مجموعة الـ 20 تدعو إلى احترام مبادئ القانون الدولي
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
نيودلهي-سانا
دعا الإعلان المشترك الذي تبنته قمة مجموعة العشرين المنعقدة في العاصمة الهندية نيودلهي اليوم جميع الدول إلى احترام مبادئ القانون الدولي، مشيراً إلى الأهمية الحاسمة لـ أسلوب الحل السلمي للنزاعات والحوار.
ونقل موقع آر تي عن الإعلان المشترك للمجموعة معارضته لاستخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها، داعياً إلى التنفيذ الكامل لاتفاق الحبوب لضمان إمدادات الغذاء والأسمدة من روسيا وأوكرانيا، وإلى إصلاح منظمة التجارة العالمية.
وأوضح الإعلان أن الأزمات المتتالية تهدد النمو العالمي على المدى الطويل، مبيناً أن المجموعة تتعهد بـ تسريع العمل لمكافحة تغير المناخ، وتدعم جهود زيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة، ولافتاً إلى أن القمم المقبلة للمجموعة ستعقد في البرازيل 2024 وجنوب إفريقيا 2025 والولايات المتحدة 2026.
كما تضمن الإعلان المشترك اعترافاً بوجود وجهات نظر وتقييمات مختلفة لأحداث أوكرانيا بين الدول الأعضاء في المجموعة، وقال إعلان نيودلهي: “فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وبينما استذكرنا المناقشة التي جرت في بالي، فقد أكدنا مواقفنا الوطنية والقرارات المعتمدة في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، وشددنا على أنه يجب على جميع الدول أن تتصرف بطريقة تتفق مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في مجملها”.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية الهندي جايا شانكر مع وزيرة المالية نيرمالا سيتارامان عقب اختتام أعمال اليوم الأول للقمة، أشار شانكر إلى الإجماع في القمة على جميع النقاط.
ورداً على سؤال لوكالة سانا حول جدية الدول الأعضاء في محاربة الإرهاب وأدواته قال شانكر: إن الإعلان يتحدث عن دعم الإرهاب وتمويله وتهريب الأسلحة للإرهابيين، وهناك آلية عمل ضد الإرهاب متفق عليها مع ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمنع توفير ملاذ آمن لهؤلاء الإرهابيين.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
سيطرة المتمردين على سوريا يعيد خلط أوراق التهديد الإرهابي فى الدول الغربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يثير الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد مخاوف من العودة غير المنضبطة إلى فرنسا وعودة الإرهاب الداخلي. وأصبح السؤال الرئيسي هو ما هي عواقب سقوط بشار الأسد على التهديد الإرهابي الذي يواجه فرنسا؟ وهو سؤال حاسم بعد ثلاثة عشر عامًا من الحرب الدموية في سوريا وما يقرب من تسع سنوات من التأهب الأمني المتواصل في فرنسا. والإجابة ليست مطمئنة على الإطلاق حيث تشعر فرنسا وجيرانها بالقلق.
يذكر مصدر في الشرطة الفرنسية التصريحات التي أدلى بها يوم الأحد الماضى في دمشق أبومحمد الجولاني في مسجد أمية، وهو مكان ذو رمزية كبيرة، حيث أشاد رئيس هيئة تحرير الشام، بـ"النصر التاريخي للمنطقة وللأمة الإسلامية".
وبالتالي فإن سقوط دمشق سيكون انتصارًا للمجتمع الإسلامي العالمي، حيث يتردد صدى هذه الكلمات أيضًا لدى جميع الأشخاص المتطرفين في فرنسا، الذين ما زالوا يحلمون بالجهاد والانتصار العالمي لـ"الإيمان الحقيقي". وفي هذا السياق، تنبع مخاوف باريس من ثلاثة عناصر:
العنصر الأول: الجهاديون الفرنسيون المحاصرون حتى الآن في جيب إدلب شمال غرب سوريا. ويشير مصدر متخصص في مكافحة الإرهاب إلى أن "هذه الحرية الحديثة قد تثير المخاوف من عمليات الإعادة غير المنضبطة إلى فرنسا". ويؤكد أحد المتخصصين في مكافحة الإرهاب أنه من بين هؤلاء الجهاديين الفرنسيين، هناك أفراد "معروفون جيدًا لدى أجهزة المخابرات، وصدرت ضدهم أحكام بالإدانة من المحاكم الفرنسية".
فى السياق نفسه، صرح أوليفييه كريستن، المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب، بأن هؤلاء المقاتلين جاءوا من "حركة هيئة تحرير الشام" ولكن أيضًا من "لواء عمر أومسين"، الذى ولد عام 1976 في السنغال، وعاش في نيس لفترة طويلة، وهو أحد المعروفين لأجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسي، وأسس كتيبته في سوريا عام 2013، واجتذب عددًا من الشباب الفرنسيين. ويتمتع بعلاقات قوية مع هيئة تحرير الشام.
ويؤكد المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب، أن أكثر من مئة فرنسي كانوا موجودين في جيب إدلب حتى الأيام الأخيرة "منهم حوالي خمسين ينتمون إلى كتيبة عمر أومسين، وحوالي ثلاثين من هيئة تحرير الشام. وهناك أيضًا "حوالي ثلاثين امرأة لجأن إلى المخيمات بعد كارثة تنظيم الدولة الإسلامية". ومن المعروف أن من بينهم أفرادًا معنيين متورطين في عمليات التمويل.
