جاء البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين مخيبا للأمال بالنسبة لعدد من القضايا الدولية، بينها أوكرانيا التي كانت تطمع في إدانة صريحة للهجوم الروسي، وتبنى موقف موحد تجاه التخلي عن الوقود الأحفوري، فيما حمل أخبارا سارة بالنسبة للاتحاد الأفريقي.

وأصدرت قمة مجموعة العشرين بيانها الختامي السبت، اتفق فيه القادة المجتمعون في الهند على انضمام الاتحاد الأفريقي إلى تكتلهم ونددوا باستخدام القوة في أوكرانيا لكن من دون ذكر روسيا تحديدا، فيما خلا بيانهم الختامي من أي دعوة للتخلي تدريجا عن مصادر الطاقة الأحفورية.



ورحّبت مجموعة العشرين رسميا السبت بانضمام الاتحاد الأفريقي إلى صفوفها، في خطوة تعد انتصارا دبلوماسيا للهند التي تستضيف القمة هذا العام وتظهر كزعيمة لدول الجنوب.


وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي توصل المجموعة إلى توافق حول الإعلان الختامي للاجتماع، لكن ذلك لم يحصل من دون تنازلات نظرا إلى الخلافات داخل المجموعة حول العديد من القضايا من بينها الموقف الواجب اتخاذه تجاه روسيا والاستجابة لتغير المناخ.
Speaking at the Session-2 on 'One Family' during the G20 Summit in Delhi. https://t.co/tj1jrzelBA — Narendra Modi (@narendramodi) September 9, 2023
ورغم أن الإعلان الختامي دان "استخدام القوة" في أوكرانيا لتحقيق مكاسب ميدانية، لم يذكر تحديدا الهجوم الروسي على هذا البلد بعدما ندد به في البيان الصادر في ختام قمة مجموعة العشرين عام 2022 في بالي.

وحضر قادة دول العشرين مجتمعين يتقدمهم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لكن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني تشي جين بينغ لم يحضرا القمة.


كييف انتقدت بيان القمة
وانتقدت كييف السبت بيان مجموعة العشرين حول الغزو الروسي، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكراني أوليغ نيكولنكو "أوكرانيا ممتنة للشركاء الذين حاولوا تضمين صياغة قوية للنص. في الوقت نفسه، في ما يتعلق بالعدوان الروسي على أوكرانيا، ليس هناك ما يدعو مجموعة العشرين إلى الاعتزاز".

وفي ما يخص المناخ، خلا البيان الختامي للمجموعة من أي دعوة للتخلي تدريجيا عن مصادر الطاقة الاحفورية مع أن التقييم الأول لتنفيذ اتفاق باريس للمناخ اعتبره هدفا "حيويا".

لكن قادة دول مجموعة العشرين المسؤولة عن 80 % من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، أقروا وفقا لتوصيات خبراء المناخ في الأمم المتحدة، أن هدف حصر الاحترار المناخي بحدود 1,5 درجة مئوية "يتطلب خفضا سريعا وكبيرا ومستداما للانبعاثات بنسبة 43 % بحلول 2030 مقارنة بمستواها في 2019".

ودعوا إلى "تسريع الجهود الرامية إلى الحد من إنتاج الطاقة بالفحم" بدون أن تكون مصحوبة بأجهزة احتجاز الكربون أو تخزينه. وهذا يستثني بحكم الأمر الواقع الغاز والنفط.

وعلّقت فريدريكه رودر، نائبة رئيس منظمة "غلوبل سيتيزن" غير الحكومية بالقول "هذه رسالة فظيعة وجهت إلى العالم، لا سيما إلى البلدان الأكثر فقرا وضعفا والتي تعاني أكثر من غيرها تبعات تغير المناخ".


 صوت "من أجل إفريقيا"
وتعد البلدان النامية الأكثر تضررا بالظواهر الجوية القصوى المرتبطة بتغير المناخ، بالإضافة إلى معاناتها انعدام الأمن الغذائي الذي غذته الحرب في أوكرانيا من خلال التأثير على أسعار الحبوب.
وذكّر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا السبت أمام قادة مجموعة العشرين بأن العالم يواجه "حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة". وأكد لولا خلال القمة أن "غياب الالتزام بالبيئة دفعنا إلى حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة".

لكن قادة دول مجموعة العشرين المسؤولة عن 80 % من انبعاثات غازات الدفيئة، أعلنوا أنهم سيدعمون الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030.
كما حذّروا من أن الاستثمارات المخصصة لمكافحة تغيّر المناخ يجب أن "تزيد بشكل كبير" لمساعدة البلدان النامية على تحقيق التحول إلى الطاقة النظيفة.

واعتبر مصدر دبلوماسي فرنسي أن اللغة المستخدمة في البيان الختامي "مرضية جدا توحي بما يجب أن يكون سلاما عادلا ودائما عند انتهاء الحرب في أوكرانيا".

من جهته، رأى مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان أن صياغة النص، خصوصا في ما يتعلق بأوكرانيا، تنم "عن عمل جيد جدا".

ويضمّ الاتحاد الإفريقي الذي أسّس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 55 دولة عضوا (بما فيها ست معلقة عضويتها)، ويبلغ مجموع ناتجه المحلي الإجمالي ثلاثة تريليونات دولار. وكانت القارة حتى الآن ممثلة في مجموعة العشرين بدولة واحدة هي جنوب أفريقيا.

وقال الرئيس الكيني وليام روتو السبت إن انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين سيوفر "صوتا ورؤية" لإفريقيا، القارة "الأسرع نموا" في الوقت الحالي.

ورحبّت الرئاسة النيجيرية المدعوة أيضا إلى حضور قمة نيودلهي بالعضوية الجديدة كاتبة على منصة "إكس"، "كقارة، يسرّنا مواصلة تعزيز تطلعاتنا على الساحة العالمية عبر منصة مجموعة العشرين".
من جهته، رأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن انضمام القارة السمراء "رمز مهم للشمول" و"خطوة كبيرة لمجموعة العشرين ولأفريقيا، لكنها لن تكون الأخيرة".

وعلت الأصوات المطالبة بتعزيز تمثيل القارة الأفريقية في هيئات دولية رئيسية أخرى، مثل مجلس الأمن الدولي.

وفي وقت سابق السبت، انطلقت أعمال قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي، تحت شعار "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد"، وتستمر القمة يومين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الوقود الأحفوري الهند الهند اوكرانيا قمة العشرين الافريقي الوقود الأحفوري سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قمة مجموعة العشرین فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات «الشارقة للأدب الأفريقي» اليوم

الشارقة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مهرجان الحصن يرسّخ تراث الإمارات في نفوس الأجيال الناشئة «الشارقة للفنون» تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم وتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، تنطلق اليوم في «المدينة الجامعية بالشارقة»، فعاليات الدورة الأولى من «مهرجان الشارقة للأدب الأفريقي»، الذي تنظمه «هيئة الشارقة للكتاب» في الفترة من 24 إلى 27 يناير الجاري تحت شعار «حكاية أفريقيا». ويهدف المهرجان الأول من نوعه في المنطقة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين أفريقيا والعالم العربي، وترسيخ مكانة الشارقة كمركز ثقافي عالمي، وجسر للتواصل الحضاري بين جميع ثقافات العالم. ويجمع المهرجان 29 أديباً إماراتياً وأفريقياً منهم فائزون بجائزة نوبل للآداب مثل عبد الرزاق قرنح، وولي سوينكا، في 8 حلقات نقاش للكتب و3 ندوات، لتسليط الضوء على أبرز الإسهامات الأدبية والفنية الأفريقية، ودورها في إثراء المشهد الثقافي العالمي، وتسهيل الحوار البنّاء بين الأدباء والمثقفين والفنانين والجمهور.
ينظم المهرجان 12 ورشة عمل للأطفال تتخللها أنشطة إبداعية تشمل، رسم الحكايات الأفريقية على الحجارة، وصناعة الفخار الأفريقي، والمجوهرات، بهدف تعريف الزوار الصغار من جميع الجنسيات والفئات العمرية على الفنون الحرفية التقليدية والتراثية في جميع أنحاء قارة أفريقيا، تستكملها جلسات قرائية لقصص الحكايات الأفريقية، والتي تنقل الحكايات الشعبية والفلكلورية الأفريقية بأسلوب ممتع وملهم.
ولمحبي تذوق الطعام واستكشاف النكهات والتعرف على فنون الطهي الأفريقية، يخصّص المهرجان 4 عروض حيّة للطهي، يقدمها مشاهير الطهاة الذين ألفوا كتباً حققت أعلى المبيعات، أبرزهم الشيف ليليان إليدا والطاهيتان النيجيريتان وانا أودوبانغ وأوزوز سوكوه، اللتان تستعرضان فنون الطهي الأفريقية أمام جمهور المهرجان.
ويتضمن برنامج المهرجان حفلات موسيقية تشدو بالإيقاعات الأفريقية، موفرة للزوّار فرصة التعرف على جوهر الموسيقى التراثية الأفريقية، والاستمتاع بحوار موسيقي بين الألحان السودانية والإيقاعات الأفريقية والأنغام العربية، كما يشهد اليوم الثالث حفلاً موسيقياً يستضيف الفنانة آن ماسينا التي تجمع فن الأوبرا مع إيقاعات من جنوب أفريقيا.
ولإضفاء طابع احتفالي وتفاعلي على أجوائه، ينظم المهرجان عروضاً فنية متجولة في افتتاح وختام كل يوم من أيامه الأربعة، بالإضافة إلى معرض فني، ومنصات للعروض الفنية التفاعلية.

مقالات مشابهة

  • هيئة الأسرى تكشف تفاصيل عملية التبادل يوم غد
  • عن "منظومة نسك".. "الحج والعمرة" تفوز بجائزة القمة العالمية "WSA"
  • انطلاق فعاليات «الشارقة للأدب الأفريقي» اليوم
  • وزير المالية يهنئ «جنوب أفريقيا» على رئاسة مجموعة العشرين لعام 2025
  • 31% زيادة في زوار القمة العالمية لطاقة المستقبل
  • باريس يحسم القمة الأوروبية بفوز قاتل على السيتي والملكي يضرب بقوة
  • مدير الرياضة بالقليوبية يشهد افتتاح المعرض الختامي لبرنامج الفنون التشكيلية
  • اطمنوا.. السيسي يعلن أخبارا سارة للمصريين
  • «دبي الرياضي» يحتفي بـ«وفد الأفريقي»
  • التضامن تشارك في احتفالية النشاط الختامي لبرنامج العمل المشترك بين القومي لحقوق الإنسان وصندوق الأمم المتحدة للسكان