
الياس ابو جراب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
ريهام عبد الغفور: استعنت بمدرب تمثيل للتحكم في القلق وأحرص على التنوع في أدواري
شهد المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية انطلاق ماستر كلاس الفنانة ريهام عبد الغفور، ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، المقام تحت رعاية هيئة تنشيط السياحة.
قدم الماستر كلاس الفنان خالد كمال، الذي استهل اللقاء بالتعبير عن سعادته قائلاً: “طاقة جميلة شعرنا بها أمس خلال حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وسعيد بفعاليات المهرجان، أرحب بالضيوف الحاضرين من مختلف أنحاء العالم، وأجدد دعمي ودعوتي لكل السينمائيين لدعم هذا المهرجان المشرف”.
وأضاف: “أمس كان تكريم الأستاذة ريهام عبد الغفور، واليوم أنا سعيد بتقديمها في أول ماستر كلاس لها”.
من جانبها، أعربت الفنانة ريهام عبد الغفور عن سعادتها بتواجدها في المهرجان ومشاركتها في أول ماستر كلاس لها، مشيرة إلى أن أكبر التحديات التي تواجه الممثل هي التعامل مع ظروف التصوير المتغيرة، والحفاظ على طاقته وأعصابه الهادئة.
وكشفت ريهام عن استعانتها بمدرب التمثيل رامي الجندي في آخر أعمالها الفنية، موضحة أن الأدوار كانت تستنزف منها طاقة ومجهوداً كبيرين، مما كان يؤثر على حالتها العصبية. وأوضحت أن التدريب مع رامي الجندي ساعدها على التركيز أكثر والتحكم في الخوف والقلق أثناء أداء شخصياتها.
تحية ليسري نصر الله واستعادة البداياتوخلال حديثها، وجهت ريهام عبد الغفور تحية خاصة للمخرج الكبير يسري نصر الله، معربة عن فخرها بتواجده في الماستر كلاس ومشاركته لهذا الحدث.
وعن بداياتها في عالم التمثيل، قالت ريهام إنها بدأت مسيرتها الفنية منذ الطفولة، مشددة على أن العمل الفني يحتاج إلى “توليفة متكاملة” من العوامل لتحقيق النجاح.
كواليس مسلسل “ظلم المصطبة” والتأكيد على حب التنوعوفي حديثها عن مسلسل ظلم المصطبة، أوضحت ريهام أن التحضير للعمل استمر لفترة طويلة، رغم تغيير ثلاثة مخرجين خلال مرحلة الإنتاج، إلا أن ذلك لم يؤثر على أجواء التصوير بفضل وعي واحترام كل فريق العمل لمهامه.
واختتمت ريهام عبد الغفور حديثها بالتأكيد على حرصها الدائم على تقديم أدوار متنوعة ومختلفة، وهو ما جعل الجمهور ينجذب إليها بشكل أكبر، خاصة بعد أن قضت عشر سنوات تقدم أدواراً متشابهة.
وتستمر فعاليات المهرجان حتى 2 مايو، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار حول قضايا الفن والسينما.
يُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يُقام سنويًا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام صناع السينما لعرض أعمالهم على الجمهور.
المهرجان أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويقام برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، ومحافظة الإسكندرية، نيو سينشري شركة باشون للإنتاج الفني.