إن أجهزة المخابرات الفرنسية، وفي المقام الأول المديرية العامة للأمن الخارجي والمديرية العامة للأمن والسلامة، هي بالطبع في حالة تأهب لمنع عودة محتملة "غير منضبطة" لبعض هؤلاء الأفراد. وباريس ليست وحدها في توخي اليقظة، حيث تشعر برلين وبروكسل ولندن بالقلق. ومع وجود مجموعة من عشرات البريطانيين المحتجزين حاليًا في سوريا، فقد تحدث وزير بريطانى عن "موضوع يثير قلقًا كبيرًا" وأكد أن الأجهزة البريطانية تراقب الوضع بعناية "من خلال التواصل والتعاون مع جيراننا".
وفيما يتعلق بفرنسا، فإن الأمر يتعلق باليقظة ليس فقط تجاه الجهاديين الفرنسيين، ولكن أيضًا تجاه نظرائهم الناطقين بالفرنسية، وخاصة سكان شمال أفريقيا، الذين يشكلون خطرًا مثل الفرنسيين. وفي الواقع، ذهب العديد من المغاربة والجزائريين والتونسيين إلى سوريا، وبحسب مصدرين قضائيين وشرطيين، فإن الإحصائيات المتعلقة بهم أقل دقة بكثير. ويبقى الواقع أن الأجهزة الفرنسية لم تنتظر سقوط دمشق لتهتم بها، ذلك أن العشرات من المتطرفين من شمال إفريقيا، وأحيانًا ثنائيي الجنسية، "نُقلوا" إلى شمال إفريقيا، وأصبحوا في مرمى المخابرات الفرنسية.
السبب الثاني للقلق: الوضع في السجون والمخيمات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد، أكراد سوريا) بينما ترغب أنقرة في التخلص من هؤلاء الأكراد على حدودها، كما أن سقوط مدينة منبج الخاضعة لسيطرة القوات الكردية شمالي البلاد قد يؤدى إلى زعزعة استقرار القطاع الكردي مما يتبع ذلك من عواقب وخيمة للغاية على فرنسا.
ولا تزال قوات الدفاع والأمن تحتجز آلاف الجهاديين في عدة سجون. وعدد أكبر من النساء والأطفال في مخيمي الهول وروج شرقي البلاد. ومن بينهم 66 فرنسية محتجزة في معسكر روج، و65 فرنسيًا محتجزين في سجني ديريك والحسكة.
ويؤكد مصدر في مكافحة الإرهاب أنه إذا استمرت تركيا في دعم هجومها، "فسنجد أنفسنا أمام مجموعة من الحلول السيئة: خطر الهروب الجماعي أو الحاجة إلى تنفيذ عملية إعادة كارثية لأسباب أمنية". ومما يزيد القلق أن هذا الوضع، كما يشير أحد المتخصصين، "أن النساء المعنيات كثيرًا ما يرفضن إعادتهن إلى وطنهن". ويضيف أن "من بين المعتقلين عدد من الشخصيات الجهادية الفرنسية بينهم مقربون من الجهاديين الأخوين كلان.. إن رؤية أفراد مثل أدريان جيهال، المقرب من الأخوين كلان، أو توماس بارنوين، صديق الجهادى محمد مراح، أو حتى رومان جارنييه، من شبكة "فيسول" الإسلامية، يختفون من السجون سيكون كارثة.
وكشف مصدر في الشرطة عن عدد "نحو عشرة جهاديين أطلق سراحهم ضمن الذين كانوا محتجزين فى السجون السورية، وقال أوليفييه كريستن: "لقد حددنا هوية اثنين من الجهاديين الفرنسيين في أحد السجون في حلب" بينما قدر أنه من المؤكد أن هناك المزيد خاصةً من بين الجهاديين الذين لم تعد لدى الأجهزة الفرنسية أى معلومات عنهم.
العنصر الثالث والأخير المثير للقلق: تأثير الأخبار السورية على التهديد الداخلي. ومن الطبيعي أن تقوم المديرية العامة لمكافحة الإرهاب، الرائدة في مكافحة الإرهاب على التراب الوطني، بتقييم التداعيات المحتملة في فرنسا وعواقبها على الحركة الإسلامية.
ومن المرجح أن يثير سقوط دمشق حماس الأفراد الذين كثيرًا ما يخلطون بسعادة بين الحركات والمنظمات الإرهابية. على أية حال، يكفي أن نشير إلى أنه في الأشهر الأخيرة، حلم العديد من الجهاديين الشباب المحتملين بالمغادرة إلى سوريا. وكان هذا هو حال الشاب الفرنسي الذي اعتقل الأسبوع الماضي في إطار خطة هجوم فاشلة، أو المراهق الذى يبلغ من العمر 17 عامًا وتم القبض عليه في مايو الماضي.
وفي هذه النقطة، تقدم المحاكمة الجارية فى قضية اغتيال صموئيل باتي أيضًا مثالًا واضحًا على الانجذاب إلى سوريا، فقد أثبت التحقيق أن عبدالله أنزوروف، قاتل الأستاذ، كان يحلم بالذهاب إلى سوريا، وتحديدًا في صفوف منظمة هيئة تحرير الشام، وكان على اتصال مع جهاديين من هذا التنظيم المتمركز في سوريا.
مخيم روج.. قلق من هروب الإرهابيين وإعادة انتشارهم فى أوروبا