مسير شائك أمام العراق في طريق الـ11 مليار شجرة
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
يؤكد مختصون أن العراق بحاجة إلى زراعة أكثر من 11 مليار شجرة، في وقت لا تصل مساحاته الخضراء الرسمية “الغابات” إلى نسبة 2 في المائة، فيما تبلغ المساحات المعرّضة للتدهور بسبب زيادة التصحر وتجريف البساتين نحو 59 في المائة.
ويرى مختصون أن إعادة إحياء وتأهيل الغابات وزراعة المساحات بهذه الأعداد من الأشجار خلال السنوات المقبلة يمكن أن يُعيد جزءاً من الهواء النقي إلى الأجواء العراقية، بعد تلوّثها بالنفايات الضارة من العوادم والمصانع وغيرها.
ويحتل العراق المرتبة الثانية بأكثر دول العالم تلوثاً، فيما جاءت العاصمة بغداد بالمرتبة 13 من بين المدن العالمية خلال عام 2022، وذلك وفق مسح عالمي سنوي أجرته شركة سويسرية لتصنيع أجهزة تنقية الهواء.
وينبّه المختصون على ضرورة وضع خطط جديدة تختلف عن العقود الماضي بسبب دخول العراق مرحلة الخطر العالمي نتيجة الاحتباس الحراري والتغير المناخي الذي يؤثر بدوره على نمو بعض الأشجار.
ويضرب التغير المناخي العراق بقوة خلال الأعوام القليلة الماضية وبصورة غير معهودة، حيث يعد خامس الدول الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية العالمية وفق وزارة البيئة العراقية والأمم المتحدة.
ويفقد العراق سنوياً 100 ألف دونم (الدونم 1000م مربع)، جراء التصحر، كما أن أزمة المياه تسببت بانخفاض الأراضي الزراعية إلى 50 في المائة وفق تصريحات رسمية.
أسباب تقلّص مساحات الغابات
تقلّصت مساحات أشجار الغابات سواء في العراق بشكل عام أو في مدينة الموصل بشكل خاص لأسباب كثيرة، منها الحروب والحرائق، فضلاً عن القطع الجائر وتحويل الأراضي من زراعية إلى سكنية، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح القوية المحمّلة بالأتربة والغبار، ما أثر سلباً على الظروف الجوية وحياة الناس في البلاد.
هذا ما أفاد به أستاذ الفاكهة المستديمة الخضرة في كلية الزراعة والغابات بجامعة الموصل، الدكتور أياد هاني العلاف.
ويتابع، “ما يستدعي الاهتمام بعملية التشجير، وزيادة الغطاء النباتي أو ما يُعرف بـ(الحزام الأخضر)، من خلال زيادة المساحات الخضراء داخل المدن والمناطق السكنية، عن طريق غرس العديد من الأشجار الغاباتية والبستنية ضمن خطة زراعية واضحة تتناسب مع المكان جغرافياً ومناخياً”.
الأمر الذي يتطلب، بحسب مختصين، اختيار أشجار وفق نوعيات معيّنة، قادرة على تحمل ظروف البلاد الحالية، وفي الوقت نفسه تنمو على القليل من الماء، وبهذه الطريقة يمكن تكوين غابات جديدة من خلال الاعتماد على هذه الأشجار.
اختيار الأشجار
يؤكد مدير مؤسسة “مثابرون للخير”، أنس الطائي، أن “الاحتباس الحراري والتغير المناخي أثر على نمو بعض الأشجار، خاصة في الصيف التي تصل درجات الحرارة إلى 50 مئوية، ما سبب بموت الكثير من الأشجار”.
ويبيّن الطائي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، أن “الأشجار التي أثبتت قدرتها على تحمل هذه التغيرات هي أشجار أوكالبتوس والبيزيا والزونيا والنبق والكازورينا والغاف، كما أنها تتحمل العطش لكن في مراحل ما بعد النمو تصل أحياناً إلى 4 سنوات”.
ومن الأشجار التي تتلائم مع الظروف البيئية والمناخية للعراق خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، هي أشجار الأكاسيا، وشوك الشام، ولسان الطير، والكازورينا، والسبحبح، والروبينيا، وواشنطونيا، والأوكالبتوس، والسرو، والصنوبر والثويا، وكذلك أشجار فاكهة مثل الزيتون والنبق، أو ما تُعرف بـ(السدر)، بحسب مختصين.
إعادة إحياء غابات الموصل
وبناءً على ذلك، وضعت مديرية زراعة نينوى، منذ سنتين، خططاً استراتيجية لمعالجة مشاكل التشجير والغابات ولإعادة إحياء الغابات الاصطناعية، وفق مدير زراعة نينوى، د.ربيع يوسف، من خلال اختيار أشجار ملائمة لأجواء محافظة نينوى مثل الأوكالبتوس والصنوبريات.
ويضيف يوسف في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، أن “نسبة إحياء الغابات في نينوى تجاوز 70 في المائة، وغالباً ما تُزرع أشجار الأوكالبتوس المقاومة للحرارة والبرودة، وكذلك من أجل استثمارها في مجالات عدة، منها جودة عسل الأوكالبتوس الذي يد أفضل أنواع العسل في العالم”.
وعن غابات نينوى، يوضح، أن “غابة سنجار التي هي عبارة عن ما يقارب من 50 دونم، سيتم إحياؤها بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة، والعمل مستمر لإعادة إحياء غابة البعاج بنحو ألف دونم كغابات صناعية ومناطق خضراء، فضلاً عن زراعة أشجار الفستق الحلبي في منطقة القوش، والنخيل في منطقة المحلبية”.
التشجير وفوائده البيئية
يؤكد مختصون، أن زراعة هذه المناطق بالأشجار ستعمل على تحسين جودة الهواء والتربة ويمنع انجرافها، وفي الوقت نفسه تكون أشبه بمصدات للمدن من العواصف الغبارية وهبوب الرياح القوية، كما أنها تساعد على تخفيض درجات الحرارة وامتصاص الملوّثات.
ومن فوائد التشجير أيضاً، تعزيز السياحة البيئية ما يوفر فرص عمل للشباب في هذه المناطق، بالإضافة إلى تحسين الصحة العامة والترفيه والترويح عن النفس، وكذلك الحماية من الأشعة فوق البنفسجية وتقليل حدة الضوضاء والشعور بالاكتئاب.
ومن أهمية الأشجار الغاباتية، أنها تعمل على سحب غاز ثنائي أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه في داخل أعضاء الأشجار، وتقوم بالمقابل بإطلاق غاز الأكسجين، ما يعمل على حفظ التوازن بين الغازات في الهواء، وفق المختصين.
ولهذه الفوائد، يدعو المختصون الحكومة العراقية ووزارة الزراعة والدوائر المعنية إلى الاهتمام بعمليات التشجير وزيادة مساحات الأشجار الغاباتية لإعادة إحياء الغابات الموجودة، فضلاً عن دعم المبادرات الأهلية وعدم الاعتماد على الغابات القديمة.
بل العمل على تكوين غابات جديدة وزراعتها بأشجار ملائمة لظروف البلاد الحالية، وفق ما قاله عضو “مرصد العراق الأخضر” المختص بالبيئة، عمر عبد اللطيف.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: درجات الحرارة من الأشجار فی المائة
إقرأ أيضاً:
العراق ينجح بزراعة أكثر من 16 مليون شجرة
الاقتصاد نيوز - بغداد
أعلنت وزارة الزراعة، اليوم الاثنين، أن مبادرة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني لتشجير العراق تجاوزت الهدف وحققت نجاحاً كبيراً، فيما أشارت الى نجاحها بزراعة أكثر من 16 مليون شجرة في العراق.
وقال المتحدث باسم الوزارة، محمد الخزاعي إن "مبادرة رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني بزراعة خمسة ملايين شجرة قد نُفذت في وقت قياسي، حيث تولت وزارة الزراعة، من خلال لجنة برئاسة الوزير، تنفيذ هذه الحملة بالتعاون مع عدد من الوزارات والحكومات المحلية، بما في ذلك محافظة بغداد".
وأشار إلى، أنه "تمت زراعة أكثر من الرقم المعلن، حيث بلغ العدد 6,452,000 شتلة من مختلف الأصناف والأنواع، التي أعقبتها مبادرة تشجير بغداد التي انطلقت في شهر أيلول، والمبادرة الكبرى لتشجير العراق التي انطلقت في بداية شهر تشرين الأول، والتي أسفرت عن زراعة أكثر من 10,000,000 شجرة".
وأضاف المتحدث، أن "هناك أنواعاً عديدة تمت زراعتها في الحملات المذكورة، منها النخيل والزيتون وأشجار الحمضيات والكالبتوس وأشجار الزينة وغيرها من الأنواع".
وأطلق رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في وقت سابق، خلال مؤتمر العراق للمناخ، الذي استضافته محافظة البصرة، مبادرة لزراعة خمسة ملايين شجرة ونخلة في عموم محافظات العراق، لمواجهة آثار التغيرات المناخية